الجزيرة:
2024-10-03@11:58:28 GMT

شمال غزة تحت تهديد سلاحي الفوضى المنظمة والتجويع

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

شمال غزة تحت تهديد سلاحي الفوضى المنظمة والتجويع

غزة- تبدو الأحياء في وسط مدينة غزة واسعة جدا على عدد الباقين فيها وعلى ضيق حالهم، كمدينة أشباح خاوية لا أنفاس فيها إلا للثابتين فوق ركام بيوتهم، لا اكتظاظ في المدينة إلا حول آبار المياه وفي شوارع الأسواق المعروفة، التي يعرض الباعة فيها على جانبي الطريق ما تبقى في حوزتهم من بضاعة، لم يغيّر رمضان شيئا سوى أنه أعطى الآباء وقتا إضافيا، حتى غروب الشمس، للبحث عن أي شيء يعينهم وصغارهم على البقاء.

في غزة لا يقتصر السعي على الآباء وحدهم، فهنا امرأة ترتدي لباس الصلاة، الذي صار الزي الرسمي للنازحات، تجري وجهة الصندوق الساقط من السماء الذي قذفته طائرة عربية على أمل أن تُحصّل منه شيئا، أسرعتُ الخطى أسألها أمام جموع الرجال هذه: "هل ستتمكنين من تحصيل شيء؟!"، فأجابتني وعيناها صوب المنطاد: "أنا رجّال الدار، زوجي استشهد وترك لي 6 أطفال، لو أنا ما جريت مين رح يجري عني!".

فلسطينيون يحملون أكياس طحين تمكنوا من تحصيلها من شاحنة مساعدات إنسانية (الجزيرة) صراع على فتات

تجري أم بشير بينما يقف مئات الرجال الآخرين على بعد أمتارٍ قليلة، لا يكلفون أنفسهم عناء الركض، يقولون: "نجري ونصارع على فُتات؟ على معلبات وبسكويت؟"، بينما يمتنع أبو خالد مع أبنائه من الاقتراب من كل هذه التجمعات معلقا للجزيرة نت أن من يرغب في تحصيل شيء من هذه المساعدات عليه أن يكون مسلحا "وأنا مش مستعد أخسر ولادي عشان طحين! بدهم يانا نذبّح بعض عشان ناكل؟".

حال أبو خالد كحال الكثيرين الذين فقدوا الأمل في الحصول على أية مساعدات هابطة جوا أو عابرة برا، يرون الهرولة إليها بدون جدوى، والتسلح بما يخيف المتصارعين عليها شرطا للغنيمة، الظفر منها يكون للأقوى، والتهافت عليها قد يكلف عمرا، فيؤثرون الجوع على الموت من أجل الشبع.

على الناحية الأخرى وفي أثناء السير في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، يصطف عشرات من المحتاجين أمام مستودع للطحين، يقول شهود عيان إنه يحوي حمولة عدة شاحنات للدقيق، سيطرت عليها إحدى العائلات.

تقف سيدات على بوابته "يتسولن" أو يتوسلن كيلو طحينٍ واحدا، تقول الحاجة أم أيمن للجزيرة نت بعد أن تركت المكان خالية الوفاض، عقب ساعات من الانتظار: "من الذي فوّض هذه العائلات بمنح صكوك السماح بأخذ كيلو من عدمه!"، وتقصد بذلك من يحتكر المساعدات التي تدخل برا عبر شارع الرشيد.

اصطفاف الفلسطينيين في شمال القطاع على محطات وآبار المياه (الجزيرة) استهداف محاولات التنظيم

تسود حالة من السخط العام في شوارع غزة، على تمكّن بعض العائلات بسطوة السلاح من إحكام قبضتها على معظم حمولة الشاحنات واحتكارها، في سابقة "لفوضى منظّمة" في شمال القطاع، تروق للاحتلال، الذي يروّج مؤخرا لتسليم إدارة القطاع لعشائر في غزة، الأمر الذي رآه مختار مدينة غزة علاء العكلوك "غير ممكن البتة".

ويقول العكلوك للجزيرة نت: "إن العشائر لا تمتلك القدرة ولا المقومات للقيام بهذا الدور، فلا هي تمتلك جيشا ولا منظومة إدارية ولا إصلاحية ولا قضائية "، وشدد العكلوك على أن "العشائر شريك في تحقيق الأمن المجتمعي وليست بديلا عن نظام الحكم القائم".

ولفت المختار إلى أن لجنة من وجهاء العشائر مستمرة في أداء دورها في الإشراف على ترتيب دخول الإمدادات الغذائية إلى شمال قطاع غزة، بعد الاتفاق مع أفراد الشرطة لتأمينها وتوفير الحماية لها، وهو ما لم يعجب إسرائيل، فصار "منظمو" إدخال المساعدات هدفا للاغتيال، وصارت مستودعات الطحين في مرمى الغارات الإسرائيلية، واجتماعات التنظيم والتأمين عرضة للاستهداف.

اكتظاظ أسواق البسطات في شمال القطاع بحثا عمّا يسد به الفلسطينيون جوعهم (الجزيرة)

وتحدث مصدر شرطي للجزيرة نت، فضل عدم ذكر اسمه، وعزا الأسباب التي يحاول الاحتلال تحقيقها من وراء ذلك إلى ضرب كل محاولات النهوض في شمال القطاع، والإمعان في تجويع الناس، وخلق حالة من الفوضى الدائمة لإخلاء سكان الشمال إلى جنوب الوادي، وقال المصدر: "إن الشرطة مصرة على ضبط الفلتان وتأمين وصول المساعدات لمستحقيها الذين صمدوا في شمال القطاع".

وأكد أنه رغم الخطر الذي يحدق بأفراد العمل الشرطي والأمني، إلا أن محاولاتهم ستستمر لإفشال مخططات الاحتلال ومحاربة الفوضى وحماية المحاصرين من كمائن الموت، وقد سبق أن أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن استهداف الاحتلال 100 من العاملين في تقديم المساعدات، خلال أسبوع واحد، في 8 مجازر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی شمال القطاع للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

غزة في عام.. تغطية خاصة للجزيرة نت ترصد عاما بعد طوفان الأقصى

بدأ موقع الجزيرة نت أمس الثلاثاء نشر تغطية خاصة تتزامن مع مرور عام على عملية طوفان الأقصى وما تلاها من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر حتى الآن عن نحو 42 ألف شهيد وأكثر من 96 ألف مصاب، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.

وتضم تغطية "غزة في عام" عددا من المواد التي أُنتجت لتواكب هذا الحدث، سواء منها ما يتعلق بالمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال، أو الانتهاكات المرتكبة ضد المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس، أو تدمير البنى التحية في القطاع، أو حركة النزوح المستمرة لجميع سكان غزة.

وتطرقت التغطية أيضا إلى تأثير هذه الحرب على الداخل الإسرائيلي، سواء تعلق الأمر بالخسائر المباشرة في أفراد جيش الاحتلال ومعداته نتيجة ضربات المقاومة، أو كان ذلك مرتبطا بأداء الاقتصاد المتهاوي، ومظاهرات عائلات الأسرى الموجودين في قطاع غزة، أو توقف العديد من الأنشطة مثل السياحة والتعليم، فضلا عن حركات السفر خارج إسرائيل.

وستقدم تغطية الجزيرة نت رصدا للتغطية اليومية التي نشرها الموقع على مدار نحو عام من الحرب، بالإضافة إلى أهم المواد من جميع الصفحات مع تقسيمها موضوعيا، ودعمها بعدد كبير من الإحصاءات والإنفوغرافات والتصاميم التي تقدم تصورا كاملا عن هذه الحرب.

وسيستمر الموقع في نشر مواد تغذي هذه التغطية خلال الأيام القادمة، ويمكن زيارة الصفحة الخاصة بها من خلال الضغط على هذا الرابط المباشر.

مقالات مشابهة

  • 30 ألف مريض وجريح مهددون بالموت.. العدو يواصل إغلاق معابر غزة لليوم الـ150
  • القوات الإسرائيلية تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ150 على التوالي
  • مسؤول بغزة للجزيرة نت: القطاع الصحي آيل للسقوط في غضون أيام
  • صحفيون وأطباء للجزيرة نت: نفسنا أطول من نفس الحرب على غزة
  • غزة في عام.. تغطية خاصة للجزيرة نت ترصد عاما بعد طوفان الأقصى
  • القوات الإسرائيلية تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ149 على التوالي
  • القوات الإسرائيلية تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ148 على التوالي
  • إذاعة الاحتلال الإسرائيلي: قوات من سلاحي البحرية والجو متأهبة للتدخل إذا اقتضت الضرورة
  • رام الله - التنمية تعلن وصول 26 شاحنة مساعدات الى شمال غزة
  • ارتفاع حصيلة القتلى الصحفيين إلى 174 fالقصف الإسرائيلي على غزة