الوطن:
2024-07-06@09:06:08 GMT

الدكتور أحمد نبوي يكتب: أنوار الدين والدنيا

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

الدكتور أحمد نبوي يكتب: أنوار الدين والدنيا

لقد أوجد الله تعالى الدين فى حياة الناس ليكون نوراً هادياً لهم فى دنياهم، ومن الواجب على العلماء الراسخين فى كل عصر أن يفتحوا باب التواصل الجماهيرى مع الناس لبيان صحيح الدين بعيداً عن الإفراط والتفريط، واستخدام كل الأدوات الممكنة فى سبيل ذلك.

ويأتى فضيلة العالم الجليل د. على جمعة على قمة الهرم من العلماء الأزهريين المعاصرين (فى آخر ربع قرن) ممن تواصلوا مع المجتمع والجماهير من خلال الإذاعة والتليفزيون والفضائيات، فقد تجاوزت برامجه تليفزيونياً وفضائياً «أربعة آلاف ساعة» وهو رقم لا يشاركه فيه أحد منذ إنشاء التليفزيون والفضائيات إلا الشيخ الشعراوى، رحمه الله تعالى.

ولا أزال أذكر طلعته البهية فى أكثر من 80 حلقة ببرنامج «البيت بيتك» فى التليفزيون المصرى من 2005 وحتى 2009 مع الإعلامى تامر أمين، ثم أكثر من 270 حلقة فى «مجالس الطيبين» بعد ظهر كل جمعة من 2006 وحتى 2013م.

وحينما كانت الفوضى ضاربة فى طول البلاد وعرضها، خرج الشيخ الجليل علينا ببرنامج «كلمة حق» فى عامى 2011-2012 وأكثر من 40 حلقة على التليفزيون المصرى، يستضيف عالماً من كبار العلماء، وواحداً من الشباب، وكان لى شرف الوجود معه فى حلقتين، مع الإعلامى شريف فؤاد.

ثم قام بالرد علمياً وفكرياً على آراء سيد قطب وتنظيم الإخوان فى برنامج «المتشددون» فى 44 حلقة فى التليفزيون المصرى 2015م، ثم تحول البرنامج إلى كتاب مطبوع وهو «حكاية الإرهاب»، ولا ننسى طبعاً أكثر من 200 حلقة من «حديث الجمعة» من 2011 وحتى 2015م على قناة CBC.

ثم يأتى واحد من أعظم وأهم برامج الشيخ «والله أعلم» والذى يعد سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخنا المعاصر أن يخرج عالم أزهرى على الهواء مباشرة مدة خمسة أيام فى الأسبوع من 2014 وحتى 2019م، ليقدم لنا حوالى 700 حلقة تحدث فيها عن كل شىء وفى كل شىء مما يشغل المسلم فى دينه ودنياه، فربط المسلمين بالإيمان بالغيب من خلال عشرات الحلقات عن الوحى وعلامات الساعة والجنة والنار، وأولى الأسرة رعاية بالغة فتحدث عن الزواج والخطوبة، وإفشاء الأسرار الزوجية، وأسباب التفكك الأسرى وكيفية معالجته، والخيانة الزوجية، وأسباب العنوسة، وعن جرائم الشرف، ودُور المسنّين، وكيفية التعامل مع المعوقين ذهنياً.

وأفرد حلقات كاملة عن التحرش، والشذوذ الجنسى، والإلحاد، وعمليات التجميل، ودعوات خلع الحجاب، والزواج العرفى، وقضية إثبات النسب والعلاقات غير المشروعة، وخطورة إنكار وجود الأديان وحدود الحرية الدينية، والرد على مُنكرى السنة، ودعوات المساواة بين المرأة والرجل فى الميراث، ومكانة القدس وكيفية إحياء القضية فى نفوس المسلمين، وكيفية الحفاظ على اللغة العربية.

وتحدث عن خطورة الشائعات، وضوابط استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، والدروس الخصوصية، وكيفية التعامل مع غلاء الأسعار. ودافع فى حلقات كثيرة عن مناهج الأزهر، وبيّن حقيقة المذاهب الفقهية ووقف ضد اتهامها بالتشدد وصناعة التطرف.

أما شهر رمضان فقلّما كان يخلو من برنامج له طوال أيام الشهر الكريم بداية من «الإسلام كتاب مفتوح» فى قناة المحور مع الإعلامى المرحوم محمود فوزى فى رمضان سنة 2006م، وانتهاء بـ«مصر أرض الأنبياء» و«أرض الصالحين» و«أرض المجددين» و«دولة التلاوة» مع الإعلامى عمرو خليل، إلى أن جاء برنامج «نور الدين» فى رمضان هذا العام ليشتبك فيه الشيخ الجليل كعادته مع القضايا التى تشغل عقول الأطفال والمراهقين والرجال والنساء فى واحدة من العلامات الفارقة فى تاريخ برامجنا الدينية بصفة عامة، وليكون تجربة حية وتطبيقية فى باب تجديد الخطاب الدينى، لتُشرق علينا من خلاله أنوار الدين والدنيا معاً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العلماء الفقهاء د على جمعة قناة الناس

إقرأ أيضاً:

عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي

* حفر فى الصخر دون مساندة من أحد حتى وصل إلى القمة ودفع الثمن من صحته

* كان «نزار قبانى» يرى نفسه فى فيلم «الهولندى الطائر» الذى مثله «جيمس مايسون» أمام «أفا جاردنر»

قصة الفيلم «تدور حول رجل حكمت عليه الأقدار أن يبقى مبحرا ملايين السنين دون أن يكون له الحق أن يشيخ أو يتعب أو يموت أو تستقر سفينته فى مرفأ من المرافئ».

«كان شرط الآلهة الوحيد على «الهولندى الطائر» للخلاص من اللعنة التى تلاحقه أن يجد امرأة تحبه وترضى أن تصعد معه إلى ظهر السفينة الملعونة وتشاركه طوافه غير المجدى فى جميع المحيطات وتقبل بإرادتها أن تبحر معه وترسو معه وتموت معه».

لم يجد «نزار قبانى» مرفأ يقبل دخوله إليه «ولم ترض أسماك القرش أن تصالحه ولم يجد عاصفة لطيفة ترضى عنه ولم يقابل امرأة لديها الاستعداد لتحبه إلى درجة تقبل معها أن تصعد إلى سفينة الأشباح التى يركبها وتبحر معه إلى آخر العمر وتموت معه».

ما إن سمعت وقرأت تلك الصورة الفنية الواقعية حتى وجدتنى أضع «أحمد زكى» فيها إلى جانب «نزار قبانى».

سفينة «نزار قبانى» التى لم يسمحوا بدخولها الموانئ كانت الشعر.

أما سفينة «أحمد زكى» التى لم ترس به على بر فكانت السينما.

وكل منهما لم يجد امرأة واحدة تحتمل حياته وجنونه واكتئابه وأحزانه ويموت على صدرها حبا.

كل منهما بقى وحيدا على سطح سفينته رغم ملايين البشر الذين أحبوه وصدقوه وتابعوه ولكن عن بعد.

أعجب «أحمد زكى» بوجه الشبه بينه وبين «نزار قبانى» لكنه أضاف:

ــ البحث عن مرفأ أستقر فيه هو آخر ما يخطر على بإلى فالمرفأ يعنى الثبات ويعنى نهاية طموح السفينة ويعنى إعجابى بنفسى ويعنى إحالتى على المعاش ويعنى أن أموت ناقص فن.

لم يحل «أحمد زكى» إلى التقاعد وظل يمثل حتى خانه جسمه وخذلته صحته وهاجمت خلاياه مئات من الكائنات الخرافية الشرسة التى يعيش عليها السرطان فى صمت.

ظل يمثل حتى سقط من طوله وعجز عن صلب عوده ولم يعد يرى أمامه.

لم يمت حبا وإنما مات تمثيلا.

لكنه لم ليصل إلى هذه الدرجة الصوفية فى العشق ما لم يكن مخلصا متفانيا لا يغش فى اللعب ولا يتوارى وراء الباطنية لينطق بلسانه بما ليس فى قلبه ولا يمسح جوخا لأحد بل كان يضحى بما يعرض عليه من عمل لو شعر بأنه يمس كرامته ولو مسا خفيفا.

فى عام ١٩٩٤ بدأ «يوسف شاهين» تحضير فيلم «المصير» الذى يروى سيرة المفكر العربى التنويرى «ابن رشد» وعرض فى عام ١٩٩٧.

عرض «يوسف شاهين» على «أحمد زكى» الدورين الرئيسيين فى الفيلم وهما دور «ابن رشد» الذى مثله «نور الشريف» ودور الخليفة «المنصور» الذى مثله «محمود حميدة» لكن فى الوقت نفسه عرض عليه أجرًا لا يزيد عن ٣٠٠ ألف جنيه.

قال «أحمد زكى»:

ــ يا جو هذا نصف أجرى.

ــ كم أجرك فى الفيلم؟

ــ ٦٠٠ ألف جنيه.

ــ لكن يكفى أنك ستعمل مع يوسف شاهين.

احتد «أحمد زكى» قافزا فوق جواد الغرور قائلا:

ــ ما أنت كمان ستعمل مع أحمد زكى.

ولم يتفقا بالطبع بسبب سرعة انفلات أعصابه خاصة بعد أن أصبح نجما.

لكنه فى الوقت نفسه أدرك أن الفنان مخلوق سريع العطب واستثنائى فلم يجد مفرا من مواجهة الأقدار التى فرضت عليه ودخل فى صدام لم يتوقف معها.

أدرك أن عليه أن يحصل على ما يعوضه عن سنوات الشقاء التى حفر فيها فى الصخر دون مساندة من أحد ودون أن يقف إلى جانبه أحد وإنما كان عليه أن يصعد خمس درجات وينزل ثلاثًا ويتقدم عشر خطوات ويرجع خمسًا حتى وصل إلى القمة.

دفع ثمنا باهظا من صحته وجسده وروحه وكأنه بطل تراجيدى فى أسطورة إغريقية تلاحقه العواصف والصواعق كلما شعرت سفينة بالاستقرار.

على أن جائزته الكبرى كانت جمهوره العريض الذى منحه القوة والعنفوان واعترف بأنه واحد منه.

كسر «أحمد زكى» الأسمر البشرة ــ والمجعد الشعر والغليظ الشفتين والمتواضع فى ثيابه والعفوى فى سلوكياته والمتردد فى تعلم قواعد الإتيكيت ــ نجومية فتى الشاشة الأول وحطم النموذج السائد المألوف منذ بدأت السينما فى مصر.

شعر الناس بأنه نجم منهم.

يشبههم ويشبهونه على حد وصف المذيع اللبنانى «زاهى وهبى» وهو يقدمه فى برنامج «خليك بالبيت».

ولد فى دنيا البسطاء ولكن الله منحه موهبة استثنائية بدت مثل ماسة «لاجونا بلو» النادرة.

برقت الماسة بين يديه.

شدنا البريق إليه.

رد الجميل إلينا بالتعبير عنا.

أصبح منا فينا.

لم يختلف عن الذين يتسكعون فى الشوارع أو يعيشون فى العشوائيات أو يقفون على النواصى حتى إن الناس الذين كانوا يقابلونه صدفة لم يتخيلوا أنه «أحمد زكى» بل كانوا يقولون له:

« تعرف إنك تشبه أحمد زكى».

سألته ذات مرة:

ــ هل تملك تفسيرا لنجاحك رغم أن بشرتك ليست بيضاء وشعرك ليس ناعما ولست من أصحاب العيون الملونة؟

أجاب:

ــ زمان كانت السينما نوعا من الحلم يعيشه الناس ساعة ونصف الساعة أو ساعتين بعيدا عن واقعهم الصعب ويسعدهم أن تحب ابنة الباشا ابن الجناينى وينتصر الضعيف على المفترى لكن الآن أصبحت السينما مرآة الإنسان الذى يريد أن يرى نفسه على الشاشة من خلال بطل يعبر عنه ويشعر به وربما يساعده على تحمل الحياة المؤلمة التى يعيشها أو حل ما يصادف من مشاكل وأنا واحد من هؤلاء البشر لا أختلف عنهم لا فى الشكل ولا فى الهم لذلك ارتاحوا لوجودى ونصرونى.

يضيف:

ــ عادة ما ينزل الطلاب الفقراء فى محطة أوتوبيس بعيدة عن بيوتهم خجلا لكن بعد أن مثلت فيلم «أنا لا أكذب ولكن أتجمل» أصبحوا أكثر جرأة ونزلوا فى أقرب محطة أوتوبيس لبيوتهم.

يستطرد:

ــ الفن هنا ليس حلما أو وهما وإنما مرآة يرى الناس فيها وجوههم الحقيقية ليقتنعوا بها ويتكيفوا معها لذلك لا بد أن يكون البطل مثلهم حتى يصدقوه.

يكمل:

ــ إننى فى هذا الفيلم لم أخجل من أن أكون ابن تربى أساعده فى حفر القبور ورش المياه وفى الوقت نفسه طالب مجتهد فى الجامعة.

ــ أليس للسينما الأمريكية تأثير على ذوق المشاهد فى العالم كله حتى عندما تغير من مواصفات النجم بين الحين والآخر؟ ألم تفاجئنا بممثل مثل «داستين هوفمان» و«جاى سمبسون» 

المقال كاملا على صفحات العدد الجديد من جريدة «الفجر»

في صحة أحمد زكيفي صحة أحمد زكيفي صحة أحمد زكي

مقالات مشابهة

  •   الشيخ ياسر مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة (9)  
  • كشافة المملكة المشاركين في المخيم العالمي.. مستوى مبهر وشغف بالعلوم والتكنولوجيا
  • "بحبك أوي".. وصلة غزل بين أحمد العوضي وأم جاسر
  • جامعة كفر الشيخ تطلق مشروع تعزيز برنامج مصر لتنظيم الأسرة SEFPP
  • بعد نجاح العتاولة.. طارق لطفي يتعاقد على «منتصر القرش»
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • القائمة الكاملة الرسمية للتشكيل الوزاري الجديد
  • حركة المحافظين| السيرة الذاتية للواء علاء ابراهيم محافظ كفر الشيخ الجديد
  • رسميا.. قائمة الوزراء في الحكومة الجديدة 2024
  • حلقة استثنائية لـ قصواء الخلالي اليوم «في المساء مع قصواء» على CBC