خبير: غزة تشهد أشد مجاعة منذ الحرب العالمية الثانية
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
أصدر الخبير الإنساني الشهير أليكس دي وال تحذيرا صارخا، مؤكدا أن غزة تقف على حافة أزمة المجاعة الأشد خطورة منذ الحرب العالمية الثانية. ويسلط تحليل دي وال، الضوء على خطورة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحاصرة، حيث وصلت الأوضاع الإنسانية المتردية إلى مستويات كارثية.
ووفقا لما نشرته الجارديان، ترسم النتائج الأخيرة التي توصلت إليها لجنة مراجعة المجاعة صورة قاتمة، وتشير إلى أن غزة تتأرجح على حافة "مجاعة وشيكة".
ووفقاً لتقييمات نظام التصنيف المرحلي المتكامل، فإن عدداً مذهلاً يبلغ 677,000 شخص، يمثلون 32% من سكان غزة، يعيشون حالياً ظروفاً "كارثية". علاوة على ذلك، تم تصنيف 41% آخرين على أنهم في ظروف "طارئة"، مما يسلط الضوء على خطورة الأزمة على نطاق واسع.
ويلفت دي وال الانتباه إلى العواقب المدمرة للمجاعة، حيث تتصاعد معدلات الوفيات اليومية بسبب الجوع والمرض بشكل كبير. الأطفال دون سن الخامسة معرضون للخطر بشكل خاص، ويشكلون نسبة كبيرة من الضحايا. من المتوقع أن تتجاوز المجاعة التي تلوح في الأفق في غزة الكوارث الإنسانية السابقة، مع توقعات تشير إلى مستقبل قاتم بالنسبة للسكان الفلسطينيين.
وتؤكد المقارنات مع المجاعات الماضية، مثل تلك التي حدثت في الصومال وجنوب السودان، على حجم الأزمة التي تواجه غزة. ومع ذلك، يؤكد دي وال على أن خطورة الوضع تتجاوز مجرد الإحصائيات، مما يسلط الضوء على الآثار الاجتماعية العميقة والمتوارثة بين الأجيال للمجاعة.
إن الأسباب الجذرية للأزمة الإنسانية في غزة متعددة الأوجه، حيث تؤدي سياسات إسرائيل وتصرفاتها إلى تفاقم معاناة السكان الفلسطينيين. وعلى الرغم من التحذيرات والدعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة، فإن القيود الإسرائيلية المستمرة على المساعدات والإمدادات الأساسية أدت إلى تفاقم الوضع المزري، ودفعت غزة نحو حافة المجاعة.
ويشكل تحليل دي وال بمثابة تذكير مؤثر بالحاجة الملحة إلى بذل جهود دولية متضافرة لمعالجة الكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة. ومع ارتفاع عدد القتلى وتفاقم المعاناة، يواجه المجتمع الدولي واجباً أخلاقياً بالتحرك بسرعة وحسم لتجنب وقوع خسائر كارثية في الأرواح في غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
"أونروا": مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا مجاعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذر المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة من أن قطاع غزة بات على حافة مجاعة بفعل شح المواد الغذائية.
وقال أبو حسنة في مقابلة مع وكالة "نوفوستي" إن "مخازن المواد الغذائية التابعة للوكالة أصبحت فارغة والمواد تنفد بسرعة كبيرة، ونحن على أعتاب مجاعة حقيقية سوف تطال 2.3 مليون فلسطيني من مختلف مناطق قطاع غزة"، مؤكدا أن الفترة الحالية هي الأصعب منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر 2023.
وأضاف: "نتحدث عن صورة مأساوية، هناك الآلاف من الجائعين في مختلف مناطق قطاع غزة، حتى ما تبقى من مواد أدخلها القطاع التجاري في فترة وقف إطلاق النار، يتم بيعها بأسعار فلكية، ليس لمعظم سكان قطاع غزة القدرة على شرائها، نتحدث عن منظومة صرف صحي ومنظومة مياه مدمرة، والكهرباء غير موجودة، نحن نعيش أياما سوداوية، قد تكون هي الأصعب منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن".
وأكد المتحدث باسم الأونروا أنه "لا بديل أمام الوكالة وغيرها من المنظمات سوى بفتح المعابر بصورة فورية وإدخال المواد الغذائية والطبية، حيث لا يمكن الاستمرار بهذا المنع والحبس عن إدخال المساعدات منذ 2 مارس الماضي وإلى الآن".
من جانبها، تقدر أجهزة الأمن الإسرائيلية أن الغذاء والمساعدات الإنسانية في قطاع غزة تكفي لشهر واحد فقط، مع استمرار إغلاق معابر القطاع ووقف دخول المساعدات أو البضائع إليه منذ استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع في 18 مارس الماضي.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فإن "تقديرات الأجهزة الأمنية تفيد بأن المساعدات الإنسانية المتبقية في غزة ستكفي لشهر واحد فقط، والجيش يبحث كيف يمكن إدخال مساعدات إلى غزة دون أن تصل إلى يد حماس". ونقلت الهيئة عن مصادر رسمية قولها إنه "في حال لم يتم الإفراج عن المختطفين فإن الوضع في غزة سيزداد سوءا".
وتراجع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن تصريح له صباح اليوم الأربعاء، حول إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد توجيه انتقادات له من داخل الحكومة، تعارض إدخال المساعدات، التي منعت الحكومة إدخالها منذ أسابيع طويلة.
وقال كاتس في بيان إن "موقف المستوى السياسي الإسرائيلي هو أن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع يضر بسيطرة حماس على السكان الغزيين"، مشيرا إلى أنه يسعى إلى "وضع آلية توزيع [للمساعدات] بواسطة شركات مدنية لاحقا"، كما حذر من أنه "إذا واصلت حماس رفضها [الإفراج عن أسرى إسرائيليين] فإن العمليات العسكرية ستتسع وتنتقل إلى المراحل المقبلة".
لكن بعد توجيه وزراء انتقادات لتصريحه، تراجع كاتس وقال إنه "لن تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ومنع المساعدات الإنسانية لغزة هو أحد أدوات الضغط المركزية التي تمنع حماس من استخدام هذه الأداة". وتابع أن "إسرائيل لا تستعد لإدخال مساعدات في الفترة القريبة، وإنما يجب بناء نظام استخدام شركات مدنية في المستقبل كأداة لا تسمح لحماس بالوصول إلى هذا الموضوع في المستقبل أيضا".
واستأنفت إسرائيل القصف المدمر على قطاع غزة، في 18 مارس الماضي، أعقبه توغل بري جديد، بعد توقف لنحو شهرين وتحديدا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في 19 يناير الماضي، بعد تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.