سواليف:
2025-02-16@23:11:41 GMT

هذا ما يهمسون به في عمان

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

هذا ما يهمسون به في #عمان – #ماهر-أبوطير

لا توجد دولة بين كل الدول قادرة على عزل نفسها عن تأثيرات جوارها، والذين يعتقدون في الأردن أن بالإمكان بكل بساطة عزل الأردن عن #تأثيرات #أزمات #الجوار واهمون.

مناسبة هذا الكلام أن هناك خلطاً في الدوافع بين فريقين، فريق قليل العدد، ويبحث عن دور لشخوصه، يقول بشكل مستتر إن علينا ألا نتأثر نهائيا بما يجري في فلسطين وغزة تحت عنوان يقول ما علاقتنا نحن هنا بحرب في بلد قريب، ولماذا تتراجع مؤشرات الحياة والاقتصاد وحيوية المجتمع الأردني، وفريق ثان يقول إن علينا أن نحافظ على الأردن ونخفف تأثيرات أزمات الجوار قدر الإمكان، وأن نساند الأهل في فلسطين، دون أن نسمح بتضرر الأردن، حتى يبقى البلد قويا لأهله وجواره، والفريق الثاني لديه رؤية منطقية مقبولة في كل الأحوال.

في المعالجات السياسية والإعلامية، تختلط الدوافع هنا بشكل متعمّد ويتم التشويش على الناس وإرباكهم بطريقة ساذجة، فالفريق الأول المستتر الغامض قد يخفي انعزالية وأنانية باطنية يلونها بعناوين ثانية ملتبسة تكاد تقول فليلاقوا مصيرهم لوحدهم ولنحمِ أنفسنا، فيما الفريق الثاني نواياه طيبة، لكن لا وصفة حل تفصيلية لديه تجعله يسترد الحياة في الأردن، دون أن يجرح أحد دوافعه أو يمس سمعته، أو يتهمه بإدارة الظهر لقطاع غزة.
ما يتوجب قوله صراحة هنا 3 حقائق، الأولى أن كل بلد في الدنيا يتأثر اضطرارا وإجبارا بأزمات الدول التي تجاوره، واذهبوا إلى كل دول العالم التي تعرضت لحروب أو صراعات عسكرية، وسنجد أن كل دول الجوار دفعت جزءا من أزمات هذه الدول، فالأمر ليس حكرا على الأردن، فكلفة الأزمة السورية مثلا توزعت على الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، ووصلت كلفها إلى ألمانيا واليونان وقبرص وأستراليا وغيرها من دول، وهذا يعني من باب القياس أن كلف الأزمات لا تنحصر أبدا في بلد الأزمة وحيدا، بل تكون ممتدة إلى ما وراء البحار.

مقالات ذات صلة الأم والأرض والكرامة معانِ ضافية للنُبل الانثوي أردنيا… 2024/03/21

الحقيقة الثانية أن الأردن تأثر إيجابا وسلبا بكل دول جواره، فقد انتعش ذات سنين مع العراق وسورية سياسيا واقتصاديا، وتضرر من حروب البلدين ذات زمن آخر، وهذا طبيعي جدا، فالجوار دائما من مسربين “ذهاب وإياب” فيما فلسطين بقيت جزءا من الأمن السياسي الوطني الأردني، بسبب مهددات السياسات الإسرائيلية، وبقي الأردن قادرا على إدارة مصالحه الداخلية والدولية، كما بقي الأقرب إلى فلسطين، ومن الطبيعي اليوم أن يتأثر بما يجري في قطاع غزة.
الحقيقة الثالثة تقول إن تأثيرات الحرب الحالية من ناحية إستراتيجية بعد نهايتها، وما بعد نهايتها هو الأخطر، ستشمل كل دول المنطقة ولن تقف عند حدود قطاع غزة، وهذا يعني أن فكرة الانعزال والنأي بالنفس لدى الفريق الأول الذي تحدثت عنه مجرد استحالة أمام انفجار إقليمي شامل لن يستثني الأردن، لا اليوم، ولا غدا، ولن يستثني غيره من الدول، وهذا يفرض مقاربة مختلفة، وليس الدعوة إلى الانغلاق أو النأي بالنفس، لأنها أيضا مستحيلة وغير ممكنة عمليا ولا واقعيا، لاعتبارات داخلية لا يمكن إعادة تصنيعها في يوم وليلة، دون أن ندخل في تفاصيلها، ولطبيعة المخططات الإقليمية والدولية

على المدى البعيد، والدعوة للنأي بالنفس لا تقال علنا في عمان، لكن يهمس بها البعض وينصحون بها من يجالسونهم.
ما يمكن فعله هنا، تحديد الإجابات ضمن خطة وطنية عميقة مختلفة، للكيفية التي سنحمي بها الأردن، أمام كل أزمات الجوار، ومهددات العلاقة مع إسرائيل، وهذه الكيفية يجب أن تشمل إجابات تفصيلية عن بنية الداخل الأردني، وأولوياته، ومصالحه، وطريقة إدارته، ومشاكله، وتركيبته السياسية، حتى لا تكون قصة الانشغال بقطاع غزة من جهة ثانية، سببا في إهمال ملف الداخل الأردني، إضافة إلى أن تعريف حرب قطاع غزة، يجب أن يكون باعتبارها حربا مباشرة على حدودنا وليس في بلد بعيد، نظرا للكلف الإستراتيجية لنتائج الحرب على الأردن وكل المنطقة، وهذه كلف، ليست بحاجة لشعارات، ولا تفيد معها دعوات النأي بالنفس، خصوصا، أن كل الأدلة تقول إننا من المستهدفات الإستراتيجية لمخططات خطيرة قريبة.
لا نختلف على الأردن أبدا، والالتفات إلى شؤونه أولوية أولى، وتمتين الأردن يكون بترتيب ملفاته الداخلية، بطريقة مختلفة، بدلا من الهروب نحو دعوات الانعزال.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عمان ماهر تأثيرات أزمات الجوار على الأردن کل دول

إقرأ أيضاً:

المهرجانات والفعاليات بوابة لتنشيط الاقتصاد وإبراز الهُوية الوطنية

"عمان": تلعب المهرجانات دورا محوريا مهما في تنشيط الحركة السياحة والتجارية في ولايات سلطنة عمان، مع الاهتمام بإبراز الهُوية العمانية، واستقطاب الزوار من داخل وخارج السلطنة، والعمل على تحفيز نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كما تعد المهرجانات السياحية منصات ترويجية فريدة تعكس الموروث الثقافي والطبيعي لسلطنة عمان، وتتيح الفرصة للزوار لاكتشاف معالمها المتنوعة، بدءًا من الصحاري الشاسعة والجبال الخلابة، وصولًا إلى الشواطئ الساحرة والأسواق التقليدية.

وخلال أشهر الشتاء الباردة برزت محافظات سلطنة عمان بتنظيم العديد من المهرجانات التي لاقت استحسان الزوار والإقبال الكبير على الفعاليات المتنوعة، فهي من الأدوات التي تسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز الحركة السياحية، ومن بين هذه الفعاليات البارزة تأتي فعالية "الرحالة" في ولاية لقابل، التي أصبحت محطة رائعة تجمع عشاق المغامرة والاستكشاف من داخل سلطنة عمان وخارجها.

كما استطاعت فعاليات "الرحالة" استقطاب الآلاف من الزوار والسياح الذين يتوافدون للاستمتاع بالبرامج المتنوعة التي يقدمها، بدءًا من جولات المشي في المسارات الطبيعية الخلابة، وصولًا إلى الأنشطة الثقافية والتراثية التي تعكس الهوية الفريدة لولاية القابل. ودائما ما تحفز الفعاليات والمهرجانات جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، حيث برزت فعاليات الرحالة كفرصة ذهبية لدعم المشاريع المحلية، إذ يتيح للبائعين والحرفيين ورواد الأعمال عرض منتجاتهم التقليدية واليدوية، ما يعزز حركة التجارة ويوجد فرص عمل مؤقتة لسكان الولاية.

كما تعد الفعاليات المتنوعة التي صاحبة المهرجان منصة مثالية للتعريف بالموروث الثقافي للمنطقة، حيث تُقام عروض الفلكلور الشعبي، والمعارض الحرفية، إضافة إلى المحاضرات والجلسات الحوارية التي تسلط الضوء على ثقافة الترحال وأهميتها في التاريخ الإنساني. كما تتيح الفعاليات فرصًا للشباب للمشاركة في الفعاليات التطوعية والتنظيمية، ما يعزز من مهاراتهم في إدارة الفعاليات الكبرى. وتُوفّر فعالية «رحّالة» التي تستمر إلى 27 فبراير الجاري مزيجًا فريدًا من الأنشطة التي تجمع بين الترفيه والثقافة، وتقدّم أجواءً عائلية مميزة من خلال الألعاب الترفيهية الحديثة، إضافةً إلى فعاليات تستعرض ثقافات متنوعة، مما يُوجد تجربة شاملة تمزج بين الأصالة والمعاصرة.

أنشطة متنوعة

أما فعاليات "جرّب جنوب الباطنة 2025" والتي نظمت في خبة القعدان بولاية نخل، فقد استطاعت تقديم فرصة مثالية لاستكشاف التراث العُماني العريق والاستمتاع بتجارب فريدة تجمع بين المغامرة والترفيه والثقافة، وعززت السياحة الداخلية وما تتمتع به محافظة جنوب الباطنة من مقومات سياحية وثقافية وتراثية فريدة. كما ترجمت فعالية "جرّب جنوب الباطنة" مكانة المحافظة كوجهة سياحية واعدة، من خلال تقديم أنشطة متنوعة تشمل سباقات السيارات والدراجات الرملية، ومسابقات الخيل والهجن، وتجارب الطيران الشراعي، والرماية بالأسلحة التقليدية، إلى جانب الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تُبرز الهُوية العُمانية والتراث العريق.

كما تضمنت الفعاليات أنشطة ترفيهية ورياضية وثقافية تناسب مختلف الفئات العمرية، وتضمنت الفعاليات مسابقات للخيل والهجن التي تُعد جزءًا مهمًا من التراث العُماني، قدمت وسط أجواء طبيعية تعكس طابع الصحراء والأودية، مع تنظيم سباقات السيارات المعدلة في البيئة الرملية، وتجارب قيادة الدراجات الرملية لعشاق المغامرات.

فيما قدم مهرجان الظاهرة السياحي في ميدان الفعاليات بولاية عبري عروضًا مبهرة، أضفت أجواءً من الفرح والبهجة على الحضور. وترجم المهرجان الحياة التقليدية في سلطنة عمان من خلال قرية تراثية نموذجية تعرض أنماط الحياة الحضرية والبدوية والريفية، وضم المهرجان سوقًا شعبيًا يعكس الموروث الثقافي للمنطقة، وقرية للحرفيين، وأماكن مخصصة لبيع التمور والحيوانات.

ولأهمية رواد الأعمال ودورهم البارز في الحركة التجارية داخل الولايات، استطاع المهرجان أن يجذب 38 رائدًا من رواد الأعمال ضمن معرض تجاري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما يعزز دعم ريادة الأعمال.

فيما استطاع المهرجان بتعدد الأنشطة والفعاليات أن يبرز مقومات الولاية الطبيعية والتاريخية، ويساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال دعم القطاعات التجارية والسياحية.

وجهة ثقافية وسياحية

وتعتبر فعاليات مهرجان صحار الثالث من الفعاليات الرائدة التي تُبرز التراث والثقافة العمانية، وتسهم في تحفيز القطاعين السياحي والاقتصادي في الولاية. واستطاع المهرجان أن يستقطب أكثر من 400 ألف زائر، مما عزز من مكانة محافظة شمال الباطنة باعتبارها وجهة ثقافية وسياحية مميزة وتنوعت فعالياته على مدى 45 يوما بين الترفيهية والعروض الثقافية والرياضية والفنية والتراثية، كما تضمن المهرجان مجموعة متنوعة من الفعاليات التي استقطبت الزوار من مختلف الأعمار، حيث تم تنظيم عروض فنية تقليدية وحلقات عمل للحرف اليدوية وأمسيات شعرية إلى جانب مسابقات رياضية تنافس فيها المشاركون في عدة ألعاب تقليدية.

كما تضمّن المهرجان معرضًا استهلاكيًا (بازار) شاركت فيه أكثر من ٥٦ جهة إلى جانب ١٢٠ أسرة منتجة استفادت من قدوم مئات الآلاف من الزوار إلى زوايا المهرجان، إضافة إلى نجاح المهرجان في تشغيل أكثر من ١٦٠ باحثًا عن عمل طوال فترته.

واختتم اليوم موسم شتاء الطحايم 2025 بولاية جعلان بني بو حسن، والذي لاقى اقبال كبير من مختلف الفئات العمرية، وهدف الموسم إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال تسليط الضوء على التراث العُماني الأصيل ودمجه بأساليب مبتكرة تناسب مختلف الفئات العمرية، وتوظيف التنوع الطبيعي والجغرافي للمحافظة، كما استطاع الموسم أن يدعم 120 من رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرفيين والأسر المنتجة.وعكس الموسم روح التراث والثقافة التي تتميز بها محافظة جنوب الشرقية، وجمع بين الترفيه والتثقيف، مع التركيز على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة، لتعزيز الاقتصاد المحلي وإبراز المنتجات العُمانية.

هذه المهرجانات والفعاليات تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي بطرق مختلفة، من بينها دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبر توفير منصات لأصحاب المشاريع المحلية لعرض وبيع منتجاتهم، مثل الحرف اليدوية، والعطور، والمأكولات التقليدية، مما يسهم في زيادة دخلهم وانتشار منتجاتهم. كما خلق فرص عمل مؤقتة وأحيانا دائمة، مع تعزيز الاستثمارات في القطاع السياحي ليؤدي النجاح المتكرر للمهرجانات إلى جذب المستثمرين لإنشاء مشاريع سياحية جديدة، مثل المنتجعات، والمطاعم، ومراكز الترفيه، ما يدعم التنمية المستدامة في ولايات سلطنة عمان.

مقالات مشابهة

  • المغرب في قمة الاتحاد الإفريقي يؤكد التزامه بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل ويدعو لمحاربة الإرهاب والانفصال
  • سعر الذهب في عمان اليوم الأحد 16 فبراير 2025
  •  موجة غبارية تتوجه نحو العاصمة عمان وتصل لاحقاً شمال المملكة 
  • شاهد.. أربعيني يضرم النار بجسده أمام المارة في الأردن
  • البوسعيدية تحقق لقب فئة تحت 18 سنة في بطولة عمان للتنس
  • المهرجانات والفعاليات بوابة لتنشيط الاقتصاد وإبراز الهُوية الوطنية
  • سعر الذهب في عمان اليوم السبت 15 فبراير 2025
  • شخص يطلق النار على رجل وزوجته في عمان
  • بماذا وصف وزير الخارجية السوري العلاقة مع دول الجوار؟ (شاهد)
  • مهلكة العربان في بلاد السودان