الدكتور محمد وسام يكتب: اتقوا الله في عالم الأمة
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
السباحة فى أذهان المجتهدين لنفكر كما فكروا، ونفهم كما فهموا، فهم المناهج دون الوقوف عند المسائل، تحويل الأوامر الشرعية إلى برامج عمل واقعية، الحكم على شىء باعتبار شىء آخرَ حكمٌ على الشىء الآخر، المزية لا تستلزم الأفضلية، قيدُ الحيثية مُراعى، المرادُ لا يدفع الإيراد، فرقٌ بين الفهم والتبنى، الحكم على الشىء فرع عن تصوره، لا بد من معرفة المفتَى فيه معرفة تستوفيه، قد يتحدان ذاتاً ويختلفان اعتباراً، فقد الوجدان لا يستلزم فقد الوجود، عدم العلم ليس علماً بالعدم، الإذن فى الشىء إذن فى مكملات مقصوده، لا تصح المصادرة على المطلوب، فرق بين أن نعيش العصر النبوى وأن نطبق المنهج النبوى، الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فرق بين الحكم الثابت والفتوى المتغيرة، فرق بين الدرس الفقهى والترجيح الإفتائى، النكات لا تتزاحم، الدين أوسع من المذهب، لا يُعترض بمذهب على مذهب، الاجتهاد لا يُنقَض بالاجتهاد، الوسائل لها أحكام المقاصد.
بأمثال هذه القواعد الفقهية والضوابط الإفتائية، عشنا مع مولانا الإمام العلامة الأستاذ الدكتور على جمعة، حفظه الله ورعاه، منذ نحو ثلاثين عاماً، فى الحوزة الأزهرية، ذلك الرباط الأكبر فى الجامع الأزهر، سنين عدداً بشكل يومى من الصباح الباكر حتى الزوال، وليس لنا إلا طلب العلم من غرض ولا نوال، ونحن نتناقل العلوم، ونتلاقح الفهوم، دراسةً وتصحيحاً، وحفظاً وتنقيحاً، فى مجلس علمى أشبه بمجلس إمام الحرمين الجوينى، والذى أصبح تلاميذه فيه أساتذة الدنيا بعد ذلك، كحجة الإسلام الغزالى، وإلكيا الهراسى، وأبى المظفر الخوافى، وأبى الفتح الأرغيانى، وأبى نصر القشيرى، وتمتعنا بهذا الجو العلمى الرائد، الذى لا يتوافر فى أرقى الجامعات والمعاهد، وقد وطنّا أنفسنا على أننا حلقة وصل، تصل الفرع بالأصل، لننقل هذا الدين عمن قبلنا إلى من بعدنا، أو كما سمى الرودانى المالكى [ت1094هـ] كتابه: (صلة الخلف بموصول السلف).
ثم انتقلنا من عشرين سنة إلى دار الإفتاء المصرية، لنمارس فى كل فتوى كنا نصدرها مع شيخنا فضيلة الإمام العلامة مفتى الديار وحامى الذمار، عملية «تجديد الخطاب الدينى» بشكل يومى عملى، عشنا هذا التجديد بقلوبنا وعقولنا؛ حراكاً علمياً، ودرساً فقهياً، وعملاً إفتائياً جماعياً، عشناه فى عملنا وبيوتنا، عشناه بأجسادنا وأرواحنا، واصلنا فيه الليل بالنهار، لم نكتف بالمطبوعات حتى رجعنا إلى المخطوطات، حتى استطعنا بفضل الله أن نكوِّن فى دار الإفتاء حصيلةً هائلةً من الفتاوى المؤصلة العصرية، التى أخذت مكانتها العليا بين علماء العالم الإسلامى، وحتى صارت اللجنة الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية تستعين بهذا الفريق العلمى الذى صنعه على عينه فضيلة الإمام العلامة، والذى واءم فيه بين أصالة التراث الفقهى، وتطور العصر وسماته، بحيث تحتاج كل فتوى منها إلى ورشة عمل، لبيان مراحلها، وشرح مقدماتها ونتائجها، والعمق الأصولى الذى استندت إليه، والمنهج الرصين الذى انتهجَتْه، والكمية الهائلة من المراجع والأبحاث المتنوعة التى اعتمدَتْ عليها فى شتى المجالات العلمية المختلفة.
إنها عقد الجواهر اللؤلؤية التى تتزين بها دار الإفتاء المصرية، تلك هى أزهى عشر سنوات فى تاريخها منذ أن أنشئت إلى يوم الناس هذا، نقلها فيها مولانا نقلة نوعية، من المحلية إلى العالمية، ومن المحدودية إلى الشمولية، ومن اليدوية إلى الإلكترونية، ومن قضايا الإعدام إلى وسائل الإعلام، ومن رؤية الهلال إلى الدخول فى كل مجال.
وها هو مولانا العلامة، رضى الله عنه، يحرك المجتمع كما حرَّك المؤسسة، ويلقى بالضوابط والقواعد فى الماء الراكد، بنظره الثاقب وفكره الرائد، يطبق من خلاله قواعد الفتوى على ما عمت به البلوى، ويعلم الناس التقوى، ليكونوا بالعلم أقوى، فى شهر التقوى، ويتناول مسائل الحراك المجتمعى التى يزورُّ عنها كل عالم، ويتهيبُها كل فقيه، وينبو عنها كل متنطع، إنه المثال الحى لتطبيق الإسلام فى دنيا الناس، غضاً طرياً، وحديثاً ندياً.
اتقوا الله فى عالم الأمة ومُربّى الأجيال، الذى لا تتكرر منه الأمثال، اتقوا الله فى هذا الكنز النورانى الذى حبا الله به مصر دون سائر الأمصار، فلو عرفتموه كما عرفتُه، لأحببتموه كما أحببتُه.
وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قناة الناس شهر رمضان د على جمعة مكانة العلماء
إقرأ أيضاً:
مراسم استقبال رسمية لجلالة السلطان بالقصر الملكي في أمستردام.. وملك وملكة هولندا يحتفيان بالمقام السامي
◄ جلالة السلطان يستعرض مع الملك ويليام ألكسندر سبل تطوير علاقات التعاون والشراكة
◄ جلالته يزور النصب التذكاري في مدينة أمستردام
◄ جلالة السلطان وملك هولندا يتبادلان الأوسمة والهدايا التذكارية
◄ جلالة السلطان يمنح ملك هولندا "وسام آل سعيد" تعبيرًا عن رسوخ العلاقات
◄ منح الملكة مكسيما "وسام عُمان الأول".. و"وسام نهضة عُمان" إلى ورثية العرش الملكي
◄ منح أوسمة سلطانية لعدد من كبار المسؤولين بمملكة هولندا
◄ ملك هولندا يمنح جلالة السلطان "وسام أسد هولندا" أرفع وسام ملكي هولندي
◄ الملك ويليام ألكسندر يمنح أوسمة ملكية للسيدة الجليلة
أمستردام- العُمانية
أجريت صباح أمس مراسم استقبال رسمية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بمناسبة زيارة "دولةٍ" يقوم بها جلالته لمملكة هولندا، وذلك بالقصر الملكي بالعاصمة أمستردام.
ولدى وصول جلالته، كان في استقباله صاحب الجلالة الملك ويليام ألكسندر ملك هولندا وقرينته جلالة الملكة مكسيما، وقد رحب جلالة الملك وجلالة الملكة بجلالة السلطان المعظم، وتمنيا لجلالته والوفد الرسمي المرافق زيارةً موفقةً وإقامةً طيبةً في مملكة هولندا.
عقب ذلك، اعتلى جلالة السلطان وجلالة الملك وجلالة الملكة المنصة الرئيسة وعزف السلامان السلطاني العُماني والملكي الهولندي، بعدها تفقد جلالة سلطان البلاد المفدى حرس الشرف، ثم اصطحب جلالة الملك ضيفه الكريم إلى داخل القصر، وقبيل الدخول رحبت بمقام جلالة السلطان المعظم مجموعة من المبتعثين العُمانيين الدارسين في مملكة هولندا، وعائلات أعضاء السفارة العُمانية في أمستردام.
بعدها توجه القائدان إلى القاعة الرئيسة؛ حيث صافح جلالته- أيده الله- المستقبلين من الجانب الهولندي، فيما صافح جلالة الملك وجلالة الملكة الوفد الرسمي العُماني. بعدها صافح جلالة السلطان دولة ديك شووف رئيس وزراء مملكة هولندا وعددًا من المسؤولين الهولنديين.
عقب ذلك، عقد جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- وجلالة الملك لقاءً بحضور الجانبين العُماني والهولندي، تم خلاله استعراض علاقات التعاون والشراكة وسبل تطويرها بما يخدم البلدين الصديقين.
وقام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- صباح أمس بزيارة النصب التذكاري الوطني بمملكة هولندا في "ساحة دام" وسط العاصمة أمستردام، في إطار زيارة "دولةٍ" يقوم بها جلالته إلى مملكة هولندا الصديقة.
ويعود تاريخ إنشاء النصب التذكاري إلى عام 1956م، وله أهمية كبيرة لدى الهولنديين لتوسطه ساحة دام التي تُعد المركز التاريخي للعاصمة الهولندية أمستردام.
إلى ذلك، تبادل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وجلالة الملك ويليام ألكسندر ملك هولندا، الأوسمة والهدايا التذكارية بالقصر الملكي بالعاصمة أمستردام بمناسبة زيارة "دولةٍ" يقوم بها جلالة السلطان المفدى- أعزه الله- لمملكة هولندا. وقد منح جلالة السلطان المعظم جلالة الملك "وسام آل سعيد"؛ تقديرًا من لدن جلالته لجلالة ملك هولندا، وتعبيرًا عن رسوخ علاقات التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين.
كما منح جلالة السلطان جلالة الملكة مكسيما "وسام عُمان الأول"، ومنح صاحبة السمو الملكي الأميرة كاثرينا أماليا أميرة أورنج ووريثة عرش مملكة هولندا "وسام نهضة عُمان من الدرجة الأولى".
كما منح جلالته- أعزه الله- أوسمة سلطانية لعدد من كبار المسؤولين بمملكة هولندا.
فيما منح جلالة ملك هولندا جلالة السلطان المعظم "وسام أسد هولندا" وهو أرفع وسام ملكي هولندي؛ تقديرًا من جلالة الملك لجلالة السلطان واعتزازًا بالعلاقات الثنائية الطيبة التي تربط البلدين الصديقين، كما قام جلالة الملك بمنح أوسمة ملكية للسيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- والوفد الرسمي المرافق لجلالته. وتبادل القائدان الهدايا التذكارية.
حضر مراسم تبادل الأوسمة والهدايا الوفدان الرسميان من الجانبين العُماني والهولندي، وعدد من كبار المسؤولين بمملكة هولندا.