ينبُوع أُسس وقواعد الدبلوماسية في الإسلام
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية)_ كان قبل الإسلام تاريخ للدبلوماسية والعمل الدبلوماسية من قيم وعادات وأعراف وقواعد، وعندما جاء الإسلام كان هناك سير على هذا الأسس، مع استبعاد تلك القواعد التي لا تتناسب وقواعد الإسلام، وإنشاء قواعد وأسس وقيم وأعراف تناسب وفلسفة ومنطق وقواعد الإسلام. وكان هذا اتساقا مع منطق الأمم العظيمة دومًا، وهي أنها لا تأتي بالهدم وإنكار كل ما كان قبلها، وإنما تأخذ به وتُكمل عليه، وهكذا كانت رسالة وفلسفة الإسلام بشكل عام، فلقد قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي تحدث عن جوهر الإسلام وهي (الأخلاق) بأنه جاء ليكملها وليس لإنشائها، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ومن الأسس الدبلوماسية التي كانت موجودة قبل الإسلام وصار عليها كما هي، الصفات المتميزة التي ينبغي أن يتحلى بها السفراء، مثل اللباقة و الحكمة وحسن المظهر …الخ، ونظام إيفاد الرسل للأمم الأخرى، وتقديم الرعاية للسفراء ممثلين الأمم المختلفة من الدولة التي يعملون بها مثل توفير مسكن ملائم وتقديم لهم مزايا كنوع من التكريم . وأيضًا قاعدة أن السفير يمثل دولته وحاكمها ولا يمثل نفسه في كل ما يقوله ويفعله، وكذلك طريقة كانت تسمى (بأوراق الطريف) التي تعطي للسفير كنوع من أنواع تسهيل عمله، والمقابل لها حاليًا هي جوازات السفر الدبلوماسية.
وإلى جانب كل هذا اعتمد الإسلام وأخذ قواعد أخرى وجدت وعُمل بها قبله، وهي ديوان الرسائل المقابل له حاليًا ديوان رئاسة الجمهورية، نظام رد الرسل الي يعبر عنه بالقاعدة المشهورة في العمل الدبلوماسي (Persona non grata) التي تعني إبلاغ الدولة حكومة الدولة الأخرى أن أحدًا من الأفراد الدبلوماسيين الذين ينتمون إليها غير مرغوب فيه، أي يجب تركه لهذه الدولة وإنهاء عمله بها. حظر قيام السفير ببعض الأعمال داخل الدولة التي يعمل بها أو بشكل عامّ وضع قيد على تعاملاته ونشاطاته بما يضمن أمنة وأمن الدولة التي يعمل بها، ومبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات الدبلوماسية، ومبدأ احترام عادات وتقاليد الأمم الأخرى.
ولتسمح لي حضرة القارئ الفاضل بعرض، تلك الأسس والقواعد الدبلوماسية الأخرى التي وضعتها الدولة الإسلامية و استحدثتها في العلاقات الدبلوماسية في المقال القادم بإذن الله.
مراجع المقال:
د/ رؤوف شلبي، إتجاهات في دبلوماسية الدعوة الإسلامية. د محمد الصادق عفيفي / تطور التبادل الدبلوماسي في الإسلام، مكتبة الأنجلو المصرية. د/ فاوى الملاح، سلطات الأمن والحصانات والامتيازات الدبلوماسية في الواقع النظري والعملي، منشأة المعارف. السفير/ عبد القادر سلامة ، قواعد السلوك الدبلوماسي في الإسلام، دار النهضة العربية. Tags: الدبلوماسيةالدبلوماسية في الإسلامالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الدبلوماسية الدبلوماسية في الإسلام الدبلوماسیة فی فی الإسلام
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. هبة النجار: الصيام عبادة تهذب النفس وتحقق التقوى
أكدت الدكتورة هبة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الصيام عبادة شرعها الله لحكم عظيمة، وليس فقط للحصول على الحسنات، مشيرة إلى أن الأسئلة التي يطرحها بعض الأطفال والشباب حول الحكمة من الصيام طبيعية، ومن المهم توضيحها لهم بأسلوب بسيط.
العبادات في الإسلاموأوضحت هبة النجار عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حوار مع الإعلامية «سالي سالم»، ببرنامج «حواء»، المذاع على قناة الناس اليوم الأحد، أن العبادات في الإسلام تقوم على مبدأ السمع والطاعة، فكما أمرنا الله بالصلاة والزكاة، أمرنا بالصيام، وهو تكليف إلهي نمتثل له طاعةً لله، مشيرة إلى أن هناك أيضًا حكمًا عظيمة يدركها العقل من وراء هذه العبادة.
وأضافت النجار أن من أبرز مقاصد الصيام تحقيق التقوى، حيث قال الله تعالى: «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة: 183)، مما يعني أن الصيام يزكي النفس ويهذبها ويقوي الإرادة، كما أنه يشعر الإنسان بجوع الفقراء والمحتاجين، فيحرك بداخله مشاعر الرحمة والتضامن.
وأكدت النجار أن الصيام أيضًا اختبار لقوة الإرادة، حيث يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب والشهوات رغم أنها حلال له في الأصل، لكنه يفعل ذلك امتثالًا لأمر الله، مما يعزز قدرته على مواجهة المغريات وضبط النفس.
وشددت النجار على أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الأكل والشرب، بل هو وسيلة لتربية النفس، وتعويدها على الصبر والانضباط، والاستعداد لمواجهة التحديات بالحكمة والقوة.
اقرأ أيضاًهبة النجار: بشرى بالجنة للمحافظين على صلاة البردين |فيديو
الداعية «هبة النجار» عن مقولة بعد ما شاب ودوه الكتاب: تخالف القرآن والسنة «فيديو»