بينها لقطة لمصلين شبه غارقين داخل مسجد.. صور مؤلمة تجسّد مآسي الاحتباس الحراري في بنغلاديش
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك في أن ظاهرة الاحتباس الحراري، أي الارتفاع التدريجي في درجة حرارة سطح الأرض، ينجم عنه أضرار تمس البشر، والنباتات، والحيوانات.
وفي خليج البنغال، يؤدي ارتقاع درجات الحرارة العالمية وارتفاع مستوى سطح البحر إلى تعريض الغطاء الأخضر للجزيرة للخطر، ما يؤدي إلى تآكل الأراضي الصالحة للسكن، وكذلك تضرر البنية التحتية.
ويقع جزء كبير من بنغلاديش على الخطوط الأمامية لحالة الطوارئ المناخية العالمية. إذ يحارب السكان العواصف، والمد والجزر، والأعاصير، وفقدان الأراضي، ويكافحون من أجل البقاء.
وفي سلسلة تحمل عنوان "مآسي الاحتباس الحراري"، يسلط المصور شروار حسين الضوء على قضية التغير المناخي وأهوالها في بلاده، بنغلاديش.
وعُرضت هذه السلسلة خلال النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر" في إمارة الشارقة، خلال الفترة من 28 فبراير/ شباط وحتى 5 مارس/ آذار الجاري.
ويسعى حسين من خلال هذه السلسلة إلى دق ناقوس الخطر وإرسال رسالة عاجلة إلى الجمهور العالمي وقادة العالم، حول الآثار المدمرة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ في دول العالم الثاني والثالث التي تساهم بأقل قدر في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، ولكنها الأكثر تضرراً، حسبما ذكره في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
واكتشف حسين اهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي في عام 2014، منذ ذلك الحين، انطلق في جميع أنحاء بنغلاديش لتوثيق الأماكن والفعاليات المختلفة.
أثناء التقاط الصور، عادةً ما يجد حسين نفسه يتحدث مع الناس للتعرف إليهم، واكتشاف أن غالبيتهم كانوا من ضحايا المناخ.
ويقول: "لقد هاجروا من أجزاء مختلفة من بنغلاديش خاصة من الجنوب والشمال بسبب فقدان أراضيهم وبيوتهم نتيجة ارتفاع المد غير المعتاد، وملوحة المياه، وزيادة مستوى سطح البحر، وتآكل الأنهار".
ومنذ عام 2016، سخّر حسين عدسته من أجل توثيق قصص هؤلاء الأشخاص والأماكن التي تأثرت في الغالب بالاحتباس الحراري، وضحايا المناخ الذين يتجاهلهم الجميع.
ويؤكد أنهم "أشخاص لا صوت لهم، ويعانون من العجز والتهميش، رغم أنهم الأقل مساهمة في زيادة درجة الحرارة العالمية وتغير المناخ".
أما عن اختياره لعنوان السلسلة، "مآسي الاحتباس الحراري"، فيأمل حسين أن يثير الفضول لتسليط الضوء على هذه القضية والتفكير فيها.
وأضاف: "من شأن ذلك أن يساعدني على إيصال رسالتي على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم وزيادة الوعي حول الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية المرتبطة بتغير المناخ".
ويُعد ارتفاع منسوب مياه البحار، والفيضانات، والأعاصير الشديدة مجرد عدد قليل من التأثيرات التي تجعل بنغلاديش واحدة من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ في العالم.
ويشير حسين إلى أن هناك عدد قليل من البلدان على وجه الأرض التي تجسد التفاوت العميق في أزمة المناخ مثل بنغلاديش.
ورغم كونها مسؤولة عن نسبة 0.56% فقط من الانبعاثات العالمية التي تغير مناخ، إلا أن بنغلادش تحتل المرتبة السابعة ضمن قائمة البلدان الأكثر عرضة للدمار المناخي، وفقًا لمؤشر مخاطر المناخ العالمي لعام 2021.
ومن وجهة نظره، تعد الصورة لمصلين داخل مسجد شبه مغمور كليا بالمياه، والتي تحمل عنوان "دعاء بالرحمة"، الأقوى بين سلسلة صوره التي تتكونّ من 24 صورة.
ويشير إلى أن هذه الصورة تُعد مثالا حيّا على كيفية تهديد تغير المناخ لبنغلاديش، حيث يشكل ارتفاع مستوى البحار، والعواصف، والأعاصير خطرّا متزايدًا على حياة الأشخاص الذين يعيشون حول المنطقة الساحلية القريبة من خليج البنغال.
والتقط حسين هذه الصورة بمنطقة شات خيرا، بقسم خولنا، وهي منطقة ساحلية منخفضة تقع بالقرب من إحدى أكبر غابات المانغروف في العالم، "سونداربانس".
ونظرًا لتعامله مع ضحايا تغير المناخ منذ 8 سنوات، فقد أصبحت تحديات تصوير الكوارث جزءًا من عمله، مشيرا إلى أنه تكيّف مع مختلف البيئات القاسية والمعادية أثناء أي كارثة طبيعية في المنطقة الساحلية أو أي جزء آخر من بنغلاديش.
ويضيف أنه من الصعب جعل الضحايا الذين يوثق معاناتهم يفهمون أنه يقوم بتوثيق أوضاعهم في محاولة لتحسينها، من خلال إرسال رسالة إلى السلطات المحلية من أجل مستقبل أفضل، حسبما ذكره حسين.
بنغلاديشالاحتباس الحراريالتغيرات المناخيةنشر الجمعة، 22 مارس / آذار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التغيرات المناخية الاحتباس الحراری تغیر المناخ فی من بنغلادیش
إقرأ أيضاً:
مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
سعت دولة قطر لصياغة وتنفيذ إستراتيجيات وخطط عمل بيئية متنوعة وإقامة عديد من المشاريع والمبادرات البيئية لحماية وتنويع مواردها والحفاظ عليها والتخفيف من آثار تغير المناخ، ضمن رؤية إستراتيجية تقوم على المواءمة بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.
وفي هذا السياق، وقّعت الدوحة عديدا من الاتفاقيات الدولية في مجال البيئة والمناخ، وأصدرت عددا من القوانين والتشريعات التي تدعم السياسات والتوجهات البيئية، مما مكنها من تحقيق خطوات كبيرة في مجال الالتزام البيئي والمناخي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4يوم البيئة القطري.. نحو مستقبل مستدام يواكب رؤية 2030list 2 of 4جهود مجتمعية في قطر لحماية البيئة وتنوعهاlist 3 of 4كيف كان الربع الخالي قبل أن يتحول إلى صحراء؟list 4 of 4"احتكار الغلاف الجوي".. ما ديون المناخ؟ وبكم تقدر؟end of listوباتت المناطق المحمية تمثل أكثر من 23% من مساحة قطر، وتبلغ إجمالي مساحة المحميات البرية نحو 2982 كيلومترا، والبحرية 721.18 كيلومترا، في حين يبلغ عدد الحيوانات الفطرية المحمية 2970 نوعا.
وبشكل عام، تهدف هذه المبادرات التي تنفذها وزارة البيئة وتغير المناخ إلى حماية البيئة في الدولة، وتنويع مواردها والحفاظ عليها، وتقليل آثار التغير المناخي لتحقيق التنمية المستدامة بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وتشمل هذه المشاريع، "مبادرة زراعة 10 ملايين شجرة بحلول عام 2030″، ومشروع مراقبة البيئة البحرية والتحكم فيها، ومبادرة دراسة الأثر البيئي لتقنية الجيل الخامس، ومشروع تعزيز حماية البيئة البرية والساحلية، ومشروع مختبر المعايرة الثانوية، ومشروع حماية السلاحف البحرية وغيرها.
إعلانوحسب وزارة البيئة القطرية، تأتي مبادرة "غرس 10 ملايين شجرة بحلول عام 2030" لزيادة الرقعة الخضراء وتعزيز التنوع البيولوجي والاستدامة البيئة وتحسين جودة الهواء، ضمن التزام الدولة بالتعهدات الدولية بموجب اتفاق باريس لخفض الانبعاثات الكربونية.
أما مبادرة مراقبة البيئة البحرية والتحكم فيها لتعزيز فهم وفرة وتأثير التلوث البلاستيكي البحري، فهو مشروع إقليمي يتم تنفيذه بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويهدف إلى تنظيم عديد من الأنشطة والدورات التدريبية والمنح الدراسية وتوفير المعدات للدول الأعضاء، لرصد ومراقبة كمية البلاستيك وتأثيراته على البيئة البحرية من خلال مبادرة "نوتاك" (NUTEC).
وتُعدّ هذه المبادرة الرئيسية للوكالة لمواجهة التحدي العالمي المتمثل في تلوث البلاستيك باستخدام التقنيات النووية لمعالجة التلوث الناجم عن النفايات البلاستيكية من خلال الرصد والتقييم، وإعادة تدوير البلاستيك.
كما تهدف مبادرة دراسة الأثر البيئي لتقنية الجيل الخامس في قطر إلى دراسة الآثار الصحية لتقنية الجيل الخامس على الجمهور، وتوعيتهم بالمخاطر المحتملة، وتعزيز السلامة والوعي بتقنية الجيل الخامس في مجال الاتصالات اللاسلكية.
وتهدف أيضا إلى توضيح المفاهيم الخطأ الشائعة حول تأثير موجات الجيل الخامس للهواتف المحمولة على الصحة، من خلال البحث العلمي، كما تم التركيز على تحديث خطة توزيع الترددات والتخطيط لتقنية الجيل الخامس في قطر.
وتتبنى وزارة البيئة أيضا مبادرات إدارة الرصد والتفتيش البيئي، التي تهدف إلى تطوير الشبكة الوطنية لرصد جودة الهواء، ووضع خطة وطنية لرصد جودة الهواء من خلال قياس تركيز الملوثات في الهواء المحيط، وتحديد أسبابها ومصادرها لمعالجتها وتحسين جودة الهواء.
ويأتي مشروع تعزيز حماية البيئة البرية والساحلية ضمن برامج رصد بيئي شاملةً مشروعا إقليميا بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويهدف المشروع إلى تنفيذ عديد من الأنشطة والتدريبات في مجال الرصد البيئي (التربة، والهواء، والمناطق الساحلية) ومتابعة الرصد البيئي في هذه الدول كافة من خلال لقاءات دورية.
إعلانأما مشروع مختبر المعايرة الثانوي، فيسعى إلى تحسين دقة القياس لجميع الأجهزة المستخدمة في قياسات الإشعاع ومراقبته من خلال توفير خدمات معايرة دقيقة تلبي المعايير الوطنية والدولية، وتعزيز جودة المنتجات والخدمات في مجموعة متنوعة من القطاعات.
وتكمن أهمية هذا المشروع في دوره الحيوي في حماية صحة وسلامة الأفراد والبيئة من المخاطر المحتملة الناجمة عن التعرض للإشعاعات المؤينة والمواد النووية، حسب وزارة البيئة وتغير المناخ.
وفي سياق حماية البيئة البحرية في الدولة والأنواع المهددة بالانقراض، يأتي مشروع حماية سلحفاة منقار الصقر البحرية بهدف حماية سلحفاة منقار الصقر المهددة بالانقراض على السواحل الشمالية لقطر، بالإضافة إلى جزر "أم تيس"، و"ركن"، و"شراعوه"، و"حالول".
وتتضمن المبادرة نقل أعشاش السلاحف لحمايتها من آثار المد العالي، ومراقبة درجات حرارة الأعشاش، وتركيب أجهزة على بعض السلاحف لتتبع مواطنها في قطر والدول المجاورة، وأخذ عينات من الحمض النووي منها.
وتصنف سلحفاة منقار الصقر (وكذلك السلحفاة الخضراء، والسلحفاة الزيتونية، والسلحفاة ذات الرأس الكبير) بكونها مهددة بالانقراض، وهي تساعد في استدامة الشعاب المرجانية الصحية والحفاظ على النظام البيئي البحري، ومن الممكن مشاهدتها على شواطئ مختلفة في قطر من مارس/آذار إلى يوليو/تموز خلال فترة التعشيش ووضع بيوضها.
وحسب موقع وزارة البيئة، تم في إطار هذا المشروع، بذل جهود حثيثة على مدى السنوات الماضية، مما أثمر عن إطلاق أكثر من 35 ألف سلحفاة صغيرة إلى البحر من شاطئ فويرط.
أما مبادرة تطوير الشبكة الوطنية لرصد جودة الهواء المحيط، فهي تقوم على تطوير خطة وطنية لرصد جودة الهواء من خلال قياس تركيز الملوثات في الهواء المحيط وتحديد أسباب هذه الملوثات ومصادرها لمعالجة ذلك وتحسين جودة الهواء.
إعلانوتأتي مجمل هذه المبادرات في إطار تطبيق إحدى ركائز رؤية قطر الوطنية، وهي التنمية البيئية التي تقوم على التعاون المؤسسي والمجتمعي بهدف تحقيق بيئة مستدامة ومتوازنة مع التنمية، وقادرة على التكيف مع التغير المناخي وتحقيق الرفاهية في المستقبل.