التغيير: وكالات

بعين دامعة استرجعت هيفاء محمد ذكرياتها مع رمضان السابق لتجد المقارنة قاسية ما بين الرمضانيين.

هيفاء اليوم نازحة، تتخذ من إحدى مدارس دنقلا بالولاية الشمالية سكنا لها وأطفالها الثلاثة، بعد أن خرجت قسرا من منزلها بمدينة بحري مع أيام الحرب الأولى التي اندلعت في الخرطوم بصحبة أبنائها الثلاثة وأبيها المسن، لتستقبل رمضان هذا العام في مكان لم تألفه وليس لها فيه أحد، لتمضي أيام وليالي رمضان بثقل لم تعهده- حسب وصفها.

بلون الدم

وتقول هيفاء لـ”جورنايل”: استقبلت رمضان هذا العام على غير العادة وأنا باكية حزينة على منزلي الذي تركته خلفي وجيراني الذين لا أعرف عنهم شيئاً بعد أن تقطعت بنا السبل وزوجي الذي مايزال محتجزا بود مدني، وفقدت الاتصال به ولا أعرف إن كان حيا أو ميتا”.

وأضافت: “رمضان بالنسبة لنا كان موسم الأفراح والبرامج، ولنا معه ذكريات جميلة ولكن الآن جاء بلون الدم وكسا وجوهنا بالحزن”.

الجو الأسري

أما أمال الأمين فتقول إنه لم يصادفها رمضان وهي خارج منزلها، لأنها تعشق الصيام ببيتها وبين أهلها وجيرانها، وترى فيه طعما خاصا تفتقده بشدة الآن، لا سيما الجو الأسري ساعة الإفطار وعند السحور. وقالت لـ”جورنايل”:” حاليا أنا بمركز الإيواء مع أطفالي الثلاثة وزوجي متواجد بالمسجد الذي يقربنا لأن المركز مخصصا للنساء فقط”.

وأضافت: “افتقدنا لجو الأسر والإفطار بالبيت الكبير وليالي رمضان في الخرطوم ولصخبها”.

وزادت: “إحساس صعب أن يأتيك رمضان وأنت خارج بيتك ولو توفرت كل معينات الصيام هنا بمراكز الإيواء من قبل المنظمات المختلفة والخيرين”.

أما آسيا إبراهيم فتقول لـ”جورنايل “إنها افتقدت مشروب “الحلو مر” ورائحته التي كانت يعبق المكان، كما افتقدت لجلسات جاراتها والذهاب إلى صلاة التراويح والتهجد والحياة الاجتماعية عموما التي تظهر جلية في رمضان.

دون إحساس

لم يكن حال النازحين بمراكز الإيواء في مدينة دنقلا مختلفاً عن رفاقهم خارجها، فالجميع يفتقد الإحساس برمضان بعد أن تشردوا من بيوتهم، وفقدوا نفرا من أهلهم وجيرانهم، ليحل رمضان عليهم وفي القلب غصة تفقد الشهر الكريم طعمه

وتقول آمنة على لـ “جورنايل”: “أول مرة في حياتي يأتيني رمضان وأنا بمدينة دنقلا رغم أنها مسقط رأسي، وأنا الآن بين أهلي واسكن في منزل خصص لي وعائلتي وكل شيء متوفر لنا وتحيط بنا حفاوة وكرم أهلنا الدناقلة ولكن برغم ذلك نفتقد لرمضان في الخرطوم وفي منزلنا حيث كان له طعم آخر”…

أعباء مالية

أما أحمد عبدالمتعال فيقول لـ “جورنايل”: “رمضان هذا العام زادت علينا الأعباء المالية وأمورنا المالية غير مرتبة إلى حد كبير، فالآن أنا أسكن بمنزل إيجار بمدينة مروي بمبلغ خمسمائة ألف جنيه، بينما كنت مؤجرا في الخرطوم بمبلغ مائة ألف جنيه، بجانب غلاء الأسعار وارتفاعها بوتيرة متسارعة يصعب علينا كنازحين فقدنا وظائفنا أن نجاريها”

وأضاف: “لذلك مائدة رمضان نفسها ليست كما خبرناها واعتدنا عليها، فقد غاب عنها الكثير الكثير، عموما نحن نفتقد لأجواء رمضان في الخرطوم وللمحيط الاجتماعي خاصة ونحن الآن بمنطقة بالكاد نعرف فيها أشخاصا يعدون على أصابع اليد”…

أرقام وإحصائيات

ووفق برنامج الغذاء العالمي، فإن أقل من”5 في المئة” من السودانيين يستطيعون توفير وجبة كاملة لأنفسهم في الوقت الراهن، كما وسبق أن حذرت المنظمة من أن يشهد السودان أكبر أزمة جوع في العالم.

ووفق بيانات رسمية لمفوضية العون الإنساني تحصلت عليها ” جورنايل ” فقد ارتفع عدد النازحين الوافدين إلى الولاية الشمالية بمعلياتها السبعة جراء الحرب إلى مليون و “403” ألف نازح. منهم تسعة الآلاف مقيمون بمراكز الإيواء المقدرة بنحو 153 مركزا.

وعملياً نشطت عدة منظمات محلية وإقليمية ودولية بجانب خيرين في تقديم حزمة مساعدات للنازحين في الولاية الشمالية في شكل مواد عينية للسلع الأساسية بجانب تنظيم إفطارات بمراكز الإيواء المختلفة.

* نقلاً عن منصة (جورنايل)

الوسومالحرب الخرطوم الشمالية برنامج الغذاء العالمي جورنايل دنقلا رمضان مائدة رمضان مروي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب الخرطوم الشمالية برنامج الغذاء العالمي دنقلا رمضان مائدة رمضان مروي بمراکز الإیواء فی الخرطوم رمضان فی

إقرأ أيضاً:

"لياقة المصريين".. تنفيذ برنامج تنشيط الرياضة بالأحياء السكنية بمراكز الشرقية

أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية ضرورة الإهتمام بنشر ثقافة ممارسة الرياضة لدى المواطنين بمختلف فئاتهم العمرية من خلال تنفيذ البرامج والأنشطة الرياضية المتنوعة مؤكداً على تقديم كافة أوجه الدعم المادي والمعنوي للمواهب الرياضية والمتميزين من أبناء المحافظة وتشجيعهم على المشاركة في البطولات والمسابقات الرياضية المحلية والدولية.

أشاد المحافظ بالمبادرات الرياضية والبرامج الترفيهية التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة للشباب بمختلف الفئات العمرية والمجتمعية من خلال تنفيذ الماراثونات والمسابقات الرياضية بهدف استغلال طاقاتهم وقدراتهم واكتشاف الموهوبين والمتميزين منهم وتوجيه أوقات فراغهم بطريقة إيجابية بما يعود بالنفع على المجتمع.

وفي هذا الإطار أشار الدكتور محمود عبد العظيم وكيل وزارة الشباب والرياضة إلى استمرار تنفيذ فعاليات برنامج تنشيط الرياضة بالإحياء السكنية والمقام تحت شعار " لياقة المصريين " وبالتعاون بين المديرية والإدارة المركزية للتنمية الرياضية بالوزارة وتحت رعاية وزير الشباب والرياضة ومحافظ الشرقية والتي تأتي تنفيذاً للمبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان وبمشاركة عدد من الشباب والفتيات والأطفال بمراكز ومدن (الزقازيق – أبو حماد – الحسينية – العاشر من رمضان ) بهدف نشر ثقافة ممارسة الرياضة ولتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة، من مشي، وجري، وتمرينات رياضية لافتاً إلى أنه يتم تدريبهم على يد مدربين متخصصين بعد توفير أدوات التدريب من كرات وأقماع وأدوات رياضية.

تمهيداً لرفع كفاءته وتجميله..محافظ الشرقية يتفقد نفق أبو الريش بمدينة الزقازيق

أضاف وكيل وزارة الشباب والرياضة أن البرنامج يتم تنفيذه كل يوم جمعة الساعة ٨ صباحاً بمختلف مراكز ومدن المحافظة بهدف تشجيع راغبي ممارسة الرياضة من أبناء المحافظة وحثهم على ممارسة الرياضة وأداء التمارين الرياضية بصفة مستمرة وتوسيع قاعدة المشاركة لجعل الرياضة جزء من الحياة اليومية والحفاظ على الجسم والوقاية من الأمراض.

1 2 3

مقالات مشابهة

  • النازحون في خان يونس يواجهون الشتاء بلا طعام ولا مأوى
  • شباب الدقهلية تختتم فعاليات الرواق الأزهري وتكريم الأئمة بمراكز الشباب بإدارة شباب دكرنس
  • "لياقة المصريين".. تنفيذ برنامج تنشيط الرياضة بالأحياء السكنية بمراكز الشرقية
  • ???? أين سيهرب جنجويد مدني والجزيرة؟
  • محافظ المنيا يعلن عن أماكن المنافذ المتنقلة بمراكز المحافظة لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة
  • أماكن المنافذ المتنقلة لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة بمراكز المنيا
  • 134 غارة جديدة على لبنان.. ورصد 10 ملايين دولار لمراكز الإيواء
  • ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد أوكرانيا؟
  • تشغيل المطارات في السودان.. خدمة للمدنيين أم دوافع عسكرية؟!
  • حملات مكثفة لرفع الإشغالات ومتابعة رخص المحال العامة بمراكز المنيا