موقع النيلين:
2025-02-12@01:09:43 GMT

صيام الفومو

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT


المشاجرات الرمضانية تحولت لطقس معتاد في هذا الشهر الكريم، وبالأخص قبل الأفطار، وبين الرجال في نهار رمضان، فقد أشارت دراسة أجريت في جامعة جنوب غرب ولاية ميزوري الأمريكية، إلى أن النساء يغضبن بدرجة مماثلة للرجال، ولكنهن أكثر قدرة على احتواء غضبهن، ويتجنبن باستمرار الدخول في صراعات جسدية مع الآخرين، وهذه السلوكيات لا يمكن معها تربيع الدائرة، لأنها أصبحت من مسلمات معظم الصائمين، وفيها مؤشر على أن (العضلة الأخلاقية) لديهم، والتي يعتبر الدين جزءًا مؤثراً فيها، ليست بالقوة الكافية لضبط تصرفاتهم، وبالتالي يمكن اعتبار صيامهم بمثابة صيام عادة لا عبادة.

قبل أكثر من ألف عام استخدم الصينيون أسلوبا لخفض التوتر اسموه (شيغونغ)، وهو يعتمد على التنفس العميق وبشكل منتظم لثلاث مرات، وهذه الطريقة كما يرونها، تساعد في تنشيط الدورة الدموية، وفي تحسين أداء القلب والعضلات، وفي إفراز هرمون السعادة (الدوبامين)، وإخراج الشخص من مزاجه العصبي، ولعل الجديد ما أوضحته دراسة قام بها مئات الباحثين، ونشرتها جامعة (لانسيت) الطبية العالمية في مارس الجاري، والتي توصلت في نتائجها إلى إصابة 43% من سكان العالم باضطراب عصبي في عام 2021، أو ما يعادل ثلاثة مليارات وأربع مئة مليون شخص من الجنسين، والنسبة السابقة زادت بمقدار الضعف عند مقارنتها بأرقام عام 1990، وقد فسرت الدراسة ما سبق، بنمط الحياة المتسارع في الوقت الحالي، وكثرة المهام المطلوبة من الأشخاص، وارتفاع أعمار الناس في بعض الدول، وما يصاحبه من مشاكل كالسكتات الدماغية والزهايمر، وارتباك عمل الجهازين الهضمي والمناعي.

بالإضافة لذلك يوجد شيء يسمونه (الفومو)، أو رهاب تفويت الفرصة، بمعنى أن الشخص يتوتر قبل صلاة المغرب، لأنه يخاف من تفويت الإشارة الخضراء، أو عدم الوصول إلى بيته في التوقيت المناسب واستباق الأذان، أو يتوقع عدم وجود زحام في الشارع، أو يقوم بالمفاضلة بين خيارات حقيقية وأخرى متخيلة، وكلها تفسر ارتفاع معدلات الحوادث المرورية، ومعها معدل المشاجرات المرتفع في هذا الوقت دون بقية الأوقات، وبحسب المختصين، فالصائم عندما يغضب يرتفع إفراز الادرينالين لديه بمعدل 30 ضعفاً، ما يجعل انفجاره في وجه غيره مدوياً، والقانون السعودي حرص على هذه المسألة في تحويله للمشاجرة من جنحة إلى جناية، إذا زادت مدة شفاء المعتدى عليه على 15 يوماً، وجعلت حكمها تقديريا للقاضي، بالسجن أو الجلد أو الغرامة المالية، لأن فيها تهديدا لأمن المجتمع.

أبو الاطباء الطبيب اليوناني أبقراط، يرى أن المخ أو الدماغ مصدر رئيس لكل انفعالات الأشخاص، وأنه المسؤول عن البهجة والحزن والألم والعنف، حتى وإن لم تكن محفزاتها الفعلية موجودة في الواقع، ورغم أن وزنه لا يتجاوز واحد كيلو واربع مئة غرام، ويمثل ما نسبته 2% من إجمالي حجم جسم الإنسان، فهو يستهلك 20% من طاقة الجسم، ويحتوي على 86 مليار خلية عصبية، تدير عمليات التفكير والمشاعر والتعلم والذاكرة والتوازن، وتنقل الإشارات فيما بينها بسرعة 480 كيلو مترا في الساعة، والمخ يميل إلى الرتابة والتكرار والأنماط الثابتة، ويعمل على تحويلها إلى عادات تمارس بشكل آلي في اللاوعي، والمعنى أنه لا يرتاح لتغيير عاداته، والصيام يفعل ذلك ويضعه تحت تأثير التوتر والضغط العصبي، بخلاف أن 75% من تكوين المخ عبارة عن ماء، والأخير ينقص في رمضان، ومن وجهة النظر العلمية، فالعصبية أثناء الصوم سببها نقص المياه والغلوكوز في الدماغ.

في الدول الأوروبية ترتفع المشاكل والجرائم، بشكل عام، بمجرد وصول سخونة الجو إلى 26 درجة مئوية، بينما تصل حرارة رمضان في المملكة، أحياناً، إلى 40 درحة مئوية، وقد ثبت بالدليل العلمي، أن الحرارة المرتفعة تعتبر محفزا إضافيا للغضب والانفعال، ولتحويل الناس إلى قنابل غضب متحركة في منتصف نهار الصوم، إذا نقصت التروية، ولم يحرص الشخص على تناول ثلاثة لترات من الماء طوال المساء الرمضاني، وليس دفعة واحدة في السحور، يتم تفريغها في الزيارات الأولى لدورة المياه.

تناول مسكنات الصداع في وجبة السحور، وبشهادة أهل اختصاص والمعرفة، مفيد في تحييد احتمالية العصبية المفرطة، وفي تجنب الدخول في صراعات جسدية أو لفظية غير مبررة، وتحديداً عند مدمني النيكوتين والمنبهات كالشاي والقهوة، وأكدت دراسة في جامعة شرق لندن البريطانية، عدم صحة الاعتقاد القديم الذي يقول بوجود فوائد صحية للتنفيس عن الغضب والمشاعر السلبية، فقد توصلت إلى أن من يفعل ذلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، مقارنة بمن يكتمون الغضب ولا يظهرونه، ويحيل البعض العصبية والمزاج الحاد في الصيام، إلى تناول البهارات الحارة في الإفطار، وإلى الحموضة، والأهم، في رأيي، هو الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي كالبرتقال والليمون، لمساعدتها في خفض التوتر ومعادلة ضغط الدم ومستويات الكورتزول في فترة الصيام، ولأن مثيرات الأعصاب أصبحت موجودة في الشارع والشاشة معاً.

د. بدر بن سعود – جريدة الرياض

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

كيف نتخلص من إدمان قطرات الأنف؟

الجديد برس|

يعاني الكثير من الناس من احتقان الأنف ويلجؤون لاستخدام القطرات الأنفية القابضة للأوعية الدموية لعلاج هذه المشكلات، لكن إدمان هذه القطرات قد يتسبب بمشكلات صحية خطيرة.

وحول الموضوع قالت الطبيبة الروسية وأخصائية أمراض الأنف والأذن والحنجرة يلينا نوفوزيلوفا:” عندما يعاني الشخص من احتقان الأنف بسبب تورم الغشاء المخاطي، تساعد القطرات المضيقة للأوعية الدموية على تضييق الأوعية الدموية وتخفيف التورم، واستعادة التنفس، لكن الاستخدام غير الصحيح لهذه القطرات أو استعمالها لفترات طويلة قد يؤدي إلى تشنج مزمن في الشعيرات الدموية وتورم مستمر في الغشاء المخاطي، وفي الكثير من الحالات يصبح الشخص غير قادر على التنفس بشكل طبيعي دون استعمال هذه القطرات، ويتطور هذا الأمر إلى الإدمان عليها”.

وتقترح الطبيبة 3 طرق للتخلص من إدمان القطرات الأنفية المضادة للاحتقان:

الطريقة الأولى: التوقف عن استخدام هذه الأدوية تماما، لكن هذه الطريقة تحتاج إلى الإرادة والكثير من الصبر وبمرور عدة أيام أو أسابيع سيتعافى الغشاء المخاطي للأنف، ويصبح الشخص قادرا على التنفس بسكل طبيعي دون أدوية.

– الطريقة الثانية: التقليل من وتيرة استخدام هذه القطرات بشكل تدريجي، ومن ثم التوقف عن استخدامها تماما.

– الطريقة الثالثة: استبدال القطرات ذات المفعول القوي بقطرات أخرى مثل قطرات الأطفال، وبالتالي يقل اعتماد الشخص تدريجيا على الدواء.

وأشارت الطبيبة إلى أن ممارسة الرياضة وتمارين التنفس تسرع عملية شفاء الأنف والأغشية المخاطية، وتساعد على التخلص من إدمان القطرات الأنفية المضادة للاحتقان، كما أن تنظيم أوقات النوم يساعد الشخص على التعافي من الأمراض التنفسية وأمراض الأنف، وبالتالي تقل حاجته للأدوية، ومن الأشياء التي تساعد على التقليل من حالات تحسس الأنف واحتقانه هو عدم التعرض للروائح القوية والحفاظ على تهوية المنزل بشكل مستمر.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم برج الحوت الأربعاء 12 فبراير 2025.. قدرة على الابتكار
  • دراسة: الكاكاو الطبيعي يخفف التوتر أسرع من الأطعمة الدهنية
  • هرمون الجوع والساعة البيولوجية.. دراسة تكشف أسباب زيادة الشهية ليلًا
  • "اعرف أكثر عن الغدة الدرقية" محاضرة توعوية مجانية بمكتبة الإسكندرية
  • محاضرة توعوية بعنوان اعرف أكثر عن الغدة الدرقية بمكتبة الإسكندرية
  • دراسة جديدة: الماء البارد مفتاحك لنوم هادئ وعميق
  • كيف نتخلص من إدمان قطرات الأنف؟
  • دراسة علمية: الاستحمام بـالماء المثلج يقلل التوتر
  • دراسة تكشف تشابهًا مذهلًا بين أغاني الحيتان ولغات البشر
  • النمر: التوتر الشديد قد يسبب توقف القلب نهائيا