مستشار وزير الداخلية الأوكراني: موقف ماكرون أفسد خطط بوتين ونحن لا نخشى عودة ترامب للحكم
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
إعداد: أمين زرواطي تابِع إعلان اقرأ المزيد
مع بقاء فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا حتى 2030، وفي ظل المخاوف من تداعيات عودة دونالد ترامب إلى الحكم وخصوصا مواقفه الأخيرة من الحرب في أوكرانيا، جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول دعم كييف ومساندتها وحتى إسنادها بقوات برية، لتخفف بعضا من هواجس الأوكرانيين.
ففور إعادة انتخابه، حذر بوتين من أن نشر قوات غربية في أوكرانيا قد يقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة، وقال إنه لا يعتقد بأن أحدا له مصلحة في ذلك. كما أشار إلى أن قواته تتمتع بالأفضلية في هذه الحرب، واعدا بـ"تحقيق" أهداف "العملية العسكرية الخاصة" وتعزيز جيشه.
من جهته، قال ماكرون في مقابلة نشرتها الصحافة الفرنسية السبت، إن عمليات برية في أوكرانيا من جانب الغربيين قد تكون ضرورية. وصرّح: "ربما في مرحلة ما، أنا لا أريد ذلك ولن آخذ زمام المبادرة، يجب أن تكون هناك عمليات على الأرض، أيا يكن شكلها، لمواجهة القوات الروسية". مضيفا: "قوة فرنسا تتمثل في أننا نستطيع فعل ذلك".
اقرأ أيضاالرئيس الفرنسي يشدد على دعم أوروبا لأوكرانيا ولا يستبعد إرسال قوات لهزيمة روسيا
وكانت تصريحات ماكرون المتكررة حول احتمال إرسال قوات برية إلى أوكرانيا، قد أثارت تجاذبات بين حلفاء باريس، وفي طليعتهم ألمانيا. كما قوبلت برفض شبه جماعي من المعارضة في الداخل.
لكن فرنسا وألمانيا وبولندا أعربت في نفس الوقت عن التضامن مع كييف خلال اجتماع عقد في 15 مارس/آذار ببرلين وضم قادة الدول الثلاث، في خطوة هدفها تجاوز تلك الخلافات حول سبل دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
جاءت هذه الخلافات الحادة بين الحلفاء في أوروبا رغم محاولات تجاوزها أو على الأقل عدم مفاقمتها، لتزيد من الطين بلة فيما يخص مخاوف أوكرانيا حيال استمرار تسليح الغربيين لقواتها ودعمها بالسلاح.
وهي تأتي أيضا لتعمق جراح الأوكرانيين والأوروبيين على حد سواء، بعد التصريحات النارية التي أطلقها ترامب في 10 فبراير/شباط، والذي قال إنه قد "يشجع" روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي لا تفي بالتزاماتها المالية في حال عودته إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، في حال فوزه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
لفهم هذه المتغيرات التي قد تقرر مآلات الحرب في أوكرانيا في ضوء التجاذبات والتناقضات بين صانعي القرار الغربيين، ولفهم أبعاد المعادلة الجديدة التي تحيط حاليا بهذا النزاع، حاورنا أنطون جيراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني ونائب وزير الداخلية السابق.
فرانس24: كيف تعلقون على إعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا؟أنطون جيراشينكو: في الواقع، لم تكن"الانتخابات" الروسية تنافسية وديمقراطية. حيث لم يُسمح للعديد من مرشحي المعارضة بالمشاركة فيها. من بينهم أولئك الذين استوفوا جميع المتطلبات الرسمية لقبول ترشحهم. ونظرا لانعدام حرية التعبير والإعلام في الاتحاد الروسي، فقد كان من المستحيل ضمان المساواة بين المرشحين الرئاسيين في تقديم وشرح برنامجهم السياسي. كذلك، لم تكن هناك رقابة من قبل المنظمات الدولية لترتيب العملية الانتخابية وعملية التصويت. ومن ثمة، فقد كانت الحملة الانتخابية للمرشح فلاديمير بوتين كاسحة، لكنها تبقى مهيمنة تماما.
سوف يلجأ نظام بوتين إلى الإرهاب من أجل "ترسيخ" نظام الرئيس الروسي الذي يتمتع بالسلطة الدائمة والمطلقة. إنه طاغية يحتجز كل شعبه كرهائن باستخدام الإرهاب للبقاء في السلطة. وعلى أية حال، أعتقد أنه مقدر لبوتين أن يموت مثل كافة الدكتاتوريين.
كيف تلقيتم تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا؟لقد أفسدت التصريحات والمواقف الحاسمة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، بكل تأكيد، خطط بوتين، وخطط هؤلاء السياسيين الغربيين الذين كانوا يؤيدون تقليص الدعم المرسل إلى أوكرانيا والذين ما زالوا يأملون في ذلك بالتوصل إلى نوع من الاتفاق مع بوتين.
لقد خلقت تصريحات ماكرون، التي لم نكن نتخيل سماعها منذ وقت ليس ببعيد، حالة من عدم اليقين الاستراتيجي بالنسبة لروسيا. وفي الواقع، فإن مناقشة إرسال قوات إلى أوكرانيا تظهر في حد ذاتها مدى التهديد الذي تشكله روسيا للدول المتحضرة في الوقت الحالي، ومدى أهمية إيقاف بوتين وعدم السماح بهزيمة أوكرانيا.
من خلال الحكم على ردود أفعال كبار المسؤولين الروس ونوبات الغضب التي انتابت الدعاية الروسية، نرى أن تصريحات السيد ماكرون كان لها تأثير كبير وكانت مفاجأة لهم.
اقرأ أيضاهل يتكرر السيناريو الأوكراني في مولدافيا؟
يجب أن يعلم الجميع، بأن الشيء الوحيد الذي تعترف به روسيا هو القوة، وهذه التصريحات صدرت من موقف زعيم قوي لدولة ديمقراطية وقوية.
أنا فعلا ممتن للرئيس ماكرون لموقفه الواضح. إن المساعدات لأوكرانيا، وإظهار تصميم الغرب على مساعدتنا، وحده قادر على دفع بوتين إلى التوقف.
ماذا يمثل لكم إعلان ألمانيا وفرنسا وبولندا المشترك عن وحدة الموقف بشأن دعم بلادكم في مواجهة روسيا؟يمثل اجتماع إيمانويل ماكرون وأولاف شولتز ودونالد توسك أحد أكبر الأحداث السياسية والدبلوماسية في الأسابيع القليلة الماضية في سياق الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وبالنظر إلى أن بوتين ليس لديه أي نية لوقف الحرب وللتحديات التي تواجه المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، كان لزاما على الزعماء الأوروبيين أن يعملوا على حل خلافاتهم والاتفاق على زيادة الدعم والبحث عن طرق جديدة لضمان استمرار تدفق هذه المساعدات.
أنا أؤيد تماما بيان الرئيس ماكرون حول ضرورة ألا تكون هناك خطوط حمر في توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
آمل في أن يتم التوصل إلى حل إيجابي لمسألة صواريخ توروس المطلوبة في أوكرانيا. ونحن نشكر فرنسا على إرسال صواريخ سكالب إلينا.
أعتقد أننا سنرى قريبا دخول هذه الاتفاقيات حيز التنفيذ في شكل إمدادنا بالمساعدات وأسلحة محددة تزود بها القوات المسلحة الأوكرانية.
ألاحظ بأنه خلال القمة الثلاثية الألمانية الفرنسية البولندية، قيلت كلمات مهمة جدا "لقد حان وقت العمل"، وليس مجرد كلمات فضفاضة.
هل تخشون من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية؟الحقيقة، وإذا صيغ الأمر بهذه الطريقة، فإننا لم نعد خائفين بتاتا. لقد توقفنا عن الخوف إلى الأبد بعد 24 فبراير/شباط 2022. نحن نقاتل ونتحرك.
لا أعتقد أن ترامب هو كما تصوره الدعاية الروسية. ثم لا شيء ولا أحد هو فقط أبيض وأسود كما يبدو في بعض الأحيان، بل أكثر من ذلك.
رغم أن الكثير من الأمور تعتمد على الرئيس الأمريكي، لكن هناك أيضا الكونغرس والحكومة والشعب الأمريكي. أنا أعرف أن الكثيرين في الولايات المتحدة يقفون إلى جانب أوكرانيا ويدعمونها، بإخلاص، وفعالية، وبإصرار عظيم. العديد من هؤلاء الناس هم جمهوريون. حيث إن نظام توازن القوى يعمل أيضا في الولايات المتحدة.
أنا متأكد من أن النصر الأوكراني يصب في المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. فالهزيمة لن تكون فقط أوكرانية، بل ستكون بمثابة الضربة القاسية لسمعة الولايات المتحدة وستغير وضع القيادة الجيوسياسية في العالم أجمع.
اقرأ أيضا"أبرامز".. أوكرانيا تحصل أخيرا على الدبابة التي تعول عليها لترجيح كفة المعارك ضد روسيا لصالحها
أما في حال أصبح دونالد ترامب رئيسا مجددا، فسوف يصبح رئيسا للولايات المتحدة. والأخيرة هي طبعا في حالة صدام مع روسيا.
وبالنسبة إلى مسألة التردد في قضية المساعدات المقدمة لأوكرانيا في الوقت الحالي، فهي مسألة أخرى تماما.
نحن ممتنون للغاية لحلفائنا، وخاصة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الرئيس ماكرون، على الدعم والخطوات الحازمة في تقديم هذا الدعم. نحن ممتنون لشعب فرنسا الذي فعل الكثير من أجل أوكرانيا.
للإشارة، فإن أنطون جيراشينكو هو أيضا المؤسس المشارك للمعهد الأوكراني للمستقبل، ومدير برنامج إصلاح النظام القضائي وإنفاذ القانون. وهو أيضا نائب في البرلمان الأوكراني. وقد شغل منصب نائب رئيس مجلس مدينة خاركيف في الفترة ما بين عامي 2002 و2006. وكان رئيس إدارة الدولة لمنطقة كراسنوغراد في خاركيف بين عامي 2005 و2010. كما شارك في صياغة العديد من القوانين ومشاريع القوانين، وعلى وجه الخصوص.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا السنغال ريبورتاج إيمانويل ماكرون كييف أوكرانيا روسيا الولايات المتحدة الحرب في أوكرانيا حلف شمال الأطلسي تسلح فلاديمير بوتين روسيا للمزيد أوكرانيا فرنسا إيمانويل ماكرون الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل الولايات المتحدة السعودية دبلوماسية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الولایات المتحدة إلى أوکرانیا فی أوکرانیا إرسال قوات فی حال
إقرأ أيضاً:
مستشار بوتين: المغرب أبدى اهتماماً بدخول مجموعة بريكس
زنقة 20 | علي التومي
كشف مستشار الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن المغرب أبدى اهتمامه بالانضمام الى مجموعة بريكس، و ذلك خلال قمة قازان بروسيا أكتوبر الماضي.
و بحسب المسؤول الروسي، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية، فإن أزيد من 20 دولة أبدت اهتمامها بدخول البريكس وهي أذربيجان، وبنغلاديش، والبحرين، وبوركينا فاسو، وهندوراس، وفنزويلا، وزيمبابوي، وكمبوديا، وكولومبيا، وجمهورية الكونغو، ولاوس، والكويت، وميانمار، والمغرب، ونيكاراغوا، والسنغال، سوريا، تشاد، باكستان، فلسطين، سريلانكا، جنوب السودان، إريتريا، غينيا الاستوائية.
أوشاكوف الذي كان يتحدث لوسائل الإعلام الروسية حول وضع السعودية ، قال إن الأخيرة علقت عملية الانضمام لمجموعة البريكس بسبب عدم اكتمال الإجراءات الداخلية اللازمة.
و أشار الى أنه قبل انعقاد قمة البريكس في قازان، في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر، تم تلقي 35 طلبا للانضمام إلى المنظمة.
وعلى الرغم من ان المغرب سبق واعلن بشكل رسمي نفيه تقديمه لأي طلب الإنضمام لمجموعة بريكس ويتّهم جنوب أفريقيا بالتحايل لخدمة أجندة غير معلنة، إلا ان المغرب يعد شريكا اساسيا وإستراتيجياً لمجموعة بريكس.
وتعتبر مجموعة بريكس من أهم التكتلات الإقتصادية في العالم نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل مع توالي السنوات ما جعلها محط اهتمام عدد من الدول الأخرى التي تحاول الانضمام إلى المجموعة التي تشير التوقعات إلى أنها قد تشكل 45٪ من الاقتصاد العالمي بحلول عام 2040.