يعتقد العلماء الروس أن التغيرات المناخية تجعل الحيوانات البحرية تغادر مرابضها السابقة وتنتقل إلى أماكن أخرى في المحيط المتجمد الشمالي.

أعلن فياتشيسلاف بيزيكوف نائب مدير البحوث العلمية في معهد الأسماك وعلوم البحار في مؤتمر  "كون الدب الأبيض" الدولي، إن تغير المناخ يسبب هجرة حيوانات الفظ في البحار الشمالية الروسية.

وقال:" تتغير الموائل الرئيسية وحدود هجرة حيوانات الفظ بسبب التغيرات في انتشار الغطاء الجليدي في بحري (بيرنغ) و(تشوكوتكا) وبحر شرق سيبيريا بسبب تغير المناخ.

إقرأ المزيد تسجيل أدنى مساحة لجليد القارة القطبية الجنوبية في صيف 2023

وأشار العالم قائلا:" على مدار الثلاثين عاما الماضية، حدثت تحت تأثير العمليات المناخية العالمية، تغييرات كبيرة في انتشار الغطاء الجليدي في بحار (بيرنغ) و(تشوكوتكا) وشرق سيبيريا. ونتيجة لذلك، انتقلت حافة الجليد المنجرف في الخريف نحو الشمال، وصار الجليد الجديد يتشكل في بحر بيرنغ في المحيط المتجمد الشمالي بالقرب من ساحل شبه الجزيرة "تشوكوتكا" بعد حوالي شهر من المعتاد. ونتيجة لذلك، تغيرت حدود موائل حيوان الفظ وهجرتها، ومناطق الصيد الرئيسية. وإن معدل وفيات الحيوانات الصغيرة بدأ في التزايد، ومعدل تجديد الذرية بدأ في التناقص".

وأضاف:" في الآونة الأخيرة، تم مع بداية هجرة الربيع لحيوانات الفظ تحرير بحر بيرنغ بالكامل تقريبا من الجليد. وينخفض في كثير من الأحيان بالكامل استخدام مرابض الحيوانات الثابتة على ساحل بحر بيرنغ في كامتشاتكا وتشوكوتكا. ومن ناحية أخرى، يستأنف استخدام المرابض المتلاشية سابقا على شواطئ بحر بيرنغ وبحر تشوكوتكا، حيث وصل عدد حيوانات الفظ إلى عشرات الآلاف من الأفراد، ويمكننا القول إنه "أمام أعيننا، تنتقل موائل حيوانات الفظ إلى الجزء القطبي الشمالي من نطاقها".

وحسب العالم، فمنذ عام 2015 سجل انخفاض معدلات بقاء النسل في مستعمرات حيوانات الفظ في بحر تشوكوتكا. "وإذا بلغ النسل السنوي نهاية القرن العشرين 19٪ من العدد الإجمالي للحيوانات، فإنه قد انخفض عامي 2018-2019 إلى 10٪. كما انخفضت نسبة الحيوانات الفتية التي تقل أعمارها عن سنة واحدة على مدى السنوات الثلاث الماضية من 11٪ إلى 7٪".

المصدر: تاس

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: القطب الشمالي عالم الحيوانات

إقرأ أيضاً:

دراسة رائدة: اختبارات تعدين أعماق البحار تؤثر في أكثر من ثلث حيوانات قاع البحر

بعد خمس سنوات من التحقيق في تأثير تعدين أعماق البحار على التنوع البيولوجي، تم أخيراً نشر نتائج الدراسة.

تعالت الدعوات إلى فرض وقف عالمي مؤقت للتعدين في أعماق البحار بعدما كُشفت نتائج تحقيق امتد خمس سنوات.

حلّل علماء عينات من قاع المحيط في أعماق الهادئ، قبل وبعد أن عبرت آلات تعدين بحرية منطقة تمتد على 80 كيلومترا.

وأمضى باحثون من جامعة غوتنبرغ ومتحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة والمركز الوطني لعلوم المحيطات أكثر من 160 يوما في البحر، تلتها ثلاث سنوات في المختبر لاكتشاف مدى الضرر الذي تسببت فيه المسارات.

ونُشرت الدراسة في مجلة "Nature"، ومولتها شركة "The Metals Company"، عملاق التعدين في الأعماق الذي يهدف إلى أن يصبح الأول في إجراء تعدين تجاري على قاع المحيط.

ويقول العلماء إن نتائجهم أُنجزت بشكل مستقل، وإن الشركة اطلعت على النتائج قبل النشر لكنها لم تكن مخولة بتغييرها.

تأثير التعدين في أعماق البحار على التنوع الحيوي

فحص الباحثون بيانات من منطقة كلاريون-كليبرتون الواقعة بين هاواي والمكسيك، والتي تُستهدف حاليا بسبب قاعها الغني بالمعادن.

ووجدوا أكثر من 4.000 حيوان يعيش على قاع البحر وتابعوا التنوع الحيوي قبل عامين وبعد شهرين من تشغيل آلة التعدين التي استرجعت أكثر من 3.000 طن من العُقَد متعددة المعادن.

وحذّروا من أن عدد الحيوانات كبيرة الحجم المرئية بالعين المجردة داخل مسارات مركبات التعدين انخفض بنسبة 37 في المئة مقارنة بالمناطق غير المتأثرة. وهذه كائنات تُرى بالعين المجردة، مثل الديدان والقشريات والرخويات والمحار.

ولم يظهَر تأثير على وفرة الحيوانات في المناطق التي غطاها سحابة الرواسب الناتجة عن الآلة. ومع ذلك، وجد الفريق أن الاختبار تسبب في انخفاض غنى الأنواع بنسبة 32 في المئة (عدد الأنواع المختلفة في منطقة بعينها).

Related كيف تحوّل تغيّر المناخ إلى التهديد الأكبر لسوق العقارات؟مواد تعليمية بتمويل من "شل" تُتَّهم بتقليل أثر الوقود الأحفوري على المناخ

تقول شركة "The Metals Company" إنها "مشجَّعة" بهذه النتائج، وتجادل بأن تأثيرات التنوع الحيوي "محدودة بالمنطقة المُستخرَجة مباشرة".

لكن منظمة Greenpeace تقول إن الاختبار استخدم آلة "بنصف حجم الآلات المزمع استخدامها"، ما يعني أن الأثر الحقيقي للتعدين في الأعماق سيكون أكبر بكثير.

تقول جورجيا ويتاكر من "Greenpeace": "تحاول شركة The Metals Company تحويل الأنظار عن الأخبار السيئة، لكننا نتحدث عن إلحاق الضرر بكائنات بحرية فريدة وثمينة اكتُشفت حديثا."

"من المضلّل أن يدّعوا أن موقع التعدين نفسه فقط هو الذي سيتأثر."

لماذا ترغب الدول في إجراء التعدين في أعماق البحار؟

ينبع الإقبال المتزايد على التعدين في أعماق البحار من صخور صغيرة على قاع البحر محمّلة بمعادن حاسمة مثل النحاس والحديد والزنك وغيرها.

ويمكن استخدام هذه المعادن لبناء تكنولوجيا خضراء مثل بطاريات المركبات الكهربائية (EVs) والألواح الشمسية والهواتف المحمولة. ورغم أن هذه المعادن موجودة أيضا على اليابسة، فإن تعدينها كثيرا ما يرتبط بسلاسل إمداد محفوفة بالمخاطر وممارسات غير أخلاقية، كما كشفت تحقيقات متعددة.

ومع ذلك، وجد تقرير نُشر العام الماضي عن مؤسسة العدالة البيئية أن التعدين في الأعماق غير ضروري فعليا من أجل التحول إلى طاقة نظيفة.

ويؤكد أن مزيجا من التكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد الدائري وإعادة التدوير يمكن أن يخفّض الطلب على المعادن بنسبة 58 في المئة بين عامي 2022 و2050.

وإلى جانب المخاوف المثبتة الآن من أن التعدين في الأعماق يضر بالتنوع الحيوي، يحذّر خبراء أيضا من أن هذه الممارسة قد تؤثر في الكربون المُخزَّن في المحيط.

ما الدول التي تستكشف التعدين في أعماق البحار؟

في العام الماضي، أصبحت النرويج أول دولة في العالم تمنح الضوء الأخضر لممارسات التعدين في أعماق البحار، ما يسمح للبلاد بفتح 280 ألف متر مربع من مياهها الوطنية في نهاية المطاف.

وكانت تخطط لبدء إصدار تراخيص للتعدين في عام 2025، لكن الحكومة النرويجية المنتخبة حديثا أعلنت الأسبوع الماضي أن ذلك سيُ يؤجَّل لمدة لا تقل عن أربع سنوات ضمن مفاوضات تمرير موازنة عام 2026.

ورحّب ناشطون بيئيون من مجموعات مثل "Greenpeace" و"WWF" بهذه الخطوة، لكن رئيس الوزراء يوناس غار ستوره قال للصحفيين إنه ينبغي فهمها كتأجيل وليس كحظر دائم.

وأضاف أن حزب اليسار الاشتراكي، الذي عرقل اتفاقات الموازنة في الثالث من ديسمبر، لا "يحتفظ بالسلطة إلى الأبد"، مؤكدا أن تعدين قاع البحر لن يحدث خلال الفترة البرلمانية الحالية التي لا تنتهي قبل عام 2029.

وفي الشهر الماضي، أرجأت سلطات جزر كوك أيضا طلبات التعدين في أعماق البحار في مياه الدولة الواقعة بالمحيط الهادئ، مؤخرةً التعدين في المنطقة حتى ما لا يقل عن عام 2032.

وفي أبريل، وقّع دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يهدف إلى تكثيف التعدين في الأعماق داخل المياه الأمريكية والدولية على حد سواء، فيما تسابق بلاده الزمن لتصبح، كما تصف نفسها، "رائدا عالميا في الاستخراج المسؤول لموارد المعادن في قاع البحار".

وقد قوبلت الخطوة بانتقادات شديدة من دول مثل الصين، التي أجّلت إصدار التصاريح إلى أن تتفق الدول على إطار لكيفية تقاسم الموارد.

وفي الوقت نفسه، يكتسب الدعم لحظر مؤقت على هذه الممارسة زخما؛ إذ حظي بتأييد أكثر من 35 دولة والاتحاد الأوروبي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • فضيحة طبية في أوروبا .. استخدام حيوانات منوية لمتبرع يحمل طفرة سرطانية لإنجاب نحو 200 طفل
  • كندا تستعين بشركات الفضاء الرائدة لديها لإنتاج أقمار صناعية عسكرية في القطب الشمالي
  • خبراء روس: من يستحوذ على منطقة القطب الشمالي يسيطر على العالم
  • روسيا تحشد نوويا وتحذر من مواجهة عسكرية في القطب الشمالي
  • خبير بيئي: النازحون بسبب التغيرات المناخية حوالي 250 مليونا
  • قائد البحرية الروسية: الولايات المتحدة وأوروبا تستعدان لمواجهة عسكرية محتملة في القطب الشمالي
  • قائد البحرية الروسية: واشنطن والناتو يعززان وجودهما العسكري بالقطب الشمالي
  • دراسة رائدة: اختبارات تعدين أعماق البحار تؤثر في أكثر من ثلث حيوانات قاع البحر
  • الاتحاد الأوروبي يقرّ إجراءات هجرة صارمة تمهّد لإرسال مهاجرين إلى مراكز خارج حدوده
  • الاتحاد الأوروبي يقر حزمة هجرة متشددة ويخطط لإرسال المهاجرين خارج التكتل