مجلس شما للفكر والمعرفة ينظم محاضرة تزامنا مع شهر القراءة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
شهدت الشيخة حمدة بنت محمد بن خليفة آل نهيان، والشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، والشيخة موزة بنت محمد بن خالد آل نهيان، المحاضرة التي نظمها مجلس شما محمد للفكر والمعرفة تزامنا مع شهر القراءة، تحت عنوان “اقرأ .. مخاطبة العقل في القرآن الكريم” وذلك ضمن الأمسيات الرمضانية للمجلس عبر منشط “الفكر الإسلامي”.
وأكدت موزة الشامسي الواعظة بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن توجيهات القرآن العقلانية تأخذ بعدا جديدا في عالمنا المعاصر، متجسدة في الطرق التي نواجه بها التحديات الفكرية والعلمية. وقالت : يمكن للمسلمين استخدام العقلانية القرآنية في النقاشات الأخلاقية والعلمية، مما يسهم في تقديم منظور إسلامي متوازن ومستنير، مشيرة إلى أن القرآن يحتضن العقل كجزء لا يتجزأ من الإيمان الإسلامي، ويعزز هذا الفهم مقاربة متكاملة تجمع بين التفكير العقلاني والروحانية، موجها المؤمنين نحو تقدير أعمق لعظمة الخلق وحكمة الخالق.
وأشارت إلى أن الدين الإسلامي احتفى بالعقل، وعمل على تقديره وإدراك مكانته، وأوضحت أن العقل الذي يخاطبه الإسلام يقوم بأدوار أربعة: فهو الذي يميز الأضداد، ويوازن بين الأمور، ويدرك الحقائق، ويعصم الضمير، ويقابل ذلك الجمود والعنت والضلال.
وأوضحت أن خطاب القرآن الكريم للعقل السليم يمر بأطوار ثلاثة وهي: البحث، والفكر والتأمل، وإطالة النظر؛ وأكدت أن العقل جوهر إنسانية الإنسان وامتيازه وتفضيله على غيره من المخلوقات، وهو الركيزة الأساسية في التقدم الإنساني والحضاري.
واختتمت الشامسي المحاضرة بالتأكيد على أهمية الإشارة لدعوة القرآن الكريم بتحكيم العقل والرجوع إلى ذوي البصيرة والرأي الثاقب لاستنباط الأحكام التي لم يرد بها نص صريح.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر يشارك في مؤتمر مقاصد القرآن الكريم بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة
قال فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن “العلماء قد اجتهدوا في تفسير القرآن، وبيان معانيه واستنباط أحكامه، وتوقفوا عند كل لفظة فيه، يستخرجون أسرارها، ولكن هذا المؤتمر يأخذنا إلى أمر أدق من الوقوف عند جزئيات اللفظ الظاهر أو التركيب الباهر، وهي المقاصد العالية لهذا الكتاب الكريم المستفادة من اجتماع جزئياته أو الكامنة في جمله وكلماته”.
وأكد وكيل الأزهر، خلال كلمته التي ألقاها اليوم، الخميس، بمؤتمر «مقاصد القرآن الكريم بين التأصيل والتفعيل» الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة بالإمارات؛ أن العلماء القدامى وقفوا عند مقاصد القرآن، ويجد القارئ فيما كتبوه تباينًا بين وجهات النظر، ففريق منهم يقف بمقاصد القرآن عند أساليبه وأقسامه، وفريق يربط بين مقاصد القرآن ومقاصد الشريعة، وكلا الرأيين بعيد، والأقرب أن تكون مقاصد القرآن هي القضايا الكبرى والموضوعات العامة التي عالجتها آيات القرآن، والأصوب أن تكون المقاصد هي ما وراء هذه الموضوعات من غايات وأهداف نزل القرآن لأجلها.
وأضاف فضيلته، أنَّ القرآن الكريم يدعو إلى كثير من الغايات والمقاصد التي تشتد حاجة البشرية إليها، في ظل عالم يموج بالتدافع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتكنولوجي، واختصار هذه الغايات قد لا يتفق مع ما في القرآن من عطاء، مصرحا: "لو كان لي كلمة في تأصيل المقاصد القرآنية فسأردها إلى مقصد واحد رئيس، يمكن أن تتفرع عنه مقاصد كثيرة، ذلكم المقصد الرئيس هو تحقيق العبودية لرب البرية، ولأن العبودية ليست ركعات تؤدى في المساجد بالأبدان فحسب، ولأن العبودية ليست دراهم تطرح بين أيدي المحتاجين فقط، ولأن العبودية ليست طوافا بالبيت العتيق ولا وقوفا بعرفة، ولأن معرفة الله من العبودية، ولأن تزكية النفس من العبودية، ولأن تطهير المال من العبودية، ولأن إصلاح الفكر والعقل من العبودية، ولأن إصلاح القلب والمشاعر والأحاسيس من العبودية، ولأن توجيه العلاقات بين الناس أفرادا وشعوبا من العبودية، ولأن حسن سياسة أمور الناس من حكامهم وملوكهم وأمرائهم من العبودية، ولأن الحرب والسلام من العبودية، ولأن العبودية تخاطب بها الأفراد والمجتمعات والشعوب، وتزكية النفس من العبودية، وتعارف المجتمعات من العبودية، وتقرير كرامة الإنسان من العبودية، لأجل كل هذا وغيره كان تحقيق العبودية لرب البرية المقصد الرئيس من مقاصد القرآن، وكل هذا ينادي به القرآن، وخاصة أننا في زمان غريب ينادي بالتفلت من العبودية مطلقا إما بالإلحاد الصارخ، أو جزئيا بتشويه العبودية وتزيين الشهوات وتهوين معاصٍ.
وأوضح وكيل الأزهر: “إننا إذ نؤمن بأن القرآن هو الرسالة الإلهية الأخيرة للبشرية؛ فمن الواجب أن نفهم أن هذا الكتاب المعجز قد وضع الحلول الناجعة لمشكلات الواقع، ووصف الأدوية الشافية لأدواء النفوس والعقول، وأن تواتر القرآن ليذكرنا بأننا أمة لها تاريخ، ولها هوية راسخة كالجبل الأشم، وأن آياته لتذكرنا بالأخلاق التي يجب أن تكون عليها، وإن أوامره لتذكرنا بأننا أمة العلم والعمل، وإذا كان الواقع يشهد تشويها لكل جميل، ظهرت آثاره عجمة في اللسان، وانحرافا في السلوك، وقتلا لأصحاب الحق في فلسطين الأبية من عصابة مجرمة أثمة يأبى التاريخ أن يقبلها، ونسأل الله أن يأذن بالفرج، وأن يقر أعيننا بنصرة إخوتنا في غزة، وإنه لقريب إن شاء الله”.
واختتم وكيل الأزهر كلمته، أنه في ظل هذه الأجواء المشحونة بالآلام يأتي القرآن الكريم كتابًا للقيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية، ومنبعا للآداب والكمالات، وفيضا للجمال والحسن والبهاء، وشارحًا لأسباب العز والنصر والسيادة؛ فعسى أن يفتح لنا هذا المؤتمر أبوابًا من التعلق بكتاب الله؛ ليكون فينا كما أراد الله حبلا متينًا تعتصم به الأمة من الفرقة والشتات، وصراطًا مستقيمًا لا تعوج فيه الخطوات.