نزل القرآن فى مكة وقرىء فى القاهرة وكتب فى إستانبول -
ظل الغواصون فى بحر النغم يبحثون عن لؤلؤة مكنونة تكون درة التاج أخيرا وجدوا ضالتهم فى فلتة زمانه الذى جاءهم على حين غرة بسخاء موهبته ترصعها أفانين مدهشة من النغم الشجى، وتصرفات عجيبة فى المقامات المختلفة لا قبل لهم بها، نابعة من فطرة سليمة تغلفها موهبة صادقة سبحان العاطى الوهاب فهو لم يدرس الموسيقى ولم يتلق أصول التطريب عن أحد ومع ذلك صوته مكتمل بقوة الجلال ورقة الجمال بالاضافة إلى أسلوبه الفريد فى التمهيد الاستهلالى الرصين ووقفاته المدروسة تبهرك مع سلاسة الانتقال بين الطبقات بسبب حنجرته الذهبية التى تصل به إلى جواب الجواب يزين تجويده بعرب ذات حليات إعجازية ثم يا ساتر على قفلاته الحراقة المفاجئة التى تاخذ الألباب إلى حيث فيظل المتيمون يصرخون من حرارة الوجد ويهللون من سكر النعيم فهو يحبر تلاوته تحبيراً لذا كل مرة ينجلى من سماء الملكوت يزلزل الأرض زلزالًا شديداً فيملأ الدنيا عبيراً فواحاً وهو ما حير وشغل المتخصصين فى كينونة هذا الصوت العجيب فقال موسيقار الأجيال عبقريته تكمن فى مقدرته الفائقة فى تركيب السلالم الموسيقية بالرغم من مواظبته على سماعه لمدة أربعين سنة يفشل كل مرة فى ضبط أذنه مع نغمة صوته بسبب فيضه المتجدد وقد وصفته كوكب الشرق ام كلثوم وهى من خريجى مدرسة التلاوة المصرية بجملة بليغة بان صوته تخت موسيقى كامل.
مثل الشيخ مصطفى اسماعيل كمثل الصحابى الجليل أبو موسى الأشعرى كلاهما أوتى مزمارا من مزامير داود وهذا فضل الله يؤتيه لمن يشاء، بعد أن استوى صوته على عرش التلاوة وذاع صيته إلى عنان سماء الدلتا قال له مريدوه من صفوة السميعة اهبط مصراً فان لك ما سالت فيها من شهرة غير مسبوقة ومكانة مرموقة بين نجوم دولة التلاوة.
لم تخطف أضواء العاصمة أنظار الشاب الريفى عن غايته النبيلة وهذه بركة تلقى العلم فى رحاب المسجد الأحمدى، رهبةً مدينة الألف مئذنة التى تموج بكم مخيف من الأصوات الجبارة سواء فى القراءة أو الإنشاد مقسمين فنياً إلى طبقات ودرجات تحت معيار ليس منا من لم يتغن بالقرآن فهل يستوى الذين يبدعون والذين لا يبدعون، لقد أنعم المنان على اولئك الافذاذ برخامة الصوت وجمال الاداء الذى يدخل إلى القلوب المهمومة بلا استئذان فتطرب له الأذان وتطمئن به النفوس حتى تخشع لذكر الله.
سيدنا مصطفى كان فنان الشعب وقارئ الملوك فى نفس الوقت فتن جمال حسه العرب والعجم لذا استحق لقب سلطان القراء بلا منازع ومع كل هذا الفخار والمجد كان رحمه الله ايه فى البساطة والتواضع.
للأسف لم تعد الأذن المصرية إلا من رحم ربى تطرب لهذا الفن الراقى لا تميز بين الغث والسمين بعد أن حوصرت حتى اعتادت سماع أصوات نشاز غريبة مثل الصحراء القاحلة تصرخ ببكاء مصطنع فرضت علينا فرضا من خلال أشرطة كاسيت توزع مجاناً على وسائل النقل المختلفة وفى الاسواق، هذه الحملة الممنهجة نجحت فى افساد الذائقة المصرية، وهو ما انعكس على الفهم الصحيح للدين الحنيف فطغى التشدد والتنطع على السماحة والرحابة، أعتقد أن ثمة علاقة بين جمال الصوت ورقى الاخلاق وتهذيب السلوك فثمّة طاقة علوية تسرى من هذا الكتاب الذى لا تنتهى عجائبه، لذا قال الرسول الكريم زيّنوا القرآن بأصواتكم.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
فيديو | انطلاق «ملتقى فخر» في أبوظبي بمشاركة 7 آلاف من مجندي الخدمة الوطنية
أبوظبي: عماد الدين خليل
انطلقت في العاصمة أبوظبي فعاليات الدورة الثانية من ملتقى «فخر الوطن»، الذي تنظمه المؤسسة الاتحادية للشباب بالتعاون مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، للاحتفاء بشباب الوطن من منتسبي الخدمة الوطنية، والثناء على تضحياتهم في سبيل رفعة الوطن، ودورهم في بناء مستقبل دولة الإمارات وتعزيز مكانتها عالمياً.
وحضر الفعالية عدد من الشيوخ، والوزراء، والمسؤولين في الحكومة الاتحادية والمحلية، وبمشاركة نحو 7 آلاف شاب وشابة من مجندي الخدمة الوطنية وأسرهم.
وأكد الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، أن صنع حكام الإمارات الأوائل على رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، كان لديهم رؤية وطموح وحلم لدولة الإمارات، في حين شكك الكثيرون في إمكانية تحقيق ذلك، ولأن ذلك الوقت كان صعباً وُجد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليكون الرجل القوي.
وأضاف أن الذي ميز تلك الحقبة هو التركيز على بناء الإنسان متسلحاً بحكمة الرعيل المؤسس وهمة وطاقة الشباب، وأسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منهاجاً لخلق وقت طيب وحياة كريمة وتعليم وصحة وإسكان؛ لذلك سميت تلك المرحلة بمرحلة التأسيس.
وقال إن الثوابت والقيم هي المبادئ التي يقوم عليها الوطن، مؤكداً أن ثلاث كلمات كانت وتظل منهاجنا الدائم؛ وهي: الله، الوطن، رئيس الدولة، وهذه الثوابت ليست مجرد شعارات بل عقيدة نؤمن بها ونعمل وفقها.