قراءة فى المشهد السياسي وميدان العمليات: (التعقب) و(التخلى)
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
(1)كيف يمكن قراءة المشهد السياسي السودانى اليوم بعد عام من حالة إنسداد الأفق فى (فبراير – أبريل 2023م) أو ما يعرف بعقدة الإتفاق الإطاري ؟ ، لقد كان وصفة حرب كما قال اصحابه (الإطارىء أو الحرب) ، وهذا ما حدث .. فما هى المآلات والنتائج..؟
وربما يجدر بنا أن نضع كلمة (تعقب) بين معقوفتين لوصف الحال فى المشهد والميدان ، حيث توقفت – تقريبا- العمليات العسكرية الكبري من قبل العدو ، وما تبقي هو محاولة عرقلة التقدم ، وتعقب سير المعارك للتعطيل إلى حين وجود مخرج سياسي أو حدوث إختراق ، وبالقدر نفسه فإن الراهن السياسي فى محاولة تعقب لمواقف سياسية وتأثيرات دولية وإقليمية وصولا لمخرج أو إتفاق يضمن وجود المليشيا فى المشهد السياسي ، دون وجود اى أداة فعلية لحدوث ذلك سوى (فتات) مبادرات أو تسريبات متناثرة.
(2)
منذ إلتحام قوات كرري والمهندسين فى فبراير 2023م ، لم تكن للعمليات والهجمات العسكرية بأم درمان أى قيمة ، ما عدا سوء تقدير التمسك بالإذاعة والتلفزيون ، وكانت النتيجة خسارة فادحة ، بل أكبر الخسائر فى العتاد منذ معركة معسكر سركاب (ابريل 2023م) ، والهجوم على سلاح الإشارة ببحري هو محاولة لمنع الإلتحام مع القوات القادمة من الكدرو ومعسكر حطاب ، ولتقليل زخم الإندفاع فى بحرى ، ولكنه لا يعطى أى ميزة عسكرية ، وكذلك الهجوم على مدينة الفاو (ميجر 5) لمحاولة وقف وزخم الضغط على ولاية الجزيرة ، وسبق ذلك محاولات تسلل إلى المناقل وغرب سنار ، وهجمات متفرقة على الفاشر ، وتبقى النقطة الوحيدة التى تتعرض لعمليات هجومية فعلية هى بابنوسة أو الفرقة 22 ، وهذا لأسباب معنوية وجهوية لا أكثر ، ولا تتوفر فى الأفق قوة دفع جديدة ، حتى لو شاركت أطراف إقليمية مع تزايد مدى سلاح الجو..
وعلى المستوى السياسي ، فإن القوى المتهمة بالقيام بدور الحاضنة السياسية (قحت) و(تقدم) ، عجزت عن تسويق إعلان المبادىء الذي تم توقيعه مع مليشيا الدعم السريع ، بل فشلت تلك القوى فى إقناع الرأى العام بمواقفها ، وقد جرى اعتراف مستمر منهم بأنهم (دفعوا أثمان لمواقفهم) ، بينما الفاعلين الآخرين دفعوا أرواحهم وجراحهم وأموالهم من أجل قضية الوطن..
وعلى جانب آخر توصم أى تحركات سياسية واجتماعية داخلية بأنه بحث عن السلطة ، فهل يمكن أن نؤسس إلى منهج (التخلى) عن إتخاذ التحالفات وسيلة للوصول للسلطة والتوافق على كليات وطنية والتفرغ للانتخابات وإسناد الأمر لخبراء تكنوقراط..
(3)
من الواضح ، ان خيارات (قحت) و (تقدم) تستند على امور ثلاث:
– إختطاف المشهد السياسي مثلما حدث فى يوليو 2019م ، والوصول لشراكة سياسية مع ذات الأطراف العسكرية مع ذات الاقصاء ، وهو ما يبرر ويفسر التسريبات (القدس العربي ومجلة المجلة) ..
* الإستناد إلى تدخل أجنبي ، والدخول من بوابة (جلبي) على ظهر دبابة غربية وهو خيار لم يعد قائما ، مع أنهم نادوا كثيرا باستخدام البند السابع ضد بلادهم ووطنهم ، وتحدثوا عن الارهاب ، العالم مشغول بتحديات كثيرة والسودان على هامش الاحداث..
* فرض الاجندة بخيار البندقية وما يمثله حميدتى وهو على مشارف الخسران بعد عام من الرهان!!
وعليه فإن الأمر يعود إليهم فى إعادة النظر فى مواقفهم ، وخياراتهم محدودة..
ومع بدء الحوارات السياسية والمجتمعية ، فأننى ارجو أن تتاح فرصة للحوار معهم بأجندة وطنية تستبعد أولا قضية (السلطة) وتعتمد مبدأ (الوطن والانسان)..
نحن إذن فى مرحلة إستكشاف انتقال مهم ، فهل نلتقط مبدأ (التخلى) عن الدوران فى مغالطات المنافسات السياسية لصالح الوطن والمواطن ام نواصل ذات الصراع الصفري المدمر..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
21 مارس 2024م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المشهد السیاسی
إقرأ أيضاً: