"الإيمان وحده هو اللي قادر يصنع المعجزات".. حسن الصباح يهزم الملك شاه في معركة الليل
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
وبعد أن أرسل الصباح رسائل نجدة من القلاع البعيدة، وبالفعل يخرج برزك أميد من أجل تلك المهمة، وفي الوقت يجهز حملة من 50 شخصًا فقط من الفدائيين ليهاجم السلاجقة، ويخبرهم في خطبة أنهم سينتصرون، ويقوم بمخاطبة جيوشه قبل الحرب، قائلًا لهم: “مفتاح الجنة كان هدية الإمام ليا أدخل فيها ما أشاء ولقد استأذنته أن أدخلكم أجمعين.
فشهدت الحلقة الحادية عشر من مسلسل “الحشاشين” بطولة النجم كريم عبد العزيز، والذي يعرض على شاشة قناة DMC، وبدأت الحلقة بـ معركة الليل بين جيش حسن الصباح وجيش السلاجقة بقيادة نظام الملك الذي حاصر القلعة عدة أيام بعد المناوشات التي فعلها الصباح مع ملك شاه ابن السلطان ألب أرسلان وهجوم جيوش حسن الصباح على جيوش الملك شاه وتدميرهم أجمعين، ويقول حسن الصباح لجيوشه: “الإيمان وحده هو اللي قادر يصنع المعجزات، هو اللي بيخلي الأعداد القليلة تهزم الجيوش الكبيرة.. الإيد المؤمنة بتخلق من السلاح اللي معاها جهنم للعدو”.
وأمر حسن الصباح بخروج مجموعة صغيرة من جنود القلعة، وعددهم 50 جنديًا فقط لمحاربة جيش السلاجقة، وشاركت نساء حسن الصباح في تِلك المعركة وقتلهن فرسان السلطان، حتى قالت واحدة قبل أن تُقتل “روحي فداه، روحي فداء صاحب مفتاح الجنة”، وهو ما دبّ الرعب في قلوب جيش السلطان.
ويأمر حسن الصباح أن الباقي من جيوش ملك شاه يعيشوا، لكي يحكوا عن أعظم جيوش الأرض.
تفاصيل مسلسل "الحشاشين"
مسلسل "الحشاشين" تدور أحداث حول أحداث حقيقية تاريخية حيث يحكي قصة حسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين، وهي واحدة من الجماعات التي تبنت الفكر المتطرف منذ عدة قرون، حيث يتناول العمل بداية المجموعات المتطرفة والإرهاب في العالم، وتلك الجماعة اشتهرت في ذلك العصر والقيام باغتيالات دموية لشخصيات مهمة، وكان اسمها يثير في نفوس المسلمين والمسيحيين على السواء الرعب والفزع.
أبطال مسلسل "الحشاشين"
مسلسل "الحشاشين" يضم نخبة من ألمع نجوم الفن فهو من بطولة النجم كريم عبد العزيز، ويشاركه كلًا من فتحي عبد الوهاب، أحمد عيد، إسلام جمال، نيقولا معوض، سامي الشيخ، ياسر علي ماهر، وغيرهم من النجوم، والعمل من تأليف الكاتب عبدالرحيم كمال، ومن إخراج بيتر ميمي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: كريم عبد العزيز النجم كريم عبد العزيز الماراثون الرمضاني 2024 شاشة قناة DMC تفاصيل مسلسل الحشاشين حسن الصباح حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
من قتل السلطان محمد الفاتح؟
لا يُعرف السلطان محمد الفاتح بانتصاره الكاسح على الإمبراطورية البيزنطية وفتحه القُسطنطينية، وضمه اليونان واتساع دولته في الأناضول والبلقان ، وبلوغه ذروة المجد بالوصول إلى الحدود الإيطالية قلب القارة الأوروبية فحسب؛ ولكنه أثار الجدل أيضا بحادثة مماته، فقد لقي ربّه وهو ابن 49 عامًا، بصورة مفاجئة بعد إصابته بالعديد من الأمراض التي ابتُلي بها مثل الروماتيزم والنقرس في أخريات عُمره، وهي الحادثة التي أثارت الجدل ولا تزال حتى يومنا هذا بين المؤرخين.
في عام 855هـ/1451م، طويت صفحة من التاريخ العثماني بوفاة السلطان مراد الثاني، السلطان السادس في سلاطين آل عثمان، الذي جمع بين الحزم العسكري والتقوى، فقد عُرف بقدراته القيادية اللافتة في ميادين القتال، حيث وسّع رقعة الدولة في الأناضول والبلقان، لكنه في ختام حياته آثر الزهد واعتزل الحكم مختارًا، ليتنازل عن العرش لصالح ابنه الشاب محمد الثاني الذي سيُعرف فيما بعد بالفاتح، غير أن التهديدات العسكرية المتنامية في البلقان أجبرته على العودة إلى الحكم ليتولى الدفاع عن الدولة حتى وافته المنية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نسب أندلسي أم شيخ صوفي .. ما أسباب ولع الملك تشارلز بالإسلام؟list 2 of 2هذا هو أول من بنى مسجدا في بريطانيا ولقبوه بشيخ الإسلامend of listوفي العام ذاته، ارتقى ابنه محمد الثاني العرش العثماني، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، بعد أن تشرب من صغره مشاهد المعارك والسياسة بجوار والده، وكان شاهدا على محاولات حصار القسطنطينية المتكررة.
إعلانولم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى قاد السلطان الشاب حملة تاريخية، اجتاز فيها مضيق البوسفور، واضعًا خطة عسكرية محكمة توّجت بتحقيق الحلم الإسلامي الكبير بفتح القسطنطينية، منهيا بذلك قرونا من الصراع بين المسلمين والبيزنطيين. ولا تزال هذه الحملة تشكّل إحدى أكثر المحطات العسكرية والسياسية دراسة في تاريخ العالم الإسلامي.
من السلطنة إلى الوفاةأعقبت فتح القسطنطينية سلسلة من الفتوحات السريعة والمباغتة قادها السلطان محمد الفاتح، شملت مساحات واسعة من البلقان، امتدت إلى اليونان وصربيا والمجر، وحتى الأراضي الإيطالية.
ففي السنتين الأخيرتين من حياته، تمكنت القوات العثمانية من النزول على سواحل الجنوب الإيطالي، وألحقت الهزيمة بجيوشها، وكانت على وشك الانطلاق نحو روما، لولا أن يد المنون اختطفت السلطان على نحو مفاجئ وهو بين جنوده، في موقع لا يبعد كثيرًا عن إسطنبول.
جاءت وفاة السلطان الفاتح في شهر صفر من عام 886هـ/ مايو 1481م، حين كان في طريقه نحو ضم إمارة ذي القادر التركمانية الواقعة في وسط الأناضول، الخاضعة وقتئذ للسيادة المملوكية في بلاد الشام ومصر رغم استقلالها العملي.
وقد اتسمت علاقة العثمانيين بالمماليك منذ أواخر عصر السلطان الفاتح بالتوتر، خاصة بعد تنامي القوة العثمانية عقب فتح القسطنطينية، حيث سعى الفاتح إلى بسط النفوذ العثماني على الإمارات التركمانية التابعة للمماليك، من خلال دعم بعضها ضد بعض، بهدف تعزيز السيطرة العثمانية على جنوب الأناضول ووسطه.
لكن رحيل السلطان محمد الفاتح المفاجئ وضع نهاية غير متوقعة لمسيرة امتدت ثلاثة عقود من التوسّع والانتصارات. لم يتجاوز السلطان الخمسين من عمره حين وافته المنية، وقد أفنى شبابه وقوته في بناء هيبة الدولة العثمانية، وجعلها قوة في الشرق والغرب.
ومع ذلك، فإن الملابسات التي أحاطت بوفاته ظلّت موضع جدل بين المؤرخين، خاصة في ظل الشكوك التي أثيرت حول احتمال أن يكون قد توفي مسمومًا، وتحديدًا على يد طبيبه الخاص يعقوب باشا، اليهودي ذي الأصل الإيطالي، بحسب بعض الروايات.
إعلان هل كان الفاعل اللاري أم يعقوب؟تبدأ فصول هذه النهاية الدرامية في معسكره القريب من إسطنبول، حين بدأ السلطان يشكو فجأة من معدته، ولم يعد قادرا على امتطاء جواده، فنُقل على عربة خاصة، واستدعى ذلك مشاورات عاجلة بين أطبائه الذين قرروا زيادة كمية السوائل وشربه شرابا مسكنًا، لكنّ حالته تدهورت بسرعة، وفارق الحياة بطريقة سريعة، أثارت حيرة الحاضرين.
ورغم ما أثير من شائعات حول تسميمه، فإن عددا من كبار المؤرخين العثمانيين، مثل لطفي باشا وصولاق زاده، لم يشيروا صراحة إلى فرضية الاغتيال، مما يُبقي الغموض مخيّمًا على نهاية أحد أعظم سلاطين الدولة العثمانية.
تكشف بعض الروايات التاريخية عن تصاعد توتر خفي داخل أروقة البلاط العثماني قبيل وفاة السلطان محمد الفاتح، إذ تشير مصادر إلى وجود صراع محتدم بين الصدر الأعظم قراماني محمد باشا والطبيب الأول يعقوب باشا، الذي كان يحظى بثقة السلطان ومكانة بارزة في جهازه الإداري والطبي، وقد أثار قرار السلطان بترقية يعقوب باشا وتعيينه في منصب وزاري حفيظة قراماني باشا، الذي رأى في ذلك تهديدا مباشرا لنفوذه، فبادر بإعادة إدخال أطباء قدامى مثل حميد الدين اللاري العجمي إلى الدائرة الطبية القريبة من السلطان.
وتذهب بعض المصادر إلى أن اللاري العجمي وصف أدوية لم تكن مناسبة لحالة السلطان المتدهورة، مما أدى إلى تسارع تدهورها بدلًا من تحسينها، والمثير أن الطبيب يعقوب باشا، الذي كان يُفترض أن يتدخل لمنع هذا التدهور، اكتفى بالمراقبة دون أي تدخل يُذكر، رغم ما كان يُعرف عنه من مهارة وثقة السلطان به.
في ضوء هذه الملابسات، يُحمّل عدد من المؤرخين المسؤولية عن وفاة الفاتح كلًّا من الصدر الأعظم قراماني محمد باشا والطبيب اللاري العجمي، ويذهب بعضهم إلى حدّ اعتبار الأمر جزءا من مؤامرة محكمة لتصفية السلطان، تمهيدًا لصراع وشيك على العرش بين أبنائه بايزيد الثاني والأمير جم، وهو الصراع الذي أتاح للصدر الأعظم لاحقًا توسيع نفوذه السياسي والعسكري في فراغ السلطة الذي خلفته وفاة الفاتح المفاجئة.
إعلانتُظهر بعض الدراسات التاريخية المعاصرة وجود رواية ثالثة مثيرة للجدل حول وفاة السلطان محمد الفاتح، تتعلق بطبيبه الخاص يعقوب باشا، اليهودي ذي الأصل الإيطالي، الذي اعتنق الإسلام لاحقًا وارتقى في المناصب حتى عيّنه الفاتح وزيرًا.
فوفقًا لهذه الرواية، فإن يعقوب باشا لم يكن صادقا في إسلامه، بل يُشتبه في كونه عميلا للإيطاليين، وربما للبنادقة (سكان البندقية)، الذين كانوا في تلك الفترة هدفا مباشرا لحملات عسكرية عثمانية مكثفة انطلقت من قواعد الدولة العثمانية في اليونان وألبانيا.
إيطاليا كلمة السر!وقد حققت القوات العثمانية حينها نجاحات بارزة في السيطرة على البحر الأدرياتيكي وجزره، قبل أن تبدأ تحركا عسكريا إستراتيجيًّا باتجاه جنوب إيطاليا. وفي هذا السياق يذكر المؤرخ التركي يلماز أوزتونا في "تاريخ الدولة العثمانية" أن السلطان محمد الفاتح كان يطمح لأن يصبح "إمبراطورًا لروما الموحّدة"، أي أن يجمع بين تاج الإمبراطورية البيزنطية الشرقية التي فتح عاصمتها القسطنطينية، وتاج الإمبراطورية الغربية بعاصمتها روما.
ومن ثمّ، فإن مشروع غزو إيطاليا لم يكن مجرد توسع عسكري، بل خطوة مدروسة لتحقيق وحدة رمزية للعالم الروماني تحت راية السلطنة العثمانية. وهو ما يُعزز -من وجهة نظر هذا الاتجاه- فرضية تورط يعقوب باشا في مؤامرة دولية هدفت إلى اغتيال السلطان الفاتح، وإجهاض مشروعه التوسعي في قلب أوروبا.
كان السلطان محمد الفاتح يُحضّر لحملة إيطالية كبرى تُعد من أوسع المشاريع العسكرية في أواخر حياته، إذ وضع بالتعاون مع نخبة قادة الدولة العثمانية خطة إستراتيجية طموحة مدعومة بميزانية ضخمة، لتنفيذها خلال عامي 1479 و1480م (884-885هـ). وقد أُوكلت مهمة تنفيذ الحملة إلى القائد المتمرس جديك باشا، الذي قاد قوة قوامها نحو 18 ألف جندي عثماني تم إنزالها على سواحل جنوب إيطاليا، حيث نجحت في السيطرة على القلاع والحصون المحلية، وتمكنت من دحر قوات ملك نابولي، حتى بسطت نفوذها على الجنوب الإيطالي كلّه، تاركة الطريق مفتوحًا باتجاه روما مع حلول خريف 1480م.
في هذا التوقيت، تلقى جديك باشا أمرا من السلطان الفاتح بالتريث حتى حلول الربيع التالي، حيث كان السلطان يعتزم الانطلاق بنفسه لإتمام فتح روما جنبا إلى جنب مع قواته المنتظرة في إيطاليا، غير أن الأحداث أخذت منحى مختلفًا، إذ دخل السلطان في صدام متصاعد مع دولة المماليك، فاختار توجيه أنظاره نحو الأناضول لتوحيد جبهته الداخلية أولًا.
إعلانوتذهب بعض الروايات إلى أن إعلان التحرك نحو الأناضول لم يكن إلا تمويهًا وخدعة حربية، استخدمها السلطان ضمن إستراتيجية تمويه معتادة في السياسة العثمانية، وهو تكتيك لجأ إليه سلاطين سابقون، أبرزهم السلطان سليم الأول خلال حملاته الموجهة إلى الشام ومصر ضد المماليك أنفسهم.
تدهورت الحالة الصحية للسلطان محمد الفاتح بشكل سريع ومفاجئ وهو لا يزال على مقربة من إسطنبول، مما أثار حالة من الشكوك والريبة داخل أوساط الدولة، ولا سيما بين كبار رجالها وقادة الإنكشارية.
وقد تركزت أصابع الاتهام آنذاك على الطبيب يعقوب باشا، الذي كان ذا أصل إيطالي ويهودي الديانة سابقًا، إذ رُجِّح أنه كان على صلة بالدول الأوروبية المعادية وعلى رأسها إيطاليا، واتُّهِم بأنه قد دسّ السم للسلطان. وقد تبنّى هذا الرأي المؤرخ العثماني عاشق باشا زاده، بل أعرب عن غضبه في أبيات من الشعر ندد فيها بتدخل "كل يهودي وضيع في شؤون الدولة والسلطان"، على حد وصفه.
على الجانب الآخر، سعى مؤرخ الدولة العثمانية عالي إلى تفنيد هذه التهمة والدفاع عن يعقوب باشا، مشيرًا إلى أن التنافس بين الطبيب يعقوب والصدر الأعظم الجديد قراماني محمد باشا هو ما أدى إلى اضطراب في العلاجات الطبية المقدمة للسلطان. فبينما كان يعقوب يعالجه بأدويته، أصر الصدر الأعظم على إدخال طبيب آخر هو اللاري العجمي، مما تسبب في تفاعل غير محسوب بين العلاجات ساهم في وفاة السلطان.
وفي دفاعه عن يعقوب، قال عالي: "كان الطبيب يعقوب سقراط وبقراط زمانه"، في إشارة واضحة إلى كفاءته العلمية ومكانته بين معاصريه، نافيًا بذلك شبهة التورط في تسميم السلطان.
وفي الوقت الذي يصر فيه بعض المؤرخين على أن الطبيب يعقوب باشا قُتل على يد الإنكشارية فور وفاة السلطان محمد الفاتح، تبرز روايات مناقضة تنفي هذا الزعم بشكل قاطع، ومن بين هذه الروايات ما أورده الباحث أحمد آق قوندوز في كتابه "الدولة العثمانية المجهولة"، حيث يؤكد أن استمرار يعقوب باشا في منصبه خلال عهد السلطان بايزيد الثاني يُعد دليلا قويا على عدم صحة تلك الرواية، إذ يقول: "إن بقاء يعقوب باشا واستمراره في وظيفته نفسها في عهد بايزيد الثاني يُضعف هذا الزعم".
إعلانورغم ما ذكره المؤرخ الألماني فرانز بابنجر في كتابه "السلطان محمد الفاتح وعصره" من أن يعقوب كان "عميلا للبنادقة (الإيطاليين) وجاسوسًا لهم"، فإن التمحيص في الوثائق التاريخية المتوفرة، بحسب آق قوندوز، لا يدعم هذا الاتهام، بل يضعفه، ويختم المؤرخ التركي قوندوز رأيه بتأكيد أن الحكم النهائي على هذه الرواية يظل في دائرة الغيب، قائلًا: "ولا شك أن الله وحده هو الذي يعلم الغيب".
ويوسع المؤرخ بابنجر دائرة المتهمين إلى طبيب الفاتح الآخر حميد الدين اللاري العجمي وهو رجل تعود أصوله إلى لارستان بجنوب غرب إيران، إذ يقول: "كان أول الأطباء الذين عالجوا الفاتح مع بدء أعراض الألم هو الطبيب الفارسي حميد الدين اللاري من لارستان، لكن دوره في الأيام الأخيرة من حياة الفاتح ظلّ موضع شك، فقد فشل إلى حد كبير في تبديد الشكوك الواسعة النطاق حول أمانته، حتى إنه حين توفي بعد أربع سنوات (في 22 فبراير 1485) في أدرنة، حيث استقر وبدأ في بناء مسجد (اكتمل عام 1514)، نَسب الناسُ موته إلى جرعة زائدة من الأفيون أُجبر على تناولها بأمر من السلطان بايزيد الثاني ابن الفاتح، بحسب الرواية الشائعة في ذلك الوقت".
في المقابل يرى المؤرخ التركي إلبير أورتايلي في مقالة بعنوان "إذا لم يمُت في عُمر 49″، أن هذه الحادثة ما زالت حتى يومنا هذا من أكثر الوقائع إثارة للجدل في تاريخ الدولة العثمانية، ويضع أورتايلي نفسه ضمن الفريق الذي يرجّح فرضية التسميم، مشيرا إلى أن الطبيب الإيطالي يعقوب باشا، الذي حاز ثقة السلطان الكاملة، استغل معرفته الدقيقة بالحالة الصحية للفاتح، ولا سيما معاناته من النقرس، ليقوم بتصفيته سرا: "فقد قتله بالسم إما تحت وقع التهديد من الطليان والبنادقة، وإما بدافع الطمع والجشع".
ويشير أورتايلي إلى أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه السلطان محمد الفاتح، الذي لم يكن يُعرف عنه التساهل في منح ثقته لأحد، هو إلقاؤه بكل ثقته هذه المرة في يد طبيبه المعالج، الأمر الذي فتح الباب لتلك النهاية الغامضة والمفاجئة.
إعلانرحل السلطان محمد الفاتح بعد أن ترك وراءه إرثا من المنجزات العسكرية والإدارية التي رسّخت مكانة الدولة العثمانية على الساحتين الإقليمية والدولية. فقد استطاع خلال سنوات حكمه أن يحقق فتحا تاريخيًّا للقسطنطينية، ويُسقط بقايا ممالك بيزنطية مثل طرابزون، ويُخضع صربيا والبوسنة وألبانيا، ويسيطر على معظم الأناضول الداخلية، فضلًا عن امتداده في البلقان ليشمل أجزاء من اليونان والمجر وجنوب إيطاليا، وهي مناطق سرعان ما استعادت القوى الغربية بعضها بعد وفاته، ثم واصل حفيده سليمان القانوني جهوده بفتح جزيرة رودس لاحقًا.
وهكذا لا تزال وفاة السلطان محمد الفاتح -رغم إنجازاته الضخمة في تطوير وتوسيع رقعة الدولة العثمانية- من أكثر المحطات إثارة للجدل في التاريخ العثماني وربما الإنساني كافة، وستظل كذلك محل نقاش مفتوح بين المؤرخين إلى أن يكشف البحث العلمي عن أدلة قاطعة تحسم ما خفي من وقائعها.