الوطن:
2025-02-02@07:45:37 GMT

السيد الشريف يكتب: منهج الاعتدال والوسطية

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

السيد الشريف يكتب: منهج الاعتدال والوسطية

على مدار تاريخ د. على جمعة مفتياً للجمهورية على مدار 10 سنوات، وعضواً بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأستاذاً ومربياً، كان العلامة «نور الدين» صاحب رؤى فقهية مبتكرة ووسطية ومعتدلة ومناسبة للعصر، ويستند فى فتاواه إلى القرآن والسنَّة والأدلة الفقهية المتعارف عليها. دائماً ما يسعى إلى تبسيط المعلومة الدينية وتوجيه الناس بطريقة مباشرة لفهم المبادئ الحقيقية للدين الإسلامى، والحفاظ على توازن بين النصوص الشرعية وحاجات الزمان والمكان، ما جعله مرجعاً دينياً لمسلمين كثيرين ويتمتع بشعبية جارفة داخل مصر وخارجها ويحظى بثقة الكثير بسبب منهجه الوسطى المستنير الذى تبنَّاه منذ أن تولى مهمة الدفاع عن الدين الإسلامى.

المتابِع لمنهج العالم الجليل يجد أن فتاواه وآراءه تتميز بالوسطية والاعتدال، ويُحدث حالة من التوازن بين النصوص الشرعية وحاجات الزمان والمكان، ما كان له بالغ الأثر فى تقديم معلومة دينية صحيحة مبنية على آراء مستمدة من الكتاب والسنَّة، فضلاً عن تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة، وحينما نتحدث عن «جمعة»، فنحن لسنا أمام عالم دين فقط، ولكن نتحدث عن عالم موسوعى وفقيه ومفكر، يتحدث بالعلوم الشرعية والاجتماعية بما يتناسب مع الدين وأحوال الناس ومعيشتهم، يتضح ذلك من كتبه ومؤلفاته التى أثرى بها المكتبة الإسلامية، وتعد طريقاً ومنهاجاً لطالبى العلوم الشرعية فى جميع أنحاء العالم.

العلامة الدكتور على جمعة يمثل أحد مصابيح الدين فى هذا العصر، فله صولات وجولات فى العديد من دول العالم تمكن خلالها من توضيح الصورة الحقيقية للإسلام وبيان منهجه الوسطى، وله دور مهم فى نشر قيم السلام العالمى والدعوة للحوار والتعايش بين جميع البشر باختلاف أديانهم وثقافاتهم، كما أن فضيلته يتمتع بشعبية جارفة وحب الكثيرين ولا يختلف عليه أحد، وأحد أبرز النجوم الساطعة فى سماء الدعوة الإسلامية، ويشهد على ذلك كتبه ومؤلفاته، فهو صاحب علم عريض وإنتاج غزير ورأى مستنير، ويواجه جماعات التشدد بثبات العالم الراسخ الواثق فى علمه المبنى على أدلة وأسانيد من الكتاب والسنَّة، ما جعله عالماً لغوياً متفرداً وفقيهاً أصولياً. حصل فضيلته على دكتوراه فى أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر 1988م مع مرتبة الشرف الأولى، وماجستير فى أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر 1985 بتقدير ممتاز، والإجازة العالية (ليسانس) من كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر 1979. تلقى فضيلته الفقه الشافعى بسند متصل لإمام الأئمة وناصر السنة محمد بن إدريس الشافعى (ت 204هـ)، وقد تلقى الإمام الشافعى العلم متصلاً بالسلسلة الذهبية عن الإمام مالك بن أنس عن نافع، عن ابن عمر رضى الله عنهما، عن النبى صلى الله عليه وسلم. كما حصل فضيلته على أعلى الأسانيد فى العلوم الشرعية وإجازات من أفاضل العلماء فى العلوم الشرعية فى الفقه والحديث والأصول وعلوم العربية.

العلامة صاحب اطلاع واسع بجميع العلوم والمجالات الشرعية وغير الشرعية، ومطلع على العلوم والثقافة والفكر، وأولى اهتماماً كبيراً لتطوير العمل الفقهى والدعوى، مستنداً إلى منهج يجمع بين التقاليد العريقة والحاجات المعاصرة. يجمع الدكتور على جمعة فى مكتبته الكثير من المراجع الصوفية، ودائماً ما يبحث عن التراث الصوفى فى الأجيال المتعددة، مما يجعله من النماذج الصوفية الحقيقية داخل مصر وخارجها، فضلاً عن حكمته وقدرته فى التواصل مع الناس، فهو نموذج للعالم الوسطى المستنير الذى يذود عن دينه وينشر منهجه الوسطى المعروف فى كل مكان يذهب إليه. وأختتم فأدعو الله تبارك وتعالى أن يبارك فى الدكتور على جمعة، وأن ينفع الجميع بعلمه، وأن يجزيه خير الجزاء عما يقدمه لخدمة الإسلام والمسلمين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: د على جمعة قناة الناس العلوم الشرعیة

إقرأ أيضاً:

أبو بكر الديب يكتب: من نيكسون لترامب.. هل يخشى الأمريكان عملة "بريكس"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رغم أن مجموعة أو تكتل "بريكس" لا يملك عملة مشتركة حتى الآن، والمناقشات في هذا الصدد ما زالت طويلة، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبدو أنه منزعج لهذا الاحتمال حتى أنه كرر تحذيره أكثر من مرة، لدول مجموعة "بريكس" والتي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، اضافة لمصر وإثيوبيا وإيران والإمارات وإندونيسيا، من استبدال الدولار كعملة احتياطية، ويتوعد في كل مرة بفرض رسوم جمركية بنسبة 10 %.

واليوم قال الرئيس الأمريكي من جديد: "سنطلب التزاما من هذه الدول المعادية على ما يبدو بألا تطلق عملة جديدة لمجموعة بريكس، ولا تدعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكي العظيم، وإلا فإنها ستواجه رسوما جمركية بنسبة 100 %..  ولا توجد فرصة لأن تحل مجموعة بريكس محل الدولار الأمريكي في التجارة الدولية أو في أي مكان آخر، وأي دولة تحاول ذلك يجب أن تقول مرحبا بالرسوم الجمركية، وداعا لأمريكا.

فيما ردت روسيا بأن أي محاولة أمريكية لإجبار الدول على استخدام الدولار ستؤدي إلى نتائج عكسية.

وخلال اجتماعات قمة بريكس الـ 16، فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم بحمله نسخة من عملة أطلق عليها عملة بريكس، وهو ما أثار ضجة إعلامية كبيرة في الغرب ورغم أن هذا الإعلان مبكر جدا، حيث إن بريكس ما زالت في بدايتها وما زالت تتفاوض على استخدام العملات المحلية في التعاملات التجارية بينها ولم تنفذ ذلك حتى الآن، فضلا عن إعلان "عملة موحدة للمجموعة كما لا يزال الدولار العملة الاحتياطية الأساسية في العالم، كما أن طرح عملة موحدة لبريكس يتطلب إنشاء بنك مركزي للمجموعة، يقوم بدوره بطرح هذه العملة للدول الأعضاء، إلا أن الرئيس الأمريكي، هدد أكثر من مرة بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول البريكس، في حالة الابتعاد عن الدولار، وإنشاء عملة جديدة.

لكن رغم تهديدات ترامب المتواصلة أوقفت روسيا والصين التعامل بالدولار الأمريكي في معظم التعاملات التجارية فيما بينهما، وتتم أكثر من 90 % من المعاملات التجارية بين البلدين بعملتي الروبل الروسي واليوان الصيني.

ويبدو أن ترامب قلق على مستقبل الدولار صاحب التاريخ الطويل الممتد منذ أكثر من 242 عاما وبالتحديد منذ أن أذن الكونجرس القاري للولايات المتحدة بإصدار العملة القارية في عام 1775 وفي 2 أبريل 1792، استحدث كونجرس الولايات المتحدة الدولار الأمريكي كوحدة قياسية مالية موحدة في البلاد.

ومنذ إطلاق العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" في عام 1999 وحتى نهاية عام 2022، انخفضت نسبة مساهمة الدولار في احتياطيات النقد الأجنبي العالمي من 71% إلى 58%، وسط توقعات بأن تستمر رحلة تراجع حصة الدولار في الاحتياطات الأجنبية العالمية، حال انخفاض نسبة مساهمته في حجم التجارة الدولية، والتي تبلغ حاليًا 50% من إجمالي المعاملات التجارية العالمي، وسط تأثير متزايد لليوان الصيني والعملات غير الدولارية الأخرى على هيمنة "الورقة الخضراء" على الاقتصاد العالمي.

وبحسب معطيات صندوق النقد الدولي، انخفضت حصة العملة الأمريكية في الاحتياطيات الدولية بالبنوك المركزية العالمية خلال الربع الثالث من العام الماضي مقابل زيادة حصة عملات أخرى.. ورغم أن الدولار كان عادة العملة الاحتياطية المفضلة لغالبية البنوك المركزية على مستوى العالم بسبب استخدامه على نطاق واسع واستقراره في الأسواق العالمية، إلا أنه بدأ يخسر هيمنته تدريجيا منذ بداية الألفية الحالية، عندما كانت حصته تفوق 70%.. ويأتي ذلك التراجع في وقت تتسارع فيه خطوات عدة دول وتكتلات اقتصادية إلى الحد من هيمنة الدولار على التعاملات التجارية حول العالم، وخاصة عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وفرض العقوبات الغربية على موسكو، وبدأ ذلك من خلال التوجه نحو التعامل بالعملات الوطنية للدول على الصعيد الثنائي، أو من خلال إطلاق عملات جديدة، بما يسهم في تعرض الدولار لتحديات مستقبلية واسعة تتجدد معها التساؤلات بشأن ما إن كان العالم سوف يشهد بداية النهاية لهيمنة الدولار في ضوء تلك التطورات.

"والدولار" هو تلك القوة الناعمة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو سلاح فتاك لا يقل قدرة وفعالية عن أسلحة الحرب المتعارف عليها ولذا تحرص واشنطن على قوته بكل السبل المعلنة والخفية، وحاربت من أجل إيجاد نظام نقدى جديد يعتمد على الدولار عقب الحرب العالمية الثانية، وتحول الدولار الأمريكي من عملة محلية إلى عملة العالم الأولى، تستخدمه الولايات المتحدة كسلاح اقتصادي للدمار أحيانا، وهو ما تحاول فعله مع روسيا حاليا ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وتعود حكاية هيمنة الدولار على العالم إلى ما بعد  انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث اتجهت الدول المنتصرة فيها، إلى تقسيم الغنيمة ورسم صورة جديدة للعالم فى ظل اختلاف موازين القوى، وكانت أمريكا بالطبع الأقوى عسكريا واقتصاديا، فوقعت مع 43 دولة اتفاقية "بريتون وودز" عام 1944، لتطوير النظام النقدى الدولى الجديد، وجعلت فيها "الدولار" هو المعيار النقدى الدولى لكل عملات العالم، بعد أن كان الذهب هو الغطاء النقدى لكل هذه العملات، وتعهدت أمريكا - وقتها - بأنها ستملك غطاء من الذهب، يوازى ما تطبعه من دولارات، وتثبيت قيمة الدولار أمام الذهب بما يعادل 35 دولارا للأوقية، أى أن من يسلم أمريكا 35 دولارا تسلمه أمريكا "أوقية ذهب"، بينما باقى العملات يتم تقييمها بالدولار، وليس بالذهب مباشرة، وهنا سبب تسمية "الدولار" بالعملة الصعبة، فهو العملة الوحيدة التى يمكن استبدالها بالذهب، واكتسب ثقة دولية لاطمئنان العالم لوجود تغطيته من الذهب فى أمريكا، صاحبة أكبر رصيد من الذهب حينها، حيث كانت تمتلك 75% من ذهب العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

وجمعت الدول فى خزائنها أكبر قدر من الدولارات، على أمل تحويله لقيمته من الذهب، فى أى وقت أرادوا، واستمر الوضع على هذا الحال حتى منتصف أغسطس عام 1971، حيث خرج "ريتشارد ميلهاوس نيكسون"، وهو الرئيس السابع والثلاثون لأمريكا، بعد اجتماعات سرية فى "كامب ديفيد" مع رئيس الاحتياطى الفيدرالى ووزير الخزانة ومستشارين فى البيت الأبيض، ليصدم شعوب وحكومات العالم جميعا، ويعلن بشكل مفاجئ، أن بلاده لن تسلم حاملى الدولار، ما يقابله من ذهب، وهو ما سمى بـ "صدمة نيكسون"، ليكتشف العالم، أن الولايات المتحدة كانت تطبع الدولارات بلا حساب، وأن ما طبعته كان أكثر بكثير من الذهب الذى تملكه، وأنها اشترت خيرات الشعوب، وامتلكت ثروات العالم بحفنة من "أوراق خضراء" لا غطاء ذهبى لها.. ولم تتمكن أى دولة من الإعتراض ورفض هذا النظام النقدى الجديد، لأن هذا كان معناه حينها أن كل ما خزنته هذه الدول من مليارات الدولارات فى بنوكها سيصبح ورقا بلا قيمة، وهى نتيجة أكثر كارثية مما أعلنه الرئيس الأمريكي.

وأعلن نيكسون، حينها تعويم الدولار لينزل فى السوق تحت المضاربة، وسعره يحدده العرض والطلب، ولن تكون له قيمة ثابتة كما كان سابقا، خلافا لاتفاقية "بريتون وودز" التى جعلت قيمة محددة للدولار مقابل الذهب، وبذلك أصبحت واشنطن قادرة على التلاعب بقيمة الدولار، ومن ثم التلاعب بقيمة عملات الدول الأخرى المرتبطة به، عبر تحكمها فى كمية الدولارات التى تطبعها وتطرحها فى السوق النقدية.. وقال نيكسون كلمته الشهيرة: "يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها، ويجب أن يلعبوها كما وضعناها".. وبذلك صارت أمريكا تشترى ما تريده من ثروات الشعوب دون أن تخسر شيئا، لتحقق الرفاهية للشعب الأمريكى بلا تعب ولا حروب.

 

 

مقالات مشابهة

  • بإجمالي 1150 دارسًا.. انطلاق اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالإسكندرية
  • تحرك برلماني عاجل بشأن تعريب العلوم الطبية في الأزهر الشريف -تفاصيل
  • الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
  • علي جمعة: منكرو السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
  • محطَّاتٌ خالدةٌ من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
  • د.غانم السعيد يكتب: الدين واللغة.. دعائم الهوية
  • أبو بكر الديب يكتب: من نيكسون لترامب.. هل يخشى الأمريكان عملة "بريكس"
  • عاجل| القيادة الوسطى الأميركية: نفذنا غارة دقيقة بسوريا استهدفت أحد عناصر منظمة حراس الدين التابعة للقاعدة
  • شاهد| اليمن وقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.. حضور متميز في وجدان الشعب الفلسطيني
  • ختام فعاليات البرنامج التدريبي الشامل لتنمية مهارات مُعلمي «العلوم الشرعية والعربية» بالشرقية