مزمل أبو القاسم: الأمير يستجير!
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
* ملأ قادة قوى الحرية والتغيير_ أو فلنقل قادة (تقدم) إن شئنا فالأمر سيان_ ملأوا الأرض ضجيجاً والفضاء نعيقاً، بهجومٍ منظمٍ على الفريق أول ركن ياسر العطا لأنه أعلن أن القوات المسلحة ستقود الفترة الانتقالية، ولن تسلم الحكم إلا لقوى مدنية منتخبة ديمقراطياً ومفوضة شعبياً عبر صناديق الاقتراع.
* هاجوا وماجوا وقالوا كفر (ابن العطا) من شقيٍ واعتدى، وبغى (وليس بعابئٍ أو آبه)، وقالوا احرقوه، بل اصلبوه، بل انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه، ولو أن فوق الموت من ملتمسٍ للمرء مدوا إليه من أسبابه، إذ كيف له أن يجرؤ على إنكار أحقيتهم بالحكم ولو (بالسلفكة والاستهبال)، وكيف يرفض لهم أن يحتكروا تمثيل المدنيين في السودان؟
* وفي استضافةٍ لقناة الجزيرة مباشر معه تساءل خالد عمر يوسف (سلك) عن هوية الجهة التي فوضت ياسر العطا أو الجيش أو انتخبتهما كي يحددا هوية من يحكم السودان، وجاءه الرد سؤالاً مفحماً من مستضيفه، (ومن الذي فوضكم أنتم ومن الذي انتخبكم لحكم السودان)؟
* بأي تفويض وأي مشروعية أصبح خالد سلك نفسه وزيراً لوزارة مجلس الوزراء على أيام حكومة حمدوك؟
* وكيف وبأي شرعية وأي تفويض حصل حزب المؤتمر السوداني على منصب والي الولاية الشمالية وقتها، وعضويته فيها ليست مؤهلة لملء حافلة (شريحة) كالتي امتطوها مع عبد الرحيم دقلو في ليلة الحرب التي شنها أوغاد آل دقلو على الشعب السوداني قبل الجيش؟
* لن يجيب قطعاً، ولو فعل فسيتحدث عن شرعيةٍ ثوريةٍ أنكرها عليه شباب الثورة أنفسهم، ولن يثبت للجيش شرعيةً منحها له الدستور والقانون وأثبتتها له الوثيقة الدستورية نفسها، علاوةً على قانون القوات المسلحة الذي يلزمها بحراسة الوطن وتأمين الشعب والدفاع عن الأرض والعرض.
* ولا خلاف بالطبع على أن بلادنا تواجه تحدياً وجودياً بالغ الخطورة، يستهدف شعبها وأرضها وأمنها ومقدراتها ومواردها وتاريخها وحاضرها ومستقبل أجيالها القادمة، ولا خلاف كذلك على أن القوات المسلحة هي المؤسسة الوحيدة القادرة والمؤهلة بل والمكلفة شرعاً بمواجهة وصد العدوان الشامل الذي يتعرض له السودان حالياً، وأن الشعب بغالبيته العظمى فوضها لحسم التمرد ودحر المعتدين، ويتضح حجم ذلك التفويض الهادر في مسيرات الدعم والتأييد التي انتظمت كل أرجاء بلادنا وعمت سودانيي المهاجر، وخرجت تهتف (جيشٌ واحد شعبٌ واحد)، فهل من مُنكر أو مكابر لضخامة ذلك التأييد؟
* حتى التجارب السابقة وإرث القوات المسلحة السودانية نفسها يثبت لها أنها كانت نِعم الحارس لفترتين انتقاليتين سابقتين، تلتا ثورتين شعبيتين عارمتين، في أكتوبر 1964، ورجب أبريل 1985، وأنها أشرفت على حكم الفترتين وسلمت الأمانة (بمنتهى الأمانة) إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع، ولها في المشير عبد الرحمن سوار الذهب رحمة الله عليه النموذج والأسوة الحسنة.
* حتى في الفترة الانتقالية الحالية، قبلت القوى التي تسعى إلى احتكار تمثيل المدنيين (بلا تفويض) بالشراكة مع القوات المسلحة، ورضيت أن يتولى قائد الجيش منصب رئيس مجلس السيادة، فهل كان البرهان منتخباً وقتها؟
* وهل كانت أحزاب ومكونات قحت منتخبةً من الشعب؟
* من الطبيعي إن لا يطيق من قال (الانتخابات ما بتجيبنا) سيرة الانتخابات، فهو أدرى الناس بوزن الريشة لحزبه، وهو أعلم الناس بأن أي استفتاءٍ للشعب سينهي عصور الدجل والاستهبال السياسي التي مارستها (قحت) وحاولت أن تهيمن بها على الحكم بمعزل عن أي مشروعية انتخابية، ولا غرابة فأحزاب الفكة (ضعيفة القيمة، معدومة الشعبية، هزيلة المقدار) لا تطيق سيرة الانتخابات، وتعشق الفترات الانتقالية لتمام علمها بأنها لن تصل إلى الحكم إلا في فترات الانتقال.
* ثم أننا نسأل ياسر عرمان وخالد سلك وجعفر سفارات وغيرهم: ما الفارق بين الفريق البرهان الذي سيحكم (بحسب تصريحات الفريق ياسر العطا) ما تبقى من الفترة الانتقالية رئيساً لمجلس السيادة، والفريق البرهان الذي حكم مستهل الفترة الانتقالية رئيساً لمجلس السيادة في عهدكم ووفقاً للوثيقة الدستورية التي وقعها معكم؟
* البرهان (ون) كعب وكُخَّة، والبرهان (تو) حلوٌ ولذيذ؟
* خلاصة تعليقاتكم أنكم لا ترون في البرهان دكتاتوراً، ولا ترون في حكم العسكر للبلاد استبداداً ودكتاتوريةً وجوراً وحرباً على الشعب وطغياناً على القوى المدنية إلا إذا رفضوا أن يشركوكم في الحكم، وأبوا أن يجودوا عليكم ببضعة مقاعد فيه.
* إما إذا تكرَّم العسكر وفعلوا وأخذوهم معهم (صُحبة راكب) فيصبح قائدهم (الفريق البرهان) جنرالاً عظيماً وماهراً كما وصفه ياسر عرمان في ما سبق، ويصبح الجيش نفسه وطنياً ويلعب دوراً مهماً في التغيير والانتقال، كما وصفه خالد سلك وغالب قادة قحت على أيام شراكتهم معه، وستنتزع عن الجيش وصمة الانقياد للفلول، ولن يصبح تابعاً ذليلاً لعلي كرتي، وسيصبح حكمهم معه (الذي يتم توظيفه لبل الخصوم بازدراء مريع لكل قواعد العدالة وبعيداً عن حياض السلطة القضائية)، أنموذجاً يحتذى، وتجربةً رائدة لشراكةً ناجحةً وغير مسبوقة؛ تجمع المدنيين بالعسكر، ويقدمها الشعب السوداني للعالم أجمع كما وصفه د. عبد الله حمدوك!
* لو تفرّس ميكافيللي فيهم ومحّص مواقفهم المتناقضة والمتقلبة من الجيش وقائده لاستغاث من انتهازيتهم وتناقضهم وغياب المبدئيّة عندهم، ولتقلب في قبره وجعاً، ولتخلى لهم عما تبقى من إرث (الأمير)!
د. مزمل أبو القاسم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن استعادة سنجة – فيديو
أعلنت القوات المسلحة السودانية استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من أيدي قوات الدعم السريع المتمردة.وقالت في بيان:القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من داخل رئاسة الفرقة ١٧ مشاة بمدينة سنجة على طريق تطهير كامل تراب الوطن من مليشيا الدعم السريع الإرها_بية المتمردة – مدينة سنجة – ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤م.رصد وتحرير – “النيلين” إنضم لقناة النيلين على واتساب