الخليج الجديد:
2025-03-12@13:37:31 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

عن أوهام التفاؤل الأميركي

المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً.

إما أن بلينكن يروج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا.

سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً رغم قوافل الشهداء والدمار والجوع والعطش والمرض والمأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

عن أي اندماج إسرائيلي يتحدث الأميركي؟ هذا أمر خطير لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد تكهنات وآمال، متحدثا عن دول عربية وكثرتها.

يتحدث بلينكن كأن موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى مصالحة يتحدث عنها واندماج في المنطقة كأن حرباً لا تجري، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد.

تفاؤل أميركي كأن مقدساتنا لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام.

* * *

ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت الماضي، يدعو إلى الحيرة والاستغراب، والريبة بالخصوص. فقد أكد أن هناك "فرصة استثنائية في الأشهر المقبلة لدمج إسرائيل في المنطقة، مع رغبة الدول العربية في تطبيع العلاقات معها"، على حدّ تعبيره.

وفي حديثه أمام مؤتمر ميونخ للأمن، ذكر بلينكن أن "كل دولة عربية الآن تقريباً تريد حقاً دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات"، من دون أن يسمّي دولاً محددة أو يعطي تفاصيل إضافية، مضيفاً أن "هناك فرصة استثنائية لإسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها".

كلام خطير كأنه يحيل على عوالم غامضة لا نعرفها، كأنه يتحدث عن عالم موازٍ لعالمنا، فيه فلسطين أخرى، وإسرائيل أخرى، وعرب آخرون.

يتحدث المسؤول الأميركي وكأن هناك موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى هذه المصالحة التي يتحدث عنها، الاندماج في المنطقة، كأن حرباً لا تجري الآن، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد، كأن مقدسات لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع عملية الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام، بأي طريقة كانت.

عن أي اندماج لإسرائيل يتحدث الوزير الأميركي؟ هذا أمر خطير، لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد رغبات أو تكهنات أو آمال، وهو يتحدث عن دول عربية ويُلمح إلى كثرتها، وهذا يعني أمرين لا ثالث لهما، إما أن يكون بصدد ترويج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا، كما حدث دائماً في الواقع.

ولكن إن صح هذا فسيكون إيذاناً بنيران ستشتعل في أكثر من مكان في الوطن العربي، فالشعوب على فوّهة بركان، تغلي من القهر والعجز إزاء ما يحدث للشعب الفلسطيني، ولعل هذا، إن حدث لا قدر الله، سيخرجها من صمتها العاجز، وقد يحررها ويدفعها أخيراً إلى التعبير عن شعارها الأبدي "بالروح والدم نفديك يا فلسطين".

في الأثناء، نحمد الله أن المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، السبت، أن الحركة تريد "الوقف الكامل للعدوان" في غزة من دون أن "تفرّط في تضحيات شعبنا" و"إنجازات مقاومته"، وهو ما يعني أن سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً، رغم قوافل الشهداء، ورغم الدمار المتواصل، رغم الجوع والعطش والمرض، رغم كل المأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا بلينكن التطبيع اندماج إسرائيل فلسطين غزة سقف المقاومة الإبادة الجماعية الوقف الكامل للعدوان فی المنطقة یتحدث عن

إقرأ أيضاً:

في الـ 41.. مصاب بالزهايمر يتحدث عن تجربته

كشف مدرس وباحث أسترالي يبلغ 41 عاماً كيف تحولت ذاكرته العشوائية إلى خرف مبكر مدمر، بعدما تم تشخيص الزهايمر قبل حوالي 3 عقود من متوسط العمر الذي يصاب فيه المرضى بالزهايمر.

وفي فيديو مؤثر على يوتيوب، تحدث عن محاولات إنكاره الأعراض وتشككه في دقة التشخيص، وقال فريزر إن الأعراض الدقيقة التي عانى منها بدأت في أواخر الـ 30 من عمره، الزهايمر، ووصف حادثة مقلقة حدثت في سن 39 عاماً، حيث شاهد فيلماً كاملاً دون أن يدرك أنه شاهده من قبل.

وبحسب "دايلي ميل"، أخبرته شريكته: " لقد شاهدنا ذلك منذ شهر تقريباً".

"على أي حال، شاهدت الفيلم بالكامل، وكانت النهاية مفاجأة كاملة. لم يكن لدي أي ذكرى لمشاهدته على الإطلاق، ولم أشاهد العديد من الأفلام أيضاً في ذلك الوقت. لذا كان الأمر مثيراً للقلق بعض الشيء"، يقول فريزر.

ومع ذلك، لم يفكر فريزر كثيراً في الأمر في ذلك الوقت.

لم يكن الأمر كذلك حتى بضعة أشهر قبل تشخيصه، في مايو من العام الماضي، عندما بدأ يعاني من "بعض المشكلات" في إدراكه.

كافح فريزر "للتفكير بعمق"، ووجد أن أفكاره كانت "سطحية" و"سطحية" بشكل غير عادي.

الحادث الثاني

ثم، أثار حادث رئيسي ثانٍ أجراس الإنذار، حسب ما ورد في فيديو آخر لفريزر.

وصف فريزر أمسية مخيفة قضاها في القيادة بحثاً عن ابنته المراهقة، التي ظن خطأً أنها مفقودة.

في الواقع، ذهبت إلى السينما - وهي الخطة التي أخبرته عنها في وقت سابق من ذلك اليوم.

قال: "أتذكر أن ابنتي أخبرتني عدة مرات طوال اليوم أنها ستذهب إلى السينما في تلك الليلة وسيكون الوقت متأخرًا جدًا مع صديقة".

"جاء الليل وبدأت أشعر بالذعر، أفكر، أين ابنتي؟ كنت أقود سيارتي إلى البلدة القريبة محاولاً معرفة ما إذا كان أصدقاء آخرون قد سمعوا عنها. "ووصل الأمر إلى حد أنني كنت على وشك الاتصال بالشرطة، كنت قلقاً للغاية".

"كنت أحاول الاتصال بها، وأحاول إرسال رسالة هاتفية، وأحاول إرسال رسالة لها، ولكن لم أتمكن من الوصول إليها على الإطلاق. لذا نعم، كنت أشعر بالذعر حقاً".

"ثم انتهى بها الأمر بالاتصال بي، قائلة، مثل، "مرحباً أبي، لقد كنت في السينما للتو. تذكر، لقد أخبرتك؟".

التشخيص

بعد فترة وجيزة، سعى فريزر للحصول على مساعدة طبية لمشاكل الإدراك لديه، وفي النهاية تم تشخيصه بمرض الزهايمر المبكر، في سن 41 عاماً.

وتظهر الأبحاث أن ما بين 5 إلى 10% فقط من حالات الزهايمر يتم تشخيصها لدى أشخاص تقل أعمارهم عن 65 عاماً.

ويبلغ متوسط ​​الوقت اللازم للتشخيص 4.4 سنة لدى الأشخاص الأصغر سناً، مقارنة بـ 2.2 سنة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.

وفي الغالبية العظمى من الحالات، لا يُورث مرض الزهايمر.

ومع ذلك، فإن الجينات المعيبة الموروثة من الوالدين من المرجح أن تكون عاملًا مساهماً في حالات التشخيص المبكر في الـ 30 أو الـ 40 من العمر.

الزهايمر في الـ 30 والـ 40

وبحسب جمعية الزهايمر البريطانية: "في الحالات النادرة حقاً لشخص يصاب بمرض الزهايمر في الـ 30 والـ 40 عمره، يكون ذلك دائماً، تقريباً، بسبب جين معيب".

ومنذ تشخيصه، لاحظ فريزر أعراضاً أخرى، والتي قد يكون من الصعب إدارتها، كما قال.

وأضاف: "أخلط الأمور عندما يتعلق الأمر بالجدولة اليومية". "إذا نظم شخص ما شيئاً ثم تغيرت الخطط، فسأتذكر دائماً الخطة الأولى تقريباً، لذا سأفسدها".

وتابع: "يخيم الضباب على دماغك، ولا يمكنك التركيز على الأشياء بشكل جيد، وتشعر وكأنك في حالة من الضباب".

على مدار الأشهر الـ 6 الماضية، "نسي" فريزر كيفية القيام بالأشياء التي تدرب عليها "ألف مرة"، مثل إغلاق الدش، وقيادة سيارة شريكته.

ومع ذلك، لا يزال قادراً على الذهاب إلى العمل، ولا يشعر وكأن الأعراض تتحكم فيه.

لكنه يجد نفسه منهكاً بشكل متزايد في نهاية اليوم. "لقد سئم دماغي"، كما قال.

مقالات مشابهة

  • أسعار الغاز تهدأ بعد التفاهم الأميركي الأوكراني
  • الهدنة بين التفاؤل والغضب
  • في الـ 41.. مصاب بالزهايمر يتحدث عن تجربته
  • صور| "كأننا في أوطاننا".. مقيمون يشيدون بأجواء رمضان في المملكة
  • الرئيس عون اجتمع مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز.. وهذا ما طلبه بشأن إتّفاق وقف إطلاق النار
  • ترامب لا يستبعد دخول الاقتصاد الأميركي في ركود
  • أوهام اقتصاد الحرب في أوروبا
  • هل بدأت إسرائيل بمخطط تقسيم دول المنطقة؟
  • بعد رفض رسالة ترامب.. التوتر الإيراني الأميركي إلى أين؟
  • هذه مُهمّة السفير الأميركي الجديد