ثورة الأرز 14 آذار.. الانتفاضة التي أنهت 30 عاما من الوجود السوري في لبنان
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
احتجاجات انطلقت يوم 14 مارس/آذار 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري يوم الاثنين 14 فبراير/شباط 2005، واتُهِم موالون لسوريا باغتياله. وقد احتشدت تيارات وأحزاب وجماعات لبنانية للمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان، واعتمدت اللونين الأحمر والأبيض رمزا لها ورددت شعارات من قبيل "الحرية والسيادة والاستقلال" و"الحقيقة والحرية والوحدة الوطنية".
وأنهت هذه الثورة الوجود السوري الذي استمر قرابة 30 عاما في لبنان.
تعود جذور الوجود السوري في لبنان إلى عام 1976، أي بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. إذ دخلت القوات السورية باعتبارها جزءا من قوات الردع العربية، ثم نجحت الحكومة السورية في إرساء وجودها في لبنان.
كما حصلت على تفويض من جامعة الدول العربية وفقا لاتفاق الطائف، الذي وقع عام 1989. واستقر في لبنان حينها أكثر من 14 ألف عسكري سوري، إضافة لعناصر من الاستخبارات.
اتفاق الطائفوضع اتفاق الطائف المُوقع يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 1989، حدا للحرب الأهلية في لبنان، وقد كان قائما على محورين رئيسيين هما الإصلاح والعلاقات اللبنانية السورية.
ويعتبر هذا الاتفاق مرجعية اللبنانيين الأولى التي يستمدون منها وفاقهم الوطني وسلمهم الأهلي بعد الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 15 عاما.
اغتيال الحريري.. الشرارةاغتيل الحريري يوم 14 فبراير/شباط 2005 مع 21 شخصا آخرين في انفجار استخدم فيه 1800 كيلوغرام من مادة "تي إن تي"، في منطقة المريسة غرب بيروت، وقد وجهت أصابع الاتهام لسوريا وحلفائها في لبنان.
خرج آلاف اللبنانيين إلى شوارع العاصمة بيروت بعد شهر من اغتيال الحريري، مرددين شعار "حرية، سيادة، استقلال"، ونتيجة لذلك ظهر تجمع وتحالف قوى "14 آذار"، الذي طالب بخروج الجيش السوري والمنظومة الأمنية من لبنان، كما ظهر تحالف آخر مناهض لـ"14 آذار" ويدافع عن سوريا سمى نفسه "تحالف 8 آذار".
الأحزاب السياسية المشاركةوتعود تسمية "14 آذار" و"8 آذار" للتاريخ الذي انطلقت فيه سلسلة المظاهرات التي دعا إليها كل تيار.
ويضم 14 آذار -الذي طالب سوريا بالخروج من لبنان- تحالف قوى سنية ودرزية ومسيحية، ومن التيارات والأحزاب المشاركة فيه:
تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، ويمثل القوة الأبرز الممثلة للطائفة السنية، وله كتلة نيابية كبرى. حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، وتأسس عام 1980 ليمثل الجناح العسكري لكافة الأحزاب المسيحية المصنفة ضمن القوى اليمينية بالجبهة اللبنانية. حزب الكتائب بزعامة الرئيس السابق أمين الجميل، وظل لعقود الحزب اليميني الأكبر ضمن الطائفة المسيحية منذ تأسيسه عام 1936. حزب التقدم الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، وقد كان في مقدمة مؤسسي التحالف قبل أن ينحى منحى وسطيا بعد أحداث 7 مايو/أيار 2008.إضافة إلى أحزاب أخرى منها:
حركة التجدد الديمقراطي. حركة اليسار الديمقراطي. حزب الوطنية الأحرار. تكتل لقاء قرنة شهوان. الكتلة الوطنية.وعلى النقيض تكتلت أحزاب لبنانية عرفت بعلاقتها الوطيدة مع النظام السوري، وسط مظاهرات أخرى خرجت تشكر سوريا على وجودها في لبنان، وهي:
حزب الله، الذي يتزعمه حسن نصر الله. التيار الوطني الحر، الذي كان يتزعمه ميشال عون. أهداف "ثورة الأرز"وكان من أهداف "ثورة الأرز" إبان انطلاقتها:
تكوين لجنة تحقيق دولية للتحقيق في اغتيال الحريري، واستقالة الأجهزة الأمنية في البلاد، وإقامة انتخابات برلمانية حرة. توحيد اللبنانيين باختلاف أحزابهم وفصائلهم وتوجهاتهم تحت راية وطنية واحدة. إسقاط كل الموالين للنظام السوري داخل لبنان، وإقالة الأجهزة الأمنية وانسحابها بالكامل مع قوات الجيش السوري وحلفائها مثل حكومة عمر كرامي ووزير الداخلية سليمان فرنجية. عودة ميشال عون من منفاه وإطلاق سراح سمير جعجع. أبرز المحطاتاستقال رئيس الحكومة عمر كرامي يوم 28 فبراير/شباط 2005 وقال إنه "حريص على ألا تكون الحكومة عقبة أمام ما يراه الآخرون خيرا للبلاد"، ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة.
لم يكتف تيار المعارضة باستقالة الحكومة، بل طالب بالإنهاء الكامل للوجود السوري في البلاد، في وقت استقال فيه مسؤولون عن التحقيق في قضية الحريري.
أعلنت الحكومة قرارها بمنع التظاهر، لكن الجيش رفض قمع المظاهرات قائلا إنه يطبق الدستور الذي يسمح بحرية الرأي والتعبير والمظاهرات السلمية، وقال إن الدستور أقوى من القرار السياسي.
صدر القرار (1559) من مجلس الأمن الدولي يطالب بخروج الجيش السوري من لبنان، وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد في الخامس من مارس/آذار التزامه بالانسحاب الكامل لجيشه من لبنان.
ونُفذ القرار يوم 26 أبريل/نيسان 2005، وخرجت القوات السورية، بعد وجود عسكري دام منذ عام 1976، كما عاد عون من منفاه، وأطلق سراح جعجع.
آلاف اللبنانيين خرجوا إلى شوارع العاصمة بيروت بعد شهر من اغتيال رفيق الحريري عام 2005 (أسوشيتد برس) نتائج "ثورة الأرز"يرى "تحالف 14 آذار" أنه استطاع تأمين دعم المجتمع الدولي "لاستقلال لبنان"، وخروج القوات السورية من البلاد، وتكريس الديمقراطية كفكرة وممارسة، إضافة إلى تصحيحه العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان لأول مرة منذ الاستقلال.
وبعد قيام انتخابات عام 2005، حصلت قوى "14 آذار" على غالبية مقاعد البرلمان، ثم حصلت أيضا على الأغلبية في انتخابات 2009.
قوى "14 آذار" بعد "الثورة"يقول المنسق العام لقوى "14 آذار" فارس سعيد إن هذا التجمع "شكليا استنفذ مهمته، ولكن مضمون هذا الحدث دائم". واستطرد في حديث مع وكالة الأناضول قائلا إن "14 آذار ارتكزت على وحدة اللبنانيين من أجل إخراج الجيش السوري، ولكن بعد ذلك عاد الشعب اللبناني إلى مربعاته الطائفية، وهذا الأمر أدى إلى دخول احتلال جديد وهو الاحتلال الإيراني". ونادى بإعادة توحيد الصف كما حدث عام 2005.
بدأت العلاقة بين التحالف وسوريا بالتحسن منذ عام 2010 عقب زيارة وليد جنبلاط وسعد الحريري لدمشق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الوجود السوری الجیش السوری السوری فی من لبنان فی لبنان
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. شتاء تحت الإقامة الجبرية
#شتاء تحت #الإقامة_الجبرية
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
14 / 3 / 2016
عادة ما يتوّلى آذار مهمة إعلان انتهاء عمليات #موسم_الشتاء ، ويعرض نتائجه في مؤتمر صحفي للغيوم والطيور والأعشاب البرية..بعد أن يكون قد وجه له أكثر من نداء بضرورة تسليم نفسه للعدالة الطبيعية، وإلقاء كل ما لديه من ذخيرة مطرية ورفع الغيمة البيضاء على قوس قزح من نافذة السماء ..
وفي آذار جردة حساب الموسم ، فيه تعدّ الميزانية الختامية لرصيد #المطر ،وتقدّر #المنخفضات_القطبية المنقولة وغير المنقولة، وتحصى موجات الصقيع وتواريخ استحقاقها، وموجات #الضباب والرؤية المعدومة او شبه المعدومة ..ثم يعطى الرصيد الدائن والمدين..
لم يكن جاداً هذا الشتاء ، كان ملولاً طاعنا في الإحباط وكأنه قد أحيل إلى التقاعد للتو ، زخّاته مدروسة ، منخفضاته مكشوفة ومتوقعة ، فرص هطوله ضعيفة ، سرعة الرياح قانونية ، ودرجات حرارته معلنة على شاشات الهواتف ، لم يحمل مفاجآت حقيقية ، ولم يغّير من التوقعات أو يراوغ مراكز التنبؤات، كان شتاء داجناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكأنه شتاء تحت الإقامة الجبرية …لم نشعر بالبرد القارص ، ولم تهتزّ النوافذ كما يجب ، لم يحرك الريح أسلاك الهاتف المفصول ، ولم تنقطع الكهرباء في أشدّ منخفضاته هجوماً…
بقي لدينا رصيد هائل من الذرة الصفراء والفول النابت والمهلبية معظمها ما زالت في أكياسها لم تستخدم ،كنا نوفرها للمنخفض الأقوى، للريح التي تهدد استقرار «الزينكو» على بيت الدرج ، وللثلوج التي سوف تنزل على ارتفاع 450 متراً لكن ذلك كله لم يحدث..كان شتاء هادئاً يعاني من بلل #الاكتئاب، يوقع على قرار ترفيع الريح وصرف أمر حركة للغيوم وصيانة أجهزة الرعد بروتينية مبالغ فيها.. كان شتاء إنشائيا يرتدي بدلة وربطة عنق ، لم يبق الا ان يتكلم عن ضرورة تسريع عملية السلام.
***
في آذار عادة ما نقوم بإعادة الملابس الشتوية والحرامات الثقيلة الى أماكنها ، أتخيل الشتاء يفعل ذلك ايضاَ..في نهاية آذار يطوي غيومه ويضعها في خزانة الوقت ، وينجّد المنخفضات ويغلفها بأغلفة موسمية شفافة ، كما يلم عروق البرق المتناثرة في مشغل المطر ويضعها في «قاصة» البرق والصواعق الكهربائية ،يطفئ فراشات الريح، ويفصل مكبرات صوت الرعد، وأخيرا يعيد موجات الصقيع إلى قوالبها في «فريزر» زمني ضخم ..
أتخيله يشاهد ويرى ويقيس ردود أفعالنا على أدائه ويبرر تقصيره انه بسبب الأجواء المحيطة فإنه يمر بضائقة مطريّة صعبة، واعداً محبيه ومريديه بشتاء أجمل بعد ثمانية شهور..
**
أيها الشتاء عدّ كما كنت..شهياً حراً ثائراً..تهطل مطراً وذكريات..ايها الشتاء عد كما كنت.. «جيفارا» الفصول..