عقد الجامع الأزهر، اليوم الخميس، فعاليات الملتقى الفقهي الحادي عشر، وجاء بعنوان «المسلم حسن الظن بالله»، شارك فيه الدكتور أبو بكر يحيى، أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، والدكتور الأمير عبد العال محمود، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتور عبد الله الحسيني، الباحث بالجامع الأزهر الشريف.

قال الدكتور أبو بكر يحيى، إن حسن الظن بالله تعالى يكون بقدر معرفة الإنسان بربه وصفاته، فيجب على المسلم السعي في التعرف على خالقه بحيث يقف على ما ينمي فيه هذا الظن الجميل بالله، فيعرف أن الله أرحم بعباده من الأم بولدها ويعرف أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، مضيفا أن الله يفرح بتوبة عبده فوق فرح الظمآن إذا ورد والغائب إذا وفد وأنه تعالى يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف أو يزيد ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو.

وأوضح أستاذ أصول الفقه أن الظن الجميل بالله يظهر أثره في سلوك المسلم مع الآخرين، فهو يستتبع حسن ظن بالخلق فيرى فيهم الخير قبل الشر والبراءة قبل الإدانة، فيدرك في معاملته للناس أمورا ثلاثة، أولها أن معاملته لهم على أنهم بشر يصدر منهم الخطأ كما صدر من أبيهم عليه السلام، وأننا مطالبون أن نحكم بناء على الظواهر لا على ما في مكنون القلوب، وأخيرا أن كل من آمن بالله ورسله لا يخلو حاله من خير وإن صدرت منه المعاصي والآثام.

ومن جانبه، بين الدكتور الأمير عبد العال محمود أن حسنُ الظنِ بالله تعالى من العبادات القلبية الجليلة، التي ينبغي للمؤمنِ أن يملأ بها قلبَه في جميعِ أحوالِه، ومعناه: قوةُ اليقينِ بما وعد اللهُ تعالى عبادَه من سِعةِ كرمِه ورحمتِه، و في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فليظنَ بي ما شاء)، مضيفا أن الذي يدعو الله ينبغي أن يُحسنَ الظن بالإجابة، أي يكونَ على يقينٍ بأنه تعالى يجيبُ الداعي، حيث قال عزّ وجلّ:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).

مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

وأضاف عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه إذا أذنب العبدُ وتاب واستغفر، ينبغي عليه أن يحسن الظن بالله في أن الله تعالى سيقبلُ توبته، وسيقيلُ عثرته، ويغفرُ ذنبَه، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، موضحا ان سوءُ الظن، وهو أمر في غايةِ الخطورة، لأنه من علامات المنافقين، قال -تعالى-: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ).

وبدوره، أوضح الدكتور عبد الله الحسيني إن من أكبر أسباب الراحة في الدنيا والنجاة يوم القيامة: حسن الظن بالله، فالمؤمن في هذه الحياة عند حاجته يستعين بالله، وعند ضيقه يلجأ إلى الله، فهو الغني الذي لا تفنى خزائنه، مضيفا أن من صميم الإيمان أن يظن المؤمن بالله بما هو أهله وما يليق به سبحانه، فالله يعامل عباده بحسب ظنهم به، فمن أحسن الظن بربه وأيقن أنه علي كل شيء قدير ولا يعجزه شيء، قادر علي إجابة الدعاء وتحقيق الرجاء، بيده قبول الطاعات ومغفرة الخطايا، تيقن أنه راحمه و فارج كربه وكاشف همه.

واختتم الباحث بالجامع الأزهر الشريف أن حسن الظن من أهم الأمور التي يصلح بها العبد من دينه ما أفسدته الدنيا، فبحس الظن تقوى علاقة المؤمن بربه، وبحسن الظن يدرك المسلم مقام ربه ويراقبه في كل تصرفاته، وبحسن الظن يجد المؤمن لذة في العبادة تعينه على أدائها بكل إخلاص وحب، فما أحوجنا إلى ذلك لا سيما في شهر رمضان المبارك.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الأزهر الشريف ملتقى ملتقى الأزهر بالجامع الأزهر حسن الظن بالله أن الله

إقرأ أيضاً:

ماذا نقول في سجود الشكر؟.. إليك طريقة أدائها وفضلها

سجود الشكر تكون سجدة واحدة ويؤديها المسلم عند حدوث نعمة له أو زوال نقمة كبيرة عنه، ويؤديها المسلم حمدًا لله تعالى وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا، حيث أوجب الله تعالى على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه.

وفي السطور التالية نتعرف على كيفية سجود الشكر وشروطها وماذا نقول عند أدائها..

دعاء السجود في قيام الليل .. اعرف ماذا يقال في هذا الوقتكيفية سجود التلاوة في المواصلات.. الإفتاء توضح

هل سجود الشكر بدعة؟

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن سجود الشكر تكون سجدة واحدة يؤديها المسلم عند حصول نعمةٍ له ونزولها به، أو بأحد المسلمين، أو عند اندفاع نقمةٍ وانكشافها عنه أو عن غيره من المسلمين؛ حمدًا لله تعالى وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا.

وأضافت أن الله تعالى أوجب على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه، وقَرن سبحانه الذكر بالشكر في كتابه الكريم حيث قال: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، مع علو مكانة الذكر التي قال الله تعالى فيها: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، ووعد الله تعالى بنجاة الشاكرين من المؤمنين وجزائهم خير الجزاء حيث قال: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾ [النساء: 147]، وقال تعالى: ﴿وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145]، وقال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].

وتابعت الإفتاء، "لوجوب شكر نعمة الله تعالى على عباده شُرِعت سجدة الشكر عند حدوث نعمةٍ أو دفعِ بليةٍ، فعن أبي بكرة رضي الله عنه أنَّه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء الشيء يُسَرُّ به خَرَّ ساجدًا شُكْرًا لله تعالى» رواه أبو داود، والترمذي -واللفظ له-، وابن ماجه في "سننهم".

واستشهدت دار الإفتاء، بما روى الإمام أحمد في "المسند" بسنده عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتوجَّه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخرَّ ساجدًا فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل قد قَبض نفسَه فيها، فدنوتُ منه فجلستُ، فرفع رأسه، فقال: «من هَذا؟»، قلت: عبد الرحمن، قال: «ما شأنك؟»، قلت: يا رسول الله، سجدتَ سجدةً خشيتُ أن يكون الله عز وجل قد قَبض نفسك فيها، فقال: «إنَّ جبريل عليه السلام أتاني فبشرني فقال: إن الله عز وجل يقول: مَن صَلَّى عليك صليتُ عليه، ومَن سَلَّم عليك سلمتُ عليه، فسجدت لله عزَّ وجل شكرًا».

وأوضحت أن الشافعية والحنابلة ومحمد وأبو يوسف من الحنفية ذهبوا إلى أَنَّ سجدة الشكر من السُّنَن المستحبة

كيفية سجود الشكر

وفي السياق ذاته، قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن سجود الشكر شُرع أداؤها عند حصول العبد على نعمة من الله أو دفع نقمة عنه.

وأوضح «عاشور» في تصريحات سابقة، أن صلاة الشكر ليست بدعة، بشرط أن تكون بسبب حصول نعمة للإنسان أو زوال نقمة عنه أو ضرر، مشيرا إلى أن نعم الله على جميع خلقه؛ لا تعد ولا تحصى.

وأكد لا يختلف سجود السهو عن سجود الصلاة، فكلاهما سجود ويسبح ذات التسبيح أيضا، فيقول: "سبحان ربي الأعلى".

مقالات مشابهة

  • ماذا يفعل المسلم إن أصابه هم أو بلاء؟.. اعرف أهم الأدعية والنصائح
  • ماذا نقول في سجود الشكر؟.. إليك طريقة أدائها وفضلها
  • والدة مدير الإعلام بأمارة المنطقة الشرقية في ذمّة الله
  • تعميم لكل خطباء وأئمة المساجد والدعاة في اليمن .. وزارة الأوقاف والإرشاد دعو إلى إحياء سنة القنوت والدعاء لأهل غزة
  • موقف صنعاء موقف المؤمنين حقًّا
  • لمن ارتدت الحجاب في رمضان وخلعته بعده.. احذري 3 عقوبات
  • داعية يحذر من العودة إلى الذنوب بعد رمضان
  • هل الله يأمر ملك الموت بقبض الأرواح لهذه السنة في شوال؟.. انتبه
  • حكم جعل القرآن الكريم أو الأذان نغمات للهاتف المحمول.. الإفتاء توضح
  • خطيب الجمعة بالجامع الأزهر يوضح أهمية مواسم العبادات في توجيه المؤمنين