الجزيرة:
2025-04-02@20:40:00 GMT

شمال غزة تحت تهديد سلاحي الفوضى المنظمة والتجويع

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

شمال غزة تحت تهديد سلاحي الفوضى المنظمة والتجويع

غزة- تبدو الأحياء في وسط مدينة غزة واسعة جدا على عدد الباقين فيها وعلى ضيق حالهم، كمدينة أشباح خاوية لا أنفاس فيها إلا للثابتين فوق ركام بيوتهم، لا اكتظاظ في المدينة إلا حول آبار المياه وفي شوارع الأسواق المعروفة، التي يعرض الباعة فيها على جانبي الطريق ما تبقى في حوزتهم من بضاعة، لم يغيّر رمضان شيئا سوى أنه أعطى الآباء وقتا إضافيا، حتى غروب الشمس، للبحث عن أي شيء يعينهم وصغارهم على البقاء.

في غزة لا يقتصر السعي على الآباء وحدهم، فهنا امرأة ترتدي لباس الصلاة، الذي صار الزي الرسمي للنازحات، تجري وجهة الصندوق الساقط من السماء الذي قذفته طائرة عربية على أمل أن تُحصّل منه شيئا، أسرعتُ الخطى أسألها أمام جموع الرجال هذه: "هل ستتمكنين من تحصيل شيء؟!"، فأجابتني وعيناها صوب المنطاد: "أنا رجّال الدار، زوجي استشهد وترك لي 6 أطفال، لو أنا ما جريت مين رح يجري عني!".

فلسطينيون يحملون أكياس طحين تمكنوا من تحصيلها من شاحنة مساعدات إنسانية (الجزيرة) صراع على فتات

تجري أم بشير بينما يقف مئات الرجال الآخرين على بعد أمتارٍ قليلة، لا يكلفون أنفسهم عناء الركض، يقولون: "نجري ونصارع على فُتات؟ على معلبات وبسكويت؟"، بينما يمتنع أبو خالد مع أبنائه من الاقتراب من كل هذه التجمعات معلقا للجزيرة نت أن من يرغب في تحصيل شيء من هذه المساعدات عليه أن يكون مسلحا "وأنا مش مستعد أخسر ولادي عشان طحين! بدهم يانا نذبّح بعض عشان ناكل؟".

حال أبو خالد كحال الكثيرين الذين فقدوا الأمل في الحصول على أية مساعدات هابطة جوا أو عابرة برا، يرون الهرولة إليها بدون جدوى، والتسلح بما يخيف المتصارعين عليها شرطا للغنيمة، الظفر منها يكون للأقوى، والتهافت عليها قد يكلف عمرا، فيؤثرون الجوع على الموت من أجل الشبع.

على الناحية الأخرى وفي أثناء السير في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، يصطف عشرات من المحتاجين أمام مستودع للطحين، يقول شهود عيان إنه يحوي حمولة عدة شاحنات للدقيق، سيطرت عليها إحدى العائلات.

تقف سيدات على بوابته "يتسولن" أو يتوسلن كيلو طحينٍ واحدا، تقول الحاجة أم أيمن للجزيرة نت بعد أن تركت المكان خالية الوفاض، عقب ساعات من الانتظار: "من الذي فوّض هذه العائلات بمنح صكوك السماح بأخذ كيلو من عدمه!"، وتقصد بذلك من يحتكر المساعدات التي تدخل برا عبر شارع الرشيد.

اصطفاف الفلسطينيين في شمال القطاع على محطات وآبار المياه (الجزيرة) استهداف محاولات التنظيم

تسود حالة من السخط العام في شوارع غزة، على تمكّن بعض العائلات بسطوة السلاح من إحكام قبضتها على معظم حمولة الشاحنات واحتكارها، في سابقة "لفوضى منظّمة" في شمال القطاع، تروق للاحتلال، الذي يروّج مؤخرا لتسليم إدارة القطاع لعشائر في غزة، الأمر الذي رآه مختار مدينة غزة علاء العكلوك "غير ممكن البتة".

ويقول العكلوك للجزيرة نت: "إن العشائر لا تمتلك القدرة ولا المقومات للقيام بهذا الدور، فلا هي تمتلك جيشا ولا منظومة إدارية ولا إصلاحية ولا قضائية "، وشدد العكلوك على أن "العشائر شريك في تحقيق الأمن المجتمعي وليست بديلا عن نظام الحكم القائم".

ولفت المختار إلى أن لجنة من وجهاء العشائر مستمرة في أداء دورها في الإشراف على ترتيب دخول الإمدادات الغذائية إلى شمال قطاع غزة، بعد الاتفاق مع أفراد الشرطة لتأمينها وتوفير الحماية لها، وهو ما لم يعجب إسرائيل، فصار "منظمو" إدخال المساعدات هدفا للاغتيال، وصارت مستودعات الطحين في مرمى الغارات الإسرائيلية، واجتماعات التنظيم والتأمين عرضة للاستهداف.

اكتظاظ أسواق البسطات في شمال القطاع بحثا عمّا يسد به الفلسطينيون جوعهم (الجزيرة)

وتحدث مصدر شرطي للجزيرة نت، فضل عدم ذكر اسمه، وعزا الأسباب التي يحاول الاحتلال تحقيقها من وراء ذلك إلى ضرب كل محاولات النهوض في شمال القطاع، والإمعان في تجويع الناس، وخلق حالة من الفوضى الدائمة لإخلاء سكان الشمال إلى جنوب الوادي، وقال المصدر: "إن الشرطة مصرة على ضبط الفلتان وتأمين وصول المساعدات لمستحقيها الذين صمدوا في شمال القطاع".

وأكد أنه رغم الخطر الذي يحدق بأفراد العمل الشرطي والأمني، إلا أن محاولاتهم ستستمر لإفشال مخططات الاحتلال ومحاربة الفوضى وحماية المحاصرين من كمائن الموت، وقد سبق أن أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن استهداف الاحتلال 100 من العاملين في تقديم المساعدات، خلال أسبوع واحد، في 8 مجازر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی شمال القطاع للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

تعنيف أطر صحية بمستعجلات الحسن الثاني بأكادير (صور)

قالت مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية في بلاغ لها توصل « اليوم24 » بنسخة منه، إن مجموعة من الأشخاص قاموا بتعنيف أطر صحية بمستعجلات المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير صباح الثلاثاء، مخلفين وراءهم فوضى وخسائر مادية في المستلزمات الطبية للمستشفى.

الأمر الذي نددت به المندوبية، معلنة عن اللجوء للقانون لمعاقبة الأشخاص المتورطين في هذا الفعل الشنيع، الذي يعيق عمل المؤسسة الصحية ويعرض سلامة الأطر والمواطنين للخطر.

من جانبها قالت مصلحة التواصل بولاية الأمن بأكادير، بأن عناصرها تمكنت صباح الثلاثاء فاتح أبريل الجاري، من توقيف شخص يبلغ من العمر 32 سنة، يشتبه في تورطه في قضية تتعلق بإحداث الفوضى وتخريب ممتلكات عمومية داخل مؤسسة صحية، وتعريض موظف عمومي للعنف أثناء ممارسة مهامه الوظيفية.

وكانت مصالح الشرطة بمدينة أكادير قد تلقت إشعارا بقيام شخص بإثارة الفوضى داخل قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي بالمدينة مع تعريض إطار تمريضي للعنف، فضلا عن إلحاق أضرار ببعض التجهيزات الطبية، وهو ما استدعى توجه أقرب دورية للشرطة، حيث تمكنت من ضبط المشتبه فيه بعين المكان.

وقد تم إخضاع المشتبه فيه لإجراءات البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، وتحديد الأفعال المنسوبة إلى المعني بالأمر.

كلمات دلالية اعتداء الاطر الصحية المغرب مستشفى الحسن الثاني بأكادير وزارة الصحة والحماية الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • شهداء وجرحى في قصف العدو الإسرائيلي عيادة للأونروا تؤوي نازحين شمال قطاع غزة
  • 19 شهيدا بينهم 9 أطفال.. مجزرة للاحتلال بحق عيادة تابعة لـ"الأونروا" شمال غزة (فيديو)
  • حكومة غزة: نحن أمام لحظة إنسانية فارقة.. مجاعة في القطاع وعلى أحرار العالم التحرك
  • تقرير: تقليص المساعدات الأمريكية لمؤسسات مكافحة الإرهاب يساعد على نمو المنظمات الإرهابية
  • عودة الشرطة.. السودان يرفض الفوضى
  • تعنيف أطر صحية بمستعجلات الحسن الثاني بأكادير (صور)
  • «حكومة غزة»: نحن أمام لحظة إنسانية فارقة.. مجاعة في القطاع وعلى أحرار العالم التحرك
  • عاجل | رئيس بلدية دوما للجزيرة: أكثر من 300 مستوطن هاجموا القرية وأطلقوا الرصاص الحي وأحرقوا مركبات ومنازل
  • حليف «أردوغان»: المعارضة تسعى لإغراق البلاد في الفوضى والعنف
  • مسؤول بالدفاع المدني بغزة للجزيرة نت: الاحتلال يرتكب جرائم إعدام ميداني