أدعية رمضان المستجابة للإفطار: اغتنم الفرصة ورددها
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
أدعية رمضان المستجابة للإفطار: اغتنم الفرصة ورددها.. في شهر رمضان المبارك، يشهد المسلمون زيادة في البركات والخيرات، وتتضاعف الأجور. يمتنع المسلمون خلاله عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب، ويسعون للتقرب إلى الله بالعبادة والدعاء، يتميز هذا الشهر بفضله العظيم؛ حيث أنه الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن الكريم، ويعتبر شهر العتق من النار، حيث تُفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، تتضاعف الأجور والحسنات فيه، نقدم لكم دعاء مستجاب عند وقت الإفطار في هذا الشهر الفضيل.
في وقت الإفطار، يكون الدعاء مستجابًا بإذن الله تعالى، وهذه بعض الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجابًا، مثل وقت السحر، وعمق الليل، واللحظات الأخيرة من الليل قبل طلوع الفجر، ويوم عرفة، وعند الإفطار للصائم، وليلة القدر، وأثناء السجود. وإليكم دعاء رمضان عند الإفطار مستجاب:
يا الله، لا تخيب آمالنا وامنحنا من فضلك الوفير الذي توزعه على عبادك الصادقين.
يا الله، لا تحرمنا من جودك وعطاياك، واغفر لنا حتى نلقاك يوم الدين برحمتك الواسعة.
اللهم، اجعلنا جميعًا في طاعتك كما سخرت البحر لنبيك موسى، وارزقنا حبك كما جعلت الحديد لنبيك داوود.
يا الله، ثبت قلوبنا على دينك وارزقنا الإخلاص في القول والعمل.
يا رب، تقبل صيامنا وقيامنا واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا.
اللهم، ارزقنا الخير في دنيانا والصلاح في آخرتنا، وأعنا على طاعتك واجعلنا من عتقاء شهرك الكريم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رمضان رمضان2024 دعاء الإفطار ف رمضان فضل رمضان
إقرأ أيضاً:
رمضان.. بين فرحة الطاعة وهيبة الفراق
د. سالم بن عبدالله العامري
رمضان.. ذلك الضيف العزيز الذي حلَّ علينا بروحه الإيمانية، مضت أيامه سريعًا، وكأنها لم تكن سوى لحظات، وها هو الآن يرحل، تاركًا في القلوب أثرًا لا يُمحى، وذكريات لا تُنسى؛ فكيف هو شعور من أتم هذا الشهر المبارك بالطاعات، وأعرض عن المحرمات، وعاش أيامه ولياليه متزودًا من كنوز القرب من الله؟
ها نحن نودعه بقلوب يملؤها مزيجٌ عجيبٌ من الفرح والحزن، بين نشوة الطاعة وهيبة الفراق.
ومع آخر ليلة من رمضان، يقف المؤمن مُتأملًا رحلته خلال هذا الشهر العظيم، قلبه يفيض بمشاعر متناقضة، لكنه يدرك أن الغلبة للفرح، الفرح بأنه صام وقام، وازدان نهاره بالذكر وتلاوة القرآن، وسجدت جبهته في الليالي المضيئة بدموع الرجاء والخشوع.إنها فرحةٌ لا تشبه أي فرحة، فرحةٌ تشبه وقوف المسافر المتعب بعد رحلة شاقة، يضع أحماله ويستريح وهو يعلم أنه قد بلغ وجهته بسلام. هو الفرح بوعد الله لعباده الصائمين، الذين بشرهم بقوله تعالى: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به" (حديث قدسي)؛ فأيُّ مكافأة أسمى وأجل من أن يتولى الله بنفسه جزاء من أطاعه وصبر؟
إنها فرحة الإنجاز، فرحة من سار في رحلة إيمانية، كبح فيها جماح نفسه، وروض شهواته، وصنع من أيامه ولياليه أجنحةً تحلق به في سماء القرب من الله. كيف لا تشرق الروح سعادةً وقد نادى المنادي: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر" فأقبلت النفس على ربها، وفتحت أبواب الجنة، وسُلسلت الشياطين، وخفَّت وطأة الدنيا عن القلب.
لكن مع هذه الفرحة الغامرة، يتسلل إلى القلب شعور مهيب، شعور الفراق الذي يأبى أن يكون هينًا، فكيف يفارق المؤمن هذا الشهر الذي كان فيه قريبًا من الله أكثر من أي وقت مضى؟ كيف تنطفئ تلك المشاعر الروحانية التي تعلقت بها الروح؟ كيف تهدأ تلك الجوارح التي اعتادت الخشوع والبكاء عند تلاوة القرآن؟ كيف تودع العين دموع التهجد، ويودع القلب سكينته، ويعود العبد إلى عاداته بعد أن عاش أيامًا كأنه في جنة من نور؟ إنه وداع ثقيل على النفس، يشبه وداع الأحبة، لكنه أشد، لأن المودَّع هنا ليس مجرد أيام، بل هو موسم نفيس من الرحمات والبركات، موسم تتمنى النفس لو أنها تستطيع إيقاف عقارب الزمن عنده، فتظل تتنفس نوره إلى الأبد. إنه شعور المهاجر الذي وجد واحة ظليلة في وسط صحراء محرقة، ثم أٌمر بالرحيل عنها، فتأخذه الرهبة والحسرة: كيف سيواصل رحلته دونها؟ لكنه يعلم أن الله أكرمه بهذه الاستراحة ليكمل طريقه بقوة، فلا يكون رمضان لحظة عابرة؛ بل محطة تُمده بالزاد طوال العام.
هنيئًا لمن غادره رمضان وقلبه عامر بالإيمان، وروحه متمسكة بطريق الطاعة، وجوارحه ممتلئة بعهدٍ مع الله، عهد لا ينقضي بانقضاء الشهر؛ بل يستمر حتى اللقاء به سبحانه. فمن وُفِّق للطاعة في شهر رمضان، فعليه ألا يتوقف؛ بل يجعل من كل يومٍ بعده رمضانًا جديدًا، فالطريق إلى الله لا يُغلق بانتهاء موسم؛ بل هو ممتد ما دامت الأنفاس تتردد في الصدور.هنيئًا لمن صام وقام وأحسن العمل.. وهنيئًا لمن جعل من رمضان نقطة انطلاق لا محطة توقف.
وداعًا رمضان.. لكن أثرك في قلوبنا باقٍ إلى الأبد.