أبوظبي (وام)
أكد الدكتور عبدالله أحمد المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد، أهمية تضافر الجهود لضمان استدامة المياه للأجيال المقبلة، نظراً لدورها الحيوي في دعم الحياة على الأرض، ولكون الموارد المائية الموثوقة عاملاً حاسماً لأمن الأوطان والمجتمعات والزراعة.
وقال إن الحاجة تزداد في ظل تفاقم أزمة المياه على مستوى العالم، إلى تعزيز مرونة الدول في مجال المياه من خلال تشجيع الأبحاث والتكنولوجيا الجديدة وبناء شراكات دولية فعالة تسهم في الحفاظ على هذا المورد الثمين.


وأضاف في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يحتفي به العالم في 22 مارس، أن هذا اليوم يُعد فرصة لتعزيز الوعي حول قضايا المياه وتشجيع الإجراءات الفعّالة لحمايتها، لافتاً إلى ما يشهده العالم من اهتمام عالمي متنامٍ بالإدارة الفعالة لموارد المياه؛ حيث باتت العديد من الدول تدرك مدى أهمية إدارة موارد المياه بكفاءة لتمكين مشاريع الري، وتأمين مياه الشرب النظيفة، وتطوير مصادر المياه المحلية، وتحسين إدارة الكوارث الطبيعية، وتطوير مشاريع الطاقة الكهرومائية، بينما يبحث المجتمع الدولي عن حلول بديلة ومبتكرة لاستخدام المياه بكفاءة وبطريقة مستدامة وعادلة بما يحقق التوازن بين احتياجات الإنسان والحفاظ على البيئة.

أخبار ذات صلة رئيس «الشؤون الإسلامية» يبحث مع وفد صيني التعاون في الشأن الديني 95 ألف بئر نفذتها «خيرية الشارقة» خارج الدولة منذ 2007

وفي تقرير له بهذه المناسبة، أوضح المركز الوطني للأرصاد أنه ورغم أن حلولاً مثل تحلية المياه وإعادة تدوير المياه الرمادية تمثل خيارات قابلة للتطبيق، إلا أن واقع التحديات البيئية يفرض علينا ضرورة إيجاد حلول أكثر فاعلية لتعزيز هطول الأمطار وزيادة تغذية المياه الجوفية، لافتاً إلى أن بروز حلول مبتكرة، في ظل تصاعد مخاطر تغير المناخ وتفاقم أزمة نقص المياه التي تهدد حياة ملايين البشر، من بينها تكنولوجيا الاستمطار، يشكل بارقة أمل لمستقبل أكثر استدامة.
وقال إن تكنولوجيا الاستمطار، المعروفة أيضاً بتلقيح السحب، توفر حلاً مستداماً لتحقيق الأمن المائي من خلال تسخير عمليات هطول الأمطار لزيادة كمياتها في المناطق التي تواجه ندرة المياه؛ إذ تستفيد هذه التكنولوجيا من الدورة الطبيعية لتكثيف بخار الماء وتشكل السحب، ما يتيح خياراً آمناً بيئياً وقابلاً للتكيف وفعالاً من حيث التكلفة لمواجهة تحديات الأمن المائي.
وأكد المركز أنه يواصل من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار ريادته في هذا المجال عبر إجراء أبحاث استمطار متطورة تسهم في تحقيق الأمن المائي المستدام لشعوب العالم، خصوصاً أن دولة الإمارات وباعتبارها من الدول التي تقع في المناطق القاحلة، تبنت ضمن سعيها الحثيث لإيجاد حلول فعالة لمواجهة ندرة المياه، تكنولوجيا الاستمطار من منطلق حرصها على ضمان إمدادات مستمرة من المياه العذبة.
وأشار إلى أن الإمارات أطلقت مؤخراً مبادرة محمد بن زايد للماء بهدف مواجهة التحدي العاجل لندرة المياه، وتعزيز الوعي بخطورة هذه الأزمة، وتسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة، وتعزيز التعاون الدولي، وهي مبادرة تجسد التزام الدولة بقيادة الجهود الدولية لتحقيق الأمن المائي، فضلاً عن الدعم الذي قدمته الدولة ولا زالت تقدمه للنهوض بأبحاث الاستمطار من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار الذي يمثل نهجاً استباقياً لمواجهة تحديات ندرة المياه من خلال توفير الموارد والخبرات اللازمة لتطوير حلول صديقة للبيئة تسهم في تحقيق الاستدامة المائية على المدى الطويل.
وأشار المركز إلى أن عمليات الاستمطار في دولة الإمارات بدأت في تسعينيات القرن الماضي، وأن الدولة قطعت خلال العقود التالية أشواطاً مهمة في هذا المضمار، حيث تمتلك اليوم شبكة حديثة تضم أكثر من 60 محطة أرصاد جوية، ومنظومة رادار متكاملة، وخمس طائرات متخصصة لعمليات التلقيح، مؤكداً أن الدولة خطت، مع إطلاق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار تحت إشراف المركز الوطني للأرصاد في عام 2015، خطوة كبيرة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية في مجال الأمن المائي، حيث يواصل البرنامج تحقيق إنجازات علمية ملموسة على صعيد تطوير التقنيات والابتكارات الجديدة التي تواكب التحديات البيئية المتغيرة، وذلك من خلال دعم وتمويل المشاريع البحثية المتطورة وتعزيز التعاون الدولي في مجال أبحاث الاستمطار.
وقام البرنامج منذ دورته الأولى بتمويل 14 مشروعاً فريداً في مجال الاستمطار، وتم التعاون مع أكثر من 85 دولة، وتخصيص 22.5 مليون دولار من الاستثمارات في أبحاث الاستمطار، كما سجل الحاصلون على منحة البرنامج ثماني براءات اختراع، إضافة إلى استعراض إنجازات المشاريع البحثية الممولة من قبل البرنامج في مجلات بحثية مرموقة.
وشارك البرنامج خلال الشهر الماضي في المعرض والمؤتمر الدولي لإدارة المياه المعروف بـ«أسبوع باكو للمياه» تأكيداً على التزامه بتعزيز الحوار وتعميق التعاون الدولي في مواجهة تحديات المياه، وقد شكل هذا المؤتمر منصة مثالية لتبادل المعرفة ومشاركة الخبرات وتسليط الضوء على تقنيات الاستمطار وإمكانية تطبيقها على نطاق عالمي، كما عقد البرنامج خلال المؤتمر العديد من اللقاءات والمناقشات البناءة مع أصحاب المصلحة الرئيسين، فضلاً عن إقامة شراكات من شأنها دفع الجهود الدولية في معالجة ندرة المياه وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في مجال الأمن المائي والعمل المناخي.
وأكد المركز أن إيجاد حلول مبتكرة لتحديات الأمن المائي عالمياً ليس بالمهمة السهلة، بل يتطلب تعاوناً دولياً أوسع بين العلماء والباحثين وخبراء الأرصاد الجوية، من أجل بناء مستقبل أكثر مرونة واستدامة للأجيال المقبلة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المركز الوطني للأرصاد استدامة المياه يوم المياه العالمي اليوم العالمي للمياه الإمارات الوطنی للأرصاد الأمن المائی ندرة المیاه فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات تستعرض نهجها الريادي في استدامة السياحة والسفر

دافوس: «الخليج»
أكد عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، أن دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة تتبنى نهجاً شاملاً لتحقيق الاستدامة في مختلف القطاعات الاقتصادية في الدولة، لا سيما في القطاع السياحي، إذ وضعت الاستدامة أولوية وطنية لتعزيز مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وذلك من خلال إطلاق مبادرات طموحة تهدف إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة والمناخ والموارد، ما رسخ مكانة الإمارات كإحدى أبرز الوجهات العالمية للسياحية المستدامة.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة نقاشية بعنوان «رسم المسار: السياحة المستدامة نحو اقتصادات مرنة»، عُقدت ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، وركزت الجلسة على دور السياحة المستدامة كأداة رئيسية لدعم التنمية الاقتصادية وتعزيز مرونة الاقتصادات المحلية، .
واستعرض بن طوق التجربة الإماراتية المتميزة في تطوير آليات مبتكرة للاستدامة ودمجها في قطاعي السياحة والسفر، ما أسهم في تعزيز حضورها على خريطة السياحة العالمية من خلال إطلاق عدد من المبادرات والاستراتيجيات الناجحة، من أبرزها «الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031» التي أطلقتها الدولة أواخر العام 2022، ومثلت نقطة تحول للمضي قدماً في تطوير وتنمية القطاع السياحي وفق أفضل الممارسات العالمية، حيث تهدف إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 450 مليار درهم بحلول العقد المقبل.
وأضاف: «جاءت حملة (أجمل شتاء في العالم)، التي نشهد حالياً النسخة الخامسة منها، تحت عنوان (السياحة الخضراء) كنموذج عالمي في السياحة المستدامة، إذ أسهمت في إبراز تنوع الوجهات الإماراتية البيئية والثقافية، وتشجيع السياحة الداخلية بشكل مستدام، وجذب الزوار الدوليين، وترسيخ مفاهيم جديدة ودعم تقديم منتجات سياحية متنوعة، وتسليط الضوء على المقومات السياحية لمختلف إمارات الدولة السبع».

مقالات مشابهة

  • الإمارات تستعرض نهجها الريادي في استدامة السياحة والسفر
  • محافظ أسيوط يؤكد على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة الزيادة السكانية
  • أبو الغيط يؤكد أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • محافظ السويس يؤكد أهمية حل المشاكل بشكل جذري لتحقيق استدامة التنمية
  • «وزير المالية»: يجب تضافر الجهود الدولية لمواجهة تزايد حجم المديونيات وارتفاع أسعار الفائدة
  • المركز الوطني للأرصاد يُنبِّه من تكون أمطار متوسطة على منطقة عسير
  • المركز الوطني للأرصاد: هطول أمطار متفاوتة الغزارة على معظم مناطق المملكة ابتداءً من اليوم الخميس وحتى الاثنين القادم
  • “أبوظبي للتنمية” يستعرض جهود الإمارات الريادية في تعزيز الأمن المائي
  • "الوطني الاتحادي" يؤكد أهمية استقلالية معهد التدريب القضائي
  • المركز الوطني للأرصاد ينبه من تكون أمطار متوسطة على عسير