سواليف:
2025-04-01@10:29:51 GMT

امرأة من طحين

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

#امرأة_من_طحين

#محمد_طمليه

امرأة من طحين ، و وجهها رغيف . ويا لها من مفارقة ، فقد ماتت وهي تعد “قلاية بندورة” لاخي “علي” الذي يعود من عمله في الرابعة: ماتت وهي على رأس عملها كأم .

كنا صغارا ، ومات أبي ، فعملت امي بوظيفة ” اذنة مدرسة” ، انا لا اخجل من ذلك بل اشعر بإمتنان ، فقد اصرت على تعليمنا جميعا .

واذكر انها كانت تضع رسومي الجامعة في حشوة وسادتي .

مقالات ذات صلة الغلام الغر الذي اوشك على الكفر 2024/03/15

** وهكذا ، ماتت امي ، فاجتمعنا نحن الابناء لمناقشة الامور وترتيب الاوضاع بعد رحيل امرأة صارمة كانت تدير حياتنا باسلوب غير متمدن ويخلو من الشفافية : اجتمعنا في الغرفة التي كانت تنام فيها ، وكان ثمة ساعة دائرية على الحائط امامي ، وقررت ان احصل على هذه الساعة ، واخذتها بالفعل .

وها قد مرت خمسة شهور على وفاة أمي ، والساعة معلقة على حائط في بيتي الذي اقيم فيه بعيدا عن العائلة ، وانني استعين بهذه الساعة لمعرفة ما تبقى من وقت في حياة عشتها طولا وعرضا وغصبا ، وانتظر ان تفرغ ” البطارية” ، وتفرغ “بطاريتي” .

اتذكر ان لصا تسلل ذات ليلة ماطرة الى بيت فاخر لاثرياء كانوا قد ذهبوا في اجازة ، والمكان خالي ، والحاجيات ثمينة ومتاحة ، ولكن اللص حمل ساعة حائط فقط ، وعاد بها الى بيته الذي تفصله عن بيت العائلة خمسون سنة ، وها هو يستعين بالساعة لمعرفة الوقت الذي مر في حياة لم يعشها اصلا .

** نتقدم يوما بعد يوم باتجاه “عيد الام” : أحلى جهاز لقياس الضغط لامي في عيدها / جهاز يصدر عنه صفير وبخار اذا نضجت الدمعة في العين . ويصطف الصغار في طابور امام بيت العائلة ، ويحمل كل منهم قصعة : خذ حصتك من وجعي .

ثلاث وجبات في العمر الواحد : افطار ، غداء وعشاء . والاحتياطي في غرفة الخزين يكفي الجميع : ” برغل و عدس مجروس وحب هيل/حباب العيون” . ” وجميد كركي” و” عناقيد بامياء ناشفة” مدلاة من السقف . ولكن ، “قوموا عن الطعام وبكم خصاصة”، وحذار من التخمة .امي ، ما تزال بي خصاصة لمزيد من الدمع .

الطحين بين ايدي الامهات ، مضافا اليه “ماء وضوء ، فيكون” خبز طابون” ساخنا ومباركا ، وعلى وجه الرغيف تجاعيد ، وعلى وجه امي تجاعيد . وهذه ليست مصادفة.

“احن الى خبز امي ” وثوب امي على حبل الغسيل فوق السطوح ، وخطوة امي في الزقاق صوب سوق الخضار ، وهياج امي اذا تأخر احدنا بعد المغرب ، ودمعة امي في “المركز الصحي” اذا اصابنا مغص في البطن ” النملية” لا تحفظ الاطعمة .

أمي ، علميني الحبو على قدمين . لا تقلقي فلن ابتعد كثيرا عن “عتبة الدار” سأعود الى الحضن قبل ان يهبط الليل..

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الجيش خاض أربع معارك رئيسية كانت سببا في انهيار الميليشيا في وسط السودان

من أصدق الكلمات في الحرب دي وكان ليها دور في تثبيت الزول
ما قاله مالك عقار
الجيش يقاتل باستراتيجية كسب الحرب ككل والميليشيا تقاتل لكسب المعارك
ممكن الجيش ده خاض أربع معارك رئيسية هجومية كانت سببا في انهيار الميليشيا في وسط السودان
معركة تحرير الإذاعة وأمدرمان القديمة
معركة جبل موية
معركة قطع الكباري
معركة تحرير القصر
هذه الأربع كانت كفيلة بالقضاء على الميليشيا
بينما الميليشيا هجمت عشرات المرات
ولكن غير أنها أهلكت نفسها ما عملت شيء…
مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كانت من أطيب الناس..شريف رمزي ينعى إيناس النجار
  • كندة علوش عن شخصيتها في مسلسل إخواتي: ناهد كانت مخوفاني
  • تأثر فرح الهادي من نهاية مسلسل شارع الأعشى .. فيديو
  • كانت ماشية في الشارع.. حبس المتهم بالتحرش بأجنبية بالجمالية
  • صحة غزة: جثامين المسعفين كانت مقيدة وبها طلقات في الصدر
  • مصادر طبية: جثامين مسعفي الهلال الأحمر كانت مقيدة ودفنت بحفرة عميقة
  • الجيش خاض أربع معارك رئيسية كانت سببا في انهيار الميليشيا في وسط السودان
  • واشنطن: إطلاق سراح أميركية كانت محتجزة لدى طالبان بوساطة قطرية
  • الداخلية السورية: العثور على أسلحة ومتفجرات بحمص كانت معدة لتنفيذ عمليات إرهابية
  • غوارديولا: الخسارة أمام بورنموث كانت بداية المشاكل