عقد الجامع الأزهر، اليوم الخميس، فعاليات ملتقى «رمضانيات نسائية»، برواق الشراقوة، وناقش الملتقى موضوع «فضل عبادة التفكر»، بمشاركة الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، والدكتورة رشا كمال، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتورة سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

وقالت الدكتورة نهلة الصعيدي، في كلمتها خلال عقد فعاليات الملتقى اليوم الخميس: إن للتفكر أهمية وثيمة كبيرة في الدين الإسلامي، وقد أمرنا الله - سبحانه تعالى - بالتفكُّر والتدبر في كتابه العزيز، وأثنى على المتفكِّرين في قوله تعالى: «وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، مضيفة أن التفكر يعد وسيلةً هامة وخطوة كبيرة يمكن للإنسان من خلالها أن يبني ذاته، وبدونه تتحول النفوس إلى نسيج ضعيف، وتفرغ العقول، وتغيب عن القلب حقيقة العبودية، وبما قد يؤدي لضرر كبير بالعبد.

وأضافت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس تفكّرًا، حيث سألته السيدة عائشة، رضي الله عنها، لما قام يصلي في الليل ويبكي: ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا»، لافتة إلى أن للصيام ارتباط وثيق وعلاقة وطيدة بعبادة التفكر، فهو من الطرق التي تعين العبد المؤمن وتساعده على التفكُّر، لأنه يوقظ الفكر ويُضعِف جذوة الشهوات، وبالمداومة عليه ينسكب على النفس سكينة تمنح صاحبها صفاءً يعينه على دخول جولات التفكّر صافي الذهن وقادر على الوصول لحالة من التفكر والخشوع التي لا يمكن أن تتأتي له في غير الصيام.

وبينت الدكتورة نهلة الصعيدي، أن الدعاة والعلماء في حاجة إلى التفكُّر، لأنه يمثل لهم المَعِين الروحي والعقلي الذي يمدهم بالقدرة على تحقيق رسالتهم ونجاحهم الدعوي، والوصول لتأثير حقيقي فعال وبناء على الآخرين وعلى عموم الناس وبما يتحقق معه الاستفادة الكبرى للمجتمع.

ومن جانبها، قالت الدكتورة رشا كمال، أن التفكر عبادة الخواص الذين قال الله فيهم: "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم"، ولا يقتصر التفكر على تدبر كتاب الله المقروء القرآن الكريم، بل يشمل التدبر لآيات الكونية في كتاب الله المنظور وهو الكون بكل ما فيه من سماوات وكواكب ونجوم وجبال وأنهار ونبات وحيوان.

وقد أمرنا الله بالتفكر في آياته وكلما تدبرنا في الآيات الكونية، اكتشفنا بديع صنع الله جل وعلا.

وبينت الدكتورة سناء السيد، أنه ينبغي للمؤمن أن يعيش عبادة التفكر في كل لحظة من لحظاته، لتكون حياته كلها عبادةً، ولأن في التفكر إعمال للعقل وإحياء للقلب وسموًّا للروح، لذلك كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "تفكُّر ساعة خير من قيام ليلة"، مضيفة إننا في حاجة إلى عبادة التفكر في عصرٍ طَغَتْ فيه الماديات، وتزاحمَت الشهواتُ، وتحجَّرت العيونُ، وغفلت القلوبُ، إنها عبادة لطالما غفلنا عنها، إنها عبادة التفكُّر في هذا الكون الرحب، لنستطيع مواصلة الدرب وبلوغ القصد.

ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر - تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم - ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجامع الأزهر الشريف الصيام صلاة التراويح مستشار شيخ الأزهر شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

ملتقى الأزهر: الانصراف عن منهج الله بات ظاهرة بين بعض الشباب

عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، حلقةً جديدةً من ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: «من وصايا القرآن لشباب الأمة»، وذلك في إطار اللقاءات الأسبوعية التي تُعقد كل ثلاثاء برحاب الجامع الأزهر، بحضور الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، وأدار اللقاء الدكتور علاء عرابي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.

الأزهر يناقش تسهيل زيارات الطلاب الوافدين إلى المعالم الأثريةمستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين تستقبل سفير سيراليون

أكّد الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، أنّ الحديث عن عناية القرآن الكريم بالشباب يحتل مكانة بالغة الأهمية، خاصة في ظل ما يتعرض له الشباب اليوم من محاولات منظمة لتغييبهم وتشكيكهم في عقيدتهم ودينهم. 

وأشار إلى أنّ مشاهد الانصراف عن منهج الله باتت ظاهرة بين بعض الشباب، حيث يحاول بعضهم التماهي مع الثقافات الغربية وارتداء ثياب ليست من بيئتهم، وهو ما يعكس خطورة المرحلة ويدعو إلى مزيد من التركيز على هذه القضية الحيوية.

وأضاف أنّ الشباب يمثّلون في جسد الأمة غرتها اللامعة، وقوتها الدافعة، وشمسها الساطعة، وهم الدم الحار الذي يتدفق في عروقها، فيمدّها بالحياة والقوة. وبيّن أنّ أطفال اليوم هم شباب الغد، وشباب الغد هم رجال المستقبل، وهم اللبنات الغالية التي يرتكز عليها بناء المجتمع. 

واستطرد: وبقدر ما يُبذل في تقويمهم وتهذيبهم، تنال الأمة عزتها وكرامتها، وبقدر ما يُهملون، تتمكن منهم وسائل الانحراف والتحلل، فتجني الأمة حينها ثمار التخلف والضعف.

وفي معرض حديثه، استشهد الدكتور عبد المالك بما رُوي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، حين أرسل إلى الأحنف بن قيس وسأله: «يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟»، فأجابه الأحنف قائلًا: «يا أمير المؤمنين، هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرضٌ ذليلةٌ، وسماءٌ ظليلةٌ، وبهم نصول على كل جليلة. فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فارضهم، يمنحوك ودّهم، ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلًا، فيملّوا حياتك، ويودّوا وفاتك، ويكرهوا قربك»، مشيرًا إلى ما تحمله هذه الكلمات من حكمة دقيقة في فهم طبيعة الشباب وضرورة احتوائهم.

من جهته، قال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، إنّ وصايا القرآن الكريم بالشباب تتجلّى لكلّ ذي عينين، فمَن يستقرئ آيات الكتاب العزيز بتأمّلٍ صادقٍ وإدراكٍ واعٍ، يدرك حجم العناية الإلهية البالغة بهذه الفئة المهمّة، لأنّ الله تبارك وتعالى يعلم أنّ نهضة الأمم وعمارة الأرض لا تقوم إلا بسواعد الشباب، وإن كانت هذه السواعد تحتاج دومًا إلى حكمة الشيوخ وخبرتهم ومشورتهم.

وأضاف أنّ الشباب لا يصيرون شبابًا نافعين إلا إذا نشأوا في حضن تربية رشيدة، ينهض بها الآباء والأجداد والمربّون والمعلمون والمصلحون، فالكبار يملكون الرأي والحكمة، والصغار يملكون الطاقة والقوة، وإذا اجتمع الجناحان: جناح الحكمة وجناح الفتوة، نهضَ المجتمع، أما إذا فُقِد أحدُهما، اختلّ التوازن، وأصبح الشباب طائشين لا يقيمون وزنًا للرأي الرشيد.

وأشار الدكتور العواري إلى أنّ كثيرًا من الشباب ممّن يجهلون سنن الحياة، يظنون أنّهم خُلقوا أقوياء من دون حاجة لأحد، فيُقدمون على أفعالٍ متهوّرة، فينقلب بأسهم وبالًا عليهم وعلى مجتمعاتهم، ويصير اندفاعهم طيشًا لا نفع فيه، ولهذا فإنّ الشباب الحقّ هو مَن يجمع بين قوة العزيمة، وحكمة الشيوخ، وقد رأينا هذا التوازن في كثيرٍ من مواقف القرآن الكريم، وسنة النبيّ ﷺ القولية والعملية.

وفي ختام ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، أكد الدكتور علاء عرابي أن إعداد الشباب يعد من أهم الأولويات في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة، وأوضح أن القرآن الكريم هو المصدر الأساسي للتوجيه التربوي السليم، وأن غرس التوحيد والإيمان في نفوس الشباب هو الأساس الذي ينبني عليه بناء الأمة المستقرة. كما شدد على ضرورة تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة التي تهدف إلى تدمير هويتهم الإسلامية، مؤكدًا أن العودة إلى تعاليم الشريعة الإسلامية هي السبيل الأمثل لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات العصر بكل ثقة وثبات.

مقالات مشابهة

  • ملتقى الأزهر: الانصراف عن منهج الله بات ظاهرة بين بعض الشباب
  • مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين تستقبل سفير سيراليون
  • خبيرة طاقة: القلم والورقة من أعظم الطاقات التي يمتلكها الإنسان.. فيديو
  • هل يجوز للمرأة أن تتصدق من مال زوجها دون علمه؟.. الأزهر يجيب
  • حكم قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يكثرون من الإساءة إلي ولأسرتي؟.. الأزهر يجيب
  • الحقيقة التي لا نشاهدها
  • حكم الزواج بدون دفع المهر.. اعرف رأي الشرع
  • أمين الفتوى يعلق على الـمشاهد غير الأخلاقية التي تخالف الذوق العام
  • هل يُسمح بأكل السمك في أحد الشعانين؟
  • دعاء التحصين .. أقوى كلمات للنبي ضد العين والحسد والسحر