أقرع: أرحام الرجال والجيش تصيبني بالقلق
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
أشعر بعدم الارتياح بعض الشيء إزاء كليشيه أن الجنجويد ولدوا من “رحم” القوات المسلحة.
في الوضع الراهن، تشير هذه العبارة المتداولة إلى وجود مؤسسة جيش ديمقراطية إلى حد ما، حيث يتم اتخاذ القرارات داخلها بمشاركة واسعة من أعضائها.
لكن القوات المسلحة بعيدة كل البعد عن هذه الديمقراطية، بل هي عكسها. وفي هذا لا يختلف الجيش السوداني عن أي جيش في العالم.
القوات المسلحة مؤسسة شديدة الهرمية تنساب فيها القرارات من أعلى إلى أسفل وما علي الأدني سوي التنفيذ.
في هذه المؤسسة، يتم اتخاذ القرارات الأكثر أهمية دائمًا من قبل عدد قليل جدًا من الرجال، وأحيانًا بواسطة رجل أو اثنين أو ثلاثة وما علي الباقين إلا التنفيذ. وما دام الرجال قادرين علي الحمل فلا شك أنهم قادرين علي اقتسامه في ثلاث أرحام.
إذا كان التوصيف أعلاه لهرمية القوات المسلحة صحيحا، فإن الإستنتاج الصحيح هو أن الجنجويد ولدوا من “رحم” الرئيس البشير، وربما رحمين ذكوريين آخرين معه . وفي الحقيقة فان البشير ولد الجنجويد من رحمه لحماية خلفيته من تمرد الجيش عليه وسماهم حمايتي ولم يسمهم “حماية الجيش”
وهذا يعني ببساطة أن هذه الكليشيه – عن ميلاد الجنجويد من رحم الجيش – غير دقيق ومضلل بشكل خطير لأن أكثر من 99 في المائة من أفراد القوات المسلحة لم يتم استشارتهم قط في قرار السفاح والحمل والولادة.
وفي الحقيقة هناك عدد كبير من الأدلة التي تشير إلى أن ضباط الجيش كانوا ضد طفل الجنجويد. ورفض الجيش ضم الجنجويد إلى صفوفه مما اضطر الرئيس البشير إلى وضعهم تحت مظلة جهاز الأمن.
وهذا لا يعني أن الجيش مؤسسة خالية من العيوب والمسؤلية عما حدث في تاريخ السودان ولكننا نهدف إلي تعقيد التبسيطات المخلة.
وتظل القوات المسلحة مؤسسة شديدة الأهمية لا تقوم دولة في الراهن من غيرها. ويظل الهدف الدائم هو إصلاحها ومأسستها وتحجيم نزوعها القمعي وليس حرقها الذي يجعل البلد فريسة سهلة للعدوان الأجنبي وجرم العصابات الداخلية.
الكثير من أصحاب النية الحسنة لا يدركون ديالكتيكية الجيش. فهو من ناحية حامي الطبقة الحاكمة واحيانا كابح الحريات المدنية ومن ناحية أخري هو حامي الحدود وضامن الأمن اليومي الذي يسمح بانسياب الحياة العادية ليذهب الأطفال للمدارس وتنام الأسر في أمان من عسف العصابات والمجرمين العاديين والميليشيات.
أحيانا يبرز وجه الجيش القامع ويهيمن واحيانا يظهر وجهه الحامي. ومن لا يعي الإزدواجية الديالكتيكية للجيش ويختزله في موقف دوغمائى عقائدي جامد ثابت لا يتغير هو كائن لا يعي حركة الواقع وهذا يجعله مكشوف للتموقع الخاطئ إما بعبادة الجيش في كل الظروف أو شيطنته في كل الظروف وكلا الموقفين خاطئ.
في شؤون الإجتماع البشري لا توجد إجابات صمدية ثابتة. صحة الإجابة دائما سياقية أي إنها تعتمد علي السياق. والموقف الذي يصح في سياق قد يصير كارثة في سياق آخر.
دعونا نفكر قليلا قبل اجترار الكليشيهات والمعلبات الجاهزة المعتتة التي تلغي التفكير لصالح الكسب السياسي.
معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
تكريم ابطال الشرقية بالقوات المسلحة عقب عودتهم من القيادة العامة
ترحم الاستاذ عمر عثمان آدم وزيرالتنمية الاجتماعية الوزيرالمكلف نائب الوالي على أرواح الشهداء في معركة الكرامة وتمني الشفاء العاجل لجرحي العمليات وعودة الاسري والمفقودين.واكد لدى مخاطبته فعاليات الإحتفال بعودة ابطال القوات المسلحة وتكريم أسر الشهداء في معركة الكرامة من أبناء الختمية الفديمةبكسلا تحت شعار (نحن بالروح للسودان فداء) والذي إقامته إدارة نادي توتيل الرياضي بحي الختمية الفديمة بكسلااكد أهمية هذه الفعاليات في رفع الروح المعنوية .وحضر اﻻحتفال عدد من القيادات العسكرية والشرطية والامنية والاهليةواشار رئيس نادي توتيل نورالدين احمد مرام الى دلالات التكريم لابطال الشرقية منأبناء الختمية الفديمة وتكريم أسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطنوقال ان حضور وتشريف قيادات الولاية لهذا الإحتفال له معاني كبيرة وتأكيد ان القطاع الرياضي له حضور في كافة قضايا الوطنوترحم العميد ركن خالدفاروققائد ثاني الفرقة 11مشاة على أرواح شهداء معركة الكرامة الذين بذلوا دمائهم الذكية الطاهرة فداءا للوطن وعزة وكرامة للشعب السوداني..وتمني خالد الشفاء العاجل لجرحى العمليات وفك قيد الاسري والمفقودين….وثمن مبادرة اهل الختمية ونادي توتيل للاحتفال بعودة ابطال الشرقية بالقوات المسلحة الذين قدموا تضحيات كبيرة حتى دخلوا القيادة العامة بالقوة والاقتدار و الصمود حتى كان صمودهم دافع لبقية القوات امام العدو وغيرواميزان الحرب وحققوا النصر تلو النصرالذي نعيشه اليوموقال ادم جرنوس المدير العام للشباب والرياضة بالولاية إن هذه الامسية استثنائية بعودة الابطال من أرض المعارك والاحتفال بقدومهم في دار نادي توتيل الرياضي.وعدد جرنوس مجهودات وبطولات أبناء الختمية القديمة في كافة المحافل العسكرية والسياسية والاجتماعيةوتابع “ان الختمية خرجت قيادات كان لهم بصمات واضحة في العمل العام..وثمن الادوار الكبيرة والمبادرات التي تقودها قيادات نادي توتيل من استضافة منافسات المؤسسات الحكومية في شهر رمضان المبارك وهذاالتكريم للعائدين من ميدان معركة الكرامة الذى له دلاله ويؤكد علي اسهام القطاع الرياضي بكسلا .ومن جانبه عبر الاستاذ عثمان عمر مديرعام وزارة التربية التوجية عن تقديره للقطاع الرياضي والوقوف مع القوات المسلحة في معركة الكرامة وقال ان عودة أبناء الختمية الفديمة من القيادة العامة بعد أن ادوا واجب الوطن وتكريم أسر الشهداء له معاني سامية تعبر عن وحدة الشعب ووقوفهم خلف القوات المسلحة والقوات المساندة حتى تحقيق النصر…وعبر عثمان عن سعادته للانتصارات التي حققها ابطال القوات المسلحة في كافة الجبهات.وعبر نائب والي كسلا عن سعادته لحضور التكريم لابطال الشرقية بالقوات المسلحة الذين اقتحموا القيادة العامة بالقوة..وقال” إننا نعيش هذه الايام احتفالات القوات المسلحة والقوات النظامية الآخرى والمقاومة الشعبية في ميدان الكرامة وتحقيق النصر بجانب العائدين من القيادة العامة من أبناء الولاية الذين ضربوا أروع الامثال في الفداء و التضحية َمع اخوتهم من ابطال القوات المسلحة “وقال “إننا سوف نخرج من هذه المعركة أكثر قوة ووحدة بين كافة قطاعات الشعب مع قواته المسلحة وهذاالتداعي لتكريم الابطال العائدين و التلاحم من أهل كسلا دليل كبير على وقوف الشعب مع قواته المسلحة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب