كشف ريتشارد لويد باري، في صحيفة التايمز، عن نتائج تقرير للأمم المتحدة يشير إلى أن كوريا الشمالية تمول جزءًا كبيرًا من برنامجها النووي والصاروخي الباليستي من خلال الأنشطة السيبرانية غير المشروعة، بما في ذلك سرقة العملات المشفرة.

ويكشف التقرير، الذي أعدته لجنة الخبراء المكلفة بمراقبة عقوبات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية، عن مدى اعتماد بيونغ يانغ على القرصنة الإلكترونية لتمويل برامج أسلحتها.

ووفقاً للتقرير السنوي للجنة، فإن كوريا الشمالية تولد ما يقرب من 50% من دخلها من العملات الأجنبية من خلال الأنشطة السيبرانية الخبيثة، مع تخصيص جزء كبير لمبادراتها المتعلقة بالأسلحة.

يسلط فريق الخبراء الضوء على انتشار سرقات العملات المشفرة التي ينظمها قراصنة كوريا الشمالية، حيث تم التحقيق في 17 حادثة في عام 2023 وحده، بقيمة تصل إلى 750 مليون دولار من الأموال المسروقة. بالإضافة إلى ذلك، منذ عام 2017، تم الإبلاغ عن ما مجموعه 58 هجومًا على العملات المشفرة، مما أدى إلى خسائر تصل إلى 3 مليارات دولار، واستهدفت في المقام الأول بورصات العملات المشفرة.

جدير بالذكر أن مجموعة لازاروس، وهي كيان قرصنة سيئ السمعة ترعاه الدولة ومرتبط بمكتب الاستطلاع العام في بيونغ يانغ، تبرز كواحدة من الجهات الفاعلة السيبرانية الرئيسية في كوريا الشمالية. على مر السنين، قام لازاروس بتنظيم هجمات رفيعة المستوى، بما في ذلك اختراق شركة سوني بيكتشرز عام 2014 ومحاولة سرقة مليار دولار عام 2016 من البنك المركزي البنجلاديشي.

ويسلط التقرير الضوء على التهديد المستمر الذي تشكله العمليات السيبرانية في كوريا الشمالية، حيث أفادت كوريا الجنوبية أن 80٪ من محاولات القرصنة ضد شركاتها ومؤسساتها العامة في عام 2023 تم إرجاعها إلى كوريا الشمالية.

وبالإضافة إلى القرصنة السيبرانية، تواصل كوريا الشمالية الاستفادة من نشر العمال في الخارج، حيث تدر ما يقدر بنحو 500 مليون دولار سنويا. وعلى الرغم من عقوبات الأمم المتحدة التي تحظر على الدول الأعضاء توظيف العمالة الكورية الشمالية، فإن التنفيذ لا يزال متساهلاً، وخاصة في دول مثل روسيا.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العملات المشفرة کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

الدكتور أبو اليزيد سلامة: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية وتمثل تهديد اقتصادي

نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "العملات الرقمية والمراهنات الإلكترونية .. رؤية شرعية وقراءة اقتصادية".

شيخ الأزهر يُعرب عن تقديره لدعم الرئيس السيسي للتعليم الأزهري بالعربية والإنجليزية.. جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره "معجم مصطلحات الحج والعمرة"

 حاضر فيها الدكتور فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، وأدار الندوة الإعلامي القدير حسن الشاذلي.  

قال الدكتور فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، أن البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة من الظواهر الاقتصادية الحديثة التي تحمل العديد من المخاطر، ورغم الفرص التي قد توفرها، فإنها تفتقر إلى الرقابة المركزية، مما يجعلها عرضة للمضاربات وتقلبات حادة تهدد استقرار الاقتصاد، كما تساهم في تعزيز الأنشطة غير القانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتشكل خطرًا على الأفراد بسبب غياب الضمانات التقليدية، مبينًا أنه من الضروري التعامل مع هذه العملات بحذر وتنظيمها لضمان حماية الأفراد والاقتصاد، لأنها باتت تشكل تحديات معقدة على الصعيدين الشرعي والاقتصادي، ويترتب عليها نتائج اقتصادية سلبية، حيث تساهم في زيادة القمار وتعميق الفقر لدى بعض الأفراد.

ومن الناحية الشرعية، أوضح الدكتور فياض أن المعاملات الرقمية المشفرة، يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية، خاصةً فيما يتعلق بالربا والتعاملات التي قد تتعارض مع مبادئ الإسلام، مثل المراهنات الإلكترونية، معتبرًا أنها تتعارض بشكل صريح مع الشريعة الإسلامية التي تحظر القمار بكل أنواعه، وهو ما يتطلب ضرورة تبني ضوابط صارمة في التعامل مع هذه القضايا لضمان تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية والالتزام بالمبادئ الشرعية.


من جانبه أوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، أن العالم شهد في الآونة الأخيرة تطورًا واسعًا في استخدام العملات المشفرة والمنتجات المالية الرقمية، وشهد ثورات تكنولوجية غيرت وجه التاريخ، مما يتطلب من الجميع مواكبة التطورات والتعامل معها، ويفرض العديد من التحديات الجديدة، نظرًا لأن هذه التعاملات الرقمية الجديدة، تأتي مع قواعد معقدة ومتعددة، وهناك خطر من تعارض المصالح الخاصة والعامة في استخدامها، حيث تُستثمر أموال ضخمة يصعب مراقبتها والتحكم فيها، بالإضافة إلى أن منصات التداول الخاصة بها غالبًا ما تكون خارج النظام الرسمي، ويترتب على ذلك أن التداول بهذه العملات يرتبط بأنشطة مضاربات ومراهنات، تهدد المدخرات الشخصية وتساهم في إهدارها.

وأكد مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، في سياق حديثه عن العملات الرقمية  المشفرة والممارسات المرتبطة بها مثل البيتكوين، أن هذه العملات لا يعلم مصدرها ولا قيمتها على وجه اليقين والتي من الممكن في أي لحظة أن تذهب بمال الإنسان ومدخراته، ولذلك لا يجوز التعامل بهذه العملة حتى توضع لها الضوابط المحكمة التي تجعلها عملة موثوق فيها، موضحًا أن المؤسسات الدينية في مصر تحرم التعامل مع هذه العملات، نظرًا للمخاطر والمضاربات التي تتضمنها، والتي لا تتوافق مع شروط التعامل النقدي الطبيعي، كما نبه إلى أن هذه العملات تمثل تهديدًا للاقتصاد الوطني، وتؤثر سلبًا على العملة المحلية، والاستثمار في هذه المعاملات الرقمية عالي المخاطر، محذرًا من خطورة التداول بالعملات المشفرة والمراهنات الإلكترونية، ليس فقط لكونها مخالفة للشريعة الإسلامية، ولكن أيضًا لأنها تمثل تهديد اقتصادي وأخلاقي يستدعي التدخل العاجل. 

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • أبواليزيد سلامة: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية .. وتهديد اقتصادي وأخلاقي
  • الدكتور أبو اليزيد سلامة: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية وتمثل تهديد اقتصادي
  • زعيم كوريا الشمالية يتعهد بتعزيز الترسانة النووية
  • هل ستؤدي حُمى العملات المشفرة في أميركا إلى كارثة؟
  • زعيم كوريا الشمالية يصدر أوامر خطيرة بشأن إنتاج الأسلحة النووية
  • خلال تفقد منشأة.. زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى تعزيز قدرة بلاده النووية
  • عالم عملات الميم
  • بتكوين تهبط دون 100 ألف دولار بسبب عمليات جني الأرباح
  • رقم صادم.. جرائم العملات المشفرة تتجاوز 189 مليار دولار في آخر خمس سنوات
  • بنسبة 5.45%.. «البيتكوين» يتراجع بسبب جني الأرباح