بوابة الوفد:
2025-01-03@14:55:13 GMT

سلطان القراء

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

نزل القرآن فى مكة وقرىء فى القاهرة وكتب فى إستانبول -
ظل الغواصون فى بحر النغم يبحثون عن لؤلؤة مكنونة تكون درة التاج أخيرا وجدوا ضالتهم فى فلتة زمانه الذى جاءهم على حين غرة بسخاء موهبته ترصعها أفانين مدهشة من النغم الشجى، وتصرفات عجيبة فى المقامات المختلفة لا قبل لهم بها، نابعة من فطرة سليمة تغلفها موهبة صادقة سبحان العاطى الوهاب فهو لم يدرس الموسيقى ولم يتلق أصول التطريب عن أحد ومع ذلك صوته مكتمل بقوة الجلال ورقة الجمال بالاضافة إلى أسلوبه الفريد فى التمهيد الاستهلالى الرصين ووقفاته المدروسة تبهرك مع سلاسة الانتقال بين الطبقات بسبب حنجرته الذهبية التى تصل به إلى جواب الجواب يزين تجويده بعرب ذات حليات إعجازية ثم يا ساتر على قفلاته الحراقة المفاجئة التى تاخذ الألباب إلى حيث فيظل المتيمون يصرخون من حرارة الوجد ويهللون من سكر النعيم فهو يحبر تلاوته تحبيراً لذا كل مرة ينجلى من سماء الملكوت يزلزل الأرض زلزالًا شديداً فيملأ الدنيا عبيراً فواحاً وهو ما حير وشغل المتخصصين فى كينونة هذا الصوت العجيب فقال موسيقار الأجيال عبقريته تكمن فى مقدرته الفائقة فى تركيب السلالم الموسيقية بالرغم من مواظبته على سماعه لمدة أربعين سنة يفشل كل مرة فى ضبط أذنه مع نغمة صوته بسبب فيضه المتجدد وقد وصفته كوكب الشرق ام كلثوم وهى من خريجى مدرسة التلاوة المصرية بجملة بليغة بان صوته تخت موسيقى كامل.

 
مثل الشيخ مصطفى اسماعيل كمثل الصحابى الجليل أبو موسى الأشعرى كلاهما أوتى مزمارا من مزامير داود وهذا فضل الله يؤتيه لمن يشاء، بعد أن استوى صوته على عرش التلاوة وذاع صيته إلى عنان سماء الدلتا قال له مريدوه من صفوة السميعة اهبط مصراً فان لك ما سالت فيها من شهرة غير مسبوقة ومكانة مرموقة بين نجوم دولة التلاوة. 
لم تخطف أضواء العاصمة أنظار الشاب الريفى عن غايته النبيلة وهذه بركة تلقى العلم فى رحاب المسجد الأحمدى، رهبةً مدينة الألف مئذنة التى تموج بكم مخيف من الأصوات الجبارة سواء فى القراءة أو الإنشاد مقسمين فنياً إلى طبقات ودرجات تحت معيار ليس منا من لم يتغن بالقرآن فهل يستوى الذين يبدعون والذين لا يبدعون، لقد أنعم المنان على اولئك الافذاذ برخامة الصوت وجمال الاداء الذى يدخل إلى القلوب المهمومة بلا استئذان فتطرب له الأذان وتطمئن به النفوس حتى تخشع لذكر الله.
سيدنا مصطفى كان فنان الشعب وقارئ الملوك فى نفس الوقت فتن جمال حسه العرب والعجم لذا استحق لقب سلطان القراء بلا منازع ومع كل هذا الفخار والمجد كان رحمه الله ايه فى البساطة والتواضع.
للأسف لم تعد الأذن المصرية إلا من رحم ربى تطرب لهذا الفن الراقى لا تميز بين الغث والسمين بعد أن حوصرت حتى اعتادت سماع أصوات نشاز غريبة مثل الصحراء القاحلة تصرخ ببكاء مصطنع فرضت علينا فرضا من خلال أشرطة كاسيت توزع مجاناً على وسائل النقل المختلفة وفى الاسواق، هذه الحملة الممنهجة نجحت فى افساد الذائقة المصرية، وهو ما انعكس على الفهم الصحيح للدين الحنيف فطغى التشدد والتنطع على السماحة والرحابة، أعتقد أن ثمة علاقة بين جمال الصوت ورقى الاخلاق وتهذيب السلوك فثمّة طاقة علوية تسرى من هذا الكتاب الذى لا تنتهى عجائبه، لذا قال الرسول الكريم زيّنوا القرآن بأصواتكم.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

وكيل أوقاف الفيوم يلتقي أعضاء نقابة القراء ويوجه بتلاوة "سورة الجمعة"

استقبل الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الفيوم، وفدًا من أعضاء نقابة القراء بالفيوم، وذلك بمسجد ناصر الكبير.

جاء اللقاء بتوجيهات من الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وحضره عدد من القيادات البارزة بالمديرية، بينهم الشيخ يحى محمد، مدير الدعوة، والشيخ محمود أمين، مسؤول شؤون القرآن بالمديرية.

وخلال اللقاء، أعرب الدكتور الشيمي عن تقديره البالغ لقراء القرآن الكريم، واصفًا إياهم بأنهم "تيجان على الرؤوس" ورموز دولة التلاوة المصرية. وأكد أن قراءة القرآن الكريم بصوت مميز يمثل إرثًا مصريًا فريدًا ما دام أدهش العالم بجماله وعظمته. وشدد على أهمية تعزيز التعاون بين وزارة الأوقاف ونقابة القراء لتحقيق هدف مشترك يتمثل في جعل مساجد الفيوم تضج بتلاوة القرآن الكريم.

وأشار وكيل الوزارة إلى رغبته في تخصيص قراءة سورة الجمعة قبل الصلاة بانتظام، مطالبًا النقابة بالإبداع وإبراز الطاقات الصوتية المميزة بين أعضائها. كما دعا إلى التركيز على إعداد أجيال جديدة من قراء القرآن الكريم تكون قادرة على مواصلة إرث التلاوة المصرية العريقة.

من جانبهم، عبّر أعضاء نقابة القراء عن تفاؤلهم بدور الدكتور أسامة الأزهري على رأس وزارة الأوقاف، مؤكدين أن قارئ القرآن له مكانة خاصة في قلوب الجميع. كما وجهوا الشكر للدكتور الشيمي على جهوده الواضحة في دعم الدعوة الإسلامية والاهتمام بحملة القرآن الكريم.

واختتم اللقاء بالتأكيد على أهمية تعزيز الأنشطة التي تقوم بها النقابة ودعمها بكل الإمكانات المتاحة، في إطار رؤية مشتركة تهدف إلى إبراز مكانة مصر كعاصمة لتلاوة القرآن الكريم.

مقالات مشابهة

  • هيئة الأفلام تعلن عن ورشة تدريبية في فن الإنتاج الصوتي للسينما
  • شيوخ القواسم يتقبلون واجب العزاء في وفاة راشد بن سلطان
  • الأسد المرقسى
  • وكيل أوقاف الفيوم يلتقي أعضاء نقابة القراء ويوجه بتلاوة "سورة الجمعة"
  • وزير الشؤون الإسلامية يدشّن الأدلة الفنية لبناء وتطوير المساجد
  • في ذكرى ميلاد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.. أيقونة التلاوة المصرية والعالم لقبه بصوت مكة
  • ميلاد السيد المسيح
  • آخر إيرادات فيلم الهوى سلطان بالسينمات المصرية
  • قائد شرطة الشارقة: رؤية طموحة وتطلعات متجددة للتميز والريادة بالخدمات الأمنية في العام الجديد
  • وزير الأوقاف يستقبل ممثل سلطان البهرة بالهند