قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «الصلحاء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورثوا العلم»، وقال الله تعالى: «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم»، ومن هاتين الشهادتين يتبين لى أن الأستاذ الدكتور على جمعة من هؤلاء العلماء الذين لهم وزن فى الأزهر من حيث غزارة علمه وسمو أخلاقه وسعيه الدائم لفعل الخير، فقد ولد فضيلتُه فى 3 مارس 1952م بمحافظة بنى سويف، وحصل على الإجازة العالمية «الليسانس» من كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر عام1979م، ثم درجتى الماجستير عام 1985م والدكتوراه عام 1988م فى أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، ودرجة أستاذ أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة جامعة الأزهر.

تولى فضيلته العديد من المناصب العلمية والإدارية بجامعة الأزهر والجامعات العربية، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، ورئاسة مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، وله إسهامات علمية متنوعة تربو على المائة فى الفقه وأصوله والأحوال الشخصية والمعاملات الإسلامية والفتوى.. وغيرها بالتأليف والتحقيق، بالإضافة إلى الإشراف على إعداد العديد من الموسوعات الإسلامية.

اختارته الدوله مفتياً لمصرنا العزيزة، فكان حارساً للفتوى منذ عام 2003 وحتى 2013، حيث أفتى فتاوى لم يسجلها أحد قبله، اختاره الأزهر الشريف عضواً بهيئة كبار العلماء، حيث إن له مؤلفات تزيد على ٥٠ مؤلفاً غير خطبه ومحاضراته التى تم بثها فى جميع أنحاء العالم الإسلامى، وكان رؤساء الدول التى زارها يستقبلونه فى المطار، كونه قيمة أزهرية كبرى، والشيخ على جمعة متقن للغات العربية والفرنسية والإنجليزية.

صادقت مولانا د. على جمعة فوجدته ينفق على كل محتاج ويناقش الرسائل العلمية فى أنحاء الجمهوية، ومن هنا وجدناه ينشر الحب والأمل لكل الناس، وقد قلت له «إن صديق الحق من كان معك، ومن يغير نفسه لينفعك»، فرد علىّ قائلاً: «يا محمود أنا أحب كل الناس وأصادق المخلصين». أحببت د. على جمعة فى الله لأنه زاهد ورع، مخلص لوطنه، لا يخاف فى الله لومة لائم، ولا ينطق إلا الحق، ورؤيته وسطية مستنيرة استطاع أن يواجه تيارات الظلام، ويتصدى لفكرها، حتى حاولت تلك الجماعات قتله ووضعته على قوائم الاغتيال، وتابعنا جميعاً محاولة اغتياله أمام مسجد فاضل بالقرب من منزله، حيث نجاه الله من القوم الظالمين وجماعات الإرهاب.

د. على جمعة عملاق من عمالقة العلم والعمل، يحب دينه ووطنه وأزهره، صادق العلماء وأحبهم من قلبه، يسعى لنشر الخير فى ربوع مصر ولا يفرق بين جهة وأخرى ويكفيه شرفاً خلقه وغزارته العلمية وحبه للفضيلة وإرجاع الناس إلى أصل الأخلاق بهوادة ووسطية كما تعلم من الإسلام والأزهر، كذلك مما يميز د. على جمعة الوسطية، واحترامه لفكر الأزهر الشريف، وكل زملائه بهيئة كبار العلماء بل والعاملين حتى أصغر موظف، وحبه الجم لمصر واعتباره أنها من خير الدول، وهو كان وسيظل منفقاً فى سبيل الله ولديه وقار العلماء، وله جهود كبيرة فى خدمة الدعوة والإنفاق على الفقراء، فكل التحية للدكتور على جمعة عما يقدمه فى سبيل الله، فهو العالم المربى والمعلم الذى أثرى الأزهر بالعلم والأدب والخلق الرفيع، وله الأثر الكبير فى النهوض بطلابه وهو علامة تميز ويجسد منهجاً وسطياً يجمع علوم العربية والشرعية وأصول الدين والعلوم الأخرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: د على جمعة على جمعة

إقرأ أيضاً:

الدكتور باسل عادل يكتب: ميلاد ثورة ووأد جماعة

ثوره ٣٠ يونيو أنقذت البلاد من حكم ثيوقراطى دينى وسيطرة جماعة مغلقة على مقدرات مصر الهائلة، تحالف ثوار يونيو هو تحالف بديع ضم شتات المواطنين والتيارات السياسية كافة حول هدف واحد وهو وأد جماعة غير مرغوب فى وجودها، نظراً لخطورتها الكبيرة على التكوين المصرى المتفرد، اتضح للكافة أن الإخوان جيتو مغلق يعمل فى الظلام، وكان سيحول مصر لظلام دامس كما تعود أن يعيش، أيضاً مسألة إحساس الجماعة أنها منبوذة داخلياً وترتاب فيها كل مؤسسات الدولة كان سيدفعها لدفع ولاءات بأثمان باهظة لدول إقليمية تؤيد سياستها وتدعم وجودها مما كان سيهدد الأمن القومى المصرى ويعرض أسرار مصر لتكون مشاعاً مستباحاً!!

إن النظرة الفاحصة لممارسات الاستيلاء على كل مفاصل السلطة من قبل جماعة الإخوان، مرة بفعاليات انتخابية تعتمد على تنظيم دينى تاريخى لا تحوز الرضا العام، ومرة أخرى باستخدام السلطة لإصدار مراسيم بإعلانات دستورية سلطوية وحدوية لا تخدم إلا مصالح الجماعة ومن هم على ضفافها، تضعنا فى مربع الراصد للانتهاكات الديكتاتورية التى تمتطى ثوب الشرعية المثقوب، لقد اتسع الرتق على الراتق وأفلت زمام انتهاك الشرعية وامتطائها، واتضح لعموم الشعب المصرى خطورة جماعة استخدمت تنظيمها والمشاعر الدينية للوصول للسلطة واحتكارها، بدافع من الحفاظ على الدين والفضيلة كما يرون وكما تقول سردياتهم كلها.

ثورة المثقفين واعتصام وزارة الثقافة كان نقطة فارقة فى التحول النوعى لمواجهة الإخوان، لأنها كانت مواجهة واضحة بين مخاوف المثقفين على هويتهم الوطنية والثقافية وبين التخلف والرجعية التى تستمد أدبياتها من مؤلفات فقهية ودينية لزمن غير الزمن ولبشر غير البشر! أيضاً اتحاد القوى السياسية وجبهة الإنقاذ وكل الائتلافات الثورية فى وجه الإخوان كانت مؤشراً لكتلة سياسية حرجة تقف بصلابة وشراسة فى مواجهة مشروع المد الثيوقراطى.

ومن المؤكد أن دور الجيش وشجاعة قائده وقتها المشير عبدالفتاح السيسى كانت رمانة الميزان ونقطة التأثير فى تلقى رغبات الشعب المصرى فى إزاحة الإخوان من الحكم والتأشير على رغبة قديمة متجددة لدى القوى الوطنية فى إزالة عدوان القوى السياسية التى تمتطى الدين عن السياسة.

إن ثورة يونيو وأدت حكم جماعة الإخوان لأنها كانت عاراً على الحياة السياسية ومصر التى كانت وستظل أقدم منارة تاريخية عرفها التاريخ

مقالات مشابهة

  • عضو بـ "الأعلى للشئون الإسلامية": الإخوان أرادوا عزل شيخ الأزهر في عهد مرسي
  • الدكتور رامي عطا يكتب: عودة مسار المواطنة
  • الدكتور باسل عادل يكتب: ميلاد ثورة ووأد جماعة
  • الدكتور سمير فرج يكتب: ثورة شعب أيدها الجيش
  • "مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان" ضمن قوافل أوقاف الفيوم 
  • "مفهوم الوطنية الصادقة".. ندوة تثقيفية بأوقاف الفيوم
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة؟ (8)
  • د. يوسف عامر يكتب: ابن السبيل
  • أحمد علي سليمان يدعو من إندونيسيا لإنشاء معهد عالمي لتكوين المجتهدين بإشراف الأزهر
  • انعقاد برنامج البناء الثقافي لأئمة وواعظات بأوقاف الفيوم