الوطن:
2025-03-09@22:02:43 GMT

الدكتور محمد وسام يكتب: اتقوا الله في عالم الأمة

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

الدكتور محمد وسام يكتب: اتقوا الله في عالم الأمة

السباحة فى أذهان المجتهدين لنفكر كما فكروا، ونفهم كما فهموا، فهم المناهج دون الوقوف عند المسائل، تحويل الأوامر الشرعية إلى برامج عمل واقعية، الحكم على شىء باعتبار شىء آخرَ حكمٌ على الشىء الآخر، المزية لا تستلزم الأفضلية، قيدُ الحيثية مُراعى، المرادُ لا يدفع الإيراد، فرقٌ بين الفهم والتبنى، الحكم على الشىء فرع عن تصوره، لا بد من معرفة المفتَى فيه معرفة تستوفيه، قد يتحدان ذاتاً ويختلفان اعتباراً، فقد الوجدان لا يستلزم فقد الوجود، عدم العلم ليس علماً بالعدم، الإذن فى الشىء إذن فى مكملات مقصوده، لا تصح المصادرة على المطلوب، فرق بين أن نعيش العصر النبوى وأن نطبق المنهج النبوى، الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فرق بين الحكم الثابت والفتوى المتغيرة، فرق بين الدرس الفقهى والترجيح الإفتائى، النكات لا تتزاحم، الدين أوسع من المذهب، لا يُعترض بمذهب على مذهب، الاجتهاد لا يُنقَض بالاجتهاد، الوسائل لها أحكام المقاصد.

بأمثال هذه القواعد الفقهية والضوابط الإفتائية، عشنا مع مولانا الإمام العلامة الأستاذ الدكتور على جمعة، حفظه الله ورعاه، منذ نحو ثلاثين عاماً، فى الحوزة الأزهرية، ذلك الرباط الأكبر فى الجامع الأزهر، سنين عدداً بشكل يومى من الصباح الباكر حتى الزوال، وليس لنا إلا طلب العلم من غرض ولا نوال، ونحن نتناقل العلوم، ونتلاقح الفهوم، دراسةً وتصحيحاً، وحفظاً وتنقيحاً، فى مجلس علمى أشبه بمجلس إمام الحرمين الجوينى، والذى أصبح تلاميذه فيه أساتذة الدنيا بعد ذلك، كحجة الإسلام الغزالى، وإلكيا الهراسى، وأبى المظفر الخوافى، وأبى الفتح الأرغيانى، وأبى نصر القشيرى، وتمتعنا بهذا الجو العلمى الرائد، الذى لا يتوافر فى أرقى الجامعات والمعاهد، وقد وطنّا أنفسنا على أننا حلقة وصل، تصل الفرع بالأصل، لننقل هذا الدين عمن قبلنا إلى من بعدنا، أو كما سمى الرودانى المالكى [ت1094هـ] كتابه: (صلة الخلف بموصول السلف).

ثم انتقلنا من عشرين سنة إلى دار الإفتاء المصرية، لنمارس فى كل فتوى كنا نصدرها مع شيخنا فضيلة الإمام العلامة مفتى الديار وحامى الذمار، عملية «تجديد الخطاب الدينى» بشكل يومى عملى، عشنا هذا التجديد بقلوبنا وعقولنا؛ حراكاً علمياً، ودرساً فقهياً، وعملاً إفتائياً جماعياً، عشناه فى عملنا وبيوتنا، عشناه بأجسادنا وأرواحنا، واصلنا فيه الليل بالنهار، لم نكتف بالمطبوعات حتى رجعنا إلى المخطوطات، حتى استطعنا بفضل الله أن نكوِّن فى دار الإفتاء حصيلةً هائلةً من الفتاوى المؤصلة العصرية، التى أخذت مكانتها العليا بين علماء العالم الإسلامى، وحتى صارت اللجنة الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية تستعين بهذا الفريق العلمى الذى صنعه على عينه فضيلة الإمام العلامة، والذى واءم فيه بين أصالة التراث الفقهى، وتطور العصر وسماته، بحيث تحتاج كل فتوى منها إلى ورشة عمل، لبيان مراحلها، وشرح مقدماتها ونتائجها، والعمق الأصولى الذى استندت إليه، والمنهج الرصين الذى انتهجَتْه، والكمية الهائلة من المراجع والأبحاث المتنوعة التى اعتمدَتْ عليها فى شتى المجالات العلمية المختلفة.

إنها عقد الجواهر اللؤلؤية التى تتزين بها دار الإفتاء المصرية، تلك هى أزهى عشر سنوات فى تاريخها منذ أن أنشئت إلى يوم الناس هذا، نقلها فيها مولانا نقلة نوعية، من المحلية إلى العالمية، ومن المحدودية إلى الشمولية، ومن اليدوية إلى الإلكترونية، ومن قضايا الإعدام إلى وسائل الإعلام، ومن رؤية الهلال إلى الدخول فى كل مجال.

وها هو مولانا العلامة، رضى الله عنه، يحرك المجتمع كما حرَّك المؤسسة، ويلقى بالضوابط والقواعد فى الماء الراكد، بنظره الثاقب وفكره الرائد، يطبق من خلاله قواعد الفتوى على ما عمت به البلوى، ويعلم الناس التقوى، ليكونوا بالعلم أقوى، فى شهر التقوى، ويتناول مسائل الحراك المجتمعى التى يزورُّ عنها كل عالم، ويتهيبُها كل فقيه، وينبو عنها كل متنطع، إنه المثال الحى لتطبيق الإسلام فى دنيا الناس، غضاً طرياً، وحديثاً ندياً.

اتقوا الله فى عالم الأمة ومُربّى الأجيال، الذى لا تتكرر منه الأمثال، اتقوا الله فى هذا الكنز النورانى الذى حبا الله به مصر دون سائر الأمصار، فلو عرفتموه كما عرفتُه، لأحببتموه كما أحببتُه.

وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قناة الناس شهر رمضان د على جمعة مكانة العلماء

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي

كتب-عمرو صالح:

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن ميلاد النبي محمد ﷺ لم يكن حدثًا عاديًا، بل كان إيذانًا ببزوغ عهد جديد للإنسانية، عهد العدل والإيمان، وانتهاء عصور الظلم والطغيان.

وأشار هاشم خلال حلقة برنامج "بيوت النبي" المذاع على قناة "الناس" اليوم الأحد، إلى أن هذا الحدث العظيم جاء مصحوبًا بإرهاصات مبهرة تدل على عظمته، فقد اهتز إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس التي لم تخمد منذ ألف عام، وجفت مياه بحيرة ساوة، كما جاء في الروايات الموثوقة.

وأوضح هاشم أن النبي ﷺ وُلِد يتيم الأب، فقد تُوفي والده وهو لا يزال جنينًا في بطن أمه، فتكفله الله برعايته، كما قال في كتابه الكريم: "ألم يجدك يتيمًا فآوى"، وكانت أمه السيدة آمنة بنت وهب ترى في حملها به ما لم تره أي امرأة، فلم تشعر بثقل الحمل أو تعبه، بل رأت رؤيا بأن هاتفًا يخبرها: "لقد حملتِ بسيد هذه الأمة ونبيها".

وأشار هاشم إلى أن النبي ﷺ عندما وُلِد، لم تكن هناك مرضعة ترغب في أخذه، لأن المراضع كنّ يفضلن الأطفال الذين لهم آباء قادرون على الإنفاق، إلا أن حليمة السعدية، بعد أن لم تجد غيره، قررت أخذه وقال لها زوجها: "خذيه، لعل الله يجعل فيه البركة"، ومنذ أن حملته معها، ظهرت البركة في حياتها، إذ تحركت دابتها بسرعة لم تعهدها من قبل، وامتلأ ضرع شاتها باللبن، وعاش النبي ﷺ في ديار بني سعد ينعم بالخير.

كما أشار هاشم إلى أن حادثة شق الصدر التي وقعت للنبي ﷺ أربع مرات كانت تطهيرًا إلهيًا وإعدادًا لحمل الرسالة، حيث نزل الملك، فشق صدره، واستخرج العلقة التي هي حظ الشيطان، وملأ قلبه حكمةً ورحمة، وكانت هذه الحادثة الأولى في صغره أثناء وجوده في بني سعد، ثم تكررت وهو في العاشرة من عمره، ثم عند نزول الوحي عليه، وأخيرًا في رحلة الإسراء والمعراج، ليكون مستعدًا للقاء ربه في السماوات العلى.

وأكد هاشم أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل برعاية نبيه ﷺ منذ ولادته وحتى وفاته، وكان في كل لحظة من حياته مشمولًا بعناية الله، كما قال تعالى: "والضحى ما ودعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى".

وأضاف هاشم أن هذا اليوم العظيم كان بدايةً للرحمة التي أُرسِل بها النبي ﷺ للعالمين، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليكون كما وصفه الله في كتابه العزيز: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

اقرأ أيضًا:

"النقل" تدرس مد الخط الرابع لمترو الأنفاق حتى الحصري

رسميًا.. فرض 15% زيادة على الإيجارات القديمة لهذه الفئة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

أحمد عمر هاشم هيئة كبار العلماء الأزهر الشريف برنامج بيوت النبي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة غدًا.. احتفالية في الجامع الأزهر بمناسبة مرور 1085 عامًا على تأسيسه أخبار غدا.. احتفالية بالجامع الأزهر بمناسبة مرور 1085 عام على تأسيسه أخبار علي جمعة يقدم بودكاست "مع نور الدين" عبر قناة الناس.. اشتباك فكري مع قضايا أخبار آخر تطورات الحالة الصحية للدكتور أحمد عمر هاشم.. ومصير جولاته الدعوية أخبار

إعلان

رمضانك مصراوي

المزيد دراما و تليفزيون حوار| مريم الجندي: تغير شادية في "العتاولة 2" طبيعي وفيفي عبده إضافة عظيمة رمضان ستايل 4 أبراج نجمهم خفيف مثل "حكيم باشا".. الحسد يطاردهم دائما رمضان ستايل سلي صيامك.. لهذا السبب الصادم احذر وضع المرآة أمام باب الشقة جنة الصائم يحجب الشهيد عن الجنة.. عالم أزهري يكشف عن حكم وعقوبة المماطلة في الدين دراما و تليفزيون شريف عامر: "كنت أفطر برمضان عند أهلي وأهل مراتي علشان مش معايا فلوس"

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد دراما و تليفزيون حوار| مريم الجندي: تغير شادية في "العتاولة 2" طبيعي وفيفي عبده إضافة عظيمة رمضان ستايل 4 أبراج نجمهم خفيف مثل "حكيم باشا".. الحسد يطاردهم دائما رمضان ستايل سلي صيامك.. لهذا السبب الصادم احذر وضع المرآة أمام باب الشقة جنة الصائم يحجب الشهيد عن الجنة.. عالم أزهري يكشف عن حكم وعقوبة المماطلة في الدين دراما و تليفزيون شريف عامر: "كنت أفطر برمضان عند أهلي وأهل مراتي علشان مش معايا فلوس"

إعلان

أخبار

بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك أزمة جديدة لسائق نقل ذكي مع راكبة روسية.. والأمن يكشف التفاصيل رسميًا.. فرض 15% زيادة على الإيجارات القديمة لهذه الفئة 24

القاهرة - مصر

24 15 الرطوبة: 26% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • محمد حسن: التكريم مع أسماء مثل الخطيب وحسن مصطفى وسام رياضي رفيع
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: الإنسان الروحي في عالم مادي
  • إفطارهم فى الجنة.. محمد جبر شهيد الواجب الذى لم يرحل
  • عبد الغنى الغريب في حوار لـ"البوابة نيوز": رمضان رمز الصبر والانتصار فى تاريخ الأمة الإسلامية.. والصيام تدريب روحانى يعزز الإرادة والتحمل
  • رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي
  • الأوقاف والزكاة تحييان الذكرى الـ 18 لرحيل العلامة مجدالدين المؤيدي
  • صنعاء تحيي ذكرى رحيل العلامة مجد الدين المؤيدي
  • هيئتا الأوقاف والزكاة تحييان الذكرى الـ18 لرحيل العلامة الرباني مجدالدين المؤيدي