السيد الشريف يكتب: منهج الاعتدال والوسطية
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
على مدار تاريخ د. على جمعة مفتياً للجمهورية على مدار 10 سنوات، وعضواً بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأستاذاً ومربياً، كان العلامة «نور الدين» صاحب رؤى فقهية مبتكرة ووسطية ومعتدلة ومناسبة للعصر، ويستند فى فتاواه إلى القرآن والسنَّة والأدلة الفقهية المتعارف عليها. دائماً ما يسعى إلى تبسيط المعلومة الدينية وتوجيه الناس بطريقة مباشرة لفهم المبادئ الحقيقية للدين الإسلامى، والحفاظ على توازن بين النصوص الشرعية وحاجات الزمان والمكان، ما جعله مرجعاً دينياً لمسلمين كثيرين ويتمتع بشعبية جارفة داخل مصر وخارجها ويحظى بثقة الكثير بسبب منهجه الوسطى المستنير الذى تبنَّاه منذ أن تولى مهمة الدفاع عن الدين الإسلامى.
المتابِع لمنهج العالم الجليل يجد أن فتاواه وآراءه تتميز بالوسطية والاعتدال، ويُحدث حالة من التوازن بين النصوص الشرعية وحاجات الزمان والمكان، ما كان له بالغ الأثر فى تقديم معلومة دينية صحيحة مبنية على آراء مستمدة من الكتاب والسنَّة، فضلاً عن تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة، وحينما نتحدث عن «جمعة»، فنحن لسنا أمام عالم دين فقط، ولكن نتحدث عن عالم موسوعى وفقيه ومفكر، يتحدث بالعلوم الشرعية والاجتماعية بما يتناسب مع الدين وأحوال الناس ومعيشتهم، يتضح ذلك من كتبه ومؤلفاته التى أثرى بها المكتبة الإسلامية، وتعد طريقاً ومنهاجاً لطالبى العلوم الشرعية فى جميع أنحاء العالم.
العلامة الدكتور على جمعة يمثل أحد مصابيح الدين فى هذا العصر، فله صولات وجولات فى العديد من دول العالم تمكن خلالها من توضيح الصورة الحقيقية للإسلام وبيان منهجه الوسطى، وله دور مهم فى نشر قيم السلام العالمى والدعوة للحوار والتعايش بين جميع البشر باختلاف أديانهم وثقافاتهم، كما أن فضيلته يتمتع بشعبية جارفة وحب الكثيرين ولا يختلف عليه أحد، وأحد أبرز النجوم الساطعة فى سماء الدعوة الإسلامية، ويشهد على ذلك كتبه ومؤلفاته، فهو صاحب علم عريض وإنتاج غزير ورأى مستنير، ويواجه جماعات التشدد بثبات العالم الراسخ الواثق فى علمه المبنى على أدلة وأسانيد من الكتاب والسنَّة، ما جعله عالماً لغوياً متفرداً وفقيهاً أصولياً. حصل فضيلته على دكتوراه فى أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر 1988م مع مرتبة الشرف الأولى، وماجستير فى أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر 1985 بتقدير ممتاز، والإجازة العالية (ليسانس) من كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر 1979. تلقى فضيلته الفقه الشافعى بسند متصل لإمام الأئمة وناصر السنة محمد بن إدريس الشافعى (ت 204هـ)، وقد تلقى الإمام الشافعى العلم متصلاً بالسلسلة الذهبية عن الإمام مالك بن أنس عن نافع، عن ابن عمر رضى الله عنهما، عن النبى صلى الله عليه وسلم. كما حصل فضيلته على أعلى الأسانيد فى العلوم الشرعية وإجازات من أفاضل العلماء فى العلوم الشرعية فى الفقه والحديث والأصول وعلوم العربية.
العلامة صاحب اطلاع واسع بجميع العلوم والمجالات الشرعية وغير الشرعية، ومطلع على العلوم والثقافة والفكر، وأولى اهتماماً كبيراً لتطوير العمل الفقهى والدعوى، مستنداً إلى منهج يجمع بين التقاليد العريقة والحاجات المعاصرة. يجمع الدكتور على جمعة فى مكتبته الكثير من المراجع الصوفية، ودائماً ما يبحث عن التراث الصوفى فى الأجيال المتعددة، مما يجعله من النماذج الصوفية الحقيقية داخل مصر وخارجها، فضلاً عن حكمته وقدرته فى التواصل مع الناس، فهو نموذج للعالم الوسطى المستنير الذى يذود عن دينه وينشر منهجه الوسطى المعروف فى كل مكان يذهب إليه. وأختتم فأدعو الله تبارك وتعالى أن يبارك فى الدكتور على جمعة، وأن ينفع الجميع بعلمه، وأن يجزيه خير الجزاء عما يقدمه لخدمة الإسلام والمسلمين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: د على جمعة قناة الناس العلوم الشرعیة
إقرأ أيضاً:
وفاة الداعية الإسلامي عبد الرحمن الشريف في الفيوم
حاله من الحزن الشديد شهدتها قرية الروبيات التابعة لمركز طامية، بمحافظة الفيوم، بعد وفاة الداعية الإسلامي عبد الرحمن الشريف، 23 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء تواجدها في منزله.
وأوضح خالد عبد الرحمن أحد أصدقاء الشيخ: «انا الشيخ كان يعاني من بعض التعب وأصيب بأزمة قلبية منذ أسبوع وتم نقله إلى المستشفى ثم توفي اليوم متأثرا بأزمة قلبية حسب الأطباء وجار تجهيز وإنهاء إجراءات الدفن في مقابر الأسرة.
وأشار صديق الشيخ المتوفي، أن الراحل كان يعاني من مرض القلب خلال الفترة الماضية وكان دائم التردد إلى بعض الأطباء بسبب شكواه أكثر من مرة من اضطراب القلب وتعرضه لأزمات صحية.
وفاة شخص وإصابة آخر في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالفيوم