الجزيرة:
2025-02-17@05:23:49 GMT

شمال غزة تحت تهديد سلاحي الفوضى المنظمة والتجويع

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

شمال غزة تحت تهديد سلاحي الفوضى المنظمة والتجويع

غزة- تبدو الأحياء في وسط مدينة غزة واسعة جدا على عدد الباقين فيها وعلى ضيق حالهم، كمدينة أشباح خاوية لا أنفاس فيها إلا للثابتين فوق ركام بيوتهم، لا اكتظاظ في المدينة إلا حول آبار المياه وفي شوارع الأسواق المعروفة، التي يعرض الباعة فيها على جانبي الطريق ما تبقى في حوزتهم من بضاعة، لم يغيّر رمضان شيئا سوى أنه أعطى الآباء وقتا إضافيا، حتى غروب الشمس، للبحث عن أي شيء يعينهم وصغارهم على البقاء.

في غزة لا يقتصر السعي على الآباء وحدهم، فهنا امرأة ترتدي لباس الصلاة، الذي صار الزي الرسمي للنازحات، تجري وجهة الصندوق الساقط من السماء الذي قذفته طائرة عربية على أمل أن تُحصّل منه شيئا، أسرعتُ الخطى أسألها أمام جموع الرجال هذه: "هل ستتمكنين من تحصيل شيء؟!"، فأجابتني وعيناها صوب المنطاد: "أنا رجّال الدار، زوجي استشهد وترك لي 6 أطفال، لو أنا ما جريت مين رح يجري عني!".

فلسطينيون يحملون أكياس طحين تمكنوا من تحصيلها من شاحنة مساعدات إنسانية (الجزيرة) صراع على فتات

تجري أم بشير بينما يقف مئات الرجال الآخرين على بعد أمتارٍ قليلة، لا يكلفون أنفسهم عناء الركض، يقولون: "نجري ونصارع على فُتات؟ على معلبات وبسكويت؟"، بينما يمتنع أبو خالد مع أبنائه من الاقتراب من كل هذه التجمعات معلقا للجزيرة نت أن من يرغب في تحصيل شيء من هذه المساعدات عليه أن يكون مسلحا "وأنا مش مستعد أخسر ولادي عشان طحين! بدهم يانا نذبّح بعض عشان ناكل؟".

حال أبو خالد كحال الكثيرين الذين فقدوا الأمل في الحصول على أية مساعدات هابطة جوا أو عابرة برا، يرون الهرولة إليها بدون جدوى، والتسلح بما يخيف المتصارعين عليها شرطا للغنيمة، الظفر منها يكون للأقوى، والتهافت عليها قد يكلف عمرا، فيؤثرون الجوع على الموت من أجل الشبع.

على الناحية الأخرى وفي أثناء السير في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، يصطف عشرات من المحتاجين أمام مستودع للطحين، يقول شهود عيان إنه يحوي حمولة عدة شاحنات للدقيق، سيطرت عليها إحدى العائلات.

تقف سيدات على بوابته "يتسولن" أو يتوسلن كيلو طحينٍ واحدا، تقول الحاجة أم أيمن للجزيرة نت بعد أن تركت المكان خالية الوفاض، عقب ساعات من الانتظار: "من الذي فوّض هذه العائلات بمنح صكوك السماح بأخذ كيلو من عدمه!"، وتقصد بذلك من يحتكر المساعدات التي تدخل برا عبر شارع الرشيد.

اصطفاف الفلسطينيين في شمال القطاع على محطات وآبار المياه (الجزيرة) استهداف محاولات التنظيم

تسود حالة من السخط العام في شوارع غزة، على تمكّن بعض العائلات بسطوة السلاح من إحكام قبضتها على معظم حمولة الشاحنات واحتكارها، في سابقة "لفوضى منظّمة" في شمال القطاع، تروق للاحتلال، الذي يروّج مؤخرا لتسليم إدارة القطاع لعشائر في غزة، الأمر الذي رآه مختار مدينة غزة علاء العكلوك "غير ممكن البتة".

ويقول العكلوك للجزيرة نت: "إن العشائر لا تمتلك القدرة ولا المقومات للقيام بهذا الدور، فلا هي تمتلك جيشا ولا منظومة إدارية ولا إصلاحية ولا قضائية "، وشدد العكلوك على أن "العشائر شريك في تحقيق الأمن المجتمعي وليست بديلا عن نظام الحكم القائم".

ولفت المختار إلى أن لجنة من وجهاء العشائر مستمرة في أداء دورها في الإشراف على ترتيب دخول الإمدادات الغذائية إلى شمال قطاع غزة، بعد الاتفاق مع أفراد الشرطة لتأمينها وتوفير الحماية لها، وهو ما لم يعجب إسرائيل، فصار "منظمو" إدخال المساعدات هدفا للاغتيال، وصارت مستودعات الطحين في مرمى الغارات الإسرائيلية، واجتماعات التنظيم والتأمين عرضة للاستهداف.

اكتظاظ أسواق البسطات في شمال القطاع بحثا عمّا يسد به الفلسطينيون جوعهم (الجزيرة)

وتحدث مصدر شرطي للجزيرة نت، فضل عدم ذكر اسمه، وعزا الأسباب التي يحاول الاحتلال تحقيقها من وراء ذلك إلى ضرب كل محاولات النهوض في شمال القطاع، والإمعان في تجويع الناس، وخلق حالة من الفوضى الدائمة لإخلاء سكان الشمال إلى جنوب الوادي، وقال المصدر: "إن الشرطة مصرة على ضبط الفلتان وتأمين وصول المساعدات لمستحقيها الذين صمدوا في شمال القطاع".

وأكد أنه رغم الخطر الذي يحدق بأفراد العمل الشرطي والأمني، إلا أن محاولاتهم ستستمر لإفشال مخططات الاحتلال ومحاربة الفوضى وحماية المحاصرين من كمائن الموت، وقد سبق أن أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن استهداف الاحتلال 100 من العاملين في تقديم المساعدات، خلال أسبوع واحد، في 8 مجازر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی شمال القطاع للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

وزيرا «الصحة» و«التضامن» يبدآن زيارتهما لشمال سيناء بتفقد مخازن المساعدات الإنسانية

قال محمد عادل، مراسل قناة «إكسترا نيوز»، إنه منذ لحظات وصل الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان إلى مطار العريش ومعه الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، وهذه الزيارة تأتي لزيارة عدد من المواقع في محافظة شمال سيناء، وللوقوف على ما يقدم لاستقبال المصابين والجرحى من قطاع غزة داخل المستشفيات المصرية.

وأضاف «عادل»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن هذه الزيارة تأتي أيضا لمتابعة كيفية أعداد وتجهيز المساعدات الإنسانية للدخول إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء كان في استقبال هذا الوفد هو ومجموعة من مشايخ وعواقل شمال سيناء.

وتابع: «هناك برنامج محدد لهذه الزيارة وستبدأ بزيارة عدد من المخازن اللوجيستية التي بها المساعدات الإنسانية التي تقدر بأطنان الأطنان والتي تقدمها مصر إلى قطاع غزة»، مؤكدًا على أن أكثر من 70 % من المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى قطاع غزة هي مساعدات مصرية خالصة.


 

مقالات مشابهة

  • السفير البلجيكي من شمال سيناء: نثمن دور مصر في وقف الحرب بقطاع غزة
  • فتح: مصطلح إصلاح منظمة التحرير الذي تم تناقله "خطير" 
  • محافظ شمال سيناء: مئات شاحنات المساعدات دخلت غزة بدون أي مشكلات
  • محافظ شمال سيناء: دخول قوافل المساعدات لقطاع غزة يوميا
  • رئيسة القومي للمرأة تزور شمال سيناء لمتابعة جهود دعم الفلسطينيين
  • وزير الصحة: 30 سيارة إسعاف تقف أمام معبر رفح لنقل مصابي غزة إلى المستشفيات
  • وزيرا «الصحة» و«التضامن» يتفقدان مخازن المساعدات الإنسانية بشمال سيناء
  • وزيرا «الصحة» و«التضامن» يبدآن زيارتهما لشمال سيناء بتفقد مخازن المساعدات الإنسانية
  • محافظ شمال سيناء: قوافل المساعدات لم تتوقف منذ بدء الهدنة في غزة
  • مهندس خطة الجنرالات: إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في غزة