الجزيرة:
2024-12-25@19:04:41 GMT

معركة بلدية إسطنبول أكثر تعقيدًا مما تبدو

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

معركة بلدية إسطنبول أكثر تعقيدًا مما تبدو

أدّى تشتت تحالف المعارضة المنافس لحزب العدالة والتنمية في تركيا لتزايد فرص الأخير في الانتخابات المحلية نهاية الشهر الجاري، وخصوصًا في بلدية إسطنبول الكبرى، لكن ذلك لا يعني أن فوزه فيها سيكون أكيدًا، فضلًا عن أن يكون مريحًا، إذ ثمة عدة عوامل تعقد الحسابات.

فرص أفضل

رغم طبيعتها المحلية والخدمية، تحظى البلديات في تركيا بأهمية كبيرة وتتأثر بالحالة السياسية في البلاد بدرجة كبيرة، ويشتعل فيها التنافس الحادّ.

ذلك أنها البوابة الأهم للتواصل مع المواطنين والاحتكاك بهم، فضلًا عن أن ميزانيات بعضها يفوق ميزانيات بعض الوزارات.

وتزداد سخونة الانتخابات البلدية في ظل الاستقطاب السائد في البلاد في السنوات الأخيرة، وفوز المعارضة في الانتخابات السابقة (2019) ببعض البلديات المهمة، وفي مقدمتها إسطنبول وأنقرة، إضافة لترشح رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو لرئاستها مجددًا، وهو الذي يُطرح اسمه كمرشح رئاسي محتمل مستقبلًا.

لا يمكن القول إن فوز العدالة والتنمية حتمي، فضلًا عن أن يكون سهلًا، لا سيما في إسطنبول، ذلك أنه ينبغي النظر في سياقات وعوامل عديدة لها تأثير مباشر وغير مباشر على النتيجة، وخصوصًا في إسطنبول

في خصوصية إسطنبول، وإضافة لرمزية المدينة وكونها البلدية الكبرى في البلاد، ثمة ارتباط بينها وبين المسيرة السياسية للرئيس رجب طيب أردوغان، حيث بدأ منها مشواره السياسي الذي نقله ليحكم البلاد لأكثر من عقدين متواصلين، ما دفع لانتشار شعار: "من يكسب إسطنبول يكسب تركيا"، كما أنه أعلن قبل أيام أن الانتخابات المقبلة هي الأخيرة له دستوريًا، مركّزًا على أهمية استعادة بلدية إسطنبول.

مع تشتت تحالف "الأمة" المعارض بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مايو/أيار الماضي، إثر خلافات بين حزبيها الرئيسين: الشعب الجمهوري، والجيد، زادت فرص العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة إذ كان تحالف المعارضة أهم أسباب فوزها السابق، لكن الانطباع الذي ساد بأن طريقه ممهدة ومعركته سهلة – ولا سيما في إسطنبول – ليس صحيحًا.

فرص الحزب الحاكم أفضل ولا شك في الانتخابات المقبلة عن سابقتها، بسبب انفضاض التحالف المعارض، والتراشق الحاصل بين أركانه، وتقديم أحزاب المعارضة الأخرى مرشحين سينافسون مرشحي الحزب الحاكم، والحزب المعارض الأكبر (الشعب الجمهوري) على حد سواء.

ولأن حضور العدالة والتنمية وشعبيته في عموم البلاد وكذلك في إسطنبول أكبر من الشعب الجمهوري، فضلًا عن دعم حزب الحركة القومية له، ومرور حزب الشعب الجمهوري بخلافات داخلية ومؤتمر عام عاصف تغير فيه رئيسه مع تبعات لم تهدأ بعد، تبدو فرص العدالة والتنمية أفضل في عموم تركيا.

ورغم ذلك، لا يمكن القول إن فوز العدالة والتنمية حتمي، فضلًا عن أن يكون سهلًا، لا سيما في إسطنبول، ذلك أنه ينبغي النظر في سياقات وعوامل عديدة لها تأثير مباشر وغير مباشر على النتيجة، وخصوصًا في إسطنبول.

حسابات معقدة

الانتخابات في تركيا أبعد ما تكون عن الحسابات المباشرة، إذ تتداخل فيها مؤثرات عديدة سياسية واقتصادية وأيديولوجية، فضلًا عن منظومة التحالفات والشخصيات المرشحة. ويضاف لكل ذلك في حالة الانتخابات المحلية تأثير الجهوية والمناطقية والعشائر والشخصيات المرشحة بشكل أوضح.

ورغم أن السياسة الخارجية ضعيفة التأثير عادة في الانتخابات، وخصوصًا المحلية/البلدية منها، فإن الحرب على غزة ألقت بثقلها النسبي في المعركة الانتخابية الحالية، وحضرت في الحملات والتراشقات بين المرشحين، وخصوصًا في إسطنبول، لا سيما في ظل انطباع عام لدى الكثيرين بأن الحكومة لم تفعل كل ما بوسعها إزاء العدوان، وتحديدًا فيما يرتبط بالعلاقات التجارية مع دولة الاحتلال.

رغم أن استطلاعات الرأي في تركيا أثبتت في عدة استحقاقات أنه لا يمكن الوثوق بها تمامًا، فإن نتائجها تصلح للاستئناس. القاسم المشترك – الصالح للقياس – فيما صدر حتى اللحظة من استطلاعات رأي أن فرص رئيس بلدية أنقرة الحالي (المعارض) منصور يافاش أفضل بكثير من منافسه مرشح العدالة والتنمية تورغوت ألتينوك، وأن المنافسة على بلدية إسطنبول الكبرى بين الرئيس الحالي إمام أوغلو ومرشح العدالة والتنمية مراد كوروم محمومة، وليس ثمة تقدم كبير لأي منهما على الآخر أو الحديث عن ترجيح فوز أحدهما بشكل بارز.

تبدو لنا هذه النتائج منطقية في سياقها العام، أي رجحان كفة يافاش في أنقرة وتقارب الفرص في إسطنبول، رغم ما سبق تفصيله بخصوص التحالفات. إذ ثمة عاملان مهمان ينبغي وضعهما في الحسبان:

الأول: أن انفضاضَ التحالف المعارض، وترشيحَ بعض أحزابه – وغيرها – منافسين لأكرم إمام أوغلو في إسطنبول لن ينعكسا بالضرورة بشكل تام ومباشر على صناديق الاقتراع.

فرغم أن حزب الجيد قدم مرشحه الخاص، فإن مناصريه لا يلتزمون بشكل كامل بتوجهات قيادته، وينظر بعضهم للانتخابات على أنها معركة مع العدالة والتنمية (وليس بالضرورة معركة لفوز مرشحهم)، وبالتالي سيتوجهون لدعم المنافس الأبرز لمرشحه، أي إمام أوغلو.

تعطي استطلاعات الرأي المجراة حتى اللحظة مرشح حزب الجيد وزنًا أقل بكثير من وزن الحزب في الانتخابات الأخيرة، ما يدعم هذه الفرضية بشكل ملموس.

كما أن منافسة حزب ديمقراطية ومساواة الشعوب، الاسم الجديد لحزب الشعوب الديمقراطي "الكردي"، قد لا تكون حقيقية، فهو لم يختر شخصية من قيادات الصف الأول، وحملته الانتخابية ليست قوية، كما أنه أبرم اتفاقًا فيما يبدو مع الشعب الجمهوري في أحد أحياء إسطنبول، ما يرجح فكرة أن الترشح لبلدية إسطنبول الكبرى قد يكون صوريًا، ويمكن للحزب توجيه ناخبيه لدعم إمام أوغلو، حيث يملك نفوذًا ملموسًا عليهم، كما تبقى فكرة الانسحاب (عمليًا وليس رسميًا) والدعوة العلنية للتصويت لإمام أوغلو احتمالًا قائمًا، وإن كان غير مرجح.

في المقابل، يشكل مرشحو الأحزاب المحافظة ضعيفة الحضور و/أو حديثة التأسيس تحديًا أمام مرشح العدالة والتنمية. ذلك أن أحزابًا مثل السعادة والرفاه مجددًا قادرة على السحب من رصيد الحزب واستمالة جزء من خزانه الانتخابي كما حصل في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

لا سيما مع سقف هذه الأحزاب الأعلى من سقف الحزب الحاكم فيما يتعلق بالعدوان على غزة وانتقاداتها المباشرة له وللحكومة، إضافة للأوضاع الاقتصادية في العموم. وغني عن الذكر أن المنافسة الشديدة والفرص المتقاربة تجعل كل صوت مهمًا في الاستحقاق المقبل، ما قد يجعل للحضور الضعيف لهذه الأحزاب تأثيرًا قويًا.

والصورة كذلك، ومع الحملات الانتخابية التي لم تظهر حتى كتابة هذه السطور أداءً متميزًا لإمام أوغلو أو كوروم، تبقى المنافسة محمومة والحظوظ متقاربة إلى حد كبير. ما يجعل لما تبقى من وقت الحملات الانتخابية أهمية بارزة في استمالة الشارع واستقطاب الأصوات المترددة القادرة على حسم النتيجة، وخصوصًا إذا ما صدر عن أي من المتنافسين خطأ كبير أو تصريح غير موفق أزعج شريحة ما من الناخبين، ما يعني أن أي خطأ كبير في الأيام المتبقية من الحملة الانتخابية قد يكون الأخير والحاسم.

وفي هذا السياق، من المهم التذكير بأن الحملات الانتخابية في العادة تخدم مرشح العدالة والتنمية أكثر من منافسيه، وخصوصًا لدى مشاركة أردوغان نفسه بشكل مباشر في الحملة الانتخابية. إلا أن المرشح المنافس – إمام أوغلو – هو الرئيس الحالي للبلدية، ما يمنحه منبرًا قويًا وأفضلية في الحملة الانتخابية، تقلل من استفادة العدالة والتنمية.

لكن ذلك لا يلغي عامل أردوغان في الانتخابات، حيث نشط مؤخرًا في حضور يومي على هامش فعاليات الإفطار في رمضان. وكان تصريحه بأنها "آخر انتخابات" له لافتًا، إذ هو من نوع التصريحات العاطفية المؤثرة في أنصاره، كما أنه يسعى للتأثير على فئة المتحفظين أو المعارضين من أنصاره السابقين، فضلًا عن محاولة طمأنة شريحة المترددين بأنه غير باقٍ في السلطة.

في الخلاصة، فالانتخابات المحلية المقبلة ولا سيما في إسطنبول أبعد ما تكون عن معركة محسومة نتيجتها سلفًا رغم منظومة التحالفات القائمة والمختلفة تمامًا عن الانتخابات السابقة، وستكون المنافسة شرسة في إسطنبول، أمّ المعارك في الاستحقاق الانتخابي المقبل ومعيار الفوز والخسارة بالنسبة للكثيرين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات مرشح العدالة والتنمیة الشعب الجمهوری بلدیة إسطنبول فی الانتخابات ا فی إسطنبول إمام أوغلو فی ترکیا ذلک أن کما أن

إقرأ أيضاً:

كيف تبدو مواقف العرب من سوريا الجديدة بعد أسبوعين على سقوط الأسد؟

دخلت سوريا بحلتها الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد، أسبوعها الثالث، مع تعيين قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، لحكومة انتقالية بقيادة محمد البشير، يستمر تكليفها ثلاثة شهور.

مواقف الدول العربية لا سيما تلك التي أعربت عن وقوفها إلى جانب نظام الأسد مع بدء معركة "ردع العدوان" نهاية تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت بالتحول تدريجيا نحو الانفتاح على القيادة الجديدة.

وسارعت دول وأطراف عربية إلى الانفتاح والترحيب بالقيادة السورية الجديدة، والتعبير عن الارتياح تجاه البوادر الإيجابية التي ظهرت مع الأيام الأولى لسقوط نظام الأسد.

فيما تريثت دول أخرى، حتى بعد الانفتاح الأمريكي والغربي على القيادة السورية الجديدة، وبدأت بالتحرك ببطء نحو دمشق عقب أسبوعين من بداية الفصل الجديد للبلاد التي تحتل إسرائيل هضبة جولانها، وأجزاء أخرى على حدودها الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

دول أخرى لا زالت لم تعلن انفتاحها على سوريا الجديدة بقيادة أحمد الشرع، بل يواصل إعلامها الانحياز ضد الثورة التي انتهت بانتصار السوريين ضد نظام الأسد.

وقبل صدور أي موقف رسمي من جل الدول العربية، كان الشرع قد اجتمع بالسفراء العرب في دمشق، وشرح لهم الوضع الراهن بعد سقوط النظام.

نستعرض في هذا التقرير أبرز المواقف العربية تجاه سوريا الجديدة:

قطر
سارعت الحكومة القطرية إلى الترحيب بالتعامل مع سوريا الجديدة، علما أن قطر هي البلد العربي الوحيد الذي لم يعد علاقاته مع النظام السوري منذ القطيعة عام 2011.

وأرسلت قطر بعد يومين من سقوط النظام، طائرة مساعدات إلى الشعب السوري عبر الأردن، كما أرسلت وفدا دبلوماسيا في 15 كانون أول/ ديسمبر الجاري إلى دمشق، لإكمال الإجراءات اللازمة لإعادة فتح السفارة القطرية في سوريا. 

وتوجت قطر موقفها المنفتح على "سوريا الجديدة" بالوفد الذي وصل اليوم الاثنين برئاسة وزير الدولة بالخارجية القطرية محمد الخليفي، والذي قال خلال لقاءه الشرع إن "موقف دولة قطر ثابت في الوقوف إلى جانب سوريا وشعبها، والشعب السوري سيد قراره ولن يتعرض للوصاية من أحد".

فيما وجه الشرع دعوة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لزيارة سوريا قريبا.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
السعودية
جاء سقوط نظام الأسد في مرحلة كان لا يزال منتشيا بها بعودة علاقته مع السعودية، حيث أعادت المملكة فتح سفارتها في دمشق بحفل كبير في أيلول/ سبتمبر الماضي، أي قبل أقل من 3 شهور على سقوط الأسد. 

وكانت السعودية من الدول التي انحازت إلى النظام دبلوماسيا في معركة "ردع العدوان"، إلا أنها عبرت عن ارتياحها بعد ساعات من سقوطه في الثامن من كانون أول/ ديسمبر الماضي، وذكرت في بيان لوزارة الخارجية أنها "تتابع التطورات المتسارعة في سوريا الشقيقة، وتعرب عن ارتياحها للخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري الشقيق وحقن الدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها".

وبرغم ذلك، لا تزال السعودية تسير بخطوات بطيئة نحو سوريا الجديدة، ولم تنقل وسائل إعلامها الرسمية الخبر الذي أوردته قناة "العربية" حول وصول وفد سعودي رفيع المستوى إلى دمشق.

إلا أن الإعلام السعودي وفي مقدمته قناة "العربية"، انفتح بشكل كبير على الحكومة الجديدة، وتخلى عن وصف هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع بـ"الإرهاب".
عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏


الأردن
سارع الأردن إلى إصدار موقف رسمي يرحب بخيار الشعب السوري بعد ساعات من إعلان سقوط نظام الأسد رسميا، وقال عبر وزير خارجيته أيمن الصفدي إنه "يدعم أي عملية سياسية سورية تستهدف إعادة بناء الدولة وبناء مؤسساتها بما يلبي طموحات الشعب السوري الشقيق".

الأردن الذي بدأ على الفور أيضا بخطوات عملية لإعادة فتح المعبر الحدودي مع سوريا بشكل كامل، وسهل مرور حركة البضائع التجارية، استضاف قادة ووزراء خارجية عرب في العقبة، وناقشوا مستقبل المشهد في سوريا.

وبرغم أن البيان الختامي لقمة العقبة أثار تحفظات من معارضين سوريين بسبب استدعاء خيار التدخل الأممي في أي انتخابات سورية قادمة، إلا أن الأردن أرسل وفدا رفيع المستوى إلى سوريا اليوم الاثنين برئاسة أحمد الصفدي الذي التقى مع الشرع.

وقال الصفدي للشرع إن الأردن وسوريا لديهما تاريخ ممتد من العلاقات الاستراتيجية، مشددا على حرص المملكة على تقوية هذه الشراكة وتطويرها في مختلف المجالات.
عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
مصر
بعج مرور 15 يوما على سقوط نظام الأسد، لا تزال الدولة المصرية غير منفتحة على الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع.

مصر التي أعلنت وقوفها إلى جانب "الدولة والشعب السوري" بعد سقوط الأسد، شن إعلامها الموالي للنظام هجوما عنيفا على إدارة العمليات العسكرية وقائدها أحمد الشرع.

الهجوم اللافت والذي لم يتوقف منذ بدء معركة "ردع العدوان" حتى اليوم، رافقه تجاهل رسمي لأي انفتاح على سوريا الجديدة، حيث اكتفى وزير الخارجية بدر عبد العاطي بإجراء اتصالات مع نظرائه في الإمارات، والسعودية، والأردن، لتقييم الوضع في سوريا.

كما كانت مصر من بين الحضور في قمة "العقبة" والموقعين على بيانها الختامي الذي أكد "دعمه للشعب السوري واحترام خياراته".
عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏


البحرين
رغم أن مملكة البحرين من أوائل الدول الخليجية التي طبّعت مع نظام الأسد عقب عزلته العربية والدولية التي دامت عدة سنوات، إلا أن ملكها عيسى بن حمد، كان أول من بعث برسالة إلى أحمد الشرع عقب سيطرة المعارضة على دمشق.

وقال ملك البحرين في رسالة إلى الشرع بعد 4 أيام من سقوط نظام الأسد "لقد سعدنا بما ورد إلينا عن لقاء رئاسة إدارة الشؤون السياسية بالسفراء المقيمين بدمشق وهي سياسة حكيمة نقدرها كثيرا، وتعكس حرصكم على الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها وسلامة ووحدة أراضيها وتحقيق تطلعات الشعب السوري".

وأضاف الملك في رسالته: "نحن في مملكة البحرين بحكم رئاستنا للقمة العربية، على أتم الاستعداد للتشاور المستمر معكم وتقديم الدعم في المنظمات الإقليمية والدولية لتحقيق ما فيه صالح الشعب السوري".

الإمارات
كانت الإمارات الدولة العربية الوحيدة التي أجرى رئيسها (محمد بن زايد) مكالمة مع بشار الأسد للتضامن معه بعد بدء معركة "ردع العدوان" والتي انتهت بسقوط نظام الأخير.

الاتصال التضامني والذي جاء بعد أعوام من تطبيع العلاقات رسميا بين دمشق وأبو ظبي، لم يخرج موقف الإمارات الرسمي عن السياق العربي بعد سقوط الأسد، إذ سارعت وزارة الخارجية لإصدار بيان يؤكد فيه على احترام خيار الشعب السوري.

إلا أن أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أبدى عدم ارتياح تجاه القيادة الجديدة في سوريا، زاعما أن "طبيعة القوى الجديدة، ارتباطها بالإخوان، وارتباطها بالقاعدة، كلها مؤشرات مقلقة للغاية".

العراق
كانت العراق أكثر الدول العربية حذرا إزاء عملية "ردع العدوان" مع مخاوفها بامتداد المعركة إلى داخل أراضيها، إلا أنها اتخذت موقفا مبكرا بعدم إرسال مليشيات الحشد الشعبي لمساندة نظام الأسد، وتزامن ذلك مع رسالها بعثها أحمد الشرع إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد خلالها حرص المعارضة السورية على بناء علاقات جيدة مع العراق بعيدا عن أي خلاف سابق.

وبرغم اتصال السوداني برئيس النظام المخلوع بشار الأسد، ودعمه له، إلا أنه عاد للترحيب بخيار الشعب السوري، بيد أنه صرح السبت، بأن حكومته لا تزال في إطار تقييم الوضع الراهن في سوريا، قبل اتخاذ قرار حول العلاقات الدبلوماسية.

وأظهر الجانب العراقي مرونة في التعامل مع قيادة سوريا الجديدة في قضية إعادة نحو ألفي جندي سوري فرّوا إلى العراق عقب انهيار نظام الأسد.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)


لبنان
أظهر لبنان المنهك جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، مرونة ملحوظة في الحديث عن القيادة السورية الجديدة، حيث قال وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، إن بلاده تحترم حق الشعب السوري في تقرير مصيره.

وتباينت مواقف القوى اللبنانية إزاء سقوط نظام الأسد، فرحبت التيارات المناهضة لحزب الله بما جرى، وفي مقدمتها تيار "المستقبل" الذي يقوده سعد الحريري، والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع.

وكان لافتا الزيارة التي قام بها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى دمشق، ولقائه بأحمد الشرع الذي تحدث بشكل إيجابي عن رؤية سوريا الجديدة تجاه لبنان، وعدم تكرار "أخطاء" النظام السابق بالتدخل في شؤون لبنان.
عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
وأصدر حزب الله بيانا حول العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا، وعرّج خلاله على التطورات عقب سقوط نظام الأسد، أهم حليف للحزب في المنطقة خلال السنوات الماضية.

وقال الحزب إنه "يأمل أن تستقر سوريا على خيارات أبنائها، وتحقق نهضتها، وأن تكون في موقع الرافض للاحتلال الإسرائيلي، مانعةً التدخلات الخارجية في شؤونها".

وأكد الحزب "سنبقى سنداً لسوريا وشعبها في حقّه بصنع مستقبله ومواجهة عدوه الكيان الإسرائيلي الغاصب".

يشار إلى أن بقية الدول العربية بما فيها تونس التي وصفت فصائل المعارضة بـ"الإرهابية" بعد انطلاق معركة "ردع العدوان"، أصدرت بيانات متشابهة عبرت خلالها عن احترامها لخيار الشعب السوري، وتمنيها لسوريا بمزيد من التقدم بعيدا عن أي تفرقة أو انقسام سياسي، بيد أنها لم تجري اتصالات مباشرة، أو ترسل وفودا إلى دمشق بعد.


مقالات مشابهة

  • هل يعود داود أوغلو إلى حزب العدالة والتنمية؟
  • أردوغان يدلي بتصريحات هامة خلال اجتماع كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان
  • تركيا تسعى لإعادة تشغيل خط حديد الحجاز بين إسطنبول ودمشق
  • إمام أوغلو ومنصور يافاش يعلقان على قيمة الحد الأدنى للأجور
  • ما حقيقة عودة علي باباجان إلى حزب العدالة والتنمية؟
  • الإصلاح والتنمية: إحنا في موسم السياسة.. الأحزاب منشغلة بتحضير كوادرها
  • تحول تاريخي في قيادة حزب العدالة والتنمية بإسطنبول
  • كيف تبدو مواقف العرب من سوريا الجديدة بعد أسبوعين على سقوط الأسد؟
  • الوطنية للانتخابات تبدأ برامج التوعية بأهمية المشاركة بالاستحقاقات الانتخابية بالمدارس.. صور
  • العدالة والتنمية: تنازع المصالح عند رئيس الحكومة خطأ فادح يجب أن يدفع ثمنه