ما السر وراء تعافي مرضى من أنواع سرطان تعتبر غير قابلة للشفاء؟
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
تعتزم شركة ناشئة إجراء تحليل لخصائص مرضى "استثنائيين" تعافوا من أنواع سرطان تعتبر عادة غير قابلة للشفاء، وهم قلة يقتصر عددهم على بضعة آلاف في العالم، سعيا منها إلى اكتشاف الآليات التي أفضت إلى بقائهم على قيد الحياة خلافا للتوقعات، وتعميمها على نطاق واسع علها تسهم في إنقاذ آخرين.
وأوضح أحد مؤسسي شركة "كيور 51" نيكولا فوليكوف لوكالة الصحافة الفرنسية أن هؤلاء الأشخاص الذين تطلق عليهم بالإنجليزية تسمية "آوتلايرز" (outliers) "هم الذين اتخذ مسار المرض لديهم منحى مختلفا تماما عما هو مألوف لدى الآخرين، لأسباب مجهولة".
وشاركت في إطلاق "كيور 51" قبل 3 سنوات مراكز لعلاج السرطان ذات شهرة عالمية على غرار "غوستاف روسي" أو "ليون بيرار" في فرنسا ومعهد الأورام في ميلانو ومستشفى "شاريتيه" في برلين.
وتستعد الجهات المؤسسة لإنشاء "أول قاعدة بيانات عالمية للناجين من السرطان".
ويتعلق نطاق الدراسة بمرضى بقوا على قيد الحياة أكثر من 3 أو 5 سنوات رغم كونهم مصابين بواحد من أنواع السرطان الثلاثة الأشد فتكا، وهي الورم الأرومي الدبقي، الأخطر بين أورام الدماغ، والسرطان الغدي النقيلي في البنكرياس، وسرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة.
ولاحظ نيكولا فوليكوف أن "الجامع المشترك بين هذه الأنواع هو كونها فتاكة جدا، ولم يسجل تقدم فعلي في وسائل معالجتها خلال السنوات الـ15 الأخيرة".
إلا أن عددا محدودا من المصابين بهذه الأنواع لا يتجاوز بضع عشرات الآلاف في مختلف أنحاء العالم، يبقون على قيد الحياة، لأسباب غير معروفة، هي ما تهدف هذه الدراسة إلى فهمها.
1300 مريض
وأوضح نيكولا فوليكوف أن "كل الدراسات حتى الآن كان ترتكز إلى بيانات مرضى من أميركا الشمالية أو أوروبا الغربية"، أما نطاق الدراسة الجديدة "فسيكون أكبر بكثير".
وأشار إلى أن 50 مركزا من مختلف أنحاء العالم أعربت عن استعدادها للتعاون في توفير بيانات عن هؤلاء الناجين.
وحددت الشركة الناشئة التي يقع مقرها في باريس نحو 1300 مريض ستتمكن من الحصول على ملفاتهم، وهو رقم تعتبره الفرق العلمية كافيا لإجراء دراسة تتسم بالدقة والصدقية.
وشرح الرئيس التنفيذي لـ"كيور 51″ أن "تحليل التقارير الطبية، والصور الطبية، والخلايا السرطانية" سيبدأ فور جمع كل البيانات المطلوبة.
وستؤخذ في الاعتبار أيضا نتائج استبيانات تتضمن معلومات عن نمط حياتهم ونومهم ونظامهم الغذائي ودور المحيطين بهم.
وأملت طبيبة الأورام في مركز ليون-بيرار بمدينة ليون الفرنسية أوليفيا لو سو التي تشرف على المشروع، في أن تتيح الدراسة "في نهاية المطاف اكتشاف (التوقيع الجزيئي) الذي يفسر البقاء الاستثنائي لهؤلاء المرضى على قيد الحياة"، بمعنى السمات الجزيئية التي مكّنتهم من النجاة.
وقال رئيس شبكة المستشفيات الفرنسية لمكافحة السرطان "أوني كانسير" (Unicancer) الشريكة في المشروع جان إيف بليه إن "ما يتيح إجراء هذه التحاليل هو التقدم التكنولوجي" المسجل أخيرا في مجال تحديد التسلسل الجزيئي، والذي وفّر دقة أكبر، وأسهم في خفض التكلفة.
كذلك سيستخدم الذكاء الاصطناعي في رصد خصائص مشتركة بين هؤلاء المرضى، وخصوصا من خلال مقارنتها مع خصائص مرضى متوفين.
مساهمة
وإذ أعلنت "كيور 51″، الأربعاء، أنها تمكنت من جمع رأسمال قدره 15 مليون يورو (حوالي 16.3 مليون دولار)، أعربت عن طموحها في أن تمويلها في نهاية المطاف قائم على عقود تعاون مع شركات التكنولوجيا الحيوية أو صناعة الأدوية.
ويتمثل هدفها النهائي في توفير إمكان التوصل إلى أدوية تستند إلى الخصائص الجزيئية للمرضى الناجين، بغية إتاحة فرص شفاء لأكبر عدد ممكن من الناس.
وتطوع إرفيه، (الذي لم يشأ ذكر اسم عائلته)، وهو مدرس، للمشاركة في الدراسة، ما إن سمع بها.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "قبل 8 سنوات، عندما كنت في الأربعين، اكتشفت أنني مصاب بالورم الأرومي الدبقي، وهو أشد أنواع سرطان الدماغ فتكا". وأضاف "منذ البداية، قلت لنفسي: الأمر خطير، لكنك في حالة حرب وستنتصر، ومنعت نفسي من الموت من أجل زوجتي وأولادي".
وأجريت لإرفيه عملية جراحية لإزالة الورم، ثم خضع لعلاج إشعاعي وبعده لعلاج كيميائي. وتوالت طوال أشهر صور الرنين المغناطيسي التي تؤكد أن الورم لم يعاود الظهور.
وقال المدرس "أعتقد أن طبيبي كان أول من فوجئ بهذه النتائج، وفي كل موعد معه كنت ألاحظ الارتياح على وجهه".
واليوم، يريد أن إرفيه أن يكون مفيدا للآخرين. وقال في هذا الصدد "أنا أدرك جيدا أن لديّ حظا استثنائيا، وشعرت بأنها الفرص المناسبة لأقدم مساهمة" في شفاء الآخرين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات على قید الحیاة
إقرأ أيضاً:
سرطان البروستاتا يتصدر القائمة.. الأكثر تشخيصًا في بريطانيا بارتفاع 25% خلال 4 سنوات
أصبح سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعًا في المملكة المتحدة، وفقًا لجمعية سرطان البروستاتا، التي أفادت بارتفاع حالات التشخيص بنسبة 25% بين عامي 2019 و2023، ليتجاوز بذلك سرطان الثدي للمرة الأولى.
قصة ناجي:اعلانيُعد براين هاريسون (54 عامًا) رمزًا للأمل. شُخصت إصابته بسرطان البروستاتا المتقدم عام 2014، وخضع لعلاج ناجح. لكن تجربته الشخصية حوّلها إلى حملة توعية بين أصدقائه القدامى، الذين يجمعهم معًا منذ المدرسة الابتدائية.
وقال براين: "عندما أخبرتهم بقصتي، قرروا إجراء الفحوصات.. واكتُشف المرض لدى 3 منهم". اليوم، يحث الرجال على كسر "تابو الصمت" حول المرض.
الأرقام صادمة:سجلت إنجلترا وحدها 55,033 حالة جديدة عام 2023، مقارنة بـ44,130 حالة عام 2019. وأشارت البيانات إلى أن 1 من كل 8 رجال في المملكة المتحدة سيُصاب بالمرض خلال حياته، لكن الخطر يرتفع إلى 1 من كل 4 بين الرجال السود، وفقًا للبروفيسور فرانسيس شينيغوندو، الجراح البولوي البارز، الذي يؤكد: "التوعية وفحص (PSA) هما السلاح الأهم، خاصة للمجتمعات الأكثر عُرضة".
Relatedخطر الوفاة بسرطان البروستاتا أعلى لدى الرجال ذوي الوزن الزائددراسة جديدة: السمنة تزيد من خطر مضاعفات السرطان لدى الأطفالأطباء: وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مصاب بسرطان البروستاتاكيت ميدلتون ورحلتها مع السرطان.. أول زيارة علنية لها إلى المستشفى الذي عالجهاأعراض لا تُهمل:تتضمن الأعراض:
تكرار التبول، خاصة ليلًا.
ضعف تدفق البول.
ظهور دم في البول.
ويُنصح الرجال فوق 50 عامًا – أو 45 عامًا لمن لديهم تاريخ عائلي أو ينتمون للمجموعات عالية الخطورة – بطلب فحص الدم (PSA) الذي يكشف المؤشرات المبكرة للمرض.
المشكلة: القيود الحكومية!رغم أهمية الفحص، تُطالب الجمعية بتعديل إرشادات النظام الصحي البريطاني (NHS)، التي تمنع الأطباء من إجراء فحص (PSA) إلا بناءً على طلب المريض. وأوضحت كيارا دي بياسي من الجمعية أن : "الرجال مُجبرون على بدء الحوار مع الطبيب بأنفسهم.. هذه القيود عفا عليها الزمن وتحتاج لتغيير عاجل".
لماذا ارتفعت الأرقام؟تُرجع الجمعية السبب إلى:
حملات التوعية التي قادها ناجون ومشاهير، مثل بطل الأولمبياد السير كريس هوي، الذي كشف عن إصابته عام 2023.
التقدم في أدوات التشخيص.
زيادة التركيز على الفحص المبكر.
مستقبل المرض:يعكف الباحثون على تطوير فحوصات أكثر دقة للكشف المبكر، بينما تحذر الجمعية من أن "الارتفاع في الأرقام قد يكون مجرد غيض من فيض"، داعيةً إلى تضافر الجهود لإنقاذ حياة الآلاف.
هذا السرطان ليس حكمًا بالإعدام إذا اكتُشف مبكرًا، هكذا يختصر الناجون رسالتهم، في وقت باتت فيه المواجهة الفردية للمرض جزءًا من معركة جماعية ضد الصمت والإهمال.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق القران عدة مرات منتجات فرد الشعر تسبب سرطان الرأس والرقبة.. تحذير جديد من وكالة حماية البيئة الأمريكية خبير أمريكي يقترح وضع ملصقات تحذيرية من السرطان على المشروبات الكحولية مستشفياتسرطانبريطانيالقاحعلاجدراسةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل يهود وبن غفير يصف المشهد بالفشل المطلق يعرض الآنNext ترامب يأمر البنتاغون بإعداد مركز احتجاز للمهاجرين في خليج غوانتانامو يعرض الآنNext سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء اليوم يعرض الآنNext الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات "رافال" الفرنسية في صفقة بلغت 16.6 مليار يورو يعرض الآنNext شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس اعلانالاكثر قراءة في رد صارم على مخطط ترامب لنقل سكان القطاع .. الأردن ومصر: "تهجير الفلسطينيين سيضر بجهود التطبيع" كارثة على ضفاف الأنهار المقدّسة: عشرات القتلى والجرحى أثناء تجمع 150 مليون هندوسي في الهند لطي صفحات الماضي وتجاوز "الأخطاء".. الشرع يطالب موسكو بتسليم بشار الأسد بالصور.. كل ما تحتاج معرفته عن عام الثعبان: رأس السنة الصينية 2025 ترامب: تحدثت مع الرئيس المصري وسيوافق كما سيوافق ملك الأردن على استقبال الفلسطينيين.. والسيسي ينفي اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةقطاع غزةتقاليدحركة حماسسورياضحايابشار الأسدتحطم طائرةروسياالاتحاد الأوروبيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025