“إبادة جماعية منظمة”.. جهات أممية وفلسطينية: الاحتلال يتعمد قتل المرضى في مجمع الشفاء بغزة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
الجديد برس:
شدّدت منظمة الصحة العالمية، الخميس، على أن الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة بات غير ممكن، مشيرةً إلى أن التقارير تتحدث عن اعتقال طواقم طبية من داخله.
وطالبت المنظمة “إسرائيل” بـ”فتح مزيد من المعابر، وتسريع دخول المساعدات الغذائية والطبية لأنحاء قطاع غزة”.
جاء ذلك ضمن حديث لمدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منصة “أكس”، مؤكداً فيه أن “التاريخ سيحاكمنا بشأن ما يعانيه أطفال غزة”، تعليقاً على فيديو أعدته المنظمة يعرض حالة الطفل رفيق دغمش، البالغ من العمر 16 عاماً، من مدينة غزة، والذي يعاني سوء تغذية حاد.
وقال غيبريسوس إن “رفيق واحد من كثيرين من الأطفال والشبان في شمالي غزة، ممن يتضورون جوعاً، ويعانون إصابات خطيرة”.
من جهته، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، “الأونروا”، فيليب لازاريني، إن “الحصار والجوع والأمراض ستصبح قريباً القاتل الرئيس في غزة”.
وأضاف لازاريني أنه “لا يزال في الإمكان تفادي هذا المستوى الكارثي من الجوع عن طريق مد غزة بالغذاء والمساعدات المنقذة للحياة، إذا توافرت الإرادة السياسية”.
وشدد المفوض العام لـ”الأونروا” على أنه “يجب عدم استخدام الغذاء سلاح حرب في غزة”، موضحاً أن “هذه المجاعة من صنع الإنسان”.
وقبل يومين، قال لازاريني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن “إسرائيل منعت دخولي رفح”، وإن “الوضع في أرض الواقع في قطاع غزة سيئ جداً”، مؤكداً أن “الأونروا تتعاون مع الجانب الفلسطيني ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، ومع برنامج الغذاء العالمي، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي”.
وأكد الطبيب البريطاني في مستشفى جامعة أكسفورد، البروفسور نيك ماينارد، في وقت سابق، أن “ما يحدث في غزة يشمل عناصر الإبادة الجماعية كافة”.
وأكدت شهادات فلسطينيين تم احتجازهم من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي، احتجاز جميع الأطباء والممرضين في مكان مجهول داخل المجمع، بحيث تم منعهم من ممارسة عملهم، في وقت تُرك المرضى والجرحى من دون أي رعاية صحية أو أدوية، الأمر الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم على الأقل، خلال الساعات الأخيرة الماضية.
“الإعلامي الحكومي”: الاحتلال يرتكب جرائم ضد الإنسانية بصورة فظيعةوأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يوم الخميس، أكد فيه أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد قتل 13 مريضاً في مجمع الشفاء، ومنع عنهم الدواء والمحاليل الطبية.
وقال المكتب الإعلامي، في بيان، إنه “بحسب المعلومات الواردة إلينا، فإن هناك 4 من المرضى فارقوا الحياة ممن كانوا على أجهزة التنفس الاصطناعي في غرف العناية المركزة، بحيث قطع جيش الاحتلال عنهم التيار الكهربائي، وبالتالي توقف الأوكسجين،ـ إمعاناً في قتلهم”، بالإضافة إلى “اعتقاله الأطباء والممرضين، وإخراجهم من الأقسام، وإجبارهم على خلع ملابسهم، ومنع وصولهم إلى غرف المرضى لمحاولة إنقاذهم”.
وأشار إلى أن “جيش الاحتلال يمارس جريمة الإبادة الجماعية بصورة مُنظمة ومقصودة ووفق نية مبيتة، ويرتكب جرائم ضد الإنسانية بصورة فظيعة”، “من خلال استخدامه سلاح تجويع المرضى والجرحى، وممارسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم وبحق سائر الطواقم الطبية والتمريضية والنازحين، داخل المجمع”.
وحمّل المكتب الحكومي في غزة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي “المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بحق المرضى والجرحى والطواقم الطبية، وبحق شعبنا الفلسطيني، للشهر السادس على التوالي”.
وطالب بيان المكتب الإعلامي المنظمات والهيئات الدولية ودول العالم الحر بـ”إدانة جرائم الاحتلال ضد الإنسانية، والمخالفة للقانون الدولي”، و”ممارسة الضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف حرب التجويع، ووقف المجازر بحق شعبنا الفلسطيني، وخصوصاً المدنيين والأطفال والنساء”.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، من جهته، باعتقال نحو 600 فلسطيني من مستشفى الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة.
حماس: صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة معيبوتعليقاً على ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء، قالت حركة حماس، في بيان، الخميس، إنه “يواصل، لليوم الرابع على التوالي، عدوانه على مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة، وتدمير كثير من مقدرات المستشفى وتفجير المباني السكنية المحيطة به وإحراقها، واحتجاز النازحين والطواقم الطبية والمرضى والتنكيل بهم، والطلب إليهم مؤخراً النزوح إلى الجنوب تحت تهديد السلاح”.
ورأى البيان أن “الصمت المعيب، تجاه ما يتعرض له مجمع الشفاء والمحاصرون فيه، وصمةُ عار وإخفاق أخلاقي من جانب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، واصفاً إياهما بأنهما “عاجزان عن وقف آلة القتل الصهيونية، وعن الضغط على واشنطن من أجل وقف شراكتها للاحتلال الصهيوني النازي، ودعمه بالسلاح”.
ودعت حماس، في البيان، الدول العربية والشعوب الحية إلى “ضرورة التحرك العاجل من أجل وقف هذه الإبادة وعمليات التدمير الممنهج لمرافق الحياة في قطاع غزة”، وإلى “مزيد من التضامن والنصرة لشعبنا المحاصَر، والذي يتعرض لجرائم بشعة على أيدي النازيين الجدد، منذ نحو ستة أشهر متواصلة”.
وفي اليوم الرابع لحصار مجمع الشفاء، فجّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الخميس، المبنى التخصصي في المجمع الذي يقع غربي مدينة غزة، بينما يواصل حصاره واستهداف من فيه من الفلسطينيين.
وهذا المبنى هو عصب القطاع الصحي في مدينة غزة وشماليّها، إذ إنّه يحتوي على أكبر مخزن للأدوية في القطاع كله.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، منذ الـ7 من أكتوبر 2023، إلى 31988 شهيداً، معظمهم أطفال ونساء، بينما أُصيب أكثر من 74188، وفقاً لآخر إحصاء أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال ارتكب، خلال الساعات الـ24 الماضية، 7 مجازر ضد العائلات في غزة، وصل منها 65 شهيداً و92 جريحاً إلى المستشفيات.
وفي السياق، كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الأربعاء الماضي، أن مجموعة من الأطباء الأمريكيين والبريطانيين حذروا من الفظائع المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن “الأطباء، الذين عادوا من التطوع في المستشفيات المحاصرة في قطاع غزة، سيقولون للمسؤولين الأمريكيين (إدارة بايدن) إن المساعدات الإنسانية لا معنى لها من دون وقف إطلاق النار”.
ومن الجدير ذكره أن الاحتلال يعوق وصول المساعدات الإنسانية منذ بدء عدوانه على غزة، الأمر الذي تسبب بشح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، وأدى إلى مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، في ظل وجود نحو مليوني نازح في القطاع المحاصر.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: جیش الاحتلال الإسرائیلی فی مجمع الشفاء الشفاء الطبی فی قطاع غزة مدینة غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
منظمة أممية : غزة أصبحت مقبرة للأطفال وكل طرقها تؤدي إلى الموت!
الثورة نت/وكالات
أكدت منظمة أممية، أمس، أن قطاع غزة أصبح مقبرة جماعية لسكانه، وكل الطرق في تلك المنطقة تؤدي إلى الموت، من جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوضحت مسؤولة الاتصالات الرئيسية لمنظمة “اليونيسيف” في غزة روزاليا بولين، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يشكل تذكيراً صارخاً بمسؤولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناة الأهالي هناك، مشددة على أن “جيلاً كاملاً من الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم”.
وقالت في حديثها من العاصمة الأردنية إلى الصحفيين في جنيف: “إن غزة هي واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإنساني، لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب الدمار العنيف. لأكثر من 14 شهراً، ظل الأطفال على حافة هذا الكابوس، إذ أبلغ عن استشهاد أكثر من 14500 طفل، وإصابة الآلاف غيرهم”.
ووصفت بولين لقاءها بصبي يبلغ من العمر خمس سنوات يدعى سعد، والذي أصيب بجروح غيرت حياته في قصف منزله حيث فقد بصره: “قال لي ‘لقد سبقتني عيناي إلى الجنة”.
ووفق بولين: “وبينما كنا نتحدث أنا والطفل الكفيف، حلقت طائرة فوقنا، وفي اللحظة التي سمع فيها الطائرة، تجمد وصرخ وأمسك بأمه. إن رؤية هذا الصبي في حالة الهلع العميق هذه كان لا يطاق بصراحة”.
وأضاف: ” أن القصص التي سمعتها في غزة “ستعذبها إلى الأبد”” كما أخبرت الصحفيين عن طفل آخر يدعى سعد، كانت قد التقت به في الصيف حين كان يبلغ من العمر سبعة أشهر ويزن 2.7 كيلوغرام فقط. توفي الطفل مؤخرا بسبب سوء التغذية، وهو ما كان بالنسبة لأمه “معجزة” بعد أن حاولت الإنجاب لسنوات عديدة.
وأضافت بولين: “لقد ولد في الحرب وترك هذا العالم دون أن تُمنح له فرصة العيش في سلام. لا أستطيع حتى أن أتخيل مدى معاناة والديه. المعاناة ليست جسدية فحسب، إنها نفسية أيضا”.
ومع حلول فصل الشتاء على غزة، قالت بولين: إن الأطفال “يشعرون بالبرد والرطوبة وهم حفاة الأقدام”، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف. وأضافت أن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.
وقالت: “هناك أشياء فورية يمكننا جميعا القيام بها اليوم لجعل الحياة أكثر احتمالا لهؤلاء الأطفال. يمكننا استخدام أصواتنا ورأس مالنا السياسي ونفوذنا الدبلوماسي للدفع باتجاه إجلاء الأطفال المصابين بجروح خطيرة وآبائهم لمغادرة غزة والبحث عن رعاية طبية منقذة للحياة في القدس الشرقية أو في أي مكان آخر”.
وأكدت أن كل يوم يمر دون عمل “يسرق يوما آخر من أطفال غزة”، مضيفة “كل تأخير يكلف مزيدا من الأرواح. يجب أن تطارد هذه الحرب كل واحد منا. لا يستطيع أطفال غزة الانتظار”.