الهواتف المقاومة للماء.. حلول تكنولوجية لتحمل التحديات المائية
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
"الماء هو الحياة"؛ مقولة شهيرة تظهر دور المياه في استمرار الحياة، لكن في عالم التكنولوجيا "الماء هو الموت"، إذ إن جميع الأجهزة الإلكترونية عدوها الأبرز هو الماء الذي يتسبب في تلفها. ولهذا تعمل أغلب شركات الهواتف العالمية على تصنيع هواتف مقاومة للماء لحماية أجزائها الداخلية في حال سقوطها في السوائل أو المياه.
معظم المستخدمين يرغبون في اقتناء هواتف ضد الماء وخاصة محبي التصوير تحت الماء فهم يحتاجون لأجهزة كهذه، لكن هل يمكنهم الوثوق في هذه التقنية لحماية أجهزتهم من التلف؟
كيف تعمل الهواتف المقاومة للماء؟الهواتف المقاومة للماء (Waterproof Phones) والتي تعرف أيضا بالهواتف المضادة للماء، تعمل بشكل أساسي باستخدام حافظات خاصة مصنوعة من مواد مانعة للتسرب، والتي تحمي مكوناتها الداخلية الحساسة. ويجب الأخذ بعين الاعتبار ألا تؤثر هذه الحافظات على أداء الهاتف، فهي تصنع وفق معايير خاصة سنذكرها ونفصلها:
– المادة: تصنع الحافظات عادة من مواد مثل من بولي يوريثان الحراري أو مزيج من البلاستيك والمطاط الذي لا ينفذ عبره الماء، وتمتاز بمتانتها وقدرتها على تشكيل أختام مانعة للتسرب. ويتم اختيار هذه المواد لمتانتها وقدرتها على تشكيل ختم محكم للماء.
– آلية الختم: أهم جانب في الحافظة هو قدرتها على ختم الهاتف بشكل كامل من خلال آليات قفل آمنة، مثل مشابك الضغط والقفل أو أغطية البراغي، والتي تمنع دخول الماء إلى الحافظة. وبالعادة تكون مناطق الختم معززة بحلقات دائرية أو حشوات مصنوعة من المطاط أو السيليكون لضمان ختم محكم.
– تصنيف آي بي (IP): تصنف حافظات الهواتف المقاومة للماء باستخدام نظام تصنيف حماية الدخول. يشير هذا التصنيف إلى مستوى الحماية ضد الغبار والمياه. فعلى سبيل المثال، تكون الحافظة التي تحمل تصنيف "آي بي67" (IP67) محكمة ضد الغبار ويمكنها تحمّل غمرها في الماء حتى عمق 1 متر لمدة 30 دقيقة. وتوفر التصنيفات الأعلى مثل "آي بي 68" (IP68) حماية أكبر ضد الماء.
– التوافق مع شاشة اللمس: تسمح الحافظات المقاومة للماء المتقدمة بالتفاعل مع شاشة الهاتف من خلال الحافظة. ويتم ذلك باستخدام مواد مرنة وشفافة فوق منطقة الشاشة تنقل اللمس دون عرقلة الوظائف.
– نقل الصوت: لا يتوقف تصميم هذه الحافظات على منع دخول الماء فقط بل يجب أن تسمح بمرور الصوت أيضا. تحتاج مكبرات الصوت والميكروفونات إلى هواء يدخل ويخرج من الهاتف لأن إنشاء اهتزازات في الهواء هو الطريقة التي تنتج بها الصوت.
الهواتف المقاومة للماء، تعمل بشكل أساسي باستخدام حافظات خاصة مصنوعة من مواد مانعة للتسرب (شترستوك)ومن جهة أخرى إذا كان الهاتف محكم الإغلاق، فقد لا يكون الضغط داخل الهاتف متساويا مع الخارج، وهو ما يخلق فرصة لهذا الضغط لاختراق أختام الهاتف ودخول الماء.
ولحل هذه المشكلة تقوم الشركات بصنع شبكة فائقة النعومة أمام مكبر الصوت والميكروفون، وهذا لن يسمح للماء باختراق هذه الثقوب وسيبقى في الخراج.
وذلك بسبب الثقوب فائقة الصغر وعامل التوتر السطحي للماء.
– معادلة الضغط: تتضمن بعض حافظات الماء عالية الجودة ميزات لتوازن الضغط، وهو ما يسمح باستخدام الحافظة في عمق أكبر دون تلف الهاتف أو تعريض سلامة الحافظة للخطر.
– رؤية الكاميرا: بالنسبة للحافظات التي تغطي كاميرا الهاتف، يتم استخدام مواد شفافة وعالية الجودة لضمان عدم التأثير على رؤية الكاميرا، وهو ما يسمح بالتقاط صور وفيديوهات واضحة حتى تحت الماء.
الفرق بين الهاتف المقاوم للماء والمضاد للماءقد يبدو مصطلحا مقاوم للماء ومضاد للماء متشابهين ويمثلان نفس الغرض تقريبا، لكن الحقيقة أنهما يعنيان شيئين مختلفين.
الهاتف المضاد للماء (Waterproof) سيبقى يعمل حتى بعد غمره بالماء لفترة زمنية محددة وعمق معين، والتي تتم الإشارة إلى مقاومة الماء فيه من خلال تصنيف آي بي؛ وهو ما يجعله أكثر ملاءمة لأنشطة مثل السباحة أو التصوير تحت الماء.
بينما الهاتف المقاوم للماء (Water Resistant) فهو مصمم لتحمل رذاذ الماء، مثل المطر أو الانسكابات العرضية. كما يمكنه تحمل التعرض للماء لفترة قصيرة من الوقت.
ومن جانبه يشير مصطلح مضاد للماء إلى أنه من المستحيل للماء أن يدخل الهاتف تحت أي ظروف. ولهذا تستخدمه بعض الشركات كمصطلح تسويقي، لكن في الواقع لا يوجد جهاز مضاد للماء.
حتى إن كان جهازك قادر على تحمل بضع دقائق في المطر أو سقوطه في بركة ضحلة، فلا يمكنك استخدامه أثناء الغوص في المناطق العميقة. لأنه في نقطة ما، ستفشل جميع التدابير القائمة على صد المياه، هذا لأنه مع ازدياد العمق سيزداد الضغط وهكذا سيدخل الماء إلى الجهاز بسبب الضغط الكبير المطبق على الهاتف.
نستنتج مما سبق أن "مقاومة الماء" هو المصطلح الأكثر دقة. لأنه يشير إلى أن الهاتف لديه تقنيات الحماية ضد التسرب، ولكن يمكن للماء أن يدخله تحت ظروف معينة، رغم أنه فرق بسيط ولكنه مهم.
الطريقة الجيدة لمعرفة كمية الماء التي يمكن أن يتحملها هاتفك هي تصنيف حماية الدخول "آي بي" (غيتي) كيف تعرف أن هاتفك مقاوم للماء؟هناك طريقة جيدة لمعرفة كمية الماء التي يمكن تحملها هاتفك وهي تصنيف حماية الدخول "آي بي"، والذي يشير فقط إلى درجة الحماية التي يمكن للجهاز توفيرها. ومع ذلك، فهذا لا يعني أن الجهاز لن يتضرر أبدا.
هناك تصنيفات آي بي مختلفة توفر حماية أكثر أو أقل. على سبيل المثال، يعتبر الجهاز الحاصل على تصنيف آي بي 68 أكثر حماية من الجهاز الذي يأتي بتصنيف آي بي 55. فالرقم الأول يشير إلى الحماية ضد الغبار وتراوح بين 0 و6، حيث إن الرقم 6 هو الحد الأقصى، بينما عندما يكون التصنيف 0 يتم الإشارة إليه بحرف X.
أما الرقم الثاني فيشير إلى مقاومة الماء والذي يتراوح بين 0 و9، لكن في الهواتف المحمولة أقصى رقم يصل إليه هو 8 مثل هاتف آيفون 15 الذي يملك تصنيف آي بي 68.
ووفق شركة آبل فإن تصنيف آي بي 68 في أجهزتها مقاوم للغبار ويتحمل الماء حتى عمق يصل من مترين وحتى 6 أمتار ولمدة 30 دقيقة وفقا لنوع الهاتف، بينما تصنيف آي بي 67 يوفر مستوى مماثلا من الحماية ضد الغبار، لكنه يقاوم المياه حتى عمق متر واحد فقط ولمدة 30 دقيقة.
ومن جانبه يدل التصنيف آي بي 55 على أن الهاتف يملك حماية ضئيلة للغبار ومخصص فقط ليحمي الهاتف من التعرق أما تصنيف "آي بي 5 إكس" فهو غير محمي من الغبار ويوفر حماية بسيطة من الماء.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن الاختبارات تتم في المياه العذبة فقط ولا يجب أن وضع الهاتف في المياه المالحة تحت أي ظرف من الظروف، لأن الماء المالح قد يؤدي إلى إتلافه بشكل لا يمكن إصلاحه.
ومن المهم تذكر أن ميزة مقاومة الماء مصممة كمستوى احتياطي لحماية الهاتف من الضرر الناتج عن تعرضه الماء، وليس كميزة رائعة يجب اختبارها. وربما لا داعي للقلق إذا أسقطتَ هاتفا مقاوما للماء عن طريق الخطأ في بركة مياه. ولكن لا ينبغي عليك اصطحاب جهازك إلى حمام السباحة في كل فرصة تتاح لك، فهو ليس مصمم ليكون كاميرا تحت الماء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات مقاومة الماء مقاومة للماء الحمایة ضد تحت الماء وهو ما
إقرأ أيضاً:
“مبادرة محمد بن زايد للماء” تختتم مشاركتها في “COP29”
اختتمت “مبادرة محمد بن زايد للماء” برنامج مشاركتها في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين “COP29” المنعقد في مدينة باكو بأذربيجان، والذي ركز على استكشاف فرص مواجهة التحدي العاجل لندرة المياه على مستوى العالم عبر تعزيز التعاون الدولي مع الأطراف المعنية، وتمكين الشباب وإشراكهم في الجهود العالمية للتصدي لهذا التحدي المتنامي.
ونظمت المبادرة خلال المؤتمر عددا من الحلقات النقاشية، وشاركت في جلسات مع عدد من الشركاء الأساسيين، بهدف تعزيز الحوار والإسهام في إيجاد الحلول الفاعلة لمعالجة مخاطر ندرة المياه، ودفع الجهود نحو بناء مستقبل يضمن وفرة موارد الماء المستدامة للجميع.
وناقشت المبادرة في جلسة عقدت في جناح “المياه من أجل المناخ” تحت عنوان “من المختبر إلى الميدان: ابتكارات في مجال المياه”، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمعنيين من القطاعين العام والخاص، والأوساط الأكاديمية، والمنظمات غير الربحية، دور الابتكارات التكنولوجية والحلول التقنية الحديثة في معالجة تحديات المياه وزيادة الاستثمارات في هذا المجال، إلى جانب التأكيد على أهمية توفير أطر متكاملة للحوكمة وصياغة السياسات التي تدعم تطوير وتطبيق الحلول المبتكرة لإدارة المياه.
كما نظمت المبادرة، جلسة حوارية للشباب بعنوان “مشاورة الشباب حول ندرة المياه”، أدارتها إليزابيث واثوتي، مؤسِّسة “مبادرة الجيل الأخضر” وأصغر عضو في اللجنة العالمية للاقتصاد المائي.
وشارك ممثلون من “مبادرة محمد بن زايد للماء” في جلسات متنوعة خلال المؤتمر، منها جلسة نظمها البنك الدولي في جناحه بعنوان “وجهات نظر القادة بشأن تسريع أمن المياه والتكيف مع المناخ”، أدارها ساروج جاه، المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه في البنك الدولي، وبمشاركة عائشة العتيقي، التي ترأست وفد “مبادرة محمد بن زايد للماء” في المؤتمر. وتناول النقاش مسارات تسريع تحقيق أمن المياه وتعزيز المرونة المناخية، مع التركيز على تجاوز عوائق الحوكمة والتمويل، وتوسيع استثمارات القطاع الخاص في الحلول المبتكرة. وأتت الجلسة في أعقاب إطلاق البنك الدولي برنامج التحدي العالمي للأمن المائي والتكيف مع المناخ خلال المؤتمر.
وشارك ممثلو المبادرة كذلك في جلسة نظمتها دائرة الطاقة -أبوظبي في جناح دولة الإمارات بعنوان “المياه والتغير المناخي: استخدام تقنيات تحلية المياه والطاقة المتجددة والإدارة والإشراف لابتكار حلول المياه المستدامة”، واستعرضت النهج المتكامل لمواجهة تحديات المياه عبر الاستفادة من توظيف تقنيات التحلية وإعادة استخدام المياه والطاقة المتجددة لتحقيق أهداف الإدارة المسؤولة للمياه عالميًا.
وأتاح مؤتمر”COP29″ الفرصة لمبادرة محمد بن زايد للماء، لتعزيز التزامها بالتصدي لتحديات ندرة المياه العالمية من خلال ركائزها الثلاث وهي: تسريع وتيرة الابتكار التقني، والتوعية، وحشد الجهود الدولية وتمكين العمل. وشددت النقاشات الرئيسة للمبادرة على الحاجة الملحّة لدعم وتطوير تقنيات جديدة ورائدة، مع تحسين التقنيات الحالية مثل تحلية المياه، لضمان توفير المياه المستدامة للجميع وبأقل التكاليف.
وقالت عائشة العتيقي، رئيسة وفد “مبادرة محمد بن زايد للماء” لمؤتمر “COP29″، إن تحدي ندرة المياه يمثل تهديدًا عاجلًا للأمن والازدهار العالميين، وإن هذه القضية ورغم هذه السيناريوهات المقلقة، لم تحظَ على مر التاريخ بنفس القدر من الاهتمام والدعم المالي للحدّ من تداعياتها كغيرها من المخاطر العالمية الأخرى، لافتة إلى أن المؤتمر يوفر منصة فريدة للتعاون مع الجهات والأطراف المختلفة المعنية حول هذه القضية الملحّة.
وتواصل “مبادرة محمد بن زايد للماء” حشد الجهود في مواجهة تحديات ندرة المياه العالمية من خلال مسابقة “إكس برايز للحد من ندرة المياه”، وهي مسابقة دولية تستمر لمدة خمس سنوات، وتقدم جوائز إجمالية تصل إلى 119 مليون دولار، بتمويل تبلغ قيمته 150 مليون دولار بهدف تعزيز الوصول إلى المياه النظيفة على نطاق واسع من خلال تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.
وتَقدم حتى الآن 280 فريقًا من أكثر من 63 دولة للمشاركة في هذه المنافسة العالمية، ومن المقرر الإعلان عن الفائز بجائزتها الكبرى في عام 2028.