RT Arabic:
2025-03-18@07:41:57 GMT

مصر.. الجنرال "عبد الله" والأحلام الفرنسية الأخيرة

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

مصر.. الجنرال 'عبد الله' والأحلام الفرنسية الأخيرة

قاد الجنرال عبد الله مينو، القوات الفرنسية في مصر ضد قوات بريطانية بقيادة رالف أبركرمبي، في معركة الإسكندرية التي جرت فجر يوم 21 مارس 1801.

إقرأ المزيد عن أم الثورات الملونة.. رئيس أمريكي من القاهرة: "نعم لقد فعلناها"!

كان الجنرال جاك فرانسوا مينو الذي غير اسمه بعد اعتناقه الإسلام إلى عبد الله مينو يتولى في ذلك الوقت قيادة القوات المتبقية من حملة نابليون بونابرت في مصر بعد مقتل الجنرال كليبر.

كانت مصر توصف حينها بأنها "المفتاح الرئيس لجميع الدول التجارية على وجه الأرض"، وهي أيضا الطريق الأقصر إلى الشرق، وكان الوجود العسكري الفرنسي فيها يمثل تهديدا خطيرا للتجارة البريطانية مع الهند، وكانت مصر أيضا حينها بمثابة رأس جسر لانطلاق حملة غزو فرنسية محتملة للهند.

كانت قوات الجنرال الفرنسي عبد الله مينو في تلك المعركة الهامة تتكون من 18330 فردا من المشاة، و1380 فارسا، وكانت مزودة بأربعة وستين قطعة مدفعية، وكانت تواجهها قوات بريطانية بقيادة السير رالف أبركرمبي  يقدر تعداده بحوالي 16000 من جنود المشاة، ومئتي مارس، و46 قطعة مدفعية.

معركة الإسكندرية في 21 مارس عام 1801 والتي يطلق عليها أيضا اسم معركة "كانوب"، جرت على شريط ضيق من الأرض محصور بين البحر وبحيرة أبو قير الواقعة شرق المدينة.  

تقدمت القوات البريطانية بقيادة السير رالف أبركرمبي وتمركز جناحها الأيمن بين البحر وأطلال قلعة أبو قير، واستند جناحها الأيسر على بحيرة أبو قير.

في الساعات الأولى من فجر 21 مارس بدأت معركة الإسكندرية بهجوم شنته القوات الفرنسية على المواقع البريطانية، واستعمل الطرفان الأسلحة النارية والمدفعية. الفرنسيون تمكنوا من التقدم على الرغم من مقاومة البريطانيين القوية.

المعركة بلغت ذروتها بشن سلاح الفرسان الفرنسي هجوما مفاجئا تمكن من خلاله من اختراق خطوط القوات البريطانية ونشر الفوضى في تشكيلاته. بحلول المساء تخلى أبركرمبي عن الهجوم وعاد بقواته إلى قاعدة انطلاقها.

فقدت القوات البريطانية في تلك المعركة 1468 شخصا بين قتيل وجريح ومفقود، بما في ذلك قائدها السير رالف أبركرمبي، الذي أصيب برصاصة في فخذه نجم عنها تسمم في الدم ووفاته لاحقا في 28 مارس، إضافة إلى جرح أربعة جنرالات كبار، في حين بلغ مجمل خسائر القوات الفرنسية، 1700 شخص بين قتيل وجريح ومفقود.

القوات الفرنسية المتبقية من حملة نابليون على مصر والشام بين عامي "1798 – 1801"، كانت وقتها في أوضاع سيئة للغاية وقد انقطعت عنها الإمدادات، وتخلى عنها قائدها نابليون بونابرت وغادر متسللا في جنح الظلم إلى باريس في عام 1799.

على الرغم من تحقيق القوات الفرنسية بقيادة الجنرال عبد الله مينو حينها انتصارا مهما في معركة "كانوب"، إلا أنه تراجع إلى الإسكندرية ومكث بها بلا حراك، فيما تقدمت القوات البريطانية وفرضت حصارا على المدينة.

في أواخر أغسطس وبداية سبتمبر 1801، استسلمت الحامية الفرنسية، ونقلت السفن البريطانية الجنود الفرنسيين بأسلحتهم وامتعتهم إلى بلادهم، إلا أن الفرنسيين أجبروا على التخلي عن بعض المعدات العلمية بما في ذلك حجر رشيد الذي كان اكتشفه الملازم  بيير فرانس بوشار في 19 يوليو 1799. بذلك انتهت بلا رجعة أحلام بونابرت في مصر.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الإسكندرية نابليون القوات البریطانیة القوات الفرنسیة

إقرأ أيضاً:

“معركة بدر” نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي ودروس خالدة في القيادة والتخطيط

المناطق_واس

تعدّ “معركة بدر الكبرى” التي وقعت في اليوم الـ 17 من شهر رمضان من السنة الثانية بعد الهجرة (الموافق 13 مارس 624 م) أول انتصار عسكري كبير للمسلمين، أظهرت قوة الإيمان والوحدة بين المسلمين في مواجهة الصعاب، وشكّلت نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي، ومسار الدعوة إلى دين الله تعالى.

ورصدت عدسة وكالة الأنباء السعودية مشاهد من موقع المعركة التي خلّدها التاريخ الإسلامي، وجرت أحدثها بين المسلمين بقيادة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وجيش المشركين في منطقة بدر 150 كلم – جنوب غرب المدينة المنورة – وما تحويه من معالم طبيعية من كثبان رملية، وساحة وميدان المعركة، ومقبرة شهداء بدر، ومسجد العريش الذي بُني في مقر قيادة النبي – صلى الله عليه وسلم – لجيش المسلمين، خلال المعركة التي عزّزت موقف المسلمين، ودعمت وحدتهم وقوتهم في مواجهة الأعداء المتربصين، وساهمت في توطيد أمنهم، وثبات إيمانهم رغم قلة عددهم وعتادهم، وإيمانهم الراسخ بأن الله ينصر عباده الموحدين.

وتعود خلفية نشوب المعركة التاريخية حين علم المسلمون في المدينة المنورة أن قافلة تجارية كبيرة لقريش بقيادة أبو سفيان، كانت عائدة من الشام محملة بالبضائع، فقرر المسلمون اعتراض القافلة، لاستعادة بعض ما فقدوه من أموال بعد هجرتهم من مكة، لكن أبو سفيان تمكّن من تغيير مسار القافلة، وطلب النجدة من قريش، فخرج جيش من مكة يزيد عن 950 مقاتلاً، مزودين بعتاد، ويضم 100 خيل، فيما كان عدد جيش المسلمين 313 رجلاً بينهم فرسان قليلون، ويتضمن 70 جملاً و2 من الخيل.

وبدأت المعركة بمبارزات فردية، انتصر فيها المسلمون، ثم تطورت إلى قتال عام، حقق خلاله المسلمون نصرا حاسما على الرغم من التفوق العددي لقريش، وذلك بفضل الله تعالى ثم التخطيط الجيد، والروح المعنوية العالية، كما شهدت المعركة نزول الملائكة بأمر الله سبحانه لنصرة المسلمين، كما جاء في القرآن الكريم “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ.

وتجسّد معركة بدر التاريخية أهمية التفاصيل الاستراتيجية، وحنكة المسلمين في ثبات وتعزيز موقفهم قبل وأثناء المعركة، حيث سارع المسلمون إلى السيطرة على آبار الماء في منطقة بدر قبل وصول جيش قريش، وهي نقطة حيوية في منطقة تحيط بها الكثبان الرملية، فبادروا إلى تأمين الآبار الرئيسية، وردم بعض الآبار الأخرى، لمنع عدوهم من الوصول إلى الماء بسهولة، ما أضعف معنويات العدو وجعلهم في وضع غير مريح.

وتضمنت التفاصيل المهمة لمعركة بدر اختيار الموقع الاستراتيجي، إذ اختار النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – موقعا مرتفعا نسبيا قرب الآبار مع وجود الكثبان الرملية خلف المسلمين لتوفر لهم حماية طبيعية، بينما كان أمامهم أرض منبسطة تناسب القتال، وتعيق تقدم العدو المتفوق عدداً، إضافة إلى الاستفادة من اتجاه الشمس التي كانت في ظهر المسلمين وأمام أعين قريش، ما أعطى المسلمين ميزة بصرية، إلى جانب الاستفادة من الظروف الطبيعية مثل هطول المطر في الليلة التي سبقت المعركة ما جعل الأرض أمامهم صلبة وسهلة الحركة، بينما كان المطر في جانب قريش أثقل، ما جعل الأرض طينية، أعاقت تحركاتهم، كما قال تعالى ” إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ”.

وساهم اختيار الموقع المناسب، واستغلال الظروف الطبيعية، والتنظيم الجيد، والتركيز على الروح المعنوية في انتصار المسلمين يوم بدر، رغم تفوق قريش في العدد والعتاد، فلم تكن استراتيجية القيادة التي فرضها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – مجرد خطة عسكرية، بل كان يدعمها إيمان قوي، وحسابات دقيقة، ما جعلها نموذجا يدرّس في العلوم العسكرية حتى اليوم.

وكانت المعركة الخالدة، شاهدا على حسن التخطيط والقيادة، حيث ركّز النبي – صلى الله عليه وسلم – على الانضباط وتوزيع الأدوار، وتقسيم الجيش الصغير إلى وحدات منظمة، وتعيين قادة لكل مجموعة، كما وضع الرماة في الخلف لتوفير الدعم، بينما كان المشاة في المقدمة لمواجهة الهجوم المباشر، كما شجّع النبي – صلى الله عليه وسلم – الجيش على الوحدة والتضامن، فكان هذا العامل حاسما في تعزيز عزيمة المسلمين وتكاتفهم، وداعماً رئيسيا لنشر الدين والدعوة الإسلامية في مهدها.

وبلغت خسائر المسلمين في معركة بدر الكبرى 14 شهيدا، (ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار) فيما قُتل من قريش 70 رجلا، بينهم قادة بارزون، مثل أبو جهل، كما أُسر المسلمون 70 آخرين، فيما عزّزت المعركة مكانة المسلمين في المدينة المنورة، وساهمت في نشر الإسلام، وتوطيد دولتهم الناشئة آنذاك.

مقالات مشابهة

  • كل أسبوع.. «بدر» معركة فاصلة ودروس خالدة
  • معركة بدر.. مدرسة محمد في صناعة التاريخ المكمل للكون
  • وزير الدفاع يؤكد جاهزية القوات المسلحة لخوض معركة الدفاع عن الوطن وتأديب الصهاينة
  • “معركة بدر” نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي ودروس خالدة في القيادة والتخطيط
  • وزير الدفاع يبلغ الحكومة الفرنسية: القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها تعمل بانسجام تام من خلال هيئة العمليات المشتركة وتأمين الملاحة الدولية مرهون بدعمها
  • حاكم مصرف لبنان الجديد.. معركة أمريكية لمواجهة حزب الله
  • روسيا تخوض معركة لطرد آخر قوات أوكرانية من منطقة كورسك
  • روسيا تخوض معركة لاستعادة منطقة كورسك
  • لطرد آخر الأوكرانيين..روسيا تخوض معركة فاصلة في كورسك
  • انطلاق دوري شهداء معركة القطرون في بنغازي