فى كل عام مع بداية فصل الربيع يحتفل المصريون بعيد الأم (٢١ مارس).
رحم الله الكاتب الكبير مصطفى أمين صاحب هذا المشروع الكبير الذى أعطى جرس انتباه لهذه الإنسانة العظيمة التى عاشت حياتها للعطاء فقط مثل الطبيعة.
وكان اختيار اليوم على جانب كبير من الأهمية إذ إن الطبيعة تعبر عن ذاتها مع بداية الربيع حيث تكسوها الخضرة وتتفتح كل أنواع الزهور والورود، وكأننا مع موعد مع العطاء: عطاء الأم لبيتها وعطاء الطبيعة للحياة كلها.
سبحان الله الأم والطبيعة مصدران للعطاء بلا حدود. بلا مقابل. بلا فواتير. بلا شروط لهذا العطاء.
الأم مكون خلق للعطاء والتضحية والعمل من أجل الآخرين. تضحى بكل شىء بالعمر والصحة والمال والمستقبل والحياة كلها من أجل أبنائها وهذه هى فطرتها التى فطرها الله عليها.
هناك أمهات ضحوا بحياتهن من أجل ابن وحيد أو بنت وحيدة بعد فقدان الزوج، وهبت حياتها من أجل هذا الوحيد.؟ هل وجدنا تضحية أكثر من ذلك نسيت حياتها وعمرها من أجل الأبناء.
وهناك أمهات لم يملكن من الدنيا إلا أشياء زهيدة لكنهن وقفن يصارعن الحياة من أجل استكمال الرسالة والمسيرة للوصول إلى بر الأمان لهؤلاء الأبناء الذين أصبحوا رجالا بعد أن ضحت الأم من أجلهم بعد غياب الأب الذى غادر الحياة تاركا تركة كبيرة مثقلة بالهموم.
الأم نهر العطاء بلا شروط أو فواتير أو شهادة ضمان تكتب لها نظير هذا العطاء الكبير..
وكم من آلاف النماذج والأسر التى كان وراء وصولها إلى بر الأمان والسلام هى ذلك المخلوق العظيم المختفى خلف نجاحات وشهادات الأبناء..
إنها الأيقونة التى زرعت وربت وضحت بكل ما تملكه من الصحة والعمر والنفس والمستقبل من أجل هؤلاء.
وتعمل بلا شكوى، وتسهر بلا كلل وتذاكر للأولاد فى الصغر ليلا أو نهارا وتذهب بهم إلى المدارس لتتابع وتناقش وتستفسر عن حالة هذا أو ذاك..؟
من يتحمل كل هذا التعب والمشقة إلا الأم؟
من يتنازل عن أى شىء وكل شىء فى سبيل نجاة المركب من انواء العواصف فى بحر الحياة إلا الأم..؟
الأم هى أم المجتمع الصغير والكبير إذا عرفت رسالتها بنت الرجال وقدمتهم لوطنهم بلا كشف حساب أو أى طلب آخر لأنها تمارس حياتها الطبيعية وفطرتها تجاه أسرتها عندما تصبح هى الأب والأم والصديق والصاحب والمسئولة اولا واخيرا عن الأسرة التى هى النبتة الأولى فى المجتمع.
فتحية لكل أم ناضلت وضحت وتنازلت عن الكثير والكثير وضحت من أجل الكبير والصغير وتركت من أجل الكثير والكثير ولم تفكر يوما بأن تقدم كشف حساب للأبناء وهم صغارا أو كبارا، لأنها ترى أنها المسئولة والمسئولة فقط عن هؤلاء دون مجرد البحث عن مقابل..؟
فهل عرفنا معنى كلمة أمومة التى قال عنها معلمنا ومرشدنا رسولنا الكريم بأن (الجنة تحت أقدام الأمهات..) هل عرفنا مكان الأم فى الاسلام.؟
على مر السنين لم تقدم الأم إلى بيتها كشف حساب أو فاتورة عن ما فعلته ومازالت تفعله لأنها هى الأم، هى نهر العطاء الذى لا ينضب طالما أن هناك قلبا بين ضلوع سيدة اسمها الأم التى تعطى بلا مقابل على شاطىء الحياة والى الأبد.
فكل عيد وكل أمهات العالم بخير وستر وأمان وعطاء.
عضو اتحاد الكتاب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو اتحاد الكتاب أهلا بكم الأم نهر العطاء أحمد محمود فصل الربيع من أجل
إقرأ أيضاً:
الأم الصالحة.. هذه هي صفاتها
الأم الصالحة هي مطلب كل أسرة، فهي التي تقوم بتربية أبنائها بما يرضي الله، وهي التي لا تبخل على أبنائها في تربية أو تعليم أو تقويم أو تصويب لسلوكياتهم وتصرفاتهم، لا تكون حازمة جداً ولا لينة جدا.
وهنا سنذكر لكم مجموعة من الصفات التي يجب أن تتوفر في الأم الصالحة مع أبنائها:
صبورة: الصبر صفة ضرورية جداً خاصة عندما نتحدث عن مهمة الأم القائمة على التربية والتعليم. والاهتمام بكيفية نمو شخصيات أبنائها، ذلك يتطلب منها صبراً وطول بال.
مخلصة: الإخلاص والوفاء من الصفات التي تنعكس على سلوك الأم عند تعاملها مع أبنائها واهتمامها بهم وبتفاصيلهم الحياتية.
أمينة: الأمانة من السمات والخصال الأساسية لدى أي إنسان يحترم ذاته ويقدرها وهذا ينطبق على الأم. التي يجب أن ت كون أمينة في حمل مسؤولية البيت والزوج والأبناء ورعايتهم بما يرضي الله.
صادقة: الأم التي تكذب تفقد مصداقيتها عند أطفالها وأبنائها وفي المرحلة الحساسة من حياتهم. يفقدون قدرتهم على تصديقها أو أخذ كلامها على محمل الجد والصدق. حتى وإن كانت تكذب -بحسب اعتقادها- لمصلحتهم! فلا مبرر للكذب ولا نتيجة سوى فقدان المصداقية.
عادلة: الأم التي لديها أكثر من طفل يجب عليها أن تكون عادلة وقادرة على توزيع الوقت والاهتمام بالعدل. لتجنب نشوء مشاعر كره وبغض بين الأبناء نتيجة قيام الأم بتمييز أحدهم. أو الظلم في حكمها على المواقف التي يمرون بها.
متوازنة: الاتزان النفسي والعقلي والجسدي مهم جداً وخاصة للأم الصالحة التي لديها عشرات المهمات. والمسؤوليات على عاتقها ما يتطلب منها أن تخصص وقتاً لنفسها. لترتاح وتستعيد نشاطها وحيويتها لتكون قادرة على متابعة مسؤوليات أصعب مهمة في العالم وهي الأمومة.
صاحبة شخصية قوية: من المهم جداً أن تتمتع الأم المثالية أو الأم الصالحة بشخصية قوية. ومستقلة قادرة على التفكير والتحليل واتخاذ القرار السليم في الوقت الصحيح.
هذا لا يعني عدم الرجوع للزوج، لكن الشخصية القوية هي التي تتخذ قرارها دون تأثير. وإجبار من الآخرين بل تستمع لآرائهم من مبدأ الشورى. وتشارك زوجها القرار باعتبارهما هما أصحاب القرار المتعلق بمصير الأبناء وحياتهم.
متفهمة لمتطلبات الجيل الجديد: يجب على الأم الصالحة أن تتفهم ما هي متطلبات الجيل الجديد. وكيف يفكر وأن تقوم بتغيير طريقة تربية أهلها لها وعدم نسخها وتطبيقها كما هي على الأبناء.
يجب أن تقرأ وتتثقف وتسأل وتحضر محاضرات لتعرف أساسيات التربية الحديثة وما يتناسب. منها مع القواعد المتفق عليها بين الزوج والزوجة حول نظام تربية الأبناء.
تمنح الحب غير المشروط: الأم هي مصدر الحنان والعاطفة والمشاعر الإيجابية والتي يحتاجها الطفل في بداية حياته. لينمو بشكل سليم ثم يحتاجها عندما يكبر ليستطيع مواجهة تحديات وصعوبات الحياة.
ذات روح مرحة ولطيفة: الأم الجامدة العنيدة الصعبة القاسية ليست هي أبداً الأم الصالحة. فهذه الصفات منفرة وتجعل الأبناء مكرهين على طاعتها بسبب سلطتها ودورها كأم.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور