هل تمهدّ زيارة صفا للإمارات لنزول حزب الله عن شجرة الجنوب؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
كان في استطاعة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" الحاج وفيق صفا الذهاب إلى دولة الأمارات العربية المتحدة والعودة منها من دون أن يعرف أحد بهذه الزيارة، التي سبقتها اتصالات مكثفة بين المسؤولين الأمنيين الاماراتيين وبين أكثر من طرف محلي واقليمي، لكن "حارة حريك" تعمّدت تسريب الخبر لأسباب كثيرة، كما أن لأبو ظبي أسبابًا كثيرة أيضًا لإعطاء هذه الزيارة طابعًا رسميًا، مع ما يمكن أن ينتج عنها من نتائج مباشرة وغير مباشرة لجهة إغلاق ملف آخر الموقوفين اللبنانيين الذين يقضون محكوميتهم بعدما أصدر القضاء الإماراتي في حقهم أحكامًا لها علاقة بأمن الامارات، وهم ينتمون بمعظمهم إلى "حزب الله".
لا شك في أن هذه الزيارة وما سيتبعها من مفاعيل إيجابية بالنسبة إلى إطلاق سراح اللبنانيين الموقوفين في الامارات لم تكن لتحصل لو لم تكن العلاقة الديبلوماسية بين أبو ظبي وطهران قد قطعت شوطًا متقدّمًا جاءت كنتيجة طبيعية للسياسة الانفتاحية، التي قررت إيران انتهاجها تجاه دول المنطقة، فكانت أولى خطواتها ما تم الاتفاق عليه مع الرياض بناء على وساطة صينية، ومن بين هذه الدول، التي قررت إيران الانفتاح عليها هي دولة الامارات العربية، خصوصًا أن بين الدولتين خلافات عميقة حول ملكية الجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، وموقف أبو ظبي من دعم ايران للحوثيين. فلو لم تكن هذه العلاقة المتوترة بين أبو ظبي وطهران قد قطعت شوطًا متقدمًا لما كان الحديث عن إمكانية الافراج عن الموقوفين اللبنانيين واردًا في الأساس، خصوصًا أن موقف السلطات الأمنية في دولة الامارات معروف لجهة التشدّد في تطبيق القانون المحلي المتعلق بالأمن القومي الإمارتي، والذي يُعتبر خطًّا أحمر من غير المسوح تجاوزه، أو حتى السماح بالحديث عن مفاعيله. في المقابل، فإن "حزب الله" لم يكن في وارد الدخول في هذه القضية الحساسة والدقيقة لو لم يكن قد تلقى إشارات إيجابية قد يستتبعها بخطوات انفتاحية لاحقة على عدد من دول المنطقة، والتي كان يناصبها العداء ويتهمهما بتقديم الدعم للأميركيين والبريطانيين في حربهم على اليمن.
وفي رأي أكثر من مراقب سياسي وديبلوماسي فإن قرار "حزب الله" بالانفتاح على عدد من دول الخليج، وهو في الأساس على علاقة جيدة مع القطريين، مردّها إلى المأزق الذي بدأ يستشعره بتورطه في فتح جبهة الجنوب "إسنادًا لغزة"، مع ما استجر هذا التدّخل من أضرار جسيمة لحقت به بالمباشر بعد سقوط أكثر من مئتي شهيد من خيرة شبابه، وبعد الدمار الهائل الذي لحق بأكثر من خمسين قرية حدودية، مع ما يمكن أن يستتبع ذلك من جرّ لبنان إلى حرب ليس له فيها أي شيء، وهو بالكاد يقدر في وضعه الحالي أن يتنفس، فكيف إذا شنّت إسرائيل عليه حربًا قال عن ظروفها الرئيس ميشال عون إنها غير متكافئة. فهل يمكن اعتبار خطوة "حزب الله" تجاه دولة الامارات بمثابة الخطوة الانفتاحية الأولى انسجامًا مع سياسة "الجزرة والعصا" التي تنتهجها إيران في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأميركية؟
المتفائلون يرون أن زيارة صفا لأبو ظبي ستحمل حتمًا بشائر لعلاقة مستدامة قد يكون لمفاعيلها الأثر الايجابي على حركة "حزب الله" في المنطقة وفي الداخل اللبناني.
أمًا الواقعيون فيعتبرون أن أي خطوة خارجية يقوم بها "حزب الله" تبقى ناقصة ما لم يبادر إلى اتخاذ أكثر من خطوة في الداخل، وأولها اعترافه بأن "حرب المساندة" لم تؤتَ ثمارها، وثانيها الذهاب نحو الخيار الثالث في الاستحقاق الرئاسي.
فإذا استطاع "حزب الله" أن يقوم بهاتين الخطوتين المتقدمتين فإن مفاعيل انفتاحه على دولة الامارات وغيرها من دول الخليج ستكون لها التأثير المباشر على "لبننة" خياراته، في ضوء ما سمعه العالم من تفاصيل في التقرير السنوي للأمم المتحدة عن المعارك الدائرة بين فصائله وجيش العدو على خطوط المواجهة الحدودية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: دولة الامارات حزب الله أکثر من
إقرأ أيضاً:
المسألة شوري واتفاق في الرأي وليس الانفراد بالقرار
المسألة شوري واتفاق في الرأي وليس الانفراد بالقرار لشخص بعينه أو مجموعة تحتكر الصوت والشعب وتري نتيجة فعلها مترجما في شكل دمار شامل وتظل تكابر وتكابر وتجتهد في تحويل اخفاقاتها الي الآخرين وتري نفسها في ابهي حلة مثل الديك ينظر في بركة الماء فلا يري غير اسد
هذا الرجل الطيب ( طيب الله ثراه ) الشيخ زائد بن سلطان الحائز بجدارة علي لقب حكيم العرب لم يتخرج في هارفارد واكسفورد وكمبيردج بل لم يغادر مضارب قبيلته وخيامه وابله وانعامه بل كان شغله الشاغل أن يجعل من بلاده بعد أن تم توحيدها وأصبحت الامارات العربيه المتحدة بقعة تجد مكانها تحت الشمس وظل يتلفت هنا وهنالك بذكائه الفطري يبحث عن الرجال والخبراء كي يكونوا له يد يمني في تحقيق ماتهفو إليه نفسه فوجد في السودان ضالته وهب لمساعدته من ارض النيلين أناس عرفوا بالورع والاستقامة والفهم العميق في مجال الإدارة والعلم والتعليم والإعلام ووقفوا معه كالطود الشامخ حتي صارت الإمارات علما بين الأمم . وسر نجاح هذا الشيخ الحكيم المليء بالتفاؤل وحب العمل وحب بني وطنه وسعيه الحثيث في أن يرتقي بهم في كافة المجالات وجند لهم قمة الكفاءات من السودان ومن غيره فبرزت الامارات في عهده منارة سامقة في الخليج وارسلت بريقها لكافة الدول العربية وصار السفر إلي ( ابو ظبي ) أمنية كل من يريد أن يغير من وضعه وهنالك الفرص أوسع وأبواب العالم كلها مشرعة أمام المواطن والمقيم وهذه الدولة الصغيرة صارت تنافس علي المراتب الأولى في اقتصاديات العالم .
هذه اللبنة الطيبة والغرسة المباركة لوالد الظبنانيين جميعا الشيخ زايد رجل الدولة المحنك الذي عركته التجارب وصل إلي ماوصل إليه لأنه وضع هدفا لطموحاته وسعي نحو هذا الهدف بكل ثقة وإيمان ومسؤولية ولم يتردد في طلب العون من أهل الدراية والعلم والتعليم والتخطيط السليم وكان متواضعا ولم يشغل نفسه بتلميع شخصيته ووضعها فوق بني وطنه وكان يقابل أفراد الشعب في الطرقات ويدخل الي الفصول في المدارس ويحادث الصغار بلغة الأب والمربي الحادب علي أن يكون للنشيء آمال عراض ومستقبل واعد واعد لهم المسرح والراية ومعالم الطريق ليسيروا في دروب الخير لهم ولبقية العرب والمسلمين والإنسانية .
وغاب زايد الخير بعد أن سلم خلفائه دولة متينة الأركان غنية الاقتصاد مؤسسة من كل النواحي وكان مؤملا أن تكون إضافة للعرب والمسلمين ولكنها للاسف بعد أن استلم الأبناء الراية أشعلوا حرب اليمن وقتلوا الأشقاء واستاجروا لهذه المهمة القذرة المرتزقة من هنا وهنالك وطبعوا العلاقات مع إسرائيل وصارت الامارات تميل الي الجامعة العبرية بعد أن اشاحت وجهها عن الجامعة العربية !!..
مازلنا نأمل أن يثوب الأبناء الي رشدهم ويعودوا للحضن العربي وكفاية تقتيل وتدمير أشقائهم من العرب خدمة للصهاينة الذين لن يتورعوا عن الغدر بأقرب الناس إليهم في سبيل مصلحتهم فهؤلاء القوم ليس لهم عهد ولا ميثاق .
ورغم مايحدث من القيادة في الامارات وقد أصبح مكشوفا إلا أن أبناء الإمارات ومازالوا عندنا في موضع الاحترام والتقدير ولهم منا اجمل التحيات ونرجو لهم كل خير فهم أهل لذلك !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com