كيف يصوم النازحون رمضان في الشمالية؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
التغيير: وكالات
بعين دامعة استرجعت هيفاء محمد ذكرياتها مع رمضان السابق لتجد المقارنة قاسية ما بين الرمضانيين.
هيفاء اليوم نازحة، تتخذ من إحدى مدارس دنقلا بالولاية الشمالية سكنا لها وأطفالها الثلاثة، بعد أن خرجت قسرا من منزلها بمدينة بحري مع أيام الحرب الأولى التي اندلعت في الخرطوم بصحبة أبنائها الثلاثة وأبيها المسن، لتستقبل رمضان هذا العام في مكان لم تألفه وليس لها فيه أحد، لتمضي أيام وليالي رمضان بثقل لم تعهده- حسب وصفها.
وتقول هيفاء لـ”جورنايل”: استقبلت رمضان هذا العام على غير العادة وأنا باكية حزينة على منزلي الذي تركته خلفي وجيراني الذين لا أعرف عنهم شيئاً بعد أن تقطعت بنا السبل وزوجي الذي مايزال محتجزا بود مدني، وفقدت الاتصال به ولا أعرف إن كان حيا أو ميتا”.
وأضافت: “رمضان بالنسبة لنا كان موسم الأفراح والبرامج، ولنا معه ذكريات جميلة ولكن الآن جاء بلون الدم وكسا وجوهنا بالحزن”.
الجو الأسريأما أمال الأمين فتقول إنه لم يصادفها رمضان وهي خارج منزلها، لأنها تعشق الصيام ببيتها وبين أهلها وجيرانها، وترى فيه طعما خاصا تفتقده بشدة الآن، لا سيما الجو الأسري ساعة الإفطار وعند السحور. وقالت لـ”جورنايل”:” حاليا أنا بمركز الإيواء مع أطفالي الثلاثة وزوجي متواجد بالمسجد الذي يقربنا لأن المركز مخصصا للنساء فقط”.
وأضافت: “افتقدنا لجو الأسر والإفطار بالبيت الكبير وليالي رمضان في الخرطوم ولصخبها”.
وزادت: “إحساس صعب أن يأتيك رمضان وأنت خارج بيتك ولو توفرت كل معينات الصيام هنا بمراكز الإيواء من قبل المنظمات المختلفة والخيرين”.
أما آسيا إبراهيم فتقول لـ”جورنايل “إنها افتقدت مشروب “الحلو مر” ورائحته التي كانت يعبق المكان، كما افتقدت لجلسات جاراتها والذهاب إلى صلاة التراويح والتهجد والحياة الاجتماعية عموما التي تظهر جلية في رمضان.
دون إحساسلم يكن حال النازحين بمراكز الإيواء في مدينة دنقلا مختلفاً عن رفاقهم خارجها، فالجميع يفتقد الإحساس برمضان بعد أن تشردوا من بيوتهم، وفقدوا نفرا من أهلهم وجيرانهم، ليحل رمضان عليهم وفي القلب غصة تفقد الشهر الكريم طعمه
وتقول آمنة على لـ “جورنايل”: “أول مرة في حياتي يأتيني رمضان وأنا بمدينة دنقلا رغم أنها مسقط رأسي، وأنا الآن بين أهلي واسكن في منزل خصص لي وعائلتي وكل شيء متوفر لنا وتحيط بنا حفاوة وكرم أهلنا الدناقلة ولكن برغم ذلك نفتقد لرمضان في الخرطوم وفي منزلنا حيث كان له طعم آخر”…
أعباء ماليةأما أحمد عبدالمتعال فيقول لـ “جورنايل”: “رمضان هذا العام زادت علينا الأعباء المالية وأمورنا المالية غير مرتبة إلى حد كبير، فالآن أنا أسكن بمنزل إيجار بمدينة مروي بمبلغ خمسمائة ألف جنيه، بينما كنت مؤجرا في الخرطوم بمبلغ مائة ألف جنيه، بجانب غلاء الأسعار وارتفاعها بوتيرة متسارعة يصعب علينا كنازحين فقدنا وظائفنا أن نجاريها”
وأضاف: “لذلك مائدة رمضان نفسها ليست كما خبرناها واعتدنا عليها، فقد غاب عنها الكثير الكثير، عموما نحن نفتقد لأجواء رمضان في الخرطوم وللمحيط الاجتماعي خاصة ونحن الآن بمنطقة بالكاد نعرف فيها أشخاصا يعدون على أصابع اليد”…
أرقام وإحصائياتووفق برنامج الغذاء العالمي، فإن أقل من”5 في المئة” من السودانيين يستطيعون توفير وجبة كاملة لأنفسهم في الوقت الراهن، كما وسبق أن حذرت المنظمة من أن يشهد السودان أكبر أزمة جوع في العالم.
ووفق بيانات رسمية لمفوضية العون الإنساني تحصلت عليها ” جورنايل ” فقد ارتفع عدد النازحين الوافدين إلى الولاية الشمالية بمعلياتها السبعة جراء الحرب إلى مليون و “403” ألف نازح. منهم تسعة الآلاف مقيمون بمراكز الإيواء المقدرة بنحو 153 مركزا.
وعملياً نشطت عدة منظمات محلية وإقليمية ودولية بجانب خيرين في تقديم حزمة مساعدات للنازحين في الولاية الشمالية في شكل مواد عينية للسلع الأساسية بجانب تنظيم إفطارات بمراكز الإيواء المختلفة.
* نقلاً عن منصة (جورنايل)
الوسومالحرب الخرطوم الشمالية برنامج الغذاء العالمي جورنايل دنقلا رمضان مائدة رمضان مرويالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب الخرطوم الشمالية برنامج الغذاء العالمي دنقلا رمضان مائدة رمضان مروي بمراکز الإیواء فی الخرطوم رمضان فی
إقرأ أيضاً:
أشرف صبحي: برنامج قومي لصناعة الهدف والأمل بمراكز الشباب لتنمية جيل واع ومؤهل
أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن الوزارة تعمل على تنفيذ البرنامج القومي لصناعة الهدف والأمل داخل أندية القيادات الشبابية بـ270 مركز شباب ومركز تنمية شبابية على مستوى الجمهورية. وأشار الوزير إلى أن البرنامج يهدف إلى إعداد جيل قادر على تحقيق أهدافه الشخصية والمجتمعية، بما يتماشى مع رؤية الجمهورية الجديدة، من خلال تأهيل الشباب ومواكبتهم للمتغيرات العالمية السريعة، وتعزيز فهمهم للتكنولوجيا الحديثة ولغة العالم الخارجي.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقده الوزير بحضور الدكتور سمير غنيم، أستاذ التنمية وتطوير الموارد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس واستشاري التنمية البشرية بالأمم المتحدة، وعدد من قيادات الوزارة، لبحث تفاصيل وآليات تنفيذ البرنامج.
أوضح وزير الشباب والرياضة أن البرنامج القومي لصناعة الهدف والأمل يعكس اهتمام القيادة السياسية بتنمية الشباب المصري، من خلال تزويدهم بالمهارات التي تُمكنهم من تطوير أنفسهم والمساهمة الفعالة في تنمية المجتمع. وأضاف: "البرنامج يركز على صناعة الأمل وتعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب، من خلال برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تطوير مهارات القيادة، التفكير الاستراتيجي، والعمل الجماعي، مما يجعل مراكز الشباب بمثابة مراكز تأهيل وتطوير حقيقية."
وأشار الدكتور أشرف صبحي إلى أن البرنامج سيشمل ورش عمل ودورات تدريبية متكاملة تغطي موضوعات مثل تحديد الأهداف، إدارة الوقت، تعزيز الابتكار، ومهارات التواصل الفعّال، مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية الوزارة لتطوير مراكز الشباب وتحويلها إلى حاضنات للتنمية الشاملة.
مشاركة واسعة من القيادات الشبابيةشهد الاجتماع حضور قيادات بارزة من وزارة الشباب والرياضة، منهم الدكتور خالد مسعود رئيس قطاع الشباب، والدكتور عبد الله الباطش مساعد الوزير لشئون مراكز الشباب، والدكتور سيد حزين رئيس الإدارة المركزية لمراكز الشباب والهيئات، والدكتور محمد غنيم مدير عام التعليم المدني. وتم خلال الاجتماع مناقشة خطط التنفيذ وآليات المتابعة لضمان تحقيق البرنامج لأهدافه المرجوة.
من جانبه، أكد الدكتور سمير غنيم أن البرنامج يمثل نقلة نوعية في مفهوم التنمية الشبابية، حيث يركز على تنمية الموارد البشرية وبناء قدرات الشباب من خلال تعزيز قيم الطموح والعمل الجاد. وأوضح أن البرنامج يستهدف تأهيل الشباب للتعامل مع التحديات المعاصرة وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل.
دور مراكز الشباب في الجمهورية الجديدةأشار الوزير إلى أن مراكز الشباب أصبحت اليوم مراكز تنموية شاملة، تُسهم في بناء شخصية الشباب وتزويدهم بالمعارف والخبرات اللازمة لمواكبة تطلعات الجمهورية الجديدة. وأكد أن البرنامج القومي لصناعة الهدف والأمل يُعد جزءًا من استراتيجية الوزارة لجعل الشباب جزءًا أساسيًا من عملية التنمية الوطنية.
تسعى وزارة الشباب والرياضة إلى توسيع نطاق البرنامج في المستقبل ليشمل عددًا أكبر من مراكز الشباب بمختلف المحافظات، مع تقييم دوري لأثر البرنامج على المشاركين. وأكد الوزير أن الشباب المصري يمتلك الإمكانيات التي تؤهله للعب دور ريادي في تحقيق التنمية الشاملة، وأن الوزارة ستواصل العمل على توفير كل الدعم لتحقيق هذا الهدف.
يُعد هذا البرنامج خطوة طموحة نحو تمكين الشباب وتزويدهم بالأدوات التي تجعلهم قادرين على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح على كافة المستويات.