«أسوشيتد برس»: رئيس الوزراء الإسرائيلى يتحدى العالم والأطفال يموتون
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
"المجاعة وشيكة" فى شمال غزة، حيث يعانى ٧٠٪ من السكان المتبقين من جوع كارثي؛ هذا ما قالته وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة. وسلط تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على أن المجاعة الكارثية خطيرة للغاية فى أكثر المناطق الساخنة فى العالم؛ إذ أصبحت المجاعة وشيكة فى شمال غزة؛ بينما يكافح الآلاف لتجنب المجاعة.
من جانبهم؛ حذر خبراء الأمن الغذائى وجماعات الإغاثة، من حصيلة الجوع الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس فى غزة.
ففى غزة، يكافح كل السكان تقريبا للحصول على ما يكفى من الغذاء، ومن المتوقع أن يواجه ١.١ مليون شخص - نصف السكان - أعلى مستوى من الجوع الشديد فى الأسابيع المقبلة، وفقا لتقرير صادر عن التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، وهى وكالة تعمل على مراقبة الجوع على مستوى العالم.
وحذرت المجموعة يوم الإثنين الماضي، من أن المجاعة قد تحدث فى غزة فى أى وقت بين منتصف مارس ومايو، دون وقف الأعمال العدائية والوصول الفورى إلى الإمدادات والخدمات الأساسية.. لكن ماذا يعنى أن تقع المنطقة فى المجاعة؟ وكيف يمكن أن يحدث ذلك فى هذه الأماكن بهذه السرعة؟ هذا ما كشفه الخبراء لوكالة "أسوشيتد برس".
ما المجاعة؟
كشفت مجموعة " IPC"، المكونة من ١٥ منظمة وجمعية خيرية عالمية، والتى تم إنشاؤها فى عام ٢٠٠٤ أثناء المجاعة فى الصومال، وتستخدم مقياسًا من خمسة مستويات لرصد إمكانية الوصول إلى الغذاء ومستويات الجوع، أن المجاعة هى المستوى الأعلى، المرحلة الخامسة، "عدم القدرة المطلقة على الوصول إلى الغذاء لمجموعة كاملة من السكان أو مجموعة فرعية من السكان، مما قد يسبب الوفاة على المدى القصير".
وقال تقرير"IPC" إنه إذا مضت إسرائيل قدما فى الهجوم الموعود على رفح، فمن المتوقع أن يواجه ١.١ مليون شخص فى غزة، أى نصف السكان، نقصا حادا فى الغذاء، حيث توجد مجاعة وموت فى الأسر.
وقال توبياس ستيلمان، مدير الخدمات الفنية والابتكار فى مجموعة المساعدة العمل ضد الجوع: "إنه فى حين أن عمق الأزمات الغذائية فى غزة أمر جديد، فإن الظروف الأساسية ليست كذلك". وأضاف أنه حتى قبل الحرب، كان ٨٠٪ من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ولم يكن لدى ما يقرب من نصف الأسر ما يكفى من الغذاء.
وقال ستيلمان: "عندما تعيش عائلات ودول بأكملها على مقربة شديدة من حافة الهاوية، فمن السهل جدًا أن يدفعها الصراع أو الصدمات الأخرى إلى الكارثة".
ما الجوع وسوء التغذية والمجاعة؟
وقال ستيلمان: "إن الجوع هو المصطلح غير الرسمى للشعور الذى يحدث "عندما تحتاج أجسادنا إلى الطعام أو تتوقعه". وتقول جماعات الإغاثة إن الجوع يحدث عندما لا يتمكن الناس من تحمل تكاليف التغذية الكافية أو الحصول عليها جسديًا لفترة طويلة من الزمن؛ فالمجاعة ليست مصطلحًا تقنيًا، ولكنها تصف المعاناة الشديدة أو الموت الناجم عن نقص الغذاء.
وأضاف ستيلمان: "إن الموت جوعا يمكن أن يأتى "بسرعة مدهشة". بدون طعام، يستخدم الجسم الكربوهيدرات والدهون أولًا، ثم يتحول إلى تكسير البروتين، بما فى ذلك العضلات والأعضاء الحيوية. يبدأ الجسم فى إيقاف وظائفه، بما فى ذلك عملية الهضم، مما يجعل من الصعب امتصاص أى مواد مغذية متوافرة. يعانى الناس من التعب الشديد ويصبحون خاملين بينما يحاول الجسم الحفاظ على الطاقة.
وبدون علاج متخصص، تتوقف الأعضاء عن أداء وظائفها ولا تستطيع دفاعات الجسم مقاومة العدوى. فى كثير من الأحيان، يموت الأشخاص الذين ليس لديهم طعام بسبب الالتهابات الشائعة. إذا لم يحدث ذلك، تتوقف الأعضاء الحيوية عن العمل ويتوقف القلب.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ٥ سنوات، والنساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أساسية هم الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية. وقال الخبراء إنه فى الأزمات الحادة مثل تلك التى شهدناها فى غزة، يؤثر سوء التغذية على الأطفال الأصغر سنا أولا.
ماذا سيحدث إذا تم إعلان المجاعة؟
وسيتم إعلان المجاعة من قبل كبار مسئولى الأمم المتحدة بناءً على معايير التصنيف الدولى للبراءات، ولا يحمل مثل هذا الإعلان أى التزامات ملزمة لأعضاء الأمم المتحدة أو دولها، ولكنه يعمل على تركيز الاهتمام العالمى على المشكلة.
أطفال غزة بعد ٥ أشهر من الحرب
فى هذا السياق، سلطت وكالة "رويترز" الضوء على أطفال غزة الجائعين الذين يملؤون أجنحة المستشفيات مع اقتراب المجاعة، إذ يقول أطباء ووكالات إغاثة إنه بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحملة البرية والجوية التى شنتها إسرائيل ردا على هجوم حماس فى السابع من أكتوبر، هناك نقص واسع النطاق فى الغذاء والأدوية والمياه النظيفة فى غزة؛ إذ عالج مستشفى كمال عدوان، معظم الأطفال الذين تقول وزارة الصحة فى غزة التى تديرها حماس إنهم توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف فى الأسابيع الأخيرة.
وقالت الوزارة: "إن آخرين لقوا حتفهم فى مستشفى الشفاء بمدينة غزة فى الشمال أيضًا وفى مدينة رفح بأقصى الجنوب"، فيما تقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من مليون فلسطينى لجأوا إليها هربًا من الهجوم الإسرائيلي.
وذكرت منظمة مراقبة الجوع فى العالم، وهى التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، فى مراجعة، إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، أن المجاعة ستضرب من الآن وحتى مايو فى شمال غزة، حيث يحاصر القتال ٣٠٠ ألف شخص.
نتنياهو يتحدى العالم
وردا على سؤال من “رويترز” بشأن تقرير لجنة التحقيق الدولية، قال سامى أبو زهرى المسئول الكبير فى حماس: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يتحدى العالم ويواصل قتل الشعب الفلسطينى فى غزة بالقنابل والمجاعة".
وقالت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة: "إن "العقبات الهائلة" التى تعترض نقل المساعدات إلى شمال غزة لن يتم التغلب عليها إلا من خلال وقف إطلاق النار وفتح المعابر الحدودية التى أغلقتها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣".
كما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الجمعة إن ما يقرب من طفل واحد من بين كل ثلاثة أطفال تحت سن الثانية فى شمال غزة يعانى من سوء التغذية الحاد، أى ضعف العدد الذى كان عليه فى يناير.
وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف يوم الثلاثاء فى بيان مشترك مع برنامج الأغذية العالمى "ما لم يتوقف القتال وتتاح لوكالات الإغاثة حرية الوصول بشكل كامل إلى أنحاء غزة فإن مئات إن لم يكن آلاف الأطفال قد يموتون من الجوع".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة المجاعة إسرائيل سوء التغذیة فى شمال غزة أن المجاعة فى غزة
إقرأ أيضاً:
رد عليهم بإلقاء القمامة من الطائرة.. ثورة 7 ملايين أمريكى ضد استبداد ترامب
شهدت الولايات المتحدة واحدة من أكبر موجات الاحتجاج فى تاريخها الحديث، حيث خرج نحو 7 ملايين متظاهر فى مختلف الولايات، بما فى ذلك نيويورك وواشنطن العاصمة وشيكاغو وميامى ولوس أنجلوس، للمشاركة فى مظاهرات واسعة ضد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإدارته. وأثارت هذه الاحتجاجات اهتماما داخليا ودوليا، نظرا لحجمها الكبير وانتشارها الجغرافى غير المسبوق، بالإضافة إلى توقيتها الحساس الذى يتزامن مع دخول الإغلاق الحكومى أسبوعه الثالث، وتصاعد المعارضة للحملة العسكرية التى يشنها ترامب على المدن التى يقودها الديمقراطيون، فضلا عن فعاليات دولية تضامنية فى مدن كبرى مثل لندن وباريس وروما ولشبونة، ما أضفى بعدا عالميا على الحدث، وأكد أن الغضب من سياسات ترامب تجاوز حدود الولايات المتحدة.
احتشد متظاهرون فى ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويورك وهم يحملون لافتات كتب عليها شعارات مثل «لا شيء أكثر وطنية من الاحتجاج» و«قاوموا الفاشية»، فيما تجمع الآلاف فى حدائق بوسطن وأتلانتا وشيكاغو، وساروا فى شوارع واشنطن ووسط مدينة لوس أنجلوس. كما اعتصموا أمام مبانى الكابيتول فى ولايات يقودها الجمهوريون، ومحكمة فى بيلينغز بولاية مونتانا، إضافة إلى مئات الأماكن العامة الأصغر. وفى مشاهد لافتة، تحولت بعض الفعاليات إلى ما يشبه حفلات الشوارع مع وجود فرق موسيقية، ولافتات ضخمة تحمل ديباجة «نحن الشعب» من دستور الولايات المتحدة يمكن للناس التوقيع عليها، بجانب متظاهرين يرتدون أزياء قابلة للنفخ أبرزها الضفادع التى برزت كرمز للمقاومة فى بورتلاند بولاية أوريغون.
وفى مانهاتن، هتف المتظاهرون المناهضون لإسرائيل «فلسطين حرة»، وطالبوا أيضا الرئيس – الذى توسط مؤخرا فى اتفاق سلام تاريخى بين إسرائيل وحماس – بالخروج من منصبه.
ووفقا لبيان أصدره منظمو احتجاج «لا للملوك»، فإن الحشود المشاركة مثلت «إحدى أكبر المظاهرات التى نظمت فى يوم واحد عبر تاريخ الولايات المتحدة»، حيث تجاوز عدد المشاركين مظاهرات يونيو الماضى بأكثر من مليونى شخص. وأكد المنظمون أن هذه الأرقام تمثل مؤشرا واضحا على تنامى الغضب الشعبى من سياسات الإدارة الأمريكية.
شاركت منظمات مدنية وحقوقية بارزة فى هذه التعبئة، بما فى ذلك اتحاد الحريات المدنية الأمريكى والاتحاد الأمريكى للمعلمين ومنظمة 50501 وحملة حقوق الإنسان ومنظمة Indivisible، إلى جانب منظمة MoveOn التى لعبت دورا محوريا فى الحشد. وقالت كاتى بيثيل، المديرة التنفيذية لحركة «موف أون»، فى بيان: «فى المدن والبلدات، الكبيرة والصغيرة، الريفية والضواحي، فى المناطق الحمراء والمناطق الزرقاء، يتجمع الملايين منا سلميا من أجل لا ملوك لإرسال رسالة واضحة لا لبس فيها: القوة ملك للشعب».
لكن رد الفعل الجمهورى جاء حادا، حيث وصف المشرعون الاحتجاجات بأنها «مسيرة كراهية لأمريكا»، فيما اتهموا المتظاهرين بالمساهمة فى استمرار الإغلاق الحكومي. فى المقابل، رفض المنظمون هذه المزاعم، مؤكدين أن المظاهرات تمثل تعبيرا مشروعا عن الإرادة الشعبية، وأن المسئولية عن الأزمة تقع على عاتق الإدارة الأمريكية. كما سخرت حملة ترامب عبر منصات التواصل الاجتماعى من المتظاهرين بنشر مقطع فيديو أنشئ بالكمبيوتر يظهر الرئيس مرتديا ملابس ملكية وتاجا وهو يلوح من شرفة ويلقى القمامة على المتظاهرين.
فيما انضم السياسيون الديمقراطيون إلى الاحتجاجات فى ولايات عدة. فقد كتب زعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر على منصة X إلى جانب صور له وهو يرفع لافتة كتب عليها «أصلحوا أزمة الرعاية الصحية»: «ليس لدينا ديكتاتوريون فى أمريكا. ولن نسمح لترامب بمواصلة تقويض ديمقراطيتنا». وفى واشنطن العاصمة، ألقى السيناتور بيرنى ساندرز خطابا رئيسيا أمام آلاف المحتجين قال فيه: «نحن لسنا هنا لأننا نكره أمريكا، نحن هنا لأننا نحب أمريكا». كذلك نشر أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون كورى بوكر وآدم شيف مقاطع فيديو أثناء حضورهم المظاهرات، حيث كتب شيف: «هكذا تبدو الديمقراطية. شكرا لكل أمريكا على التعبير عن رأيها». وشارك السيناتور كريس مورفى لقطات من ولاية كونيتيكت قائلا: «مذهل. لهذا السبب يُرجّح أن يُسجّل اليوم كأكبر يوم احتجاج سلمى فى تاريخ أمتنا الممتد على مدى 250 عاما».
وفى مواجهة هذا الحراك الشعبي، وضع عدد من حكام الولايات الجمهوريين قوات الحرس الوطنى فى حالة تأهب استعدادا للاحتجاجات. هذه الخطوة أثارت انتقادات من الديمقراطيين، حيث قال جين وو، أحد كبار الديمقراطيين فى الولاية: «إن إرسال جنود مسلحين لقمع الاحتجاجات السلمية هو ما يفعله الملوك والديكتاتوريون – وقد أثبت جريج أبوت للتو أنه واحد منهم». كما أمر حاكم ولاية فرجينيا الجمهورى جلين يونجكين بتفعيل الحرس الوطني، رغم أن تقارير محلية أشارت إلى أن القوات لم تكن منتشرة فعليا أثناء المظاهرات.
وأبرز تقرير صادر عن كلية هارفارد كينيدى أن الاحتجاجات فى عام 2025 اكتسبت بعدا جديدا من حيث الامتداد الجغرافى والشرائح المشاركة، موضحا أن الموجة الأخيرة وصلت إلى مناطق تقليدية داعمة لترامب بشكل أعمق مما حدث خلال ولايته الأولى. وأكد التقرير أن الفعاليات، رغم صغر حجم بعضها مقارنة بالمتوسط الوطني، إلا أنها اتسمت بتنوع لافت بين المشاركين والمناطق المستهدفة، ما جعلها تختلف عن موجات الاحتجاج السابقة التى تركزت فى المدن الكبرى.
ويرى المراقبون أن اتساع رقعة هذه المظاهرات وامتدادها إلى الضواحى والمناطق الريفية التى لطالما شكلت جزءا من القاعدة الانتخابية لترامب يعكس بداية تآكل محتمل فى شعبيته. كما يشيرون إلى أن هذا الحراك الضخم، المرتبط بمنظمات مدنية ونقابية وحقوقية، يعكس تحولا نوعيا فى المعارضة الأمريكية لإدارته، ويضعه أمام تحديات سياسية متصاعدة داخليًا وخارجيًا.