إجتماع وثيقة بكركي: مسلّمات بطابع وطني
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
فَتح اجتماع ممثلين للقوى المسيحية الأساسية أمس، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره، آفاقاً جديدة في النقاش توصلاً الى وثيقة تجيب عن سؤال «أي لبنان نريد؟».
وكتبت" النهار": خلافا للانطباعات والمعلومات التي سبقت وسابقت اجتماع ممثلي الأحزاب والتيارات المسيحية في بكركي امس لم يخرج بنتيجة هذا الاجتماع ما اصطلح على تسميته مسبقا "وثيقة بكركي"، الجاري العمل على إنجازها والتي يبدو انها لا تزال في حاجة الى مزيد من التدقيق لتأتي في صيغة شاملة وتحظى بطابع وطني لدى عرضها على مختلف الافرقاء والشركاء في الوطن.
واللقاء ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحضره عن "القوات اللبنانية " النائب فادي كرم وعن"التيار الوطني الحر" النائب #جورج عطالله ومستشار رئيس "التيار" انطوان قسطنطين وعن حزب الكتائب مستشار رئيس الحزب ساسين ساسين وعن "حركة الاستقلال" إدوار طيون، بالاضافة الى حبيب شارل مالك ممثلا النائب نعمة افرام والمطارنة بولس مطر وبولس صياح وانطوان بو نجم . مع الإشارة الى أن الطرف المسيحي الوحيد الذي تغيّب عن لقاء بكركي كان "تيار المردة".
واكد نائب شارك في الاجتماع لـ"النهار" ان الاجتماعات ستكون مستمرة مع جولات إضافية في المرحلة المقبلة وسط أجواء إيجابية بعدما حصل التطرق الى الأمور في عمقها فيما الهدف ان تكون بمثابة وثيقة وطنية لا مسيحية فقط، ومع التفاؤل في امكان ان تصل الى نتائج تعرض في مرحلة لاحقة على كل المكونات السياسية.
الاجتماع ناقش وثيقة اعدها المطران بو نجم بناء على مشاورات سابقة مع الاحزاب المسيحية، وابدى كل طرف ملاحظاته عليها.
واتفق الحاضرون على ان تشمل بنودا وطنية، كحياد لبنان وعدم ربطه بأي محور او اي ساحة من الساحات المشتعلة، حصرية السلاح، المحافظة على الدستور والعمل حرفياً بمندرجاته، واعتماد اللامركزية الموسّعة، بالاضافة الى تطبيق القرارات الدولية لاسيما القراراين 1701 و1559.
وعند الوصول الى بحث القرارات الدولية حصل نقاش مع ممثلي "التيار الوطني الحر" اللذين اعتبرا ان ذكر القرار 1559 يثير حساسية كبيرة لدى الطائفة الشيعية، و"حزب الله" بالتحديد، كما يتعارض مع اعلان الامم المتحدة في العام 1996 الذي نادى بحق الشعوب بتقرير مصيرها ومقاومة الاحتلالات، الّا ان باقي الممثلين اصروا على ذكره وخصوصاً انه قرار دولي اتى بعد اعلان الامم المتحدة بسنوات عديدة وهو ينادي بقيام الدولة السيدة ومن غير المنطقي التحفظ عليه .
ولم يتطرق الحاضرون الى عملية انتخاب رئاسة الجمهورية او الدخول في التفاصيل والآليات باعتبار انها بند دستوري ولا يخضع للنقاشات.
الى ذلك جرى نقاش في الاوضاع المسيحية وما يجري على مستوى ضرب الشراكة، وعملية الخلل الحاصلة على مستوى الوظائف واتفق الحاضرون على مناقشتها ضمن الاطار المسيحي-المسيحي وعدم تضمينها للبيان.
كما جرى التشاور في كيفية اخراج هذه الورقة وطرحها على الشركاء على الوطن، وهنا طرحت بعض الافكار منها دعوة بكركي القيادات السياسية من الطوائف الاخرى لمناقشتها باعتبارها ورقة مسيحية، او ذهاب بكركي بها نحو القيادات الدينية الاخرى لمناقشتها وطرحها. وسيعود الافرقاء الى الاجتماع بعد وقت قريب لوضع اللمسات النهائية على الوثيقة ومناقشة الخطوات اللاحقة .
وقالت مصادر المجتمعين إن الأمور ما زالت قيد التحضير للخروج بطرح وطني يُعرض على جميع الشركاء مسلمين ومسيحيين للخروج بثوابت وطنية جامعة.
وكتبت" نداء الوطن":واصل المجتمعون البحث في مسوّدة ورقة تضمّنت المواضيع الأساسية التي تهمّ اللبنانيين، ولا سيما المسيحيين. وبدا أنّ التلاقي بين المجتمعين على اختلاف توجهاتهم السياسية متيسر عندما طُرح ما ورد في الورقة لجهة هوية لبنان القائمة على التعددية والحرية والديموقراطية، وأهمية الشراكة بين المسلمين والمسيحيين في الوظائف العامة. لكن تبدّل الوضع عند مقاربة موضوع السيادة والسلاح. وبحسب المعلومات، تحفظ البعض عن ورود فكرة الاستراتيجية الدفاعية، باعتبار أنّ الجيش هو حكماً من يجب أن يتولى صون السيادة. ولدى الحديث عن تحييد لبنان عن الصراعات، وصولاً الى حياده الايجابي، وافق «التيار الوطن الحر» على ربط ذلك بوجود جيش قوي على غرار النموذج السويسري. ولم يتحفظ عن حصرية السلاح في يد الجيش اللبناني، لكنه رفض المطالبة بالتسليم الفوري لسلاح «حزب الله» باعتبار أنّ هذه العملية يجب ان تحصل «تدريجياً وعلى مراحل وفق برنامج محدد». وفي قراءة من داخل اجتماع بكركي قالت مصادر واسعة الاطلاع إنّ اجتماع أمس كان مثل كل الاجتماعات التي عقدت سابقاً. وأضافت: «أن تتوصل القوى السياسية على اختلافها لتشخيص مشترك للأزمة وخريطة طريق لمعالجتها هو أمر جيد، لكنّ ذلك لم يتحقق والسبب أنّ الأمور لا تعالج إلا بتسمية الأشياء بأسمائها. وفي مقدّمها تسمية «السلاح غير الشرعي» بأنه سلاح «حزب الله» الذي يعلن نفسه تحت مسمى سلاح مقاومة. أما الاكتفاء بعبارة «سلاح غير شرعي» فقط، فسيتيح القول إنه أيضاً السلاح الفلسطيني والسلاح المتفلت الى آخره». وخلصت المصادر الى القول: «المطلوب حالياً 3 خلاصات: ولاً- أن يقال بشكل واضح إنّ لبنان يواجه عدة أزمات، وفي طليعتها سلاح «حزب الله» ودوره. ثانياً- أنّ معالجة هذه الأزمات وأولها سلاح «حزب الله» تبدأ بتسليمه الى الدولة. وما لم يسلّم هذا السلاح، فستبقى الأزمات اللبنانية مفتوحة. ثالثاً- يجب أن تحاكي الورقة الهواجس الوطنية وليس فقط المسيحية، فلبنان من شماله الى جنوبه يريد الدولة». ويُنتظر أن يدعو البطريرك الراعي إلى إجتماع آخر، يُرجّح عقده بعد أسبوع الآلام وعيد الفصح لإستكمال النقاشات والخروج بورقة موحّدة تجيب عن كل الهواجس المسيحية والوطنية. وكما كان متوقعاً غاب تيار «المردة» مجدداً عن الاجتماع.
وكتبت" اللواء": طرح في الاجتماع إعداد وثيقة مسيحية تعيد الاعتبار للخط التدريجي للمسيحيين في ما يتعلق بالدولة والكيان والميثاق والشراكة مع المسلمين في لبنان.
وأفادت المصادر ان «التركيز في لقاء بكركي كان على الشراكة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين، لا سيما في الوظائف العامة.
ووافق المجتمعون على المبدأ العام لوثيقة بكركي، مع الحرص على الطابع الوطني، وأُدخلت تعديلات لهذه الغاية.
وأشارت بعض مصادر المعلومات الى أن الوثيقة تطالب بعقد جلسة مفتوحة لمجلس النواب تقضي الى انتخاب رئيس للجمهورية، وفقا للدستور وبعيدا عن اي اعراف مستجدة كالحوار وغيره.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس لبنان: قرار "حصرية السلاح" لا رجعة فيه
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، الثلاثاء، أن "قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه لأنه يلقى تأييدا واسعا من اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة".
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام، الثلاثاء، عن عون قوله، لوفد من الباحثين في معهد الشرق الاوسط للدراسات في واشنطن - (MEI) برئاسة الجنرال الأميركي المتقاعد جوزيف فوتيل، إن "سحب السلاح لن يكون سببا لاضطرابات أمنية في البلاد، بل سيتم من خلال الحوار مع المعنيين الحريصين أيضا على الاستقرار والسلم الاهلي ودور الدولة المركزية.
والتطورات التي حصلت في المنطقة لا تزال تساعد على المضي في اعتماد الحلول السلمية وأن تطلب ذلك بعض الوقت تفاديا لاي عثرات".
وأشار إلى "حاجة الجيش والقوى المسلحة للمساعدة العاجلة لتتمكن الوحدات العسكرية من تحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد"، وقال: "من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية أن يبقى لبنان مستقرا و منا، وعليها ان تساعده لتحقيق ذلك".
وأكد أن "الجيش اللبناني يقوم بواجباته كاملة في منطقة جنوب الليطاني ويطبق القرار 1701 في البلدات والقرى التي انتشر فيها، لكن ما يعيق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي لخمس تلال لا أهمية استراتيجية لها".
وأضاف:"كان من المفترض أن ينسحب الاسرائيليون منها منذ 18 فبراير الماضي لكنهم لم يفعلوا على الرغم من المراجعات المتكررة التي قمنا بها لدى راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة وفرنسا، العضوين في لجنة المراقبة المشكلة بموجب اتفاق 27 نوفمبر الماضي".
وكرر الرئيس عون دعواته إلى الولايات المتحدة "للضغط على إسرائيل كي تنسحب من هذه التلال وتعيد الأسرى اللبنانيين ليتولى الجيش مسؤولية الأمن بشكل كامل بالتعاون مع اليونيفيل ويبسط بذلك سلطة الدولة اللبنانية على كامل التراب الجنوبي".
وأشار الرئيس عون، في حوار مع أعضاء الوفد، إلى أن "الوضع على الحدود اللبنانية - السورية يلقى متابعة مستمرة مني، والجيش موجود على هذه الحدود لمنع التهريب على انواعه ولضبط حرية التنقل بين البلدين"، لافتا إلى الاتصالات التي تمت مع المسؤولين السوريين والتي أسفرت عن اجتماعات عقدت بين الجانبين اللبناني والسوري بهدف معالجة المواضيع العالقة.
وتطرق الرئيس إلى مسألة النازحين السوريين، مؤكدا أن "لبنان متمسك بإعادة هؤلاء النازحين إلى بلادهم، لا سيما انه ليس قادرا على استيعابهم، خصوصا وأن الأسباب السياسية والأمنية لوجود غالبية هؤلاء النازحين في لبنان قد زالت بعد التغييرات التي حصلت في سوريا"، معتبرا أن "رفع العقوبات الاقتصادية عنها يحرك من جديد الاقتصاد السوري ويوفر فرصا للنازحين للعودة إلى بلادهم بدلا من أن يبقوا نازحين اقتصاديين في لبنان".