بوابة الوفد:
2025-03-25@21:58:44 GMT

الدعاء والإجابة

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

رمضان شهر البركات والنفحات، يقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ لِرَبِّكُمْ (عز وجل) فِى أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا».
ومن صور التعرض لمواطن البركات فى رمضان: أن يتضرع الإنسان إلى ربه مخلصًا منيبًا، قال سبحانه: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، ويقول (تعالى): «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، فالدعاء عبادة لله (تعالى)، والله سبحانه لا يرد من دعاه، ولا يترك ضعيفًا احتمى بحماه.


وهناك صلة بين الصيام والدعاء، فكل صائم له نصيب من قبول دعائه عند الله (تعالى)، وهذا ما بيّنه النبى (صلى الله عليه وسلم) بقوله: «ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ (عز وجل) وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين.
والدعاء ليس سلاح الضعفاء كما يتوهم البعض، الدعاء سلاح الأقوياء الآخذين بالأسباب، المؤمنين بأن الأسباب لا تؤدى إلى النتائج بطبيعتها، إنما برحمة الله (تعالى) وعونه وسداده وإرادته وتوفيقه.
وقد قالوا: من رزق الدعاء رزق الإجابة، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إن الله (عز وجل) حيىّ كريم يستحيى إذا رفع العبد يديه أن يردهما صفرًا خائبتين»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): إن لله (عز وجل) ملكًا موكلًا بمَن يقول: يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، فإذا قالها العبد ثلاثًا قال الملك الموكل: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "ما من مسلم يدعو الله (عز وجل) بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه بها إحدى ثلاث: إما يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له فى الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: «الله أكثر»، وسمع النبى (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رَجُلًا، يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِى لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُوًا أَحَدٌ، قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِى إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ».
وقد سمى الله (عز وجل) الدعاء فى القرآن عبادة فى أكثر من موضع، مما يدل على عظم مكانته، منها قوله سبحانه: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» وقوله فيما حكاه عن نبيه إبراهيم (عليه السلام): «وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّى عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّى شَقِيّاً»، مما يبين لنا عظم شأن الدعاء وأنه أساس العبودية وروحها، وعنوان التذلل والخضوع والانكسار لله (عز وجل)، والإخبات والإنابة إليه سبحانه وتعالى، ولهذا حث الله عباده عليه، وأرشدهم إليه، ووعدهم الإجابة منة منه وكرمًا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صلى الله علیه وسلم أرحم الراحمین عز وجل

إقرأ أيضاً:

الاستناد للباطل يُحوِّلُ القوةَ إلى ضعف

أحمد الرصين

هذا هو حال أمريكا في هذا الزمن وهكذا هو حال كُـلّ من يقف مع الظالم وهكذا هو حال كُـلّ من يسعى في الأرض الفساد والدلائل والشواهد في العصور السابقة كثيرة جِـدًّا، والشاهد في عصرِنا الحالي واضح وجلي لكل من يُريد أن يعتبر، لكل من يريد النظر إلى ما ستؤول إليه الأمور.

انظر إلى أمريكا و”إسرائيل” أليسوا طواغيت عصرِنا هذا؟!

وانظر إلى انهيار أمريكا وَعجزها عن مواجهة الصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية في البحار.

وانظر إليها كيف تسعى للبحث عن بدائلَ رغم دخولها في الحرب بِحاملات طائرات عملاقة وطائرات الشبح المتطورة.

ولأنها فشلت وَعجزت ها هي تتجه لتتمسك بما يتمسك به الضعيف وسائل العاجز؛ كي تضغط على اليمن وتمنعه من الوقوف مع الحق كي تمنعه عن أداء واجبه الإيمَـاني وَالديني وَالإنساني والأخلاقي؛ مِن أجلِ تحييد الموقف اليمني وصدّهِ عن مناصرة الحق عن مناصرة أهلنا المظلومين وأصحاب الحق المشروع في فلسطين.

ففي اليمن أمريكا هشة تعجز تنهار رغم ما تمتلكه من الأسلحة المتطورة ورغم كُـلّ ما لديها من نفوذ في هذا العالم ورغم تلك الوسائل المتعددة التي تتباهى بها أمام العالم ورغم ما لديها من رصيد اقتصادي هائل في جميع أنحاء العالم ولكنها ضعيفة عندما يتعلق الأمر بمواجهة الحق.

عندما تكون المواجهة أَو الحرب منحصرة بين حق وباطل فَــإنَّ الحق يقوى ويكبُرُ رغم بساطة ما يمتلكه من أسلحة وأموال وقلّة عدد المناصرين والمؤيدين.

والباطل يضعُف وَينهار وَيُزهق رغم كثافة ما يمتلكه من أسلحة وَأرصدة هائلة وكثرة عدد المؤيدين له وَالمناصرين.

وهذهِ سُنن الله سبحانه وتعالى في خلقه على مرِّ العصور السابقة.

ونهاية الظالمين في الوقت المعلوم ستكون أبسطَ من رفع الشعرة من كوب الماء، وَمصيرُهم مخزٍ بشكل لا يُتصوَّرُ عند الكثير من الناس الذين يعانون من ضعف الإيمان بالله سبحانه وتعالى، أما بنسبة للمؤمنين فَــإنَّهم يشهدون نهايةَ الظالمين من خلال وعد الله سبحانه وتعالى قبل أن يحين وقتُه.

مقالات مشابهة

  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • معونة للعاقل وتذكير للغافل.
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • مفتي الجمهورية: الدعاء بالرحمة للأحياء والأموات مشروع في الإسلام
  • هناك شروط لا يستجاب الدعاء إلا بها فما هى؟.. شيخ الأزهر يوضحها
  • شيخ الأزهر: الله لا يقبل الدعاء إذا كان لغرض فاسد أو بشيء مستحيل
  • شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب
  • الاستناد للباطل يُحوِّلُ القوةَ إلى ضعف
  • علامات ليلة القدر.. كيف يعرف المسلم أنها نزلت عليه؟
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم