انتخابات المحامين|سامح عاشور: خالص شكري لكل من يدلي بصوته لاستعادة نقابته
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
وصف النقيب الأسبق للمحامين سامح عاشور الساعات المتبقية على عقد الجمعية العمومية للمحامين واختيار النقيب ومجلسه بأنها ساعات الحسم والتي سيثبت فيها المحامون أنهم أذكى من أن يخدعهم البعض بوعود كاذبة أو مشروعات وهمية لم تتحقق على أرض الواقع.
وأكد عاشور على أن المحامين سبق لهم أن رأوا من يتعامل مع قضاياهم بجدية ويسعى لنيل حقوقهم ويتفاوض مع الوزارات وكبار المسؤولين في الدولة من أجلهم ، وأشار إلى أنه يسعى علة المدى العاجل وبشكل فوري للتدخل السريع والعاجل لحل الطلبات المقدمة بشأن الفاتورة الإلكترونية والقيمة المضافة وذلك بالتفاوض مع وزارة المالية والتي سبق له في التفاوض معها من قبل وكانوا في منتهى المرونة واستجابوا لمطالب المحامين بعدما عرضها عليهم وان هذه المرة الأمر يسير وسيتم حل اشكالية الفاتورة الإلكترونية سريعا وفي اقرب وقت ، كما أنه سيسعى من اجل التفعيل الحقيقي لأحكام المواد 49 و50 و51 بشأن ما يتعرض له المحامي أثناء عمله وهذا الامر ايضا يسير بالتعامل مع وزارة الداخلية ووزارة العدل وسبق من قبل التعامل معهم والتفاوض ووضع البروتوكولات من اجل الحفاظ علي اداء المحامي لعمله دون مساس به وبما ينص عليه الدستور والقانون.
وعلى المدى البعيد أشار عاشور إلى أنه سيتم إعادة بناء النقابة وتصحيح مسارها من أجل أن تصبح نقابة تنتقي أعضاءها وذلك بتفعيل اكاديمية المحاماة من أجل رفعة شأن المحامين بما تقدمه من خدمات لتطوير أداء المحامين
ووعد عاشور الاجيال القادمة من المحامين بأن نقابتهم ستكون السند والظهير لهم في كل وقت وسيكون العمل علي خلق جيل قوي يفخر بانه محامي يحافظ علي حقوق موكليه ويسعي للتعامل مع كافة أجهزة الدولة برقي واحترام ، وأضاف أنه على يقين كامل من ذكاء المحامين وواثق من قدرتهم على اختبار الأصلح والأفضل لهم.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب | إبراهيم عبد المجيد.. حكّاء الإسكندرية الأخير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في المشهد الروائي العربي، تتلاشى الحدود بين الواقعي والسحري، بين التأريخ والتخييل، وبين الحنين والتمرد. لكن قلما وُجد كاتب قادر على ترويض هذه العناصر كلها في آنٍ، ليجعل من المدينة بطلةً لا تُنسى، ومن الذاكرة مادةً سرديةً، ومن الرواية شراشف رقيقة تغطي جسد الحقيقة العاري. إبراهيم عبد المجيد هو هذا الكاتب النادر الذي يمكن اعتباره آخر حكاواتية الإسكندرية، لكنه ليس فقط كاتبًا لمدينة؛ بل هو كاتب لفكرة المدينة، لكيمياء التحوّل، ولسوسيولوجيا الانكسار.
ولد عبد المجيد عام 1946 في الإسكندرية، المدينة التي ستتحوّل لاحقًا إلى بطلة تتكرر في معظم أعماله، وتتحول إلى أسطورة لها ملامح إنسانية ومزاج شعري خاص. لكن نشأته لم تكن فقط على البحر، بل في حضن الثقافة: درس الفلسفة، وعاش طويلًا في رفقة الكتب، متتلمذًا على يد الحياة مثلما تتلمذ على يد نيتشه ودوستويفسكي وطه حسين. هذه الخلفية المعرفية والفلسفية جعلت من أعماله ليست فقط لوحات بصرية آسرة، بل أسئلة وجودية معلّقة.
تشكل "ثلاثية الإسكندرية" – لا أحد ينام في الإسكندرية، طيور العنبر، الإسكندرية في غيمة– مشروعًا سرديًا ضخمًا يضاهي في طموحه مشاريع كبار الأدباء العالميين. في هذه الروايات، لا تُروى المدينة بقدر ما تُستحضر روحها. يسير القارئ في شوارعها القديمة، يسمع ضحكات بحّارتها، ويشمّ رائحة البحر ممزوجةً بعبق الخيبات. لكنها ليست فقط حكاية عن مدينة، بل عن وطن كامل يُعيد تشكيل نفسه وسط الحرب، الاستعمار، والتغيرات الاجتماعية الكاسحة.
الإسكندرية، في أدب عبد المجيد، ليست صورة فوتوغرافية، بل كائن حي: تمرض، تشتاق، تذبل، ثم تقاوم. إنها الأم والعشيقة، وهي في الوقت نفسه الجثة التي يُعاد دفنها في كل رواية، والطفلة التي تولد كل صباح.
في رواياته الأخرى مثل البلدة الأخرى وفي الصيف السابع والستين، يتجه عبد المجيد إلى الغوص في الطبقات العميقة للذات المصرية، والعربية، حيث تتقاطع السياسة مع الحب، والذنب مع الخلاص. يكتب عن الهزيمة لا بوصفها حدثًا سياسيًا، بل كحالة وجودية: الهزيمة في الحب، في الثورة، في التاريخ، وفي الحلم.
عبد المجيد ليس معنيًا بالبنية التقليدية للرواية، بل بالأثر الذي تتركه، بالرعشة التي تحدثها. لذا فإن أسلوبه يتسم بحرية شعرية، وانسياب لغوي يجعل من كل جملة مدخلًا إلى عالم كثيف، مشبع بالدهشة والأسى.
ربما ما يميز إبراهيم عبد المجيد عن كثير من مجايليه، أنه لا يكتب ليحكي فقط، بل ليحاور، يتأمل، ويقترح بدائل. رواياته أقرب إلى الفلسفة الشعرية، وإلى ما يمكن تسميته بـ"التأمل الروائي". لا يخاف من الاقتراب من البديهيات ومساءلتها: ما المدينة؟ ما الحب؟ ما الذاكرة؟ ما الفقد؟ أسئلته ليست إجابات مقنّعة، بل أبواب مفتوحة على مزيد من الحيرة.
إبراهيم عبد المجيد ليس فقط كاتبًا يُقرأ، بل يُعاش. تدخل عوالمه كما تدخل حلمًا لا تود الاستيقاظ منه. هو كاتب الغيوم، وناقل الحنين، وحارس المدينة التي ما عادت تشبه نفسها.
لقد كتب عبد المجيد عن مدن تتبخر، عن أحلام تُنسى، وعن بشرٍ يتحولون إلى أطياف. لكنه، رغم كل ذلك، يظل يكتب. كأن الكتابة هي الطريقة الوحيدة لنجاة الروح. وكأن الرواية، كما يراها، ليست حكاية تُحكى، بل طريقة للبقاء.