ظهرت مؤخرًا وثائق بريطانية  عن خطة سرية وضعتها إسرائيل عام 1971 تهدف إلى الترحيل الجماعي للفلسطينيين من غزة إلى العريش في سيناء.

بوليانسكي: مشروع القرار الأمريكي لا يتضمن دعوة لوقف إطلاق النار في غزة صور أقمار صناعية تُظهر تدمير 35 بالمئة من مباني غزة نتيجة القصف الإسرائيلي

 وكشفت الوثائق، التي تمت مراجعتها وتحليلها بدقة، وصفًا تفصيليًا لاستراتيجية إسرائيل السرية لمواجهة التحديات الأمنية التي يفرضها وجود اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.


 

وفي أعقاب الاحتلال الإسرائيلي لغزة بعد حرب يونيو 1967، برزت المنطقة كنقطة محورية للمقاومة ضد قوات الاحتلال، وتحولت مخيمات اللاجئين المكتظة إلى بؤر للمعارضة وأنشطة حرب العصابات، مما دفع إسرائيل إلى وضع تدابير للتخفيف من التهديدات الأمنية الصادرة من القطاع.

 

ووفقاً للتقديرات الواردة في الوثائق البريطانية والتي كشفها موقع بي بي سي، كانت غزة تؤوي حوالي 200 ألف لاجئ من مختلف أنحاء فلسطين، بالإضافة إلى 150 ألفاً من السكان الفلسطينيين الأصليين.

 أثارت دائرة العنف المتصاعدة في غزة، والتي اتسمت بالاشتباكات المتكررة بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، مخاوف داخل الجامعة العربية وأثارت دعوات لاتخاذ إجراءات منسقة لدعم اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة.

 

وكانت السفارة البريطانية في تل أبيب تراقب عن كثب المبادرات الإسرائيلية الرامية إلى نقل الفلسطينيين من غزة إلى العريش، الواقعة شمال شبه جزيرة سيناء المصرية، وتشير التقارير إلى أن الخطة، التي وُضعت في إطار من السرية، سعت إلى نقل الفلسطينيين قسراً إلى مصر أو غيرها من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل كوسيلة للحد من أنشطة حرب العصابات وتخفيف التحديات الأمنية التي تواجه سلطة الاحتلال في غزة.

 

وفي سبتمبر1971، كشف وزير النقل والاتصالات الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز عن وجود الخطة السرية للمسؤولين البريطانيين، مؤكداً على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة المخاوف الأمنية في غزة، وحدد بيريز رؤية لإعادة توطين جزء كبير من سكان غزة خارج حدودها، مع خطط لنقل آلاف العائلات إلى العريش وغيرها من المناطق المحددة.

 

وأثار الكشف عن الخطة السرية تساؤلات حول مدى توافقها مع الأطر القانونية الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر النقل القسري الفردي أو الجماعي للسكان من الأراضي المحتلة، وفي حين بررت السلطات الإسرائيلية الخطة باعتبارها إجراء أمنيا ضروريا، فقد أثيرت مخاوف بشأن احتمال انتهاك القانون الإنساني الدولي.

 

وردا على هذا الكشف، أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، مما أدى إلى مظاهرات عامة في ميدان التحرير بالقاهرة ضد الإجراءات الإسرائيلية في غزة، ناقش الخبراء القانونيون مدى شرعية خطة إعادة التوطين الإسرائيلية، وسلطوا الضوء على التداعيات السياسية والقانونية المحتملة المرتبطة بنقل اللاجئين الفلسطينيين المقترح.

 

مع استمرار المناقشات المحيطة بسياسات إسرائيل التاريخية تجاه غزة، فإن الاكتشافات الواردة في الوثائق البريطانية تقدم لمحة واقعية عن الديناميكيات المعقدة التي تشكل تاريخ المنطقة المضطرب، إن السعي إلى إيجاد حل عادل ومنصف لمحنة اللاجئين الفلسطينيين لا يزال يشكل تحديا مستمرا، مما يؤكد أهمية الحوار والدبلوماسية والالتزام بالمعايير القانونية الدولية في معالجة الأسباب الجذرية للصراع في الشرق الأوسط.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وثائق بريطانية خطة سرية إسرائيل الترحيل غزة العريش سيناء

إقرأ أيضاً:

برلماني يمني: خارطة الطريق بين السعودية والحوثي مخطط فوضى قد تستمر خمسين عاما

قال عضو مجلس النواب اليمني الشيخ علي العمراني إن خطة السلام، المتمثلة بخارطة الطريق التي يجري التفاوض بشأنها بين السعوديين والحوثيين، فهي ليست أكثر من مخطط فوضى قد تستمر خمسين عاماً.

 

وأضاف العمراني -في مقال نشره عبر صفحته بفيسبوك تحت عنوان: الإمارات تدعم مشروع تجزئة اليمن علناً فماذا عن السعودية؟!- أن "السعودية عزيزة علينا بحق-ولا أقول هذا تملقاً- ولكنها كانت تستطيع أن تقف مع اليمن على نحو أفضل بكثير، ولا أظن في ذلك تحاملاً أو مجانبة للحقيقة".

 

وأضاف "من المؤسف أن تقود تطورات اليمن، إلى حال كهذا- أي الإعتماد على الغير- ولو كانوا أفضل الأشقاء وأخلص الأصدقاء. ولكن هذا هو واقع الحال، المؤسف.. وواقع الحال أيضاً هو أن ساسة أغبياء تعاطوا مع الحوثي بكيفية غبية منذ نشوئه حتى دخوله صنعاء".

 

وتابع "أما "قادة اليمن" اليوم فهم من صُنع المملكة نفسها، وعلى يديها، وبموافقتها، وهنا تأتي مسؤوليتها ويأتي اللوم والعتب".

 

 وأردف العمراني قائلا "ويدرك الأشقاء السعوديون، أن العالم صار يتغير على نحو ديناميكي وسريع، وأن اليمن غير المستقر سيكون مجالاً لتدخلات إقليمية ودولية لا تخدم استقرار المنطقة ومصالح شعوبها، ولا الأمن الوطني للأشقاء. ولنأخذ عبرة مما حدث من تدخلات، وتوترات، خلال الستين عاماً الماضية".

 

وقال "على أهمية دور السعودية، فإننا نؤمل أن قيادة المملكة الشابة تملك رؤية سليمة  لوضع جارها اليمن، وتصريح الأمير محمد بن سلمان بأن الشرق الأوسط سيكون أوروبا الجديدة ينم عن طموح كبير، وندرك  أن أوروبا  الجديدة قامت على أساس عدم تغيير الخرائط والحدود والحفاظ على الأوضاع القائمة دون تغيير، ورفض دعاوى الحركات الإنفصالية، ودعم الاقتصاديات الضعيفة، ومن خلال ذلك، حققت أوروبا معجزة الإتحاد والاستقرار والأمن الجماعي، بعد أن عانت من الصراعات و الحروب والدمار قروناً، وبعد أن كانت حطاماً ورماداً بعد الحرب العالمية الثانية".

 

وزاد "أما استراتيجية التفكيك والتجزئة والقضم والأطماع فهي التي تتسبب في الحروب والدمار والخراب والعداوات والفتن".

 

واستدرك العمراني بالقول "لم يخطئ كثير من المتابعين في تقديراتهم بأن الإستراتيجية التي اتبعها التحالف العربي في اليمن، ستدخل اليمن في متاهة تاريخيّة، لأن هذا ما حدث ويحدث بالفعل".

 

وختم البرلماني اليمني مقاله بالقول "إذا كان هدف التحالف العربي تفخيخ مستقبل اليمن، فقد نجح للأسف، ويستحق أن يبارك لنفسه، أما إذا كانوا يهدفون إلى تحقيق مصالح أشقائهم في اليمن، بما في ذلك دعم حكومته الشرعية، والحفاظ على وحدته واستقراره واستقلاله وسلامة أراضيه، بما يخدم مصالح الجميع المشروعة، بما في ذلك مصالح الجيران، فقد جنح التحالف وخرج عن الطريق، وتلزمه المراجعة عاجلاً غير آجل".

 

 


مقالات مشابهة

  • عقب سيجارة يحل لغز جريمة قتل عمرها 30 عاما
  • برلماني يمني: خارطة الطريق بين السعودية والحوثي مخطط فوضى قد تستمر خمسين عاما
  • بدء نقل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال
  • مراسلة «القاهرة الإخبارية» تكشف استعدادات تسليم الأسرى الفلسطينيين لعائلاتهم
  • "النواب اللبناني" يؤكد ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي لا تزال تحتلها
  • ذوو الأسرى الفلسطينيين: الإبعاد أحلى الأمرّين وحريتهم أغلى
  • ما الرسائل التي ارادت “صنعاء” ايصالها لـ”احتلال” و”الفلسطينيين” على السواء
  • الحكومة الإسرائيلية توافق على اتفاق الهدنة وتمنع احتفالات الفلسطينيين
  • لماذا تعتزم إسرائيل تغيير منظومتها الأمنية بغلاف غزة؟ خبيران يجيبان
  • اكتشاف أنفاق عسكرية سرية تحت قلعة عمرها 575 عاما في ميلانو