«القلافة».. مهنة يُحييها الشباب
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
خولة علي (دبي)
مع تطور الحياة المعاصرة، انحسرت الكثير من المهن التقليدية، ومنها حرفة «القلافة»، بعدما استبدل الصيادون السفن التقليدية بالمراكب المتطورة، التي سهّلت عليهم أعمال الصيد والغوص. إلا أن مهنة «القلافة» التي تُطلق على صناعة السفن، وكل ما يتعلق بها من إصلاح وصيانة، لا يمكن أن تندثر وسط هذا الزخم من التطور.
عبد الرحمن يعمل في ورشته ساعات طويلة إلى جانب فريقه، لحرصه على إظهار المنتج وفق أدق أصول الجودة، وحسب النهج الذي سار عليه الحرفيون الأوائل، في إشارة واضحة على إدراكه بأهمية التراث وقيمته ورغبته في الحفاظ على مبادئ وأسس هذه المهنة، كما عمل أجداده من الذين كانوا يبذلون جهوداً حتى يقدموا صناعة ذات جودة عالية. أخبار ذات صلة «العريش».. موروث مستدام «شداد الإبل».. حرفة عريقة يتعلّمها الأطفال الاتحاد الرمضاني تابع التغطية كاملة
مسؤولية
بالقيزي الحاصل على درجة الماجستير في القيادة وإدارة الموارد البشرية، ترك وظيفته بعدما تطلب الأمر توليه أمور شركة والده ليخوض غمار العمل التجاري. كما أن التحدي والطموح دائماً ما يدفعان بالقيزي ليشق طريقه وفق أسس دقيقة وثابتة وواضحة، ليحافظ على هذه المهنة واحدة من المهن التقليدية التي احترفها أهالي المنطقة قديماً، وشقوا بها البحار طلباً للرزق.
ورغم تأييد بعض أفراد عائلته للخطوة التي اتخذها، إلا أن بعضهم لم يحبذها، خصوصاً مع قلة الطلب على السفن التقليدية في الوقت الحاضر، لكن بالقيزي يرى أن الحفاظ على هذه الصناعة مسؤولية وطنية.
مهنة عريقة
وأوضح بالقيزي أن «القلافة» من المهن التقليدية التي برع فيها أهل الساحل قديماً، لصناعة السفن بأنواعها وأحجامها المختلفة. فهي كانت وسيلتهم للرحلات البحرية التجارية بين الهند والسواحل الأفريقية، والغوص بحثاً عن اللؤلؤ وصيد الأسماك والنقل. وعادة ما ينقسم ممارسو هذه المهنة إلى نوعين، وهما «القلاف» المستقل بنفسه، والذي يعمل على تصليح الأمور البسيطة في السفينة، ومجموعة من «القلاليف» الذين يعملون كفريق على صناعة السفن. فالمهن التراثية بمختلف أنواعها تُعتبر ثقافة عريقة وأصالة محفوظة في طيات التاريخ لتتناقلها الأجيال، حتى غدت جزءاً من هويتهم وثقافتهم بصورة أكثر قوة وثباتاً.
وأضاف أن «القلافة» تُعتبر من المهن الحرفية الشاقة، وتحتاج إلى قوة وصبر وهندسة دقيقة في تشكيل هيكل السفينة وربط أجزائها بطريقة محكمة، ومهمة بنائها تستغرق أشهراً، وفقاً لحجمها والغرض من استخدامها.
إرث وشغف
يقول عبد الرحمن بالقيزي: نحرص على المشاركة في المحافل التراثية والتاريخية والمتاحف، كما أن معرضنا الخاص مفتوح للزوار والمهتمين بمعرفة الطريقة التقليدية في صناعة السفن بمختلف مراحلها وأنواعها ومسمياتها واستخدامات كل نوع منها. وهي خطوة مهمة للتعريف بهذه المهنة وأصالتها وقيمتها وبراعة الحرفيين الأوائل في صناعتها. وكان الوالد «رحمه الله»، من المهتمين بهذه المهنة، وقد غرس فينا هذا الشغف، ونأمل أن ننقله إلى أبنائنا حتى تبقى هذه المهنة للأجيال.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحرف اليدوية الحرف التراثية الحرف التقليدية الحرف الشعبية الحرف الإماراتية الحرف اليدوية القديمة التراث التراث الإماراتي صناعة السفن المراكب البحرية صناعة السفن هذه المهنة من المهن
إقرأ أيضاً:
قصة كفاح أقدم بائعة قصب بالبحيرة: بقالى أكتر من 25 سنة فى المهنة
قصة كفاح أم فارس من محافظة البحيرة ، امرأة تتحدى المرض وتواجه صعوبات الحياة بإرادة لا تلين ، تروي أم فارس لموقع " صدي البلد " إنها تعمل بائعة قصب منذ 25 عامًا ، و تحدثت عن حكايتها التي تجمع بين الكفاح والحنان.
تستيقظ أم فارس كل صباح، رغم آلامها، لتبدأ يومها في السوق ، تحمل على عاتقها مسؤولية تربية أولادها، الذين يمثلون بالنسبة لها الأمل والمستقبل. تقول: "الألم جزء من حياتي، لكن أولادي هم القوة التي تدفعني للاستمرار".
على مدار ربع قرن، أصبحت أم فارس رمزًا للإصرار تقف وسط بائعي القصب، تبيع بضاعتها بابتسامة تضفي الحياة على المكان
تتجاوز كل العقبات التي تواجهها، من قلة الزبائن إلى مشاق العمل تحت أشعة الشمس الحارقة. فهي لا تعمل فقط من أجل المال، بل من أجل تعليم أولادها وتأمين مستقبلهم.
تتحدث عن أولادها بفخر، حيث تسعى لتوفير التعليم الجيد لهم، متمنية أن يصبحوا قادة في مجالاتهم. "أنا أعمل بجد ليكون لديهم ما لم أستطع الحصول عليه"، تقول أم فارس بنبرة مليئة بالأمل.
قصتها ليست مجرد قصة كفاح، بل هي شهادة على قوة المرأة وقدرتها على تجاوز التحديات أم فارس تمثل نموذجًا يُحتذى به لكل من يواجه صعوبات في حياته فكل يوم جديد هو فرصة جديدة لها لتثبت أن الإرادة أقوى من أي مرض أو مصاعب.
تختتم أم فارس حديثها بابتسامة، مؤكدة أن الحياة تستحق العيش من أجل الأحلام والأحباء "لن أتوقف عن الكفاح، لأن كل تعب هو خطوة نحو مستقبل أفضل لأبنائي".