في 21 مارس 1947م، ولد الزعيم علي عبدالله صالح في أسرة يمنية حميرية، معتّقة بحب الوطن والولاء والوفاء للأرض اليمنية التي خلق من طينها. حمل هم شعبه وقضى عمره في خدمته حتى حقق له أغلب ما يصبو إليه رُغم التحديات.

وأطلق اليمنيون على هذا اليوم، في حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، "ميلاد وطن"؛ لما حققته البلاد طيلة فترة حكم الزعيم علي عبدالله صالح من منجزات تنموية وخدمية في مختلف القطاعات، والرعاية التي أولاها للإنسان اليمني في كامل حقوقه بما فيها حق الاختيار فيمن يمثله نيابياً ورئاسياً وعبر صناديق الاقتراع السرية.

الزعيم علي عبدالله صالح، ومنذ تسلمه مقاليد السلطة في اليمن في الـ 17 من يوليو 1978م، أي بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 على الحكم الإمامي البائد بنحو 16 عاما، تولى خلالها مقاليد الحكم عدد من الرؤساء. وهي المرحلة الأشد حرجاً في تاريخ اليمن نتيحة المؤامرات ومحاولات الاختراقات المتواصلة لعصبة النظام الإمامي وأعوانه، ومع ذلك استطاع بحنكته ودهائه أن يقود سفينة البلاد إلى بر الأمان ويجنب الكثير من الانزلاقات.

درس المرحلة جيداً بفكر عميق، وتجنب أخطاء سابقيه. أوجد توازناً بين الدولة والقبيلة في بلد تركيبته الأساسية قبلية، ودولة وليدة يتربص بها الداخل والخارج، لمكانتها الجغرافية الهامة عالمياً، وتاريخها وإرثها الحضاري الممتد لآلاف السنين قبل الميلاد، وأسس علاقات دولية ازدادت متانة من عام إلى آخر.

وذكرت العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، أن نظام الزعيم صالح مر بمنعطفات حرجة كثيرة، ومع ذلك تغلب عليها بحنكة ودهاء، دونما تفريط أو إفراط. وهذا ليس غريبا لطالما كان يؤمن بأن "المسؤولية مغرم لا مغنم".

وكان الهم الأبرز بالنسبة للزعيم صالح وطناً موحداً، وهو الهم اليمني لأبناء كامل اليمن بعد أن تآمر عليه وجزأه الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، والنظام الإمامي لعائلة بيت "حميد الدين" في شمال اليمن، وهو ما عمل عليه بمعية رفاقه في الشطرين حتى انتصر له في الـ22 من مايو 1990. يأتي ذلك امتداداً لتطلعات الشعب التحررية من براثن الإمامة، وبناء وطن قائم على العدل والمساواة والحرية والنمو.

وتؤكد المصادر التاريخية، أنه أسس لديمقراطية فريدة في منطقة تعج بالأنظمة بالملكية، مكّنت الشعب من اختيار من يمثله محليا ونيابيا ورئاسيا عبر صناديق الاقتراع وتحت إشراف دولي. وفي عهده أيضاً تأسست عشرات الأحزاب السياسية، وآلاف المنظمات الحقوقية، وصدرت مئات الصحف والمجلات والدوريات والمطبوعات السياسية والثقافية والحقوقية وغيرها لمختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

كما أولى الزعيم صالح قطاعات التعليم والسياحة والصناعة والصحة والثقافة وغيرها، اهتماما كبيرا كجزء من رعايته واهتمامه يالإنسان اليمني. وشيّد نظام صالح ودعم آلاف المدارس والمعاهد والجامعات، والمستشفيات والمراكز الصحية، والمؤسسات الثقافية، وابتعث الآلاف سنوياً إلى خارج البلاد للتعليم الجامعي المدني والعسكري، وفتح المجال أمام جميع اليمنيين للالتحاق بالكليات العسكرية والمعاهد القضائية وفقاً لمعايير الكفاءة وليس اللون والجنس، كما شهدته عقود الإمامة قديما وحديثا.

وتم استخراج النفط والغاز والتنقيب عن المعادن، وشق وتعبيد وسفلتة آلاف الكيلومترات من الطرقات الرئيسية والفرعية، وربط مراكز المدن بالمناطق الريفية لتسهيل وصول الخدمات للمواطنين، علاوة على إنشاء مئات السدود في عموم البلاد، والتي بدورها أسهمت كثيرا في الحفاظ على ديمومة الزراعة باعتبارها موردا اقتصاديا محليا هاما، دون أن يغفل عنه تطوير نظام الاتصالات بما يواكب العصر، فبات اليمن عبر هذه الشبكة العالمية جزءا من العالم.

يأتي ذلك في سياق التنمية الاقتصادية والحصرية التي كانت البنوك الحكومية واحدة منها مقارنة بالسابق، وهي القفزة التي خلقت فرص عمل لآلاف الشباب العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، والأخير شهد تطورا كبيراً في مختلف المجالات، وحظي برعاية حكومية وتسهيلات كبيرة، ولا تزال شواهدها حاضرة حتى اللحظة رُغم منهجية التدمير والنهب الذي تعرضت له من مليشيا الحوثي الكهنوتية منذ انقلابها على النظام الجمهوري في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م.

وتؤكد المصادر التاريخية والاقتصادية، أنه لا يمكن حصر المنجزات التي تحققت خلال فترة نظام صالح، إلا أنه يمكن الجزم بأنها كانت عصراً ذهبياً في تاريخ اليمن الحاضر، وقفزة استثنائية لنظام يواجهه الكثير من المعوقات السياسية والاقتصادية، المحلية والدولية إن قورن بغيره في المنطقة، قبل أن تتكالب القوى الخارجية الحاقدة على الشعب ونموه ومستقبله وتدفع به عبر أذرعها المحلية إلى مستنقع فوضى.

ويجمع اليمنيون على أن عصر نظام علي عبدالله صالح لا يقارن، كما أن الرجل كان يمتلك شخصية كارزمية، وكنزا ثمينا من الذكاء والشجاعة والدهاء والتسامح والوفاء وغيرها من الصفات. فقد كان أبا واخا وابنا وحاكما قريبا من الجميع ويشعر بهم. ولذا أطلق اليمنيون على مواقع التواصل في ذات حين على يوم ولادته "ميلاد وطن".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: علی عبدالله صالح

إقرأ أيضاً:

الحوثيون: نجحنا في إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن

أعلن الحوثيون، أنهم أسقطوا  طائرة إف 18 أثناء محاولة التصدي للطائرات الأمريكية والبريطانية، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

الحوثيون: سنتعامل مع أي تصعيد إسرائيلي - أمريكي على اليمن بتصعيد مماثل الحوثيون: هاجمنا هدفا عسكريا إسرائيليا في يافا بطائرة مسيرة

وتابع أنه :"نجحنا في إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن".

 

وفي إطار آخر، كشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن احتمالات متعددة لفشل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي في اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من اليمن، والذي أصاب ملعبًا وتسبب في أضرار جسيمة، هذا الفشل أثار تساؤلات حول فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية في مواجهة تهديدات متزايدة ومتطورة. 

 

 ثغرات في نظام الدفاع الجوي 

 

وفقًا للتقرير، قد يكشف هذا الحادث عن وجود ثغرات خطيرة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، خاصة في حماية الجبهة الداخلية، يأتي ذلك بعد سلسلة من الحوادث، بما في ذلك اعتراض جزئي لصاروخ آخر أصاب مدرسة في "رامات إفال"، وهجوم بطائرة مسيرة اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي وضربت مبنى في "يفنه". 

 

 أسباب محتملة للفشل 

 

تحدث التقرير عن سيناريوهين رئيسيين قد يفسران الفشل في اعتراض الصاروخ الحوثي: 

1. مسار باليستي "مسطح": 

   أطلق الصاروخ في مسار غير تقليدي ومن اتجاه غير متوقع، مما صعب على أنظمة الكشف الإسرائيلية والأميركية اكتشافه في الوقت المناسب، أدى ذلك إلى اكتشاف متأخر، وبالتالي لم يكن هناك وقت كافٍ لتفعيل أنظمة الاعتراض. 

 

2. رأس حربي قابل للمناورة: 

   طورت إيران، بالتعاون مع الحوثيين، رؤوسًا حربية قادرة على الانفصال عن الصاروخ والمناورة خلال الثلث الأخير من مسارها، تستخدم هذه الرؤوس محركات صاروخية صغيرة أو زعانف للملاحة بسرعات تصل إلى 5 ماخ، مما يجعل اعتراضها تحديًا كبيرًا. 

 

 تطور الأسلحة الإيرانية 

 

وأشار التقرير إلى أن إيران تمتلك صواريخ متطورة، مثل "خيبر-شيكن" و"عماد 4"، والتي تحمل رؤوسًا حربية قابلة للمناورة، كما أظهرت الهجمات الأخيرة أن إيران نجحت في تطوير أساليب لإطلاق هذه الصواريخ في مسارات باليستية منخفضة، مما يزيد من صعوبة رصدها واعتراضها. 

 

 تهديد وجودي 

 

وأكد التقرير أن التهديد الذي تشكله هذه الصواريخ برؤوس حربية مناورة قد يصبح وجوديًا لإسرائيل، خاصة إذا نجحت إيران في تطوير رؤوس حربية نووية، أي رأس نووي مناور قد يخترق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي ويتسبب في دمار كارثي وخسائر فادحة. 

 

نظام "القبة الحديدية"

 

يرى الخبراء أن نظام "القبة الحديدية" وأنظمة الدفاع الأخرى بحاجة إلى تحسينات عاجلة لمواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية والمسيرات المتطورة، كما يشير التقرير إلى أهمية الإسراع في تشغيل نظام اعتراض الليزر "Iron Beam" لمواجهة التحديات المستقبلية. 

 

ختامًا، يشدد التقرير على ضرورة جمع معلومات استخبارية دقيقة حول مواقع إطلاق الصواريخ في اليمن وإيران، واستهدافها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي. 

 

 

مقالات مشابهة

  • الحوثيون: نجحنا في إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن
  • اليمن يُدين حادثة الدهس التي وقعت في ألمانيا
  • ارتفاع عدد المصابين إلى 16 إسرائيليا جراء إطلاق الصاروخ من اليمن
  • ارتفاع عدد المصابين إلى 16 جراء إطلاق الصاروخ من اليمن
  • إصابة 14 إسرائيليا بعد إطلاق صاروخ من اليمن
  • أصوات انفجارات في قلب تل أبيب بعد رصد صاروخ من اليمن | فيديو
  • رابطة علماء اليمن تنعي العلامة عبدالواسع بن عبدالله سهيل
  • الجيش الأوكراني يعلن الانسحاب من دونيتسك ومناطق في شرق البلاد
  • روسيا في سوريا... انتكاسة ومرونة استراتيجية أيضاً
  • إعلام عبري: اليمنيون هم الجهة التي تجد إسرائيل صعوبة في ردعها