مهرجان «بين الغاف».. نسخة رمضانية بمشاعر روحانية لإحياء الموروث الثقافي
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
دبي: «الخليج»
تذخر دبي في هذا الوقت من كل عام وعلى مدار شهر رمضان المبارك بالعديد من المظاهر الاحتفالية احتفاءً بمقدم شهر الصوم بكل ما يحمله من نسمات الخير ويرتبط به من مشاعر روحانية وعادات وتقاليد اجتماعية ترتبط بالموروث الثقافي والقيمي الأصيل للمجتمع الإماراتي، الذي يحرص على إظهار مدى الحفاوة بشهر البركة والعطاء، حيث تتضح تلك المظاهر الاحتفالية في العديد من الأوجه.
وتأخذ احتفالات دبي بالشهر الفضيل هذا العام شكلاً جديداً في إطار التنسيق الذي يتم للمرة الأولى بين المظاهر الاحتفالية التابعة للقطاعين الحكومي والخاص، وذلك في إطار حملة «رمضان في دبي» التي أطلقها سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، هذا العام في إطار رسالة المجلس وحرصه على الإشراف على كافة الاحتفالات التي تشهدها دبي في مختلف المناسبات المجتمعية والوطنية، حيث يشارك في إحياء الاحتفالات أكثر من 20 جهة حكومية وخاصة بالإمارة.
بين الغافمن أبرز الفعاليات التي تتضمنها أجندة الحملة لهذا الشهر، «مهرجان بين الغاف» الذي تتعاون في تنظيمه مؤسسة فرجان دبي مع بلدية دبي، حيث قرر الطرفان تمديد المهرجان المقام في حديقة مشرف في دبي، بمناسبة شهر رمضان المبارك، خلال الفترة من 19 إلى 29 مارس الجاري.
وعن قرار تمديد المهرجان، تقول علياء الشملان، المؤسِّسة والمديرة العامة لمؤسَّسة «فرجان دبي»: «النجاح الكبير الذي حققته النسخة الثانية من الحدث المجتمعي الذي نعتز بشراكتنا مع بلدية دبي في تنظيمه كان حافزاً كبيراً لنا لاتخاذ هذا القرار الذي جاء أيضا منسجماً مع حرصنا على المشاركة الإيجابية في الاحتفال بشهر رمضان المبارك من خلال فعالية مجتمعية تسهم في ترسيخ الوعي بالقيم والتعاليم الإسلامية السمحة، وتعزيز الترابط المجتمعي والهوية الوطنية وإحياءً للموروث الشعبي المرتبط بهذه المناسبة العطرة».
فيما يحظى مهرجان «يمعتنا بين الغاف» برعاية كل من صندوق الفرجان وبلدية دبي، كراعٍ رئيسي، وشرطة دبي وبرنامج إسعاد كراعٍ استراتيجي، وهيئة تنمية المجتمع في دبي، وتعاونية الاتحاد، كراعٍ مجتمعي، كما يحظى المهرجان بدعم كل من شركة دو وشركة (PHI).
ترابط مجتمعيأكد راشد الهاجري، مدير مشروع صندوق الفرجان حرص الصندوق، على رعاية فعاليات تعزز التقارب المجتمعي وتسهم في خلق تجربة مجتمعية متميزة للمواطنين داخل فرجانهم، مشيراً إلى أن مهرجان «يمعتنا بين الغاف» في رمضان يحقق مستهدفات الصندوق، في تعزيز أواصر التلاحم المجتمعي لدى أبناء أحياء دبي ضمن أجواء تستلهم روحانيات شهر رمضان المبارك.
وأشار إلى أن المهرجان يلبي أهداف الصندوق الساعية إلى دعم ريادة الأعمال وأصحاب المشروعات الناشئة والأسر المنتجة والمواهب، وتوفير منصة لهم لعرض مشاريعهم ومنتجاتهم المختلفة، فضلاً عن خلق بيئة تلهم الموهوبين والمبدعين بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، وبما يحقق مستهدفات أجندة دبي الاجتماعية 33 الهادفة لتمكين الأسر الأسعد والأكثر ترابطاً والمدينة الأمثل بتجربتها المعيشية وخدماتها وحراكها الثقافي ونشاطها الرياضي.
تجارب استثنائيةأكد أحمد الزرعوني، مدير إدارة الحدائق العامة والمرافق الترفيهية في بلدية دبي، حرص البلدية على المشاركة في رعاية الفعاليات المجتمعية التي تعزز التواصل مع أبناء دبي ضمن أجواء حيوية تُحاكي التراث والثقافة الإماراتية، مشيراً إلى أن البلدية وفرت كافة الإمكانيات التي تساعد على توفير الراحة لجميع الزوار الراغبين في الاستمتاع بالأجواء الرمضانية المميزة التي يوفرها المهرجان، والذي من المتوقع له أن يواصل النجاحات الكبيرة التي حققتها النسخة الثانية من مهرجان بين الغاف.
وقال: «تعكس استضافة حديقة وغابات مشرف الوطنية في دبي لمهرجان»يمعتنا بين الغاف«في رمضان، التزام بلدية دبي في جعل دبي أكثر جاذبيةً وجَودةً للحياة، وتوفير الرفاهية والسعادة لمختلف شرائح المجتمع، عبر تسخير كافة إمكانيات البلدية وتجهيز كافة خدماتها ومرافقها الترفيهية المتكاملة لاستضافة ورعاية الفعاليات التي تقدم تجارب استثنائية لزوارنا، تجمع بين جمال الطبيعة وتنوع الأنشطة، بما يوفر تجارب ثرية لأفراد الأسرة تتيح لهم الاستمتاع بالأجواء المميزة لدبي».
أنشطة متنوعةيتضمن المهرجان خلال شهر رمضان العديد من الأنشطة المجتمعية والإبداعية والرياضية، فضلا عن المسابقات الرمضانية، وسعياً لتشجيع المشاريع الصغيرة، يتيح مهرجان بين الغاف في الشهر الفضيل مشاركة 15 مشروعاً منزلياً لتقديم مجموعة من المنتجات المتنوعة، إضافة لمشاركة 18 مطعماً ومقهى في السياق ذاته، ليكون الاحتفال فرصة للتعريف بمشاريع طموحة تتبنى نهج دبي وثقافتها في التميز وسعيها الدؤوب نحو النجاح.
الأطفال هم دائماً مصدر بهجة وسعادة أينما حلوا، ولم يكن مهرجان بين الغاف ليغفل إفراد فعاليات خاصة لهم، لإسعادهم وتحفيزهم على المشاركة في مناسبة تحتفي بها دبي كل عام إكراماً لشهر الصوم بالعديد من الأوجه والمظاهر الاحتفالية، حيث أفرد المهرجان للأطفال العديد من الفعاليات والأنشطة مثل منطقة ركوب الخيل، وحديقة مصغرة للحيوانات المنزلية الأليفة، ومنطقة الألعاب الشعبية الإماراتية، ومنطقة المسابقات الترفيهية للأطفال، علاوة على مجموعة من ورش العمل الفنية والإبداعية مصممة خصيصاً للطفل.
وللنشاط الرياضي سمة أصيلة من سمات احتفالات الفرجان بمقدم شهر الصوم، حيث حرص مهرجان «بين الغاف» في احتفاله بشهر رمضان، على إحياء هذه العادة، بتنظيم بطولة الفرجان للكرة الطائرة على الملاعب الرملية، وذلك من خلال تشكيل فريق يمثل كل فريج من فرجان دبي ومن ثم المشاركة في دوري يتنافس فيه شباب الفرجان ضمن هذه الرياضة المحببة للكثيرين منهم.
إقبال كبيركان مهرجان بين الغاف قد اختتم نسخته الثانية في الثاني والعشرين من فبراير الماضي، بعد أن استمر لمدة أسبوعين رحب خلالهما بأكثر من 135 ألف زائر، حيث جاء قرار تمديد الحدث في ضوء ما حققه من إقبال كبير ما أبرز قيمته كحدث مجتمعي مهم يتوافق في أهدافه مع روح الشهر الفضيل، الذي تنتشر فيه نسمات العطاء والمودة والتلاحم بين الناس.
يُذكر أن حملة «#رمضان_في_دبي» انطلقت هذا العام بتوجيهات من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، وبمشاركة كبيرة من القطاعين الحكومي والخاص، بهدف إيجاد مظلة موحدة لتنسيق كافة المظاهر الاحتفالية في دبي وضمان خروجها بأسلوب يتسم بأعلى مستويات التنسيق بين مختلف الجهات المشاركة في الاحتفالات، وبإشراف «براند دبي»، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وللمرة الأولى التي يتم خلالها إيجاد إطار تنسيقي موحّد بين الجهات الحكومية والخاصة فيما يتعلق بالاحتفال بشهر رمضان.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات إمارة دبي شهر رمضان المظاهر الاحتفالیة شهر رمضان المبارک المشارکة فی بلدیة دبی دبی فی فی دبی
إقرأ أيضاً:
مبادرات متنوعة في شهر الخير تعين الفقراء:الأسر اليمنية… تكافل وبذل وطقوس روحانية أصيلة
تتغير الظروف والأحوال وتتوالى الأحداث والمتغيرات وتبقى الأسرة اليمنية على ذات العهد والحال من الوفاء للعادات والتقاليد والطقوس الروحانية المرتبطة بشهر رمضان المبارك..
ومهما تكن التحديات الناجمة عن ممارسات وجرائم أعداء اليمن والأمة تبقى الأسر اليمنية منبع النقاء والبساطة والجمال لتزداد جمالا وألقا خلال ليالي وأيام الشهر الكريم.
الأسرة/خاص
لم يكن شهر رمضان المبارك مجرد شهر من الشهور، بل كان شهراً مميزاً يختلف عن باقي الشهور، حيث يُحَضَّر له منذ بداية شعبان، ويُستَقبل بفرحة وابتهاج، ويُحتفل به بطرق فريدة ومميزة وبالإكثار من الطاعة والعبادات،
والأسر اليمنية في شهر رمضان تحرص على التكافل والتآخي وتوزيع الإفطار فيما بينها
وتقوم الأسر بالعديد من الطقوس الدينية وقراءة القرآن مع أبنائها خلال شهر رمضان المبارك .
الأنشطة الاجتماعية
كما تقوم الأسر اليمنية بالعديد من الأنشطة الاجتماعية خلال شهر رمضان المبارك مثل إفطار الصائمين وتوزيع المساعدات بين الأسر والجيران وزيارة المرضى والأهل.
الاستعدادات للعشر الأواخر
عند انتصاف الشهر الكريم تباشر الأسرة في الاستعدادات للعشر الأواخر والتي تزيد فيها أعمال الخير، حيث يحرص الناس على الذهاب إلى المساجد لأداء الصلوات والتقرب إلى الله وتكثيف قراءة القرآن الكريم للظفر بخيرات وبركات الأيام والليالي المتبقية من شهر الرحمة والإحسان.
مبادرات الإحسان الرمضانية
هناك بعض المبادرات التي تخفف عن أعباء المواطنين في شهر رمضان المبارك مثل مشاريع الهيئة العامة للزكاة التي قامت مؤخرا بتدشين مشروع دعم مستشفى إسناد الطبي لمرضى الحالات النفسية بأكثر من 118 مليون ريال بتمويل من الهيئة العامة للزكاة..
ويقول الشيخ مقبل الكدهي عضو رابطة علماء اليمن : نثمن الدور الكبير الذي تقوم به هيئة الزكاة من خلال البصمات الواضحة في كافة المرافق الاجتماعية والإنسانية وما تنفذه من مشاريع لمس خيرها الفقراء والمساكين ومن هم ضمن مصارف الزكاة الشرعية.
و يعد مشروع دعم مستشفى إسناد الطبي أحد مشاريع الزكاة لدعم شرائح المجتمع المتعددة من المرضى والمشردين والمساكين والفقراء وغيرها.
ويؤكد الكدهي على أهمية إيلاء مرضى الحالات النفسية اهتماماً خاصاً ورفع مستوى الدعم لهذه الشريحة الهامة في المجتمع.
ويقول رئيس شعبة المعاقين بدائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع العقيد ريدان الضاعني: طبيعة علاج مرضى الحالات النفسية يصاحبها الكثير من الصعاب نظرا لخطورة هذا المرض كونه يحتاج إلى متابعة ورقابة مستمرة لحالة المريض من حيث السلوك وأسلوب التعامل معه ومع من حوله فضلا عن توفير نظام غذائي صحي ومتوازن كي يسهم في مقاومة الاكتئاب والقلق إلى جانب الأنشطة والبرامج المصاحبة للعلاج والغذاء للمرضى.
ومن مشاريع الإحسان الرمضانية أيضا مشروع دعم دور الأيتام بأكثر من 16.5 مليون ريال.. لعدد 500 مستفيد والعديد من المشاريع الأخرى التي تم تدشينها في شهر رمضان المبارك.