صلاة تجعل الملائكة تسأل عنك في رمضان.. يغفلها الكثيرون
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
قيام الليل كنز عظيم ومعجزة حقيقية لمن يداوم عليها، ولا شكّ أنّها من أعظمِ الطّاعات عند الله - سبحانه وتعالى-، وهي كنزٌ عظيمٌ لمن أدركها؛ فتتحصَّلُ فيها الطُّمأنينة والرِّضا، ويحصل العبد من صلاة قيام الليل على الأجر الوفير والخير الكثير حيث تشهدها الملائكة وتكتبها السَّفرة الكِرام البررة، فلْيحرص كل مؤمن على هذه العبادة الجميلة، كلٌّ حسب طاقته.
بنسبة 90 % هو أهم أدوات السعي لأي شيء أنت تريده، فكرة الخلوة بالليل بنفسك والناس نائمة من حولك وأنت قائم تصلي وتدعي وتبكي كفيلة إنها تصلح أي أمر دمر عندك (نفسياً ومعنوياً ومادياً)، قال أحد السلف: (أتعجبّ ممّن له عند الله حاجة كيف ينام وقت السحر)، يكفيك ربع ساعة أو ثلث ساعة فقط من الليل تركع لله فيهم، فسهام الليل لا تُخطئ الهدف أبداً حتى وإن لم تصبه إصابة كاملة.
- ألا يَكفيك أَن اللَّٰه إصطفاك من بين أَهل بيتك و بلدتك لِتُناجيه و يُطلِق لسانك بالدُعاء لِيَستجيب لَك
- أما يَكفيك أنه حِين تَغيب ليلة عن قِيام الليل فَتنظُر الملائكة علىٰ بيتك فتَراهُ مُظلم و قد اعتادت أن تَراهُ مُنيراً كل يوم
- فَتسأل عليك ما أصَابَك فَتَخَلفتَ الليلة عن قيام الليل
- فإن كُنت مريضاً دَعوا لَكَ بالشِفاء و إنْ كُنت مَهمومَاً حَزيناً دَعت لَك بأن يُفرَّج هَمك
- أما يَكفيك أنهُ ستكون لَكَ صُحبةٌ فـِ السماء فإن غِبت عنهم سَألوا الله عليك.. فلا تنس قيام الليل .
وقد علم العارفون أنَّ قيامَ الليل مدرسةُ المخلصين، ومضمارُ السابقين، وأنّ الله تعالى إنما يوزّع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويحرم منها الغافلون والنَّيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة، ولا نوَّر الله قلبًا بحكمة، إلاّ بحظ من قيام الليل.
والسرُّ في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله تعالى خيرًا مما فقد، وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا، ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره."
ولا ريب أنَّ الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه، وفضلاته، ما هو من أنفع شيء له، سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن، والروح، والقلب".
ولهذا لا تجد أصح أجسادًا من قوَّام الليل، ولا أسعد نفوسًا، ولا أنور وجوهًا، ولا أعظم بركة في أقوالهم، وأعمالهم، وأعمارهم، وآثارهم على الناس، وقوَّام الليل أخلص الناس في أعمالهم لله تعالى، وأبعدهم عن الرياء، والتسميع، والعجب، وهم أشدّ الناس ورعًا، وأعظمهم حفظًا لألسنتهم، وأكثرهم رعاية لحقوق الله تعالى، والعباد، وأحرصهم على العمل الصالح.
ولا بد من تذكرة أخيرة، وهي أنه "صلى الله عليه وسلم" لم يترك هذه السُّنَّة قطُّ في حياته، لا في مرض، ولا في كسل، ولا في غيره، وهي سُنَّة قيام الليل، حيث روى أبوداود - وقال الألباني - صحيح: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ: قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: "لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا".
وكان ينصح أصحابه بالحفاظ عليه، وعدم التذبذب في أدائه، حيث روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرِو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِيّ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ».
وتتحقَّق هذه السُّنَّة بصلاة ركعتين أو أربع، أو أكثر، في أي وقت من بعد صلاة العشاء، وإلى قبل صلاة الفجر، وقد أراد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لجميع المسلمين أن يؤدوا هذه السُّنَّة، فجعل الأمر سهلًا على الجميع، فلم يشترط طول القيام، إنما نصح أن نصلي قدر الاستطاع، حيث روى أبو داود - وقال الألباني - صحيح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قيام الليل قيام الليل في رمضان
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس: تزامن الأصوام علامة طيبة تجعل الشعب كله صائما ومصليا رافعا القلب لله
هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمناسبة مجيء الصوم الكبير، الذي بدأته الكنيسة أمس الأول، واصفًا إياه بأنه يعد فترة روحية دسمة ننتظرها كل عام، وهو الصوم الذي نحتفل في نهايته بعيد القيامة المجيد.
التهنئة بحلول شهر رمضانجاء ذلك في مستهل عظته في اجتماع الأربعاء الأسبوعي التي ألقاها من المقر البابوي بالقاهرة اليوم.
كما قدم التهنئة لإخوتنا المسلمين بقرب حلول شهر رمضان المبارك، لافتًا إلى أن تزامن الأصوام يعد علامة طيبة لنا في مصر، من أجل أن يكون الشعب كله صائمًا ومصليًا رافعًا القلب لله، من أجل أن يتحنن على عبيده في كل مكان.
واستأنف قداسة البابا اليوم الاجتماع الأسبوعي لقداسته بعد انتهاء فترة الأعياد، معلنًا أنه سيبدأ سلسلة تعليمية جديدة تحت عنوان "ثنائيات في أمثال المسيح" مشيرًا إلى أن كل مثل يحوي نموذجًا إيجابيًّا وآخر سلبيًّا، نتعلم منهما معًا.