مع تضارب الروايات.. ظريف يرد على ترامب: أبلغنا العراق بقصف الأسد حتى قبل رئيسناً
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
وسط تضارب في الروايتين الإيرانية والأمريكية، أكد وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف في كتابه الصادر حديثاً، تلقي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب إخطاراً إيرانياً بشأن ضرب قاعدة عين الأسد غرب الأنبار رداً على مقتل القائد السابق في الحرس الثوري قاسم سليماني بغارة مسيّرة أمريكية قرب مطار بغداد مطلع 2020.
ويسرد ظريف في كتابه الجديد "عمق الصبر" ذكرياته، خلال تولي منصب وزير الخارجية، وفق ما أعلن في منشور على منصة "إكس" يوم 13 مارس (آذار) الحالي.
وبعد أقل من 10 أيام على إعلان نشر كتابه، تداولت "شبكات تيلغرام" إيرانية صورة من إحدى صفحات الكتاب، وتتضمن رواية ظريف للحظات الأولى لقصف قاعدة عين الأسد في عمق الأراضي العراقية؛ مقر القوات الأمريكية في محافظة الأنبار غرب العراق.
وكذلك إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصواريخ دفاعات الحرس الثوري، بعد ساعات من قصف قاعدة عين الأسد؛ ما أسفر عن مقتل 176 شخصاً غالبيتهم من الإيرانيين الذين يقيمون في كندا.
طريقة حزب الله
ويصف ظريف ما جري في مجلس الأمن القومي الإيراني بعد مقتل سليماني بأنه "التجربة الأكثر مرارة خلال وزارته".
ويتابع: "كان آخر قرار اطلعت عليه بعد اغتيال الجنرال سليماني فجر الجمعة 3 يناير (كانون الثاني)، هو أنه لا عجلة في الانتقام، والطريقة الأكثر تأثيراً هي ما تجري متابعته دوماً من (حزب الله) اللبناني؛ أي فرض الشروط الاستنزافية للتأهب على قوات الطرف الآخر".
وبعد ذلك، يلفت ظريف إلى أنه تلقى اتصالاً من نائبه عباس عراقجي في الساعة الـ4:30 فجر الأربعاء 8 يناير، ليخبره بالهجوم الذي استهدف قاعدة عين الأسد.
وأضاف: "الأمانة العامة لمجلس الأمن القومي أيقظوا عراقجي من النوم في الساعة الـ3 فجراً وطلبوا منه نقل رسالة عبر السفير السويسري إلى أمريكا، وهو استطاع بشكل لا يصدق العثور على السفير السويسري لكي ينقل رسالة إلى الأمريكيين، رغم أن الأمريكيين علموا بالهجوم من رئيس الوزراء العراقي (الأسبق) عادل عبد المهدي، قبل الرئيس حسن روحاني ووزارة الخارجية".
وتابع ظريف: "على ما يبدو أخبروا عادل عبد المهدي الثلاثاء ليلاً"، مضيفاً: "إبلاغ رئيس الوزراء العراقي كان عملاً صائباً وفي محله، لكن ما يثير تساؤلات: لماذا لم يخبروا الرئيس (روحاني) ووزير الخارجية".
وحينها، نقلت رويترز عن متحدث باسم عبد المهدي أنه تلقى رسالة شفوية من إيران، تقول إن الرد على مقتل سليماني سيبدأ في وقت لاحق، على أن الهجوم سيستهدف أماكن وجود القوات الأمريكية، دون تحديد موقعها.
وفي ختام الصفحة، يشير ظريف إلى أنه كان يعمل مع فريقه على إعداد رسائل لمجلس الأمن والجهات الأخرى بشأن تفسير الهجوم على عين الأسد، قبل أن يعلم بإسقاط الطائرة الأوكرانية في جنوب طهران.
ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ظريف عن عدم اطلاعه على تطورات يوم الثامن من يناير 2020، ففي تسجیل صوتي جری تسریبه في مارس (آذار) 2021، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، قال ظريف إن المسؤولين علموا بملابسات إسقاط الطائرة الأوكرانية منذ اللحظات الأولى، لكنهم أخفوا ذلك عنه.
ويقول ظريف في التسجيل الصوتي الذي أثار جدلاً واسعاً إنه شارك في العاشر من يناير 2020 في اجتماع مجلس الأمن القومي، وقال لهم: "الغربيون يقولون إن الطائرة الأوكرانية أسقطت بصاروخ؛ إذا صح ذلك، فقولوا لي لكي أعالج الأمر".
رواية ترامب
يأتي تأكيد ظريف على إطلاع الأمريكيين على هجوم عين الأسد، بعد نحو شهرين من نفي الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ما قاله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، حول تلقي رسالة إيرانية، قبل الهجوم الصاروخي الباليستي على قاعدة عين الأسد.
وقال ترلمب في خطاب خلال حملته الانتخابية إنه تلقى اتصالاً من قبل الإيرانيين، قالوا فيه: "ليس لدينا خيار… يجب أن نضربكم… سنطلق 18 صاروخاً على قاعدة عسكرية".
ونفى علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني، والأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي، أي اتصالات إيرانية – أمريكية قبل الهجوم على القاعدة العراقية.
وقال شمخاني في 5 فبراير (شباط) الماضي إن "اتصال إيران مع أمريكا قبل الهجوم الصاروخي على (عين الأسد) محض أكاذيب".
وأضاف: من الأحرى أن يجيب ترمب عن سؤال حول سبب حياته شبه السرية، والحماية الخاصة له ولبومبيو وبولتون والعسكريين المتورطين في (قتل) سليماني، بدلاً من إطلاق الأكاذيب الانتخابية".
وكان شمخاني يشير ضمناً إلى تمسك طهران بمواصلة خطط الانتقام لسليماني؛ من كبار المسؤولين في إدارة ترامب، على رأسهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والمبعوث الخاص إلى إيران في إدارة ترامب؛ برايان هوك.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: قاعدة عین الأسد الأمن القومی لمجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
الرئيس السابق بين الشائعات والادعاءات.. وعقوبات تنتظر سوريا ومساعٍ ألمانية لتخفيفها
بين الأخبار المتداولة والتطورات السياسية، تبرز قضايا عدة تخص سوريا، من شائعات ظهور بشار الأسد في الخارج إلى اعترافات إيرانية بفشلها في حماية النظام، إلى جهود أوروبية تقودها ألمانيا لتخفيف العقوبات عن سوريا.
إيران تندب معركتها الخاسرة: اعترافات جديدةفي تصريح أثار الجدل، اعترف نائب قائد الحرس الثوري الإيراني بأن الجهود الإيرانية لدعم بشار الأسد في سوريا شهدت إخفاقات كبيرة، ووصف التدخل في بعض مراحله بأنه كان "معركة خاسرة".
الصعوبات العسكرية: إيران واجهت تحديات ميدانية كبيرة مع تصاعد نفوذ المعارضة المسلحة والتدخل الدولي.ضغوط اقتصادية: العقوبات الدولية أثرت بشكل كبير على قدرة إيران على تمويل عملياتها ودعم حلفائها.الدور الروسي: جاء تدخل روسيا عام 2015 ليلعب دورًا حاسمًا في إنقاذ النظام السوري، مما أضعف فعالية الدور الإيراني.هذا الاعتراف يعكس حجم التحديات التي واجهتها طهران في سوريا، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل دورها الإقليمي.شائعات ظهور بشار الأسد في الخارج
انتشر مقطع فيديو قيل إنه يظهر بشار الأسد يتجول في سوق بموسكو. وبعد التحقق، تبين أن الفيديو:
يعود إلى عام 2019 ويظهر شخصًا يشبه الأسد في أحد أسواق تركيا.الأجواء الصيفية في الفيديو تتناقض مع طبيعة الشتاء القارس في موسكو.بشار الأسدمحاولة اغتيال الأسد؟بالتزامن مع الفيديو، زعمت تقارير صحفية أن الأسد تعرض لمحاولة اغتيال بالسم في روسيا نهاية ديسمبر 2024. رغم هذه المزاعم، ذكرت المصادر أن الأسد تلقى علاجًا سريعًا وأن حالته استقرت.
تكرار مثل هذه الشائعات يشير إلى استمرار الاهتمام الإعلامي بوضع الأسد رغم الإطاحة بنظامه.
مع تصاعد الضغوط على الشعب السوري بسبب العقوبات، تقود ألمانيا جهودًا أوروبية لتخفيف هذه القيود.
اقتراحات ألمانية: تشمل تخفيف العقوبات عن قطاعات مثل البنوك والطاقة والنقل.شروط: تقترح برلين تخفيف القيود مقابل إصلاحات سياسية واجتماعية من الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع.الموقف الأمريكي: واشنطن خففت بعض العقوبات مؤقتًا لمدة 6 أشهر لتسهيل الخدمات الأساسية.التحديات أمام المبادرات الأوروبيةموافقة الاتحاد الأوروبي بالإجماع: ما زالت بعض الدول الأعضاء مترددة، مطالبة بتقييم شامل للإدارة السورية الجديدة.مخاوف من "أسلمة" المجتمع: وزراء أوروبيون أكدوا أن أي دعم لإعادة الإعمار لن يؤدي إلى تغييرات اجتماعية غير مرغوبة.عقوبات تنتظر سوريا ومستقبل غير واضحرغم الجهود الأوروبية والأمريكية لتخفيف بعض القيود، لا تزال سوريا تواجه عقوبات ثقيلة بسبب إرث النظام السابق والصراعات المستمرة.
الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع تحاول استعادة الاستقرار، لكنها تواجه تحديات داخلية ودولية.هيئة تحرير الشام، المصنفة إرهابية، تلعب دورًا معقدًا في المعادلة السياسية.الخلاصة: سوريا في مفترق طرقتعيش سوريا اليوم تقاطعًا معقدًا بين محاولة تحسين الأوضاع الداخلية عبر تخفيف العقوبات، واستمرار التداعيات السياسية الناتجة عن سنوات الحرب. من شائعات الأسد إلى الاعترافات الإيرانية، يظهر أن مستقبل سوريا يعتمد على تحقيق توازن دقيق بين المصالح الإقليمية والدولية، وإرادة الشعب السوري في بناء وطن جديد.