الوطن:
2024-07-07@07:58:28 GMT

الدكتور محمد وسام يكتب: اتقوا الله في عالم الأمة

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

الدكتور محمد وسام يكتب: اتقوا الله في عالم الأمة

السباحة فى أذهان المجتهدين لنفكر كما فكروا، ونفهم كما فهموا، فهم المناهج دون الوقوف عند المسائل، تحويل الأوامر الشرعية إلى برامج عمل واقعية، الحكم على شىء باعتبار شىء آخرَ حكمٌ على الشىء الآخر، المزية لا تستلزم الأفضلية، قيدُ الحيثية مُراعى، المرادُ لا يدفع الإيراد، فرقٌ بين الفهم والتبنى، الحكم على الشىء فرع عن تصوره، لا بد من معرفة المفتَى فيه معرفة تستوفيه، قد يتحدان ذاتاً ويختلفان اعتباراً، فقد الوجدان لا يستلزم فقد الوجود، عدم العلم ليس علماً بالعدم، الإذن فى الشىء إذن فى مكملات مقصوده، لا تصح المصادرة على المطلوب، فرق بين أن نعيش العصر النبوى وأن نطبق المنهج النبوى، الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فرق بين الحكم الثابت والفتوى المتغيرة، فرق بين الدرس الفقهى والترجيح الإفتائى، النكات لا تتزاحم، الدين أوسع من المذهب، لا يُعترض بمذهب على مذهب، الاجتهاد لا يُنقَض بالاجتهاد، الوسائل لها أحكام المقاصد.

بأمثال هذه القواعد الفقهية والضوابط الإفتائية، عشنا مع مولانا الإمام العلامة الأستاذ الدكتور على جمعة، حفظه الله ورعاه، منذ نحو ثلاثين عاماً، فى الحوزة الأزهرية، ذلك الرباط الأكبر فى الجامع الأزهر، سنين عدداً بشكل يومى من الصباح الباكر حتى الزوال، وليس لنا إلا طلب العلم من غرض ولا نوال، ونحن نتناقل العلوم، ونتلاقح الفهوم، دراسةً وتصحيحاً، وحفظاً وتنقيحاً، فى مجلس علمى أشبه بمجلس إمام الحرمين الجوينى، والذى أصبح تلاميذه فيه أساتذة الدنيا بعد ذلك، كحجة الإسلام الغزالى، وإلكيا الهراسى، وأبى المظفر الخوافى، وأبى الفتح الأرغيانى، وأبى نصر القشيرى، وتمتعنا بهذا الجو العلمى الرائد، الذى لا يتوافر فى أرقى الجامعات والمعاهد، وقد وطنّا أنفسنا على أننا حلقة وصل، تصل الفرع بالأصل، لننقل هذا الدين عمن قبلنا إلى من بعدنا، أو كما سمى الرودانى المالكى [ت1094هـ] كتابه: (صلة الخلف بموصول السلف).

ثم انتقلنا من عشرين سنة إلى دار الإفتاء المصرية، لنمارس فى كل فتوى كنا نصدرها مع شيخنا فضيلة الإمام العلامة مفتى الديار وحامى الذمار، عملية «تجديد الخطاب الدينى» بشكل يومى عملى، عشنا هذا التجديد بقلوبنا وعقولنا؛ حراكاً علمياً، ودرساً فقهياً، وعملاً إفتائياً جماعياً، عشناه فى عملنا وبيوتنا، عشناه بأجسادنا وأرواحنا، واصلنا فيه الليل بالنهار، لم نكتف بالمطبوعات حتى رجعنا إلى المخطوطات، حتى استطعنا بفضل الله أن نكوِّن فى دار الإفتاء حصيلةً هائلةً من الفتاوى المؤصلة العصرية، التى أخذت مكانتها العليا بين علماء العالم الإسلامى، وحتى صارت اللجنة الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية تستعين بهذا الفريق العلمى الذى صنعه على عينه فضيلة الإمام العلامة، والذى واءم فيه بين أصالة التراث الفقهى، وتطور العصر وسماته، بحيث تحتاج كل فتوى منها إلى ورشة عمل، لبيان مراحلها، وشرح مقدماتها ونتائجها، والعمق الأصولى الذى استندت إليه، والمنهج الرصين الذى انتهجَتْه، والكمية الهائلة من المراجع والأبحاث المتنوعة التى اعتمدَتْ عليها فى شتى المجالات العلمية المختلفة.

إنها عقد الجواهر اللؤلؤية التى تتزين بها دار الإفتاء المصرية، تلك هى أزهى عشر سنوات فى تاريخها منذ أن أنشئت إلى يوم الناس هذا، نقلها فيها مولانا نقلة نوعية، من المحلية إلى العالمية، ومن المحدودية إلى الشمولية، ومن اليدوية إلى الإلكترونية، ومن قضايا الإعدام إلى وسائل الإعلام، ومن رؤية الهلال إلى الدخول فى كل مجال.

وها هو مولانا العلامة، رضى الله عنه، يحرك المجتمع كما حرَّك المؤسسة، ويلقى بالضوابط والقواعد فى الماء الراكد، بنظره الثاقب وفكره الرائد، يطبق من خلاله قواعد الفتوى على ما عمت به البلوى، ويعلم الناس التقوى، ليكونوا بالعلم أقوى، فى شهر التقوى، ويتناول مسائل الحراك المجتمعى التى يزورُّ عنها كل عالم، ويتهيبُها كل فقيه، وينبو عنها كل متنطع، إنه المثال الحى لتطبيق الإسلام فى دنيا الناس، غضاً طرياً، وحديثاً ندياً.

اتقوا الله فى عالم الأمة ومُربّى الأجيال، الذى لا تتكرر منه الأمثال، اتقوا الله فى هذا الكنز النورانى الذى حبا الله به مصر دون سائر الأمصار، فلو عرفتموه كما عرفتُه، لأحببتموه كما أحببتُه.

وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قناة الناس شهر رمضان د على جمعة مكانة العلماء

إقرأ أيضاً:

الحكومة الجديدة بين الأمل و الرجاء

أتفهم حالة التباين فى الآراء التى تسود الشارع المصرى بعد أداء الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى اليمين الدستورية أمام الرئيس نهاية الأسبوع الماضى، فمصر التى تمر بمرحلة مفصلية فى تاريخها الحديث، تحتاج إلى الكثير من بذل الجهد المصاحب لاستراتجيات وأفكار مبتكرة، ودعونا ننظر إلى الحكومة بنظرة موضوعية.

بداية عزيزى القارئ لن أتخلى عن الامل فهو الذى يجعلنا نستكمل الحياة، وهو الوقود الذى يدفعنا الى الاستمرار، فلدى أمل كبير فى عبور مصر هذه المرحلة بما فيها من تحديات كبيرة، خاصة ما نراه فى منطقة تعصف بها الأزمات وما ستصل إليه ، الذى بالطبع سيشكل موازين قوى جديدة ستكون هى اللاعب الرئيسى فى منطقة الشرق الأوسط لعقود من الزمن ، هذا من ناحية ومن جانب آخر لدينا أزمة اقتصادية حقيقية نحتاج إلى حلول خارج الصندوق وهو مايقوم به الرئيس السيسى من جهد جبار فى سبيل عبور هذة الأزمة ، متأكدين أن جهود سيادته ستكلل بالنجاح.

لدى تفاؤل كبير خاصة فى بعض الحقائب التى تم اختيار افضل العناصر والكفاءات المشهود لها ، ولدى أيضا أمل فى بعض الحقائب أتمنى أن يستطيع من تولاها إضافة بصمة فى هذا الموقع وهذه المهمة .

تفاؤل بلا حدود

هناك بعض الحقائب التى جعلتنى بكل ثقة أن أنام مطمئناً قرير العين ، لان على رأسها كفاءات ذات عقلية فذة (براند نجاح) وعلى رأسهم تولى الفريق كامل الوزير منصب نائب رئيس الوزراء وتوليه وزارتى النقل والصناعه ، فتركيبة وعقلية هذا الرجل تسبقنا بسنين ضوئية، كنت أتمنى أن أجد 30 وزيراً بحجم الفريق كامل الوزير ، أؤكد لك عزيزى القارئ أن عاماً واحداً سيكون كفيلاً أن تكون مصر الحصان الأسود فى كل المجالات، تركيبة الفريق كامل لا تعرف شىء إلا العمل ثم العمل ثم الاخلاص لوطنه، تاريخ كبير من رئاستة للهيئة الهندسية، ثم تولى منصب وزارة النقل وكانت فى حالة يرسى لها، وقام ببناء شبكة طرق عالميه تستطيع مصر من خلالها البدء فى استقبال استثمارات عالمية، بدون عوائق بطرق ممهدة قادرة على اختصار الزمن ، مناطق لوجستية، موانئ بحرية وبرية، بصمات كامل الوزير تستطيع أن تلاحظها من مواعيد القطارات التى تستطيع أن تضبط ساعتك عليها، وهو أمر لم يكن موجود منذ مد، ثورة شهدتها السكة حديد فى مصر، منظومة نجاح ونموذج فريد لرجل بطل شريف مخلص لوطنه ، ليس أمامى إلا ان اشكر من فكر فى هذا الاختيار الذى سيحقق طفرة غير مسبوقة لوزير استثنائى.

 

تجديد الدماء

 

من أهم الحقاىب التى شكلها التغيير الوزارى وزارة الدفاع ، وكما عودتنا العسكرية المصرية أن لديها مخزون استراتيجى من الابطال القادرين على قيادة جيش بحجم جيش مصر ، وعى كبير واستثمار فى بناء الكوادر والكفاءات نلاحظه فى القوات المسلحة المصرية ، ليس هناك تقصير ممن سلف ولا إجادة الخلف فجميعهم أبناء العسكرية المصرية التى لا تقهر التى تبنى رجال قادرة على تولى المسئولية حال استدعاء الوطن فى أى توقيت وهذا ماشاهدناة منذ تولى المشير حسين طنطاوى وخلفه تلاميذه من بعدة لتكون هى راية دأب أبناء القوات المسلحة أن يتبادلها أبناؤها جيلاً تلو جيل.

 

إجادة و تجديد ثقة

 

لم أتفأجأ بتجديد الثقة فى تولى اللواء محمود توفيق وزارة الداخلية فى الحكومة الجديدة ، ولمَ لا وهذا الرجل الذى حقق طفرة استثنائية بوزارة الداخلية ، توفيق الذى أصر على تبنى استراتيجية وطنية هدفها الارتقاء بمستوى ضباط الشرطة المصرية ، وإدخال أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة لمكافحة الجريمة والقضاء على الإرهاب ، ارقام وإنجازات يومية تؤكد ، أن هناك ضابطا كفئاً يحمى عرين الأمن الداخلى وانه صمام أمان جدير بالاحترام.

ومن باب الإنصاف الداخليه تعيش ازهى عصورها ، وهناك حالة توافق كبيرة بين الشعب المصرى وشرطتة وهناك بصمات واضحه لاينكرها أحد لتوجيهات وتعليمات وزير الداخلية ، نشعر بها جميعاً كمواطنين واشعر بها انا شخصياً ، فى تعاون كبير من قيادات مديرية أمن الدقهلية ، وكذلك فرع الأمن الوطنى بالدقهلية ، الذين يبرهنون كل يوم  بأن فى مصر رجالاً قادرين على حماية أمن الوطن فى كل زمان ومكان.

 

العدل

 

حقيبة وزارة العدل من الحقائب السيادية التى لها أهمية كبيرة فهى المنوط بها تنفيذ العداله وإقرار القانون ، تولاها القاضى الجليل المستشار/ عدنان الفنجرى ، أحد شيوخ القضاء الاجلاء الذى يشار لة بالبنان فى الحزم واعلاء راية القانون.

توليه المسئولية خلفا لمعالى المستشار عمر مروان هذا الرجل الذى سيقف التاريخ أمامه كثيراً لما وصل إلية دولاب العمل الادارى والقضائى والتحول الرائع فى رقمك الوزارة .

مهمه كبيرة أوكلت لسيادتك متفائلين أنها ستشهد نجاحاً باذن الله، فالمستشار عمر مروان ، صاحب التاريخ الكبير فى وزارة العدل منذ أن كان وكيل نيابة القصر العينى ، مرورا بكافة المواقع التى أسندت لسيادتة سواء داخل الوطن او خارجه فحدث ولا حرج ، وهو الأمر الذى يجعل مسئولية تولية مدير مكتب رئيس الجمهورية امراً رغم صعوبته وما يصاحبه من مسؤليات جسام بمثابة مهمة وطنيه جديدة لرجل دولة من طراز فريد.

 

أحلام المصريين

 

لم تسعفنى السطور فى تناول جميع الوزارات مع اختلاف اشخاصها وطبيعة مسئوليتهم ولكن لدينا أمل وطموح أن نرى تجارب ناجحه ، لهؤلاء الوزراء سواء فى الخارجيه أو التعليم أو السياحة أو الأوقاف الخ .

 

المحافظون الجدد 

المحافظون الجدد ونوابهم عليهم مسئولية وطنية كبيرة ، نحتاج الى استلهام روح النشاط والجد والاجتهاد فى العمل الميدانى فى الشارع وليس من المكاتب المكيفه ، نحتاج المحافظ التنفيذى فى الشارع مع المواطنين ، تمنياتى لهم بالتوفيق.

 

بقى أن أبعث رسالة للشعب المصرى العظيم ، دعونا نتفاءل فبرغم ماتمر بة الدولة المصرية إلا أن هناك امل فى أن تسير الأمور على افضل حالة ، سنبنى مستقبل ابنائنا بالعمل والاجتهاد ونتسلح بالأمل ليكون لنا معولا للبناء وليس معولا للهدم.

 

وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.

 

المحامى بالنقض 

عضو مجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • الدكتور يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
  • ديوان المظالم
  • الحكومة الجديدة بين الأمل و الرجاء
  • دفتر أحوال وطن «278»
  • محمد علي رشوان يكتب: أساس النجاح.. على اللاعبين أن يدركوا أهمية المشاركة والسير على البرنامج التدريبي وتقليل الفسح والتنزه
  • كشف حساب حكومى
  • فكر جديد
  • أزمة مباراة!!
  • خانه الجميع (1)
  • التفكير بالتمنى وسكرة ينى