نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا للدبلوماسي الإسرائيلي السابق ميخائيل هراري، شدد فيه على أن دولة الاحتلال يمكن لها التوصل إلى صفقة جديدة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في حال منحت عددا كبيرا من الأسرى الفلسطينيين مقابل أسراها، فضلا عن تكثيف المساعدات إلى قطاع غزة.

وقال الكاتب الإسرائيلي، إن "الحرب تتواصل منذ قرابة النصف عاما، ولا تبدو نهايتها في الأفق"، موضحا أن "جهود الوساطة تتركز على محاولة تحرير المخطوفين بالتوازي مع وقف النار، انطلاقا من الفرضية بأن في أعقابها سيكون ممكنا تحريك مسيرة أوسع كفيلة بأن تؤدي إلى إنهاء الحرب.

لكن هذا بالتأكيد ليس كافيا بل ومن نواح عديدة عديم المسؤولية".

وأضاف أن حكومة الاحتلال "تركز أساسا على ما ليست مستعدة لان يحصل، لكنها لا تقدم أي مبدأ"، مشيرا إلى "عدد من المبادئ العامة الكفيلة بأن تكون مقبولة من إسرائيل، وإن لم تكن من كل عناصر الائتلاف الحالي، ومن الساحة الإقليمية والدولية".


واعتبر أن أولى تلك المبادئ، هي "تحرير المخطوفين مقابل عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين. الرأي يقول إن معظم الجمهور في إسرائيل يفهم ومستعد لأن يدفع ثمنا عاليا مقابل تحرير المخطوفين. لا يوجد محفل مدني أو دولي يعارض ذلك".

وأشار إلى أن ثاني تلك المبادئ، هو "توفير مساعدات إنسانية مكثفة لسكان غزة. يخيل لي أن بعد الأشهر الطويلة من القتال واضح لإسرائيل أنه لا يمكن الضغط على حماس من خلال منع المساعدات الإنسانية. فضلا عن ذلك، وإن كانت توجد محافل في إسرائيل تعتقد أن هذا ممكن، فإن الساحة الدولية، والولايات المتحدة على رأسها، ستفرض على إسرائيل السماح بإدخال المساعدات، كما سبق أن حصل".

وفي ثالثها، اعتبر أن "حماس لن تحكم في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "الحديث يدور عن مبدأ أو هدف، يعيد الساحة الإقليمية والدولية، وإن كان لا يوجد توافق مطلق حول الطريق إلى تحقيقه. معظم اللاعبين الإقليميين والدوليين ذوي الصلة لا يريدون إنجازات لحماس في نهاية الحرب. سيكون لهذا ما يؤثر على مكانة الإسلام السياسي بعامة في المنطقة"، على حد قوله.

وتابع خلال حديثه عن مبدأه الخامس، أن "إسرائيل لا تعتزم البقاء في قطاع غزة. إيضاحا من هذا القبيل ضروري جدا. أولا لأنه لم يقل بوضوح مناسب، وعلى خلفية أصوات متطرفة في أوساط الائتلاف ممن لا يخفون رغبتهم في البقاء. من تلقاء ذاته واضح للجميع بأن إسرائيل لن تسمح لنفسها بان تنسحب إلا عندما يكون واضحا ضمان مصالحها الأمنية".

وسادسا، اعتبر أن "السلطة الفلسطينية هي العنوان الشرعي الوحيد في الساحة الفلسطينية"، لافتا إلى أن "الأسرة الإقليمية والدولية وإن كانت شريكة في النقد الإسرائيلي على ضعف السلطة والإصلاحات التي يتعين عليها أن تنفذها، لكن يدور الحديث عن العنوان الوحيد الذي هو مقبول من الجميع عمليا بما في ذلك إسرائيل".

وقال إن "قول من هذا القبيل من جانب إسرائيل سيوضح حتى وإن كان محدود الضمان بعض الشيء، البديل لمنع بقاء حماس في الحكم في القطاع أو الفوضى. لا توجد نية أو خطة لتنفيذ ترحيل للسكان في القطاع، حتى وإن كانت أمنية لدى بعض من اللاعبين في إسرائيل، فان موقفا إسرائيليا رسميا وواضحا بهذه الروح اكثر ضرورية من أي وقت مضى لأجل نيل ثقة أكبر بحكومة إسرائيل. هذا سيسمح بتحقيق مصالح مشتركة تتشارك فيها إسرائيل مع حلفائها، وفي هذا الشأن مصر على رأسهم".


وتساءل الكاتب الإسرائيلي في نهاية مقالها، عما إذا كان "من الممكن الافتراض بأن إسرائيل والأسرة الدولية يمكنهما قبول هذه المبادئ العامة؟ برأيي، الجواب بالتأكيد إيجابي. يجدر العودة للتشديد: هذه مبادئ وليس بالذات خطة عمل مفصلة ومتفقا عليها بكل تفاصيلها، وفي هذا فضائلها وأهميتها الكبرى. فالحديث يدور عن نوع من الرزمة السياسية التي على أساسها سيكون ممكنا تحريك مسيرة سياسية تضع إسرائيل في مكان آخر تماما.

وذكر أنه "هكذا سيكون ممكنا تغيير الصورة الحالية للاعب رافض لا يعرف، لا يريد أو غير قادر على أن يقرر إلى أين في نيته أن يصل، إلى لاعب إسرائيلي يساعد على تحريك مسيرة تخدم مصالحه الحيوية، مصالح حلفائه ومصالح شعب إسرائيل. سيكون ممكنا الخروج من طرف واحد بنشر هذه المبادئ أو بأفضلية أكبر في ظل التنسيق السري مع الولايات المتحدة. ومن الأفضل ساعة واحدة مبكرة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الفلسطينيين غزة فلسطين غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الجمعية العامة تصوت لقرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال «12 شهرا»

الأمم المتحدة «العمانية ووكالات»: طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال «12 شهرا» ودعت إلى فرض عقوبات على إسرائيل، في قرار غير ملزم ندد به الإسرائيليون.

القرار الذي تناقشه منذ الثلاثاء الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، يستند إلى رأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية في يوليو بطلب من الجمعية العامة، أكدت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 «غير قانوني» وأن «إسرائيل ملزمة بإنهائه ... في أسرع وقت ممكن».

القرار الذي اعتمد بغالبية 124 صوتا مقابل اعتراض 14 (بينهم إسرائيل والولايات المتحدة والمجر والجمهورية التشيكية والأرجنتين) وامتناع 43 عن التصويت «يطالب» إسرائيل بـ«وضع حد بدون إبطاء لوجودها غير القانوني» في الأراضي الفلسطينية «خلال 12 شهرا حدا أقصى اعتبارا من تبني هذا القرار»، بعدما كانت الصياغة الأولى للنص تحدد مهلة ستة أشهر فقط.

كذلك «يطالب» بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية ووقف بناء المستوطنات الجديدة وإعادة الأراضي والأملاك التي تمت مصادرتها والسماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين.

كما يدعو الدول الأعضاء لاتخاذ تدابير من أجل وقف تصدير أسلحة لإسرائيل في حال كان هناك أسباب «معقولة» للاعتقاد بأنها قد تستخدم في الأراضي الفلسطينية، وفرض عقوبات على أشخاص يساهمون في «الإبقاء على وجود إسرائيل غير القانوني» في الأراضي المحتلة.

ودعا السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور من على منبر الجمعية العامة الدول الأعضاء إلى أن «تقف على الجانب الصحيح من التاريخ» بتأييد القرار، وهو أول نص يعرض باسم دولة فلسطين العضو المراقب، بموجب حق حصلت عليه مؤخرا.

وقبل أيام من وصول عشرات رؤساء الدول والحكومات إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة التي ستهيمن عليها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال منصور «كم من الفلسطينيين ينبغي أن يُقتلوا قبل أن يحدث أخيرا تغيير لوقف هذه اللاإنسانية؟».

وفيما يبقى مجلس الأمن إلى حد بعيد مشلولا حيال هذا الملف بسبب استخدام الولايات المتحدة بشكل متكرر حق النقض لحماية حليفتها إسرائيل، تبنت الجمعية العامة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر عدة نصوص دعما للفلسطينيين.

ففي مايو، قدمت الجمعية دعما كبيرا إنما رمزي للفلسطينيين إذ اعتبرت بـ143 صوتا مؤيدا مقابل معارضة تسعة أصوات وامتناع 25 عن التصويت، أن لهم الحق في عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهو ما تعرقله الولايات المتحدة.

ورغم أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، فإن إسرائيل نددت بالنص الجديد.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في بيان بعيد التصويت «إنه قرار مخزٍ يدعم الإرهاب الدبلوماسي للسلطة الفلسطينية».

وكان صرح الثلاثاء من على منبر الجمعية العامة بأن «الذين يساهمون في هذه المهزلة ليسوا مجرد متفرجين» بل هم «متعاونون، وكل صوت دعما لهذه المهزلة يغذي العنف ويشجع الذين ينبذون السلام».

كذلك نددت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد بـ«نص متحيز» لا يساهم في تحقيق تقدم نحو حل الدولتين.

وقالت سلطنة عُمان في بيان ألقاه المستشار خالد بن صالح الربخي، نائب المندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة أمام الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن اعتماد الرأي الاستشاري للعدل الدولية يمثل خطوة مهمة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وفقًا للشرعية الدولية، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولية جماعية لضمان تنفيذه والعمل على إنهاء الاحتلال وتحقيق حل شامل وعادل يُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967مـ عاصمتها القدس الشرقية.

وأعربت سلطنة عُمان عن قلقها البالغ إزاء الوضع المتدهور في قطاع غزة نتيجة الحصار والعمليات العسكرية المستمرة، مطالبة برفع الحصار فورًا وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة، ومشددة على أهمية الجهود الدولية لإعادة الإعمار وضمان حياة كريمة للفلسطينيين في غزة من خلال معالجة الأوضاع الإنسانية بالتوازي مع الجهود السياسية الهادفة لتحقيق سلام دائم وشامل.

ميدانيا، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفا ليليا على عدة مناطق في قطاع غزة، ونسفت مباني في رفح والنصيرات، وذلك بعد يوم شهد عملية للمقاومة الفلسطينية أسفرت عن مقتل 4 جنود إسرائيليين، وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة.

وقالت وزارة الصحة بغزة: إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرتين في القطاع وصل منها للمستشفيات 20 شهيدا و54 جريحا خلال يوم واحد.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: إسرائيل تنوي توسيع دائرة الحرب في لبنان
  • كاتب صحفي: توقعات بنشوب حرب طويلة الأمد بين إسرائيل وحزب الله
  • الجمعية العامة تصوت لقرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال «12 شهرا»
  • كاتب إسرائيلي: هجوم البيجر قد يعزز مفهوم وحدة الساحات
  • مشاركون بـ «منتدى الشارقة للاستثمار»: الإمارات تبني اقتصاداً ذكياً قائماً على التقنيات الحديثة
  • كاتب إسرائيلي: الأسد لا يخطط للمشاركة بالحرب.. وروسيا تمنع إسرائيل من تدميره
  • الجيش الإسرائيلي: مقتل جندي وإصابة 3 شمالي غزة
  • هل من بديل لـ”فخ” الهدنة الممددة؟!!
  • بري: الهجوم علينا سيكون ثمنه باهظاً
  • إعلام إسرائيلي: مفاوضات لضم جدعون ساعر إلى الحكومة في أسرع وقت