"المجاعة وشيكة" فى شمال غزة، حيث يعانى ٧٠٪ من السكان المتبقين من جوع كارثي؛ هذا ما قالته وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة. وسلط تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على أن المجاعة الكارثية خطيرة للغاية فى أكثر المناطق الساخنة فى العالم؛ إذ أصبحت المجاعة وشيكة فى شمال غزة؛ بينما يكافح الآلاف لتجنب المجاعة.

من جانبهم؛ حذر خبراء الأمن الغذائى وجماعات الإغاثة، من حصيلة الجوع الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس فى غزة.

ففى غزة، يكافح كل السكان تقريبا للحصول على ما يكفى من الغذاء، ومن المتوقع أن يواجه ١.١ مليون شخص - نصف السكان - أعلى مستوى من الجوع الشديد فى الأسابيع المقبلة، وفقا لتقرير صادر عن التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، وهى وكالة تعمل على مراقبة الجوع على مستوى العالم.

وحذرت المجموعة يوم الإثنين الماضي، من أن المجاعة قد تحدث فى غزة فى أى وقت بين منتصف مارس ومايو، دون وقف الأعمال العدائية والوصول الفورى إلى الإمدادات والخدمات الأساسية.. لكن ماذا يعنى أن تقع المنطقة فى المجاعة؟ وكيف يمكن أن يحدث ذلك فى هذه الأماكن بهذه السرعة؟ هذا ما كشفه الخبراء لوكالة "أسوشيتد برس".


ما المجاعة؟
كشفت مجموعة " IPC"، المكونة من ١٥ منظمة وجمعية خيرية عالمية، والتى تم إنشاؤها فى عام ٢٠٠٤ أثناء المجاعة فى الصومال، وتستخدم مقياسًا من خمسة مستويات لرصد إمكانية الوصول إلى الغذاء ومستويات الجوع، أن المجاعة هى المستوى الأعلى، المرحلة الخامسة، "عدم القدرة المطلقة على الوصول إلى الغذاء لمجموعة كاملة من السكان أو مجموعة فرعية من السكان، مما قد يسبب الوفاة على المدى القصير".

وقال تقرير"IPC" إنه إذا مضت إسرائيل قدما فى الهجوم الموعود على رفح، فمن المتوقع أن يواجه ١.١ مليون شخص فى غزة، أى نصف السكان، نقصا حادا فى الغذاء، حيث توجد مجاعة وموت فى الأسر.

وقال توبياس ستيلمان، مدير الخدمات الفنية والابتكار فى مجموعة المساعدة العمل ضد الجوع: "إنه فى حين أن عمق الأزمات الغذائية فى غزة أمر جديد، فإن الظروف الأساسية ليست كذلك". وأضاف أنه حتى قبل الحرب، كان ٨٠٪ من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ولم يكن لدى ما يقرب من نصف الأسر ما يكفى من الغذاء.

وقال ستيلمان: "عندما تعيش عائلات ودول بأكملها على مقربة شديدة من حافة الهاوية، فمن السهل جدًا أن يدفعها الصراع أو الصدمات الأخرى إلى الكارثة".

ما الجوع وسوء التغذية والمجاعة؟
وقال ستيلمان: "إن الجوع هو المصطلح غير الرسمى للشعور الذى يحدث "عندما تحتاج أجسادنا إلى الطعام أو تتوقعه". وتقول جماعات الإغاثة إن الجوع يحدث عندما لا يتمكن الناس من تحمل تكاليف التغذية الكافية أو الحصول عليها جسديًا لفترة طويلة من الزمن؛ فالمجاعة ليست مصطلحًا تقنيًا، ولكنها تصف المعاناة الشديدة أو الموت الناجم عن نقص الغذاء.

وأضاف ستيلمان: "إن الموت جوعا يمكن أن يأتى "بسرعة مدهشة". بدون طعام، يستخدم الجسم الكربوهيدرات والدهون أولًا، ثم يتحول إلى تكسير البروتين، بما فى ذلك العضلات والأعضاء الحيوية. يبدأ الجسم فى إيقاف وظائفه، بما فى ذلك عملية الهضم، مما يجعل من الصعب امتصاص أى مواد مغذية متوافرة. يعانى الناس من التعب الشديد ويصبحون خاملين بينما يحاول الجسم الحفاظ على الطاقة.

وبدون علاج متخصص، تتوقف الأعضاء عن أداء وظائفها ولا تستطيع دفاعات الجسم مقاومة العدوى. فى كثير من الأحيان، يموت الأشخاص الذين ليس لديهم طعام بسبب الالتهابات الشائعة. إذا لم يحدث ذلك، تتوقف الأعضاء الحيوية عن العمل ويتوقف القلب.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟
الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ٥ سنوات، والنساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أساسية هم الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية. وقال الخبراء إنه فى الأزمات الحادة مثل تلك التى شهدناها فى غزة، يؤثر سوء التغذية على الأطفال الأصغر سنا أولا.

ماذا سيحدث إذا تم إعلان المجاعة؟
وسيتم إعلان المجاعة من قبل كبار مسئولى الأمم المتحدة بناءً على معايير التصنيف الدولى للبراءات، ولا يحمل مثل هذا الإعلان أى التزامات ملزمة لأعضاء الأمم المتحدة أو دولها، ولكنه يعمل على تركيز الاهتمام العالمى على المشكلة.

أطفال غزة بعد ٥ أشهر من الحرب
فى هذا السياق، سلطت وكالة "رويترز" الضوء على أطفال غزة الجائعين الذين يملؤون أجنحة المستشفيات مع اقتراب المجاعة، إذ يقول أطباء ووكالات إغاثة إنه بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحملة البرية والجوية التى شنتها إسرائيل ردا على هجوم حماس فى السابع من أكتوبر، هناك نقص واسع النطاق فى الغذاء والأدوية والمياه النظيفة فى غزة؛ إذ عالج مستشفى كمال عدوان، معظم الأطفال الذين تقول وزارة الصحة فى غزة التى تديرها حماس إنهم توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف فى الأسابيع الأخيرة.

وقالت الوزارة: "إن آخرين لقوا حتفهم فى مستشفى الشفاء بمدينة غزة فى الشمال أيضًا وفى مدينة رفح بأقصى الجنوب"، فيما تقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من مليون فلسطينى لجأوا إليها هربًا من الهجوم الإسرائيلي.

وذكرت منظمة مراقبة الجوع فى العالم، وهى التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، فى مراجعة، إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، أن المجاعة ستضرب من الآن وحتى مايو فى شمال غزة، حيث يحاصر القتال ٣٠٠ ألف شخص.

نتنياهو يتحدى العالم
وردا على سؤال من “رويترز” بشأن تقرير لجنة التحقيق الدولية، قال سامى أبو زهرى المسئول الكبير فى حماس: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يتحدى العالم ويواصل قتل الشعب الفلسطينى فى غزة بالقنابل والمجاعة".

وقالت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة: "إن "العقبات الهائلة" التى تعترض نقل المساعدات إلى شمال غزة لن يتم التغلب عليها إلا من خلال وقف إطلاق النار وفتح المعابر الحدودية التى أغلقتها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣".

كما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الجمعة إن ما يقرب من طفل واحد من بين كل ثلاثة أطفال تحت سن الثانية فى شمال غزة يعانى من سوء التغذية الحاد، أى ضعف العدد الذى كان عليه فى يناير.

وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف يوم الثلاثاء فى بيان مشترك مع برنامج الأغذية العالمى "ما لم يتوقف القتال وتتاح لوكالات الإغاثة حرية الوصول بشكل كامل إلى أنحاء غزة فإن مئات إن لم يكن آلاف الأطفال قد يموتون من الجوع".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة المجاعة إسرائيل سوء التغذیة فى شمال غزة أن المجاعة فى غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: 17 مليون يمني يعانون الجوع.. والعدد يتزايد

أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أكدت الأمم المتحدة، أمس، أن 17 مليون شخص لا يزالون يعانون الجوع الشديد في اليمن، وأن التوقعات تشير إلى ارتفاع العدد بمليون إضافي.
وقالت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: «إن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في اليمن، أدت لعرقلة الواردات، وأن الصراع المستمر تسبب في نزوح السكان، وفاقم التدهور الاقتصادي».
وتابعت: «إن انعدام الأمن الغذائي في اليمن يُعدّ مثالاً صارخاً على العلاقة بين العنف والجوع». 
في السياق نفسه، حذّر البنك الدولي من اتساع أزمة الجوع في اليمن، مشيراً إلى أن أكثر من 60% من الأسر تواجه صعوبة في توفير الغذاء. وقال البنك الدولي: «إن الاقتصاد اليمني واجه ضغوطاً هائلة خلال النصف الأول من العام الجاري، بسبب الحصار المستمر على صادرات النفط، وارتفاع معدلات التضخم، وتراجع حجم المعونات، في ظل تراكم آثار سنوات من الصراع والانقسام على مستوى مؤسسات الدولة».
ووفقاً لتقديرات 46 منظمة إغاثية محلية ودولية، فإن نصف سكان اليمن يواجهون مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعاني ملايين الأطفال سوء تغذية، وقد دخلت نحو 100 مديرية يمنية مرحلة الطوارئ الغذائية الحرجة. وشدد حقوقيون يمنيون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، على ضرورة فرض ضغوط دولية حاسمة على جماعة الحوثي لإزالة القيود التي تفرضها على المنظمات الإنسانية، وضمان حرية وصول المساعدات، ومساءلة كل من يعرقل أو ينهب المساعدات الإغاثية.
وقال مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري: «إن التقارير الإنسانية الموثوقة تشير إلى أن الأسباب العميقة لأزمة الغذاء في اليمن لا ترتبط فقط بالحرب والانهيار الاقتصادي، بل تتصل مباشرة بسياسات الحوثيين الذين يحتكرون المساعدات، ويفرضون قيوداً على عمل المنظمات الإنسانية، ويعرقلون وصول القوافل الإغاثية إلى المحتاجين». وأضاف الزبيري في تصريح لـ«الاتحاد»: «إن المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين تحولت إلى أداة سياسية واقتصادية للابتزاز، من خلال فرض الجبايات على الموردين، ومصادرة الشحنات الإغاثية، في انتهاك صارخ لمبادئ الحياد والاستقلال الإنساني».
وأشار إلى أن استمرار الحوثيين في احتجاز المساعدات وفرض الرسوم والإتاوات غير القانونية على الغذاء والوقود، أدى إلى ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، فضلاً عن انهيار القطاعات الزراعية والخدمية، موضحاً أن العاملين الإنسانيين يواجهون تهديدات واعتقالات وانتهاكاً صارخاً لحصانتهم القانونية، مما يعرقل التدخلات الإغاثية.
وأكد الزبيري أن الأزمة الحالية تتطلب تحركاً عاجلاً من السلطات المحلية والمنظمات المدنية لتوثيق الانتهاكات الحوثية وحماية العمل الإنساني وفتح ممرات آمنة لضمان وصول المساعدات من دون عراقيل.
في السياق، أوضح الناشط الحقوقي، همدان ناصر العليي، أن الوضع الإنساني في اليمن بالغ الخطورة، ويستدعي تدخلاً مباشراً وسريعاً من المجتمع الدولي لإنهاء معاناة ملايين المواطنين، خصوصاً مع تفاقم معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال.
وأشار العليي في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أنه من غير الأخلاقي أن تُستغل المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية أو تفاهمات مرحلية تتعلق بخارطة الطريق الخاصة بعملية السلام في اليمن، مشدداً على أن تحريك الملف الإنساني يجب أن يكون منفصلاً عن أي مسار تفاوضي.
وأفاد بأن الشعب اليمني يتطلع إلى سلام حقيقي يعالج جذور الصراع الذي أشعلته جماعة الحوثي، داعياً إلى تحرك جاد من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإنهاء المأساة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.

أخبار ذات صلة «اليونيسيف» تحذر من تدهور أوضاع أطفال غزة اليوم.. إطلاق القمر الاصطناعي «فاي 1»

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعي غدا
  • الأمم المتحدة تتنبأ بصورة قاتمة لحالات الجوع في اليمن وارتفاع عدد الحالات إلى 18 مليون
  • رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يستقبل سمو ولي العهد في البيت الأبيض ويرأسان القمة السعودية الأمريكية
  • الأمم المتحدة: 17 مليون يمني يعانون الجوع.. والعدد يتزايد
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء المملكة المتحدة
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر: 318 مليون شخص يواجهون جوعًا كارثيًا في 2026
  • اليمن على شفا كارثة غذائية: 17 مليون شخص يواجهون الجوع الشديد
  • توقعات أممية بارتفاع نسبة الجوع في اليمن إلى 18 مليون شخص
  • نائبة الأمين العام للأمم المتحدة تدين استخدام الجوع كسلاح
  • الأمم المتحدة: 17 مليون يمني يعانون الجوع الشديد والعدد يتزايد