لمرضى السكري.. الجلوس لفترة طويلة يزيد من مقاومة الأنسولين
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
تشير الدراسات إلى أن نمط الحياة المستقرة الطويل يمكن أن يمهد الطريق للعديد مما يسمى "الأمراض المستقرة"، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، ويشرح بول إتلينغر، المعالج في الممارسة العامة في لندن، تكلفة الجلوس لفترة طويلة.
والمثير للدهشة أن الجسم يصبح "متحمسا" أكثر فأكثر عندما نستمر في الجلوس وعلى الرغم من أن هذا الموقف يمكن أن يساعدنا على التعافي من الإجهاد، إلا أن العلماء أثبتوا أن أجسامنا ليست مخلوقة لمثل هذا النمط المستقر.
لا يوجد شيء جديد في السلوك المستقر - قبل الوباء، جلسنا لمدة 8 ساعات و54 دقيقة في المتوسط في اليوم، مما زاد من خطر حدوث مضاعفات صحية خطيرة.
مرض السكري
الأشخاص الذين يجلسون لمدة تقل عن 30 دقيقة في كل مرة لديهم خطر أقل للوفاة المبكرة. ومع ذلك، يمكن أن يسبب الجلوس لفترة أطول تحولا في عملية التمثيل الغذائي ويسبب مقاومة الأنسولين.
تحدث مقاومة الأنسولين - وهي سمة رئيسية لمرض السكري من النوع 2 - عندما لا تستجيب العضلات والكبد والدهون بشكل جيد للأنسولين وبالتالي تجد صعوبة في امتصاص الجلوكوز من الدم.
يمكن أن يزيد مرض السكري من النوع 2، وإذا ترك دون علاج، من خطر الإصابة بأمراض أخرى تهدد الحياة، بما في ذلك النوبة القلبية والسكتة الدماغية.
أوضح الدكتور بول إتلينغر أن يوم العمل الطويل يمكن أن يكون له تأثير ضار على مختلف جوانب الصحة، بما في ذلك مستويات الجلوكوز في الدم. ومع ذلك، أشار إلى أن النساء اللواتي يجلسن لفترة طويلة أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 من الرجال.
وأظهرت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للخطر بنسبة 63 في المائة إذا عملن أكثر من 45 ساعة مقارنة ب 35-40 ساعة على مدى فترة 12 عاما. إذا كان العمل يتطلب الكثير من الجهد البدني، فإن ساعات طويلة من الإجهاد تؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين واضطرابات الهرمونات.
أظهر تقرير نشر في مجلة القلب الأوروبية أن ساعتين إضافيتين من الجلوس يوميا ترتبط بزيادة بنسبة 2٪ تقريبا في متوسط نسبة السكر في الدم الصائم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرض السكري السكري الجلوس الأنسولين مقاومة الأنسولين عملية التمثيل الغذائي النوبة القلبية السكتة الدماغية مقاومة الأنسولین السکری من النوع 2 یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الصمت في اليمن بين هيمنة السلالية وقيد الخوف
سامي الأشول
سألني صديقي: لماذا سكتت الأصوات الحرّة؟ أين الإعلامي الشجاع والمثقف المخلص والكاتب النزيه؟ من لليمن وسط هذا الخراب؟
كانت تساؤلاته مرآة تعكس إحباطًا لا يخصّه وحده، بل يخصّ وطنًا بأكمله. حاولت أن أجيبه، لكن الكلمات لم تكن كافية. رأيت في مخيّلتي وجوهًا لأشخاص كانوا في ما مضى شعلةَ وعي، فإذا بالخوف أو الاستسلام للعزلة يُطفئ أقلامهم. قلت له: لعلهم معذورون، فلا تدري أيّ أرض يقطنون، ولا أيّ ظروف يعيشون.
كان هذا الحوار دافعًا لكتابة هذا المقال، ليس لتبرير الصمت أو لإدانة أحد، بل لفهم الجذور العميقة التي تغذّيه. فالصمت في اليمن لا يمكن فهمه إلا من خلال استيعاب عاملين مترابطين: السلالية كمنظومة قمع واستعلاء، والخوف كأداة لترسيخها. هذا هو واقع الحال لمن يعيشون تحت سلطة الأمر الواقع، أمّا من هم خارجها، سواء في المحافظات المحرّرة أو خارج اليمن، فلصمتهم أسباب مختلفة سأناقشها في مقالاتٍ لاحقة.
الخوف: قيد الحرية وسيف القمع
في ظروفٍ كالتي يمرّ بها اليمن، الخوف الذي يخنق الأصوات الحرّة ليس مجرّد شعور داخلي أو ضعف فردي، بل أداة تصنعها منظومة متكاملة تسيطر عليها أقلية سلالية تسعى لتثبيت هيمنتها. إنه خوف يُصنع بعناية، وبخبرات متراكمة من حلفائه الإقليميين، حيث يصبح الخوف ضرورة للبقاء. هنا، لا يخشى صاحب الرأي فقط على كلماته من أن تُحاصر، بل يخشى على حياته وحياة من يحب.
مع مرور الوقت، يتحوّل الخوف من شعورٍ داخلي إلى ثقافة جماعية تُعيد إنتاج نفسها، حيث يصبح الحفاظ على السلامة الشخصية أولوية تفوق التمسّك بالمبادئ. وفي ظلّ هذه الثقافة، تجد بعض شرائح المجتمع نفسها مضطرةً إلى التماهي مع الوضع القائم، بل وحتى التمادي في خدمة جلاديها، إثباتًا للولاء وطمعًا في فتاتٍ يُلقى إليها، ولو كان ذلك على حساب كرامتها أو آلام معتقليها.
لكن، لا يمكن الاكتفاء برصد الخوف أو توصيفه كأداة للقمع. هناك ضرورة لفهم أنّ مقاومة هذا الخوف تبدأ من التنوير والتوعية. الكلمة الصادقة، حتى لو كانت همسًا، تحمل قدرة على التغيير. التنوير ليس رفاهية، بل هو الشرارة الأولى التي تشعل الوعي الجمعي وتمهّد الطريق لثورة شعبية شاملة.
السلالية: جذور الهيمنة وأداة التقسيم
في اليمن، السلالية ليست ظاهرة عابرة، بل منظومة متجذّرة تعيد تشكيل الواقع لتبرير الهيمنة وزرع الانقسامات. تُستخدم هذه السلالية لزرع العداوات المُصطنعة بين مكوّنات المجتمع، لتفكيكه وإفقاده الثقة بنفسه، بهدف تكريس ولاء أعمى قائم على وهم التفوّق والانتماء السلالي.
ومع ذلك، فإنّ مقاومة هذه السلالية تبدأ من رفض التصنيفات التي تجرّد الإنسان من قيمته الحقيقية. أن يرفض اليمني أن يُعامل أو يُقيّم على أساس نَسَبه أو مذهبه أو حتى مهنته، هو فعل مقاومة أصيل لا يقلّ شجاعة عن مواجهة القمع. إنّها دعوة لإعادة الاعتبار لإنسانيّة الفرد، حيث تُبنى المجتمعات على أسس العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، بعيدًا عن كذبة “النطفة الطاهرة” ووهم “الحق الإلهي في الحكم” الذي يسعى لإدامة الهيمنة والتفوّق الزائف.
دائرة القمع ودور الشرعية في خذلان الأمل
السلالية والخوف أبقيا المجتمع اليمني في دائرةٍ مغلقة من الخضوع والانقسام. الخوف يغذّي السلالية، وممارسات السلالية القمعية تُضاعف الخوف. وفي هذا السياق، تلعب الشرعية دورًا مريبًا. خذلانها للثورات الشعبية المتعدّدة، التي ظهرت خلال السنوات الماضية، سواء في حجة وذمار وإب والبيضاء وغيرها، ساهم في تعزيز هذه الدائرة المغلقة. غياب الدعم الحقيقي لهذه الحركات كان بمثابة رسالة للمجتمع بأنّ التغيير مستحيل، وهو ما عمّق الخوف وأضعف الأمل.
التنوير كخطوة أولى نحو التغيير
لكن الأمل لا يضيع. مقاومة الخوف والسلالية تبدأ بتنوير العقول وتعزيز الوعي المجتمعي. الكتابة، الحديث، والنقاشات الصادقة هي أدوات قادرة على اختراق جدران الصمت وإحداث أثر عميق. أضف لكلّ ذلك ضرورة إدراك حجم الخذلان الذي عانى منه المجتمع، وحتمية إجبار الشرعية على تحمّل مسؤوليتها التاريخية في إعادة الجمهورية واستعادة صنعاء، ودعم أيّ ثورة شعبية حقيقية تسعى إلى تحرير اليمن من السلالية وأتباعها.
في نهاية المطاف، التغيير يبدأ عندما يقرّر الفرد ألا يكون جزءًا من دائرة الخوف أو الخضوع، بل أن يكون حاملًا لراية الوعي وموقدًا لشرارة الأمل. وما إن تبدأ هذه الشرارة، حتى تتحوّل إلى ضغط شعبي يرغم القوى السياسية على التحرّك، ويعيد للمجتمع إيمانه بقدرته على النهوض.
المصدر: العربي الجديد