فاجأ خبر زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، لدولة الإمارات العربية المتحدة، اللبنانيين، نظراً للتوترات والخلافات القائمة بين الحزب ودول الخليج العربي، والتي وصلت إلى حد تصنيف مجلس الوزراء الإماراتي له كمنظمة إرهابية عام 2014، ليتخذ مجلس التعاون الخليجي ذات الخطوة في عام 2016.

لم يتم الإعلان عن الزيارة وتفاصيلها بشكل رسمي، ليتبين لاحقاً أن الهدف منها البحث في ملف الموقوفين اللبنانيين السبعة في الإمارات، وهم كما ذكر المتحدث باسم أهالي المعتقلين، عفيف شومان، الملقب بـ"أبو فضل": عبد الله هاني عبد الله.

. الخيام (مؤبد)، علي حسن مبدر.. صيدا (مؤبد)، أحمد علي مكاوي.. طرابلس (15 سنة)، عبد الرحمن طلال شومان.. كفردونين (مؤبد)، أحمد فاعور.. الخيام (15 سنة)، فوزي محمد دكروب.. زقاق البلاط (مؤبد) وليد محمد إدريس.. العين/البقاع (10 سنوات).

#معتقلو_الامارات والأحكام الصادرة بحقهم

-عبد الله هاني عبد الله.. الخيام
( مؤبد)

-علي حسن مبدر .. صيدا
(مؤبد)

-أحمد علي مكاوي.. طرابلس
(15سنة)

-عبد الرحمن طلال شومان.. كفردونين
(مؤبد)

-أحمد فاعور.. الخيام
( 15سنة )

-فوزي محمد دكروب.. زقاق البلاط
(مؤبد)

-وليد محمد…

— ابو فضل شومان (@afif_shoman_a) March 19, 2024

وفي طلب تعليق بشأن الزيارة، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لمراسل "الحرة": "لا تعليق لنا على زيارة صفا إلى الإمارات".

يذكر أنه خلال السنوات الماضية، قامت الإمارات بإيقاف العديد من اللبنانيين، معظمهم من الطائفة الشيعية، بتهم تتعلق بالتعامل مع حزب الله.

ففي مارس من العام الماضي، أوقفت 10 لبنانيين، قبل أن تفرج عنهم بعد شهرين، إثر وفاة أحدهم، وهو غازي عز الدين، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، وأكد شومان حينها، أن هناك سبعة أشخاص لا يزالون قيد الاحتجاز.

لو انتو دولة بتحترم نفسها كنتو بتقولو بالبيان انو في مساعي للافراج عن ٧ معتقلين بالامارات بعدهم بالسجون..
انما انتو اجبن من هيك!!

الكلام اللي قلتوه لاهالي الشباب المحكومين والوعود اللي اخذوها كلها كانت كذب ؟!!!

خير ان شاء الله#معتقلو_الامارات

— ابو فضل شومان (@afif_shoman_a) May 27, 2023

كما سبق للإمارات أن أوقفت 8 لبنانيين في عام 2018، بتهمة "التواصل مع حزب الله"، وفي مايو من العام 2019 أصدرت محكمة امارتية الحكم عليهم، منهم 3 أشخاص بالسجن لفترات طويلة (شخص واحد حُكم بالمؤبد و2 بالسجن لعشرة أعوام)، الأمر الذي وصفته "منظمة العفو الدولية" حينها بـ"الجائر والملفق"، لأن الاعترافات "تمّت تحت وطأة التعذيب والتهديد".

لكن الإمارات عادت وأفرجت، في يونيو 2019، عن 3 لبنانيين كانوا من ضمن الموقوفين، قبل أن يجري ترحيلهم إلى لبنان، وفي عام   2021 أفضت جهود الوساطة التي قادها مدير عام الأمن العام اللبناني السابق عباس إبراهيم مع عن إطلاق 11 موقوفاً.

ومع زيارة صفا إلى الإمارات تطرح العديد من التساؤلات، خاصة على صعيد مستقبل العلاقة بين الحزب وهذه الدولة الخليجية.

مهمة محدودة

"هي زيارة نادرة واستثنائية وخارج السياق المألوف بحكم العلاقات المتوترة بين الحزب والإمارات وبقية دول الخليج"، كما يصف أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الخالق عبد الله، و"المعلومات المتوفرة تشير إلى أن صفا الذي وصل الثلاثاء إلى الإمارات وغادرها الخميس، وكان مخولاً بالحديث فقط عن الموقوفين في الإمارات، الذين تمت محاكمتهم وتأكيد تورط أربعة منهم في أنشطة تجسس لصالح حزب الله وإيران، بينما اتهم ثلاثة آخرون بالاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال".

ويشدد عبد الله في حديث لموقع "الحرة" "تؤكد المعلومات أن الإمارات لم تستقبل صفا إلا بفضل تدخل ووساطة كبيرة تقف خلفها سوريا وربما الرئيس السوري شخصياً، ومن أجل خاطر الرئيس السوري وسوريا قبلت".

ومن المتوقع أن الإمارات وفقاً لعبد الله "درست الموضوع جيداً ووضعت مجموعة من الشروط، ربما طلبت من حزب الله الاعتراف بتورطه في الأنشطة التجسسية قبل إطلاق سراح الموقوفين وعدم تكرار مثل هذه الأفعال الشنيعة على أرضها وإنهاء تهديده للمصالح والمواطنين الإماراتيين".

فإذا وافق الحزب على هذه الشروط، قد تفرج الإمارات يقول عبد الله عن الموقوفين، ويضيف "هناك أيضاً تقارير تشير إلى أنه ربما فتحت الإمارات ملفات أخرى للحوار ليس أكثر، مثل ملف ما يحصل في جنوب لبنان والطلب من الحزب المساهمة في تخفيف التوتر وعدم التصعيد لهذه الحرب التي لن تكون لا في صالح لبنان ولا المنطقة، وملف الشغور الرئاسي".

من جانبه نفى المحلل السياسي المقرب من حزب الله، فيصل عبد الساتر أن يكون بشار الأسد توسط لإطلاق سراح الموقوفين، مؤكداً أنها مبادرة إماراتية وأن الأسد قدّم ضمانات لإنجاح المهمة ليس أكثر، ويشرح عبد الساتر كواليس الزيارة بالقول "القضية بدأت منذ حوالي الشهرين، حيث تم طرح موضوع إنهاء هذا الملف باتصال من الإمارات بحزب الله على الرغم من عدم تساهلها سابقاً في هذا الملف من قبل، من دون أن يقدم الحزب أي شيء مقابل ذلك، مما أثار بعض الأسئلة والالتباسات لدى الحزب نظراً لتصنيف الإمارات له كمنظمة إرهابية".

وبعد عدة اتصالات، طُرح الموضوع أيضاً من قبل الرئيس الأسد، يقول عبد الساتر لموقع "الحرة" "تم التوصل إلى اتفاق وإرسال طائرة خاصة يوم الاثنين لنقل وفد حزب الله بقيادة صفا إلى الإمارات".

ويشدد "من باب أني امتلك الكثير من المعلومات حول هذا الملف أؤكد أن مهمة صفا محدودة ومحصورة في إطلاق المعتقلين، أما ماذا يدور في رأس الإماراتيين وكيف يريدون استثمار الأمر، فهذا شأن لا علاقة لحزب الله به لا من قريب ولا من بعيد".

خرق متعدد الأبعاد

في كل الأحوال، "يشكّل فتح الإمارات بابها العريض لشخصية أمنية من حزب الله"، كما يصف الباحث في الشؤون السياسية، الدكتور وسيم بزي، "خرقاً متعدد الأبعاد في السياسة والأمن والاستراتيجية، فهذه الزيارة تتجاوز بتداعياتها وأبعادها العنوان المعلن عنه بكثير رغم أهميته".

ويشدد بزي في حديث مع موقع "الحرة" على أنه "علينا ترقب إلى أي مدى قررت الإمارات تغيير سياستها تجاه لبنان ولأي درجة قررت أن تنتقل من أقصى الصدام إلى أقصى الحوار مع فريق لم تكن تتعاطى معه في السابق إلا بالأمن، حيث يبدو أن هذه النقلة النوعية لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها".

وفيما إن كانت هي خطوة إماراتية بحت، يجيب بزي "هناك سعاة خير كثر، لعبوا دوراً في إنضاج هذا المشهد، نحن نرى الآن رأس جبل الجليد فقط، وستكشف الأيام والأسابيع القليلة القادمة عن مشهد متعدد الأبعاد والارتدادات".

زيارة صفا تدحض بحسب عبد الساتر "كل المقولات التي روّجها بعض المسؤولين اللبنانيين حول تخريب حزب الله لعلاقات لبنان مع الدول العربية فلو كان الأمر كذلك، لما بادرت الإمارات بالاتصال به".

كما أن تواصل الإمارات مع الحزب يثبت وفقاً لعبد الساتر أن "هذا العالم لن يحترم إلا القوي، فقد اتّصلت الإمارات بحزب الله لعلمها بقوته وامتلاكه لبيئة كبيرة في لبنان، ودوره الذي يتجاوز بكثير حدود الواقع اللبناني، ولولا هذه القوة لما بادرت بذلك بعد كل الشائعات والحرب الإعلامية والدعائية التي شُنّت ضده".

ويضيف "قد يرى البعض أن هذه المبادرة قد تفتح آفاقاً لعلاقات مستقبلية بين الطرفين، ولكن هذا الأمر غير مؤكد، فالخصومة بين الحزب والإمارات المدرجة في قائمة دول التطبيع مع إسرائيل يعود إلى المواقف السياسية، وقد يصل هذا الخلاف إلى أقصى الحدود".

علاقة شائكة

تميزت العلاقة بين حزب الله ودولة الإمارات بالتوتر والتباعد على مدى سنوات طويلة، نتيجة لاختلاف المواقف والخلافات في العديد من القضايا الإقليمية، ويقول عبد الساتر، "اتخذت الإمارات موقفا من حزب الله بعد عام 2006" أي حرب يوليو، ومن أبرز القضايا الخلافية بين الطرفين كانت دعم حزب الله العسكري لنظام بشار الأسد، بينما دعمت الإمارات المعارضة السورية حينها.

في عام 2013، أعلن نصر الله استعداده للذهاب شخصياً للقتال في سوريا ضد "الإرهابيين التكفيريين"، مما أثار استياء مجلس التعاون الخليجي، الذي وصف أمينه العام، عبد اللطيف الزياني، خطاب أمين عام حزب الله بـ"التحريضي واللامسوؤل والمتناقض". وفي ذات العام فرض مجلس التعاون الخليجي عقوبات على الحزب لمشاركته في حرب سوريا.

وتتجلى التوترات بين الإمارات وحزب الله أيضاً في دعم الأخير للمعارضة الحوثية في اليمن، وعلاقته القوية مع إيران، العدو المعلن لمجلس التعاون الخليجي.

وفي عام 2014، قام مجلس الوزراء الإماراتي بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وفي العام التالي، وصف نصر الله البحرين بأنها "إسرائيل الثانية".

وفي رد فعل على تصريحات نصر الله، أصدر مجلس التعاون الخليجي بياناً وصفها بأنها "تحريض صريح على العنف وتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين"، واستدعى الزياني، السفير اللبناني لدى السعودية، عبد الستار عيسى إلى مقر الأمانة العامة في مدينة الرياض، للاحتجاج على تصريحات نصر الله.

بعد عام من ذلك، صنفت دول مجلس التعاون الخليجي حزب الله كمنظمة إرهابية، وانتقدت ممارسات الحزب التي تُعتبر "تهديداً للأمن القومي العربي"، وفي بيان للأمانة العامة للمجلس، أكدت الدول الأعضاء قرارها "اعتبار مليشيات حزب الله، بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية".

هذا القرار جاء بحسب تصريحات لـ الزياني، نتيجة لـ"استمرار هذه المليشيات في الأعمال العدائية وتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف، في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها".

بدوره، رد نصر الله على هذا التصنيف بتأكيد اختلاف الرؤى بين القادة السياسيين العرب والشعب العربي، وأكد على موقف الشعب العربي من إسرائيل.

وفي خطوة مفاجئة، أعادت الامارات علاقتها الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد في عام 2018، ولعبت دوراً محورياً لإعادة العلاقات بين الدول العربية وسوريا بعد تعليق عضوية الأخيرة في جامعة الدول العربية لأكثر من عقد، كما أعادت الإمارات التواصل مع إيران في عام 2019 وفي العام التالي وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل.

والعام الماضي رحبت المندوبة الدائمة للبعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة لانا زكي نسيبة،  باعتماد مجلس الأمن قرار تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، والذي تضمن عدداً من المقترحات الرئيسية التي تقدمت بها الإمارات، منها استقلالية عمل وحركة هذه القوة وذلك على عكس إرادة حزب الله.

بين التفاعل والصمت 

تفاعلت وسائل الإعلام اللبنانية والمواقع الإلكترونية بشكل كبير مع خبر زيارة وفيق صفا إلى الإمارات، حيث تسابقت للحصول على المعلومات حول هذا الحدث، في وقت آثر السياسيون الصمت، خاصة المعارضين لحزب الله، حيث لم يعلق أحد منهم على الزيارة. أما الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد عبّروا عن آرائهم وتحليلاتهم بشأن ذلك.

الصحفي طوني بولس كتب عبر صفحته على منصة "إكس" "حزب الله أوفد وفيق صفا إلى الإمارات لمحاولة طلب اي وساطة وشروط لردع إسرائيل عن شن حرب مدمرة تعيده إلى زمن التأسيس".

وفي تغريدة ثانية كتب "حزب الله ينقلب على مواقفه ويكذب على الرأي العام، ويحرض ضد الشعوب والدول فيما هو مستعدّ للانبطاح لتحقيق مصالحه".

وتمنى بولس من صفا أن "يشاهد الحضارة والتطور واحترام القانون وهيبة الدولة ويقارن ما يراه بمشروع حزبه المذهبي المتطرف الذي جلب للبنان الدمار والكوارث" ولفت إلى أنه "منذ بداية الحرب والحزب يروج الشائعات ويتهم الإمارات بدعم إسرائيل.. ها هو اليوم يتوسل ويستجدي مصيره"، مذكراً "قبل سنوات قال حسن نصر الله أن أعظم ما قام به في حياته هو إعلان "الجهاد" ضد السعودية وليس "مقاومة" إسرائيل".

⚠️ الصيت لجنبلاط والفعل لنصرالله

???? حزب الله ينقلب على مواقفه ويكذب على الرأي العام، ويحرض ضد الشعوب والدول فيما هو مستعدّ للانبطاح لتحقيق مصالحه.

???? نتمنى من المسؤول الأمني في "حزب الله" وفيق صفا الذي يزور الامارات ان يشاهد الحضارة والتطور واحترام القانون وهيبة الدولة ويقارن… pic.twitter.com/bDCQvm087O

— طوني بولس (@TonyBouloss) March 21, 2024

أما الصحفي رامي نعيم فاعتبر في تغريدة أن الدور الذي كان يقوم به اللواء عباس إبراهيم يقوم به اليوم صفا في زيارته للإمارات، وتساءل "هل التنسيق الأمني والسياسي مع الدول العربية والغربية ممنوع على غير الشيعيّ، وهذا ما أدى إلى استبعاد اللواء إلياس البيسري المرشّح لرئاسة الجمهورية والقريب من الجميع والناجح في مهامه عن هذا الدور"؟

كما سأل "هل هناك تهميش متعمّد لوزير خارجية مارونيّ والمدير العام المارونيّ للأمن العام؟ أم أن هناك صفقة ما تتعلق بحزب الله ولا دخل للموارنة والسنّة والدروز بما سيُتّفق عليه"؟ 

الدور الذي كان يقوم به اللواء عباس إبراهيم يقوم به اليوم مسؤول وحدة الإرتباط في #حزب_الله #وفيق_صفا في زيارته الإمارات العربية
فهل التنسيق الأمني والسياسي مع الدول العربية والغربية ممنوع على غير الشيعيّ وهذا ما أدى إلى استبعاد اللواء إلياس البيسري المرشّح لرئاسة الجمهورية…

— Rami Naim (@NAIMRami) March 19, 2024

من جانبه غرّد إبراهيم قزي قائلاً "يخوّن الحزب كل من يطالب بالسلام ثم يعترف بإسرائيل باتفاقية ترسيم الحدود البحرية، يهاجم الدول العربية التي طبعت مع اسرائيل ومن ثم يرسل إليها وفيق صفا، يشيّطن الحزب كل من طالب بالحل الدبلوماسي ومن ثم يعقد اتفاقية ترسيم حدود، يتهم بالعمالة من يعارض الحزب بينما العملاء من بيئته".

-يخون الحزب كل من يطالب بالسلام ثم يعترف بإسرائيل باتفاقية ترسيم الحدود البحرية
-يهاجم الدول العربية التي طبعت مع اسرائيل ومن ثم يرسل إليها #وفيق_صفا
-يشيطن الحزب كل من طالب بالحل الدبلوماسي ومن ثم يعقد اتفاقية ترسيم حدود
-يتهم بالعمالة من يعارض الحزب بينما العملاء من بيئته pic.twitter.com/MGCziA1Z0H

— Ibrahim azzi (@Ibrahimazzi2) March 19, 2024

وفي حين انتقد البعض قيام الحزب بدور الدولة في مهمة التفاوض مع الامارات، ذكّر البعض الآخر بالمعتقلين في سجون النظام السوري، فيما رأى آخرون أن "كل المساعي لإعادة لبنانيين إلى بلدهم مباركة".

#وفيق_صفا #الامارات
▪️اللبنانيين المعتقلين بالسجون النظام السوري صرلن 40 سنة ما حدا بهل دولة تكرّم وسأل عنهم

▪️بس الارهابيين تاعول الحزب الإيراني يتم التفاوض عليهم رسميًا

▪️سيأتي يوم.. الله ما بيترك حدا ????

— Raymond Hakim (@RaymondFHakim) March 20, 2024

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مجلس التعاون الخلیجی صفا إلى الإمارات کمنظمة إرهابیة الدول العربیة من حزب الله عبد الساتر بین الحزب بحزب الله من العام نصر الله وفیق صفا عبد الله ومن ثم فی عام

إقرأ أيضاً:

بين ضغط أمريكي واعتداء إسرائيلي.. هل يستطيع لبنان نزع سلاح حزب الله؟

بين ضغوط أمريكية ودولية من جانب واعتداءات إسرائيلية مستمرة من جانب آخر، يصرح الرئيس اللبناني جوزاف عون مرارا بأن أي خطوة لسحب سلاح "حزب الله" تتطلب حوارا وطنيا ضمن استراتيجية دفاعية شاملة.

 

ومع زيارة ثانية خلال شهر أجرتها قبل أيام إلى بيروت مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض، واستمرار خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار واحتلالها مناطق عدة جنوب لبنان، يتساءل مراقبون ما إن كانت الدولة اللبنانية تملك قدرة وإرادة سياسية لنزع سلاح حزب الله، أم أن الأمر يبقى رهنا بمعادلات القوى الإقليمية والدولية؟

 

وقال المحلل السياسي اللبناني أحمد الأيوبي للأناضول، إن الدولة اللبنانية قادرة على سحب السلاح "لأنها تمثل الشرعية ولأن حزب الله غير قادر لا سياسيا ولا عسكريا على مواجهة الدولة ولا الإجماع اللبناني".

 

فيما قلل المحلل السياسي اللبناني آلان سركيس، خلال حديث للأناضول، من جدوى الحوار مع "حزب الله" بخصوص نزع سلاحه، قائلا إن ذلك "مضيعة للوقت لأنه لا يحمل مهلة زمنية محددة مع تصريحات متكررة لكوادر من الحزب بعدم تسليم السلاح".

 

بينما قال المحلل السياسي اللبناني غسان سعود للأناضول، إن الدولة اللبنانية "لن تُستدرج إلى فخ نزع سلاح حزب الله منعا لتصادم بينها وبين الحزب".

 

وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

 

وحتى الثلاثاء، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 1430 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما خلّف 125 قتيلا و371 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.

 

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

 

** خطوات جديدة

 

استبعدت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام بند "المقاومة" من بيانها الوزاري، بعد أن كانت معادلة "الجيش، الشعب، المقاومة" حاضرة في بيانات الحكومات السابقة.

 

وأُدرجت هذه المعادلة بشكل مباشر أو غير مباشر، في جميع البيانات الوزارية على مدى سنوات، في محاولة لمنح "شرعية" لسلاح "حزب الله" المصنف "جماعة إرهابية" في الولايات المتحدة.

 

وأكد البيان الوزاري "حق لبنان في الدفاع عن نفسه في حال التعرض لأي اعتداء"، مشددا في الوقت ذاته على "واجب الدولة في احتكار حمل السلاح وتطبيق القرار 1701 كاملا من دون اجتزاء أو انتقاء".

 

ومن جهة، يُصر الحزب مدعوما بتحالفه مع إيران على أن سلاحه "مقاومة"، وضروري لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.

 

من جانب آخر، تزداد المطالب الداخلية والخارجية بفرض الدولة اللبنانية سيطرتها على كامل أراضيها، خاصة بعد الانهيار الاقتصادي والحرب الأخيرة مع إسرائيل التي فاقمها وجود سلاح خارج إطار الجيش الرسمي.

 

وبعد انتهاء زيارة أورتاغوس التي استمرت 3 أيام، أصدرت سفارة واشنطن في بيروت بيانا قالت فيه إن المسؤولة الأمريكية "أبدت في كل لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين ارتياحها للنقاشات الصريحة حول دفع لبنان نحو حقبة جديدة، ما يعني نزع سلاح حزب الله بسرعة، وتطبيق إصلاحات للقضاء على الفساد، وقيام حكومة منفتحة وشفافة".

 

بدوره، قال الرئيس عون، الاثنين، إن "سحب سلاح حزب الله يتطلب اللجوء إلى الحوار"، وكشف عن البدء قريبا في "صياغة استراتيجية للأمن الوطني"، بينما لم يصدر تعليق فوري من الحزب على ذلك.

 

ورغم هذه التصريحات، لم يعلن لبنان رسميا حتى الساعة خطة واضحة أو جدولا زمنيا لتنفيذ هذا التعهد، وسط انقسام داخل مجلس الوزراء بين مؤيدين ومعارضين لذلك.

 

** حالة انتظار

 

وقال الأيوبي إن "الرئيس عون أكد حتمية إنهاء كل حالات السلاح غير الشرعي، لكن المشكلة تكمن في التوقيت".

 

واعتبر أن "تسارع التطورات الإقليمية وتخلي إيران عن أذرعها في العراق واليمن واتجاه المليشيات العراقية الموالية لطهران إلى تسليم أسلحتها، عوامل لا تترك أمام حزب الله هامشا للمناورة ولا لكسب الوقت".

 

وأشار إلى أن المطلوب حاليا "إنهاء حالة الانتظار غير المبرر لأنه يحمل مخاطر حقيقية على لبنان أمنيا من جهة الكيان الإسرائيلي".

 

وشدد على أن "أي تأخير في تسليم السلاح غير الشرعي يوقف الإصلاحات ويمنع أي دعم للبنان على المستوى المالي والاقتصادي من المجتمعين العربي والدولي".

 

وطالب الأيوبي كلا من عون وسلام بـ"حسم هذا الملف من منطلق قرار الدولة، وإذا كان لا بد من حوار فيجب أن يكون على آليات تنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية".

 

وعن إمكانية السلطات اللبنانية سحب السلاح، قال: "هذا ممكن لأن الدولة تمثل الشرعية ولأن حزب الله غير قادر، لا سياسيا ولا عسكريا على مواجهة الدولة ولا الإجماع اللبناني على إنهاء ظاهرة الدويلة داخل الدولة".

 

ورأى أن "التهويل بحصول انشقاقات داخل الجيش مجرد أوهام، لأن المؤسسة العسكرية متماسكة وقوية وقادرة على حفظ وحدة البلد، كما فعلت عندما تخطت الأزمات بقيادة العماد جوزاف عون" عندما كان قائدا للجيش قبل تسلمه رئاسة لبنان.

 

** تجارب فاشلة

 

أما سركيس، فيرى أن مواقف المبعوثة الأمريكية كانت واضحة خلال لقائها المسؤولين اللبنانيين "إذ أكدت أنها تريد سحب سلاح حزب الله في أقرب وقت ودون تباطؤ".

 

وقال إن الدولة اللبنانية "بموقف لا تحسد عليه، فهي من جهة لا تستطيع سحب سلاح الحزب بالسرعة التي تريدها واشنطن، ومن جهة أخرى تخاف من حزب الله خاصة أنه ما زال مسيطرا رغم تدمير إسرائيل لمعظم ترسانته من الأسلحة".

 

ولفت المحلل السياسي إلى أن "لبنان يمر بأزمة لأنه غير قادر على تلبية مطالب المجتمع الدولي لكنه في الوقت نفسه مطالب بحلول".

 

وبشأن حديث الرئيس عون عن أن سحب سلاح "حزب الله" يحتاج إلى حوار، قال سركيس إن "تجارب الحوار مع الحزب بهذا الخصوص كانت فاشلة في 2006 و2008 إلى 2012، وكانت بمثابة تذاكٍ من الحزب على المجتمع الدولي والأمريكيين خاصة".

 

واعتبر أن الحوار بشأن سلاح الحزب "مضيعة للوقت لأنه لا يحمل مهلة زمنية، فهم يراهنون على عامل الوقت لأن يغض المجتمع الدولي النظر عن لبنان، بينما لا يزال كوادر الحزب يصرحون بعدم تسليم السلاح".

 

وتساءل المحلل اللبناني عن مدى جدوى الحوار "ما دام المطلوب واضحا وهو تسليم السلاح وحصره بيد الدولة فقط".

 

ولفت سركيس إلى أن مبعوثة واشنطن "لا تحمل موقفا أمريكيا فحسب، بل إن موقفها يمثل الجانبين العربي والأوروبي".

 

ورأى أن المجتمع الدولي لن يساهم ماليا في إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل خلال الأشهر الماضية، إذا لم تنفذ الدولة اللبنانية نزع السلاح وتقدم على إصلاحات اقتصادية وإدارية في المؤسسات الحكومية.

 

** فخ التصادم

 

بينما رأى المحلل والصحفي اللبناني سعود، أن "الدولة اللبنانية لن تُستدرج إلى فخ نزع سلاح حزب الله منعا لتصادم بينها وبين الحزب".

 

ولافتا إلى كلام عون بشأن الحوار مع الحزب، قال سعود إنه "يعكس موقفا توافقيا وحواريا مع حزب الله الذي يتصرف على هذا الأساس".

 

وأوضح أن "دعوة عون تشير إلى أن نقاشا جرى مع الحزب قبل انتخابه رئيسا، حين لم يمانع الحزب وصوله لسدة الرئاسة بناء على تصرفاته مع الحزب خلال ولايته بقيادة الجيش، ولم يدخل بأي صدام معه رغم الضغوط الأمريكية عليه".

 

ووفق سعود، فإن عون "حريص جدا على الحوار مع حزب الله ويفضل علاقة جيدة مع رئيس البرلمان نبيه بري رغم أن ذلك يغضب الأمريكيين، لكن عون لا يريد مشاكل داخلية".


مقالات مشابهة

  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • مسؤول بحزب الله: الجماعة مستعدة لمناقشة مسألة السلاح مع الحكومة اللبنانية
  • حزب الله في لبنان.. التأسيس والتوجهات والتوازن بين العقيدة والسلطة
  • عون وبري متفقان.. هذا جديد مسألة سلاح الحزب
  • بين ضغط أمريكي واعتداء إسرائيلي.. هل يستطيع لبنان نزع سلاح حزب الله؟
  • مسؤول بحزب الله: مستعدون لمناقشة مستقبل سلاح الحزب بهذه الشروط
  • رويترز عن مسؤول بحزب الله: مستعدّون لمناقشة مسألة أسلحتنا إذا انسحبت إسرائيل وأنهت ضرباتها
  • تمصلوحت :بوادر الرحيل السياسي وربط أواصر التقرب من حزب “البام” تتجلى بقوة في المشهد السياسي بالمنطقة
  • ورقلة.. مؤسسة إعادة التربية “حاسي بن عبد الله” تشرع في تنظيم الزيارة المرئية عن بُعد
  • قتلى بغارات على لبنان وإسرائيل تعلن استهداف قيادي بحزب الله