"المجاعة وشيكة" فى شمال غزة، حيث يعانى ٧٠٪ من السكان المتبقين من جوع كارثي؛ هذا ما قالته وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة. وسلط تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على أن المجاعة الكارثية خطيرة للغاية فى أكثر المناطق الساخنة فى العالم؛ إذ أصبحت المجاعة وشيكة فى شمال غزة؛ بينما يكافح الآلاف لتجنب المجاعة.

من جانبهم؛ حذر خبراء الأمن الغذائى وجماعات الإغاثة، من حصيلة الجوع الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس فى غزة.

ففى غزة، يكافح كل السكان تقريبا للحصول على ما يكفى من الغذاء، ومن المتوقع أن يواجه ١.١ مليون شخص - نصف السكان - أعلى مستوى من الجوع الشديد فى الأسابيع المقبلة، وفقا لتقرير صادر عن التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، وهى وكالة تعمل على مراقبة الجوع على مستوى العالم.

وحذرت المجموعة يوم الإثنين الماضي، من أن المجاعة قد تحدث فى غزة فى أى وقت بين منتصف مارس ومايو، دون وقف الأعمال العدائية والوصول الفورى إلى الإمدادات والخدمات الأساسية.. لكن ماذا يعنى أن تقع المنطقة فى المجاعة؟ وكيف يمكن أن يحدث ذلك فى هذه الأماكن بهذه السرعة؟ هذا ما كشفه الخبراء لوكالة "أسوشيتد برس".


ما المجاعة؟
كشفت مجموعة " IPC"، المكونة من ١٥ منظمة وجمعية خيرية عالمية، والتى تم إنشاؤها فى عام ٢٠٠٤ أثناء المجاعة فى الصومال، وتستخدم مقياسًا من خمسة مستويات لرصد إمكانية الوصول إلى الغذاء ومستويات الجوع، أن المجاعة هى المستوى الأعلى، المرحلة الخامسة، "عدم القدرة المطلقة على الوصول إلى الغذاء لمجموعة كاملة من السكان أو مجموعة فرعية من السكان، مما قد يسبب الوفاة على المدى القصير".

وقال تقرير"IPC" إنه إذا مضت إسرائيل قدما فى الهجوم الموعود على رفح، فمن المتوقع أن يواجه ١.١ مليون شخص فى غزة، أى نصف السكان، نقصا حادا فى الغذاء، حيث توجد مجاعة وموت فى الأسر.

وقال توبياس ستيلمان، مدير الخدمات الفنية والابتكار فى مجموعة المساعدة العمل ضد الجوع: "إنه فى حين أن عمق الأزمات الغذائية فى غزة أمر جديد، فإن الظروف الأساسية ليست كذلك". وأضاف أنه حتى قبل الحرب، كان ٨٠٪ من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ولم يكن لدى ما يقرب من نصف الأسر ما يكفى من الغذاء.

وقال ستيلمان: "عندما تعيش عائلات ودول بأكملها على مقربة شديدة من حافة الهاوية، فمن السهل جدًا أن يدفعها الصراع أو الصدمات الأخرى إلى الكارثة".

ما الجوع وسوء التغذية والمجاعة؟
وقال ستيلمان: "إن الجوع هو المصطلح غير الرسمى للشعور الذى يحدث "عندما تحتاج أجسادنا إلى الطعام أو تتوقعه". وتقول جماعات الإغاثة إن الجوع يحدث عندما لا يتمكن الناس من تحمل تكاليف التغذية الكافية أو الحصول عليها جسديًا لفترة طويلة من الزمن؛ فالمجاعة ليست مصطلحًا تقنيًا، ولكنها تصف المعاناة الشديدة أو الموت الناجم عن نقص الغذاء.

وأضاف ستيلمان: "إن الموت جوعا يمكن أن يأتى "بسرعة مدهشة". بدون طعام، يستخدم الجسم الكربوهيدرات والدهون أولًا، ثم يتحول إلى تكسير البروتين، بما فى ذلك العضلات والأعضاء الحيوية. يبدأ الجسم فى إيقاف وظائفه، بما فى ذلك عملية الهضم، مما يجعل من الصعب امتصاص أى مواد مغذية متوافرة. يعانى الناس من التعب الشديد ويصبحون خاملين بينما يحاول الجسم الحفاظ على الطاقة.

وبدون علاج متخصص، تتوقف الأعضاء عن أداء وظائفها ولا تستطيع دفاعات الجسم مقاومة العدوى. فى كثير من الأحيان، يموت الأشخاص الذين ليس لديهم طعام بسبب الالتهابات الشائعة. إذا لم يحدث ذلك، تتوقف الأعضاء الحيوية عن العمل ويتوقف القلب.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟
الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ٥ سنوات، والنساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أساسية هم الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية. وقال الخبراء إنه فى الأزمات الحادة مثل تلك التى شهدناها فى غزة، يؤثر سوء التغذية على الأطفال الأصغر سنا أولا.

ماذا سيحدث إذا تم إعلان المجاعة؟
وسيتم إعلان المجاعة من قبل كبار مسئولى الأمم المتحدة بناءً على معايير التصنيف الدولى للبراءات، ولا يحمل مثل هذا الإعلان أى التزامات ملزمة لأعضاء الأمم المتحدة أو دولها، ولكنه يعمل على تركيز الاهتمام العالمى على المشكلة.

أطفال غزة بعد ٥ أشهر من الحرب
فى هذا السياق، سلطت وكالة "رويترز" الضوء على أطفال غزة الجائعين الذين يملؤون أجنحة المستشفيات مع اقتراب المجاعة، إذ يقول أطباء ووكالات إغاثة إنه بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحملة البرية والجوية التى شنتها إسرائيل ردا على هجوم حماس فى السابع من أكتوبر، هناك نقص واسع النطاق فى الغذاء والأدوية والمياه النظيفة فى غزة؛ إذ عالج مستشفى كمال عدوان، معظم الأطفال الذين تقول وزارة الصحة فى غزة التى تديرها حماس إنهم توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف فى الأسابيع الأخيرة.

وقالت الوزارة: "إن آخرين لقوا حتفهم فى مستشفى الشفاء بمدينة غزة فى الشمال أيضًا وفى مدينة رفح بأقصى الجنوب"، فيما تقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من مليون فلسطينى لجأوا إليها هربًا من الهجوم الإسرائيلي.

وذكرت منظمة مراقبة الجوع فى العالم، وهى التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، فى مراجعة، إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، أن المجاعة ستضرب من الآن وحتى مايو فى شمال غزة، حيث يحاصر القتال ٣٠٠ ألف شخص.

نتنياهو يتحدى العالم
وردا على سؤال من “رويترز” بشأن تقرير لجنة التحقيق الدولية، قال سامى أبو زهرى المسئول الكبير فى حماس: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يتحدى العالم ويواصل قتل الشعب الفلسطينى فى غزة بالقنابل والمجاعة".

وقالت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة: "إن "العقبات الهائلة" التى تعترض نقل المساعدات إلى شمال غزة لن يتم التغلب عليها إلا من خلال وقف إطلاق النار وفتح المعابر الحدودية التى أغلقتها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣".

كما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الجمعة إن ما يقرب من طفل واحد من بين كل ثلاثة أطفال تحت سن الثانية فى شمال غزة يعانى من سوء التغذية الحاد، أى ضعف العدد الذى كان عليه فى يناير.

وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف يوم الثلاثاء فى بيان مشترك مع برنامج الأغذية العالمى "ما لم يتوقف القتال وتتاح لوكالات الإغاثة حرية الوصول بشكل كامل إلى أنحاء غزة فإن مئات إن لم يكن آلاف الأطفال قد يموتون من الجوع".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة المجاعة إسرائيل سوء التغذیة فى شمال غزة أن المجاعة فى غزة

إقرأ أيضاً:

مستقبل مستدام والقضاء على أزمة الكهرباء.. نص كلمة رئيس الوزراء أمام البرلمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقى اليوم الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بيان الحكومة، أمام مجلس النواب، بمقر البرلمان بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور كامل تشكيل الحكومة التى أدت اليمين الدستورية مُؤخرًا، ويشمل برنامج عملها للسنوات الثلاث المقبلة، الذى يأتى تحت عنوان “معًا نبنى مستقبلًا مستدامًا”. 
واستهل رئيس الوزراء بيانه، بتوجيه التحية إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، وأعضاء المجلس المُوقّر، ولشعب مصر العظيم، متقدمًا بالتهنئة بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة، داعيًا الله أن تكون سنة خير وبركة على مصر والمصريين كافة، وأن يسود السلام والازدهار أرجاء وطننا الحبيب، متمنيًا للحضور دوام التوفيق فى أداء مهامهم الوطنية النبيلة.

كما تقدم الدكتور مصطفى مدبولى بخالص الشكر إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية على تجديد الثقة بتكليفه بهذه الحكومة الجديدة، معتبرًا أنه تكليف يُحمله المزيد من المسئولية الوطنية التى يجب أن يحرص عليها كل مسئول فى هذه الحكومة على كل المستويات الإدارية بالدولة، مؤكدًا أن هذه المسئولية تتزايد أهميتها فى هذا الوقت الصعب الذى تتراكم فيه تحديات كبرى يجب أن نواجهها جميعًا بإرادة قوية، وبناء متماسك، وثقة كبيرة فى قدراتنا وأفعالنا، كما يجب أن يكون أعضاء الحكومة التى تقف أمام البرلمان لتحظى بثقة أعضائه، فى مقدمة الصفوف قولًا وعملًا، ويجب أن يقدموا المثل الأعلى فى تحمل المسئولية فى خدمة الوطن.

وتقدم رئيس الوزراء أيضًا بخالص الشكر والتقدير لأعضاء الحكومة السابقة على جهودهم المخلصة وتفانيهم فى خدمة الوطن والمواطنين، مؤكدًا أن فترة عملهم كانت مليئة بالتحديات، وقد بذلوا خلالها أقصى ما بوسعهم لتحقيق الأهداف المنشودة ودعم الاستقرار والتقدم فى البلاد، مضيفًا أن هذه الجهود تشكل أساسًا صلبًا تبنى عليه الحكومة الحالية رؤيتها وبرنامجها الجديد.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أنه يقف اليوم أمام مجلس النواب لتقديم برنامج عمل الحكومة للسنوات الثلاث القادمة، مُجدِّدًا مع النواب العهد على استكمال مسيرة بناء الوطن، وتحقيق تطلعات المواطن المصرى، لافتًا إلى أن برنامج عمل الحكومة اعتمد بشكل رئيسى على مستهدفات رؤية مصر ٢٠٣٠، وتوصيات جلسات الحوار الوطنى، ومختلف الاستراتيجيات الوطنية، والبرنامج الوطنى للإصلاحات الهيكلية، حيث تسعى من خلال هذا البرنامج إلى تحسين واقع حياة المواطن بجميع جوانبها، والانتقال إلى مرحلة جديدة من التطوير المستدام الذى يضع وطنَنَا فى المكانة التى تليق به.

واستعرض رئيس الوزراء طبيعة التحديات التى تُواجهنا، والتى علينا بادئ ذى بدء أن ندركها، مشيرًا إلى أنها تحديات ذات وجوه متعددة، حيث يرتبط الوجه الأول بإكمال المسيرة التى بدأتها مصر منذ عشر سنوات، والتى بذلت فيها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى جهدًا كبيرًا فى تطوير البنية التحتية، ومشروعات الطاقة، واستصلاح الأراضى وتطوير الصناعة، وتطوير العشوائيات، وتوفير الإسكان الاجتماعى لقطاعات عريضة من السكان، وإتاحة شبكة حماية اجتماعية متكاملة للفئات الأكثر احتياجًا، وتطوير خدمات الصحة مع تقديم مبادرات ناجحة فى القضاء على الأمراض المُزمنة، والتوسع فى انشاء الجامعات والمدارس، والعمل على تقديم نوعية جيدة من التعليم، وتقديم مبادرات تنموية كبرى مثل مشروع حياة كريمة لتحسين جودة الحياة فى القرى، ومبادرة مائة مليون صحة، ومبادرة تكافل وكرامة.

وأضاف: "أما الوجه الثانى فهو يرتبط بتحديات جديدة خلقتها الأزمة الاقتصادية العالمية التى ترتبت على الحرب الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تعطل لحركة الأسواق العالمية، وتسببت هذه الأزمة فى زيادة غير مسبوقة فى الأسعار، وأثرت على مستوى العرض لسلع بعينها، وقد أدى هذا المشهد إلى صور من المعاناة بالنسبة للمواطن فى كافة دول العالم، وقد أثبت المواطنون المصريون أنهم على قدر المسئولية، فتحملوا الأمر بقوة وصلابة".

وقال: "ثمة وجهٍ ثالث لهذه التحديات يرتبط بالصراعات التى يشهدها الإقليم، والذى تقف مصر فى قلبه، ولا تَخْفى علينا جميعًا الصراعات والحروب التى تنشب هنا وهناك فى كل الاتجاهات، والتى كان آخرها الحرب الظالمة التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، حيث تبذل الدولة المصرية جهودًا كبيرة فى مواجهة هذه التحديات الإقليمية، وتلعب دورًا بارزًا فى الدعوة إلى السلام والوئام، وتبذل قصارى جهدها لوقف الحرب فى غزة والعمل على قيام دولة فلسطين المستقلة، وقد كان لهذه الحرب تداعياتها شديدة السلبية على موارد الاقتصاد المصرى، وعلى رأسها إيرادات قناة السويس، والتهديدات الحالية لحركة التجارة الدولية فى منطقة البحر الأحمر".

وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أنه فى ضوء هذه التحديات وغيرها، يمكن القول بحق أن هذه الحكومة الجديدة هى "حكومة تحديات"، ولذلك تضع الحكومة صَوْبَ أعيُنِها خلال المرحلة المقبلة، تكليف السيد رئيس الجمهورية لها بالعمل على تحقيق عددٍ من الأهداف، على رأسها: قضايا الأمن القومى، وبناء الإنسان المصرى، والارتفاع بمستوى وعيه الثقافى والاجتماعى، والعمل على توفير متطلبات المواطن المصرى من كافة الخدمات خاصة خدمات التعليم والصحة، ومواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى، والاستمرار فى إكمال المشروعات والمبادرات التى بدأت مع مسيرة مصر التنموية فى السنوات الماضية، وبذل كلِّ الجهد للحدِّ من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق، وذلك فى إطار تطوير شامل للأداء الاقتصادى للدولة فى جميع القطاعات.

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة سوف تعمل على إكمال المسيرة فى إطار هذه التوجيهات، وفى إطار وعيها بالتحديات الكبرى، وتساعد بكل ما تملك فى تخفيف وطأة التوترات التى تؤثر على المواطنين المصريين، وتضع هموم المواطن ومعاناته فى بؤرة الاهتمام، وتعمل على معالجتها بقوة وحزم، والعمل على فتح صفحة جديدة للعلاقة بين المواطنين وبين الإدارات المحلية والإدارات الحكومية التى تقدم خدمات لهم، كما ستعمل الحكومة جاهدة على خلق تواصل بناء وإيجابى لتكون هموم المواطنين ومشكلاتهم الشغل الشاغل لهذه الحكومة.

وفى هذا الصدد، أشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن الحكومة لمست معاناة المواطنين من مشكلة انقطاع الكهرباء، معاهدًا مجلس النواب بأن تعمل الحكومة بكل عزم وإصرار على القضاء على هذه المشكلة نهائيًا خلال نصف العام الأول من برنامجها، كما لمست معاناة المواطنين من ارتفاع الأسعار وبذلت جهودًا كبيرة لضبط الأسواق وسارعت بضخ المزيد من الكميات من السلع لضمان توافرها، وقد أسفرت تلك الجهود عن تراجع معدلات التضخم فى الشهرين الأخيرين، وتستهدف الحكومة مزيدًا من التراجع خلال الفترة المقبلة.

وأضاف: "كل ذلك يفرض علينا المزيد من العمل، والمزيد من المشاركة، والثقة، والوعى بأن المسئولية هى مسئولية الجميع لا يُستثنى من ذلك أحد، ومن ثم، فإننا يجب أن نؤمن بشكل دائم بأن العمل من أجل المستقبل، هو مسئولية الجميع، وأن الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، وكافة المواطنين هى السبيل الأفضل نحو تحقيق الأهداف؛ وأن المصلحة الجمعية للوطن يجب أن تعلو على أى مصلحة".

وأكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، فى بيانه أمام مجلس النواب، أن برنامج الحكومة المصرية للفترة (2024/2025 – 2026/2027)، الذى وضعت له عنوانًا (معًا نبنى مستقبلًا مستدامًا)، يقوم على استكمال البناء والتطوير؛ ليضمن حاضرًا أفضل ومستقبلًا مستدامًا للأجيال القادمة، حيث تسعى الحكومة من خلاله إلى العمل على أربعة محاور رئيسية، وهي: حماية الأمن القومى وسياسة مصر الخارجية، وكذلك بناء الإنسان المصرى وتعزيز رفاهيته، بالإضافة إلى بناء اقتصاد تنافسى جاذب للاستثمارات، وأخيرًا تحقيق الاستقرار السياسى والتماسُك الوطني.

واستعرض رئيس الوزراء مُحددات العمل فى كل محور من المحاور الأربعة الرئيسية، موضحًا أن المحور الأول المعنىِ بحماية الأمن القومى وسياسة مصر الخارجية، يتضمن العمل على تحقيق الأمن القومى بمفهومه الشامل، بما يضمن حماية أمن واستقرار الحدود، ودعم القدرات العسكرية لجيشنا فى مواجهة التهديدات، وتعزيز أمن البحر الأحمر وقناة السويس، وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود والإتجار بالبشر، فضلًا عن تطوير السياسة الخارجية لمصر، وتعزيز دورها فى محيطها العربى والإفريقى والدولى، بالإضافة إلى تعزيز مشاركتها فى المنظمات الدولية.

وفى هذا السياق، أكد الدكتور مصطفى مدبولى على مواصلة الدبلوماسية المصرية جهودها فى مُختلف المحافل الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، لا سيما فى إطار الأمم المتحدة، وتطبيق مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب تشمل كذلك كافة المحاور الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والفكرية والثقافية والتعليمية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الدولية لمكافحة الإرهاب والوقاية منه، وبناء قدرات الدول فى هذا المجال.

كما أكد الحرص على الاستمرار فى تعزيز العلاقات المصرية العربية سواء مع دول الخليج أو مع دول المشرق والمغرب العربى، وكذلك دول الجوار الجغرافى، على المستوى الثنائى وعبر جامعة الدول العربية، اتصالًا بالأهمية الاستراتيجية لتلك العلاقات وباعتبارها صمام أمن للمنطقة وشعوبها ككل وبهدف صيانة والحفاظ على الأمن القومى العربى، مع المبادرة نحو التفاعل والإسهام، قدر المستطاع، فى تشكيل توازنات إقليمية والاضطلاع بأدوار وساطة بما يسهم فى ترسيخ موقع مصر كفاعل رئيسى فى المشهد الإقليمي.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة ستسعى بجدية خلال فترة البرنامج، لتعظيم الشراكات الاستراتيجية الدولية والتجمعات الدولية التى انضمت لها مصر حديثًا، حيث يُعزز الانضمام إلى هذه التجمعات والتحالفات الدولية من موقف مصر على الساحة العالمية ويتيح فرصًا جديدة للتعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية، كما تدعم التنمية المستدامة، وتحسين الاقتصاد الوطنى، وتوفير فرص عمل جديدة وتساهم فى تبادل الخبرات والتكنولوجيا وتعزز القدرات الوطنية لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة، هذا إلى جانب، الاستمرار فى سياسات التوازن الاستراتيجى التى تنتهجها الدولة المصرية فى ظل حالة الاستقطاب الدولى، ومواصلة الدور المصرى الرائد فى إطار النظام متعدد الأطراف، والعمل من خلال المجموعات السياسية والإقليمية للدفاع عن المصالح المصرية فى المحافل الدولية.

وشدد رئيس الوزراء على أنه باعتبار أمن مصر المائى، والأمن الغذائى، وأمن الطاقة، والأمن السيبرانى، جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي؛ فإن المحور الرئيسى الأول من برنامج الحكومة يشمل العمل على تحقيق حماية أمن مصر المائى من خلال تعزيز التعاون الثنائى مع دول حوض النيل والقرن الإفريقى، وعدم التفريط فى حصة مصر من مياه النيل والتى تمثل الحياة لكل المصريين، وتقليل الفاقد من المياه وترشيد استخدام مياه الرى، وحماية الموارد المائية من التلوث، هذا فضلًا عن الأمن الغذائى وزيادة المخزون من المحاصيل الاستراتيجية، ورفع جودة المنتجات الزراعية، وتنمية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أنه يقف اليوم أمام مجلس النواب لتقديم برنامج عمل الحكومة للسنوات الثلاث القادمة، مُجدِّدًا مع النواب العهد على استكمال مسيرة بناء الوطن، وتحقيق تطلعات المواطن المصرى، لافتًا إلى أن برنامج عمل الحكومة اعتمد بشكل رئيسى على مستهدفات رؤية مصر ٢٠٣٠، وتوصيات جلسات الحوار الوطنى، ومختلف الاستراتيجيات الوطنية، والبرنامج الوطنى للإصلاحات الهيكلية، حيث تسعى من خلال هذا البرنامج إلى تحسين واقع حياة المواطن بجميع جوانبها، والانتقال إلى مرحلة جديدة من التطوير المستدام الذى يضع وطنَنَا فى المكانة التى تليق به.

واستعرض رئيس الوزراء طبيعة التحديات التى تُواجهنا، والتى علينا بادئ ذى بدء أن ندركها، مشيرًا إلى أنها تحديات ذات وجوه متعددة، حيث يرتبط الوجه الأول بإكمال المسيرة التى بدأتها مصر منذ عشر سنوات، والتى بذلت فيها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى جهدًا كبيرًا.

مقالات مشابهة

  • مستقبل مستدام والقضاء على أزمة الكهرباء.. نص كلمة رئيس الوزراء أمام البرلمان
  • ارتفاع شهداء سوء التغذية في غزة إلى 41
  • سوء التغذية يفتك بأطفال غزة
  • المجاعة الكارثية
  • الصهاينة.. يأجوج هذا الزمان يأكلون الأخضر واليابس
  • هل ينفذ رئيس الوزراء البريطانى وعده ويعترف بالدولة الفلسطينية
  • كيف اعترض بايدن طريق مكافحة المجاعة في غزة؟
  • معالى الوزير
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي في جنين
  • المجلس الوطنى الفلسطينى يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلى فى جنين