هويدا الحسن (العين)

أخبار ذات صلة «الاتحاد لحقوق الإنسان» تشيد باعتماد قرار «مكافحة كراهية الإسلام» الإمارات: التسامح ضرورة أساسية في مكافحة «الإسلاموفوبيا»

ألفونس إتيان دينيه، أو نصر الدين دينيه (1861-1929) ليس مجرد رسام ومستشرق أسره سحر الشرق كما فعل مع فنانين غربيين قبله، ولكنه يعد نموذجاً للانغماس في ثقافة الآخر والتماهي معها بصدق وفهم عميقين.


ولد الرسام والمستشرق الفرنسي ألفونس إتيان دينيه في باريس لأسرة من الطبقة البرجوازية، فأبوه هو القاضي البارز فليب ليون دينيه، وأمه سيدة مجتمع هي ماري أوديل باوتشر، وقد درس الفن بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة، وعرض أول أعماله في صالون الفنانين الفرنسيين، وهو أحد مؤسسي جمعية المستشرقين الفرنسيين.
وقد لعبت الصدفة دوراً كبيراً في تعميق شغف دينيه بالشرق حين زار منطقة بوسعادة بالجزائر برفقة فريق من علماء الحشرات عام 1884، ثم حالفه الحظ في العام التالي ليقوم برحلة ثانية إلى منطقة الأغواط بمنحة من حكومة فرنسا، وفي ذلك الوقت رسم أول صورتين من الجزائر.
وفي عام 1903، أي بعد زيارته الأولى للجزائر بتسع سنوات، اشترى منزلاً في بوسعادة وأصبح يقضي به تسعة أشهر كل عام، حتى أصبح مفتوناً تماماً بشمال أفريقيا وثقافتها، فتعلم اللغة العربية وأتقنها، وفي النهاية اعتنق الإسلام، وقد أعلن إسلامه في رسالة خاصة عام 1908، ثم بعد ذلك بسنوات أشهر إسلامه في زاوية الحامل وغيَّر اسمه من ألفونس إلى نصر الدين دينيه عام 1913، وأدى بعدها فريضة الحج إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته.
ساهم إلمام دينيه بالثقافة واللغة العربية في تميزه عن غيره من الفنانين المستشرقين الذين افتتنوا بشمال أفريقيا كهنري ماتيس وغيره، وقدم أعمالاً ورسومات وصفها النقاد بأنها من النوع القصصي، وعندما تبلور اهتمامه بالإسلام بدأ في رسم لوحات ذات موضوعات دينية، وتميزت أعماله بدفء ألوانها ودقة تفاصيلها، فلم يكن يرسم بروح المستشرق الغربي، ولكن يمكننا القول إنه قدم تلك الأعمال كفنان شرقي وبوعي شرقي خالص، وكأنه ولد شرقياً في الأساس. ومن الجدير بالذكر أن دينيه زار مصر أيضاً عام 1897 ورسم منظرين بانوراميين للقاهرة القديمة، أحدهما في الصباح والآخر في المساء، وتمت إعادة إنتاجهما في كتاب «سراب: مشاهد من الحياة العربية» عام 1906 الذي نشره صديقه الفنان سليمان بن إبراهيم.
وإلى جانب نقل الحياة بشمال أفريقيا في لوحاته كلوحة «لعبة قمة الغزل» التي تصور مجموعة من الأطفال يلعبون إحدى الألعاب الشعبية، ولوحات للحرملك والحياة اليومية كلوحة «السباحون الصغار على حافة الوادي»، ورسمه الحج والطواف حول الكعبة، وكذلك الصلاة في لوحة «الإمام يؤم الصلاة»، وجلسات المتصوفين، قدم دينيه أيضاً أعمالاً أدبية مهمة، إذ نشط في ترجمة الأدب العربي إلى الفرنسية، ولعل أهمها ترجمته لقصيدة ملحمية للفارس العربي عنترة بن شداد عام 1898، ومن مؤلفاته «أشعة خاصة بنور الإسلام» الذي دافع فيه عن الإسلام، ورسائل «الشرق كما يراه الغرب» التي نشرت بدمشق. وقد توفي دينيه في باريس وتم تشييعه جنازته في مسجد بباريس، قبل دفنه في القبة الجنائزية التي بناها في بوسعادة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإسلام الرسم الفن التشكيلي

إقرأ أيضاً:

تكريم المشاركات في ختام "المخيم الشتوي للمرشدات" بشمال الباطنة

صحار- خالد بن علي الخوالدي

اختتمت فعاليات المخيم الشتوي الـ26 للمرشدات بالمخيم الكشفي الدائم بولاية صحم، برعاية الدكتور يعقوب بن عبدالله الندابي المدير العام للمديرية العامة للكشافة والمرشدات، وبحضور سيف بن حارب الغافري المدير العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة، ونضيرة بنت أحمد الحارثية المديرة العامة المساعدة للمرشدات، وعدد من القيادات الكشفية والإرشادية.

وتضمن الحفل فقرات متنوعة، حيث قدمت في بدايته المرشدات أمام الحضور استعراضاً مصحوباً بالصيحات، ثم ألقت شيخة بنت محمد الزدجالية قائدة مرشدات بمحافظة شمال الباطنة وقائدة عام المخيم كلمة الحفل، بعدها ألقت إحدى المرشدات قصيدةً شعرية، أعقبها كلمة ألقتها احدى المرشدات نيابةً عن زميلاتها المشاركات، ثم شاهد الحضور عرضاً مرئياً تضمن لقطات للفعاليات التي تم تنفيذها خلال فترة المخيم، كما اطلع الحضور على بعض مهارات المشاركات من خلال المعرض المصاحب الذي أقيم على هامش الحفل، ثم قامت المرشدات بترديد الوعد الإرشادي.

وفي الختام، قام راعي الحفل بتكريم المشاركات والجهات المتعاونة، كما أقيمت فقرة سحوبات على قسائم وجوائز متنوعة شاركت بها بعض الجهات الداعمة من المجتمع، وقد باشرت المرشدات مراسم إنزال العلم.

وتأتي فعاليات المخيم في إطار حرص وزارة التربية والتعليم ممثلةً في المديرية العامة للكشافة والمرشدات على تنمية مهارات ومواهب الفتيات المرشدات في مختلف المراحل عن طريق برامج المخيمات الشتوية، وتمكين المنتسبات وتكليفهن بالمهام القيادية، ليصبحن جديرات بخدمة مجتمعهن من خلال الفرص والإمكانات التي يوفرها ممارسة النشاط الإرشادي في جميع محافظات السلطنة، ولمختلف المراحل الإرشادية، لتصبح مرشدات عمان مثالاً يُحتذى بهن عبر ممارسة البرامج والأنشطة المدروسة التي تواكب تطلعاتهن وتسهم في مسايرتهن لمستجدات العصر بشكل إيجابي وفعّال.

مقالات مشابهة

  • تكريم المشاركين في ختام "البرنامج الشتوي للطلبة الموهوبين" بشمال الباطنة
  • هل يصح القول: الأديان السماوية؟
  • ختام البرنامج الشتوي للطلبة الموهوبين بشمال الباطنة
  • بالأسماء.. حركة تنقلات محدودة بـشمال القاهرة لتوزيع الكهرباء
  • بعد خسارة النفوذ في سوريا.. المرتزقة الروس يتوسعون بشمال أفريقيا |تقرير
  • مجلس الأمن الدولي يدين الهجمات المكثفة على مدينة الفاشر بشمال دارفور من قبل قوات الدعم السريع
  • 9 اهداف وصراع الوصافة يشتعل بشمال الصعيد بالجولة 18
  • تكريم المشاركات في ختام "المخيم الشتوي للمرشدات" بشمال الباطنة
  • تزييف التاريخ
  • زيارة تفقدية للاشقاء الفلسطينيين المقيمين في نادي اتحاد سيناء