الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 140 فلسطينيا واعتقال 600 في مجمع الشفاء
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس 21 مارس 2024، أنه قواته قتلت 140 فلسطينيا واعتقال 600 آخرين في إطار العدوان الذي تشنه على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة منذ يوم الإثنين الماضي، وادعى أن من بين المعتقلين قيادات في حركتي " حماس " و"الجهاد الإسلامي".
وجاء في بيان مشترك صدر عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) أن خلال العملية في مجمع الشفاء جرى "اعتقال مسؤولي مقر الضفة التابع لحماس، وقادة المناطق والمنظومات، واستسلام عناصر تابعة للجهاد الإسلامي والقضاء على ما يزيد عن 140 مخربًا خلال تبادل إطلاق النار".
وأضاف أنه "حتى الآن تم اعتقال حوالي 600 مخرب والقضاء على ما يزيد عن 140 مخربًا خلال تبادل إطلاق النار"، وادعى أنه "خلال عمليات التمشيط في المستشفى تم العثور على العديد من الوسائل القتالية والمستندات الاستخباراتية التي تساهم في استمرار القتال".
وزعم أن "عناصر الجهاد الإسلامي الذين تواجدوا في مجمع الشفاء اتخذوا قرارًا بالاستسلام ومن بينهم مسؤولون أحيلوا إلى التحقيق لدى جهاز الأمن العام مثل: مسؤول ملف الاستطلاعات التابع للواء غزة، حسام سلامة، وشقيقه وسام سلامة، مسؤول منظومة الإعلام الحربي في غزة التابعة للجهاد الإسلامي".
وقال إنه "من بين المعتقلين هناك ثلاثة مسؤولين في مقر الضفة التابع لحماس، الذين يوجهون الأنشطة الإرهابية من منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) والذين تم تحويلهم للتحقيق لدى الشاباك، وهم: رئيس لجنة نابلس المسؤول عن الأنشطة الحمساوية في المنطقة، عمر عصيدة، ومحمد قواسمة وهو أحد مخططي وممولي عملية اختطاف الشبان الثلاثة عام 2014، وحمد الله حسن علي الذي روج على مدار السنوات الأخيرة لعمليات في منطقة يهودا والسامرة".
وأكد أن "القتال في منطقة المستشفى مستمر حيث تقع اشتباكات عديدة مع العدو وتبادل إطلاق النار. القوات تستمر في التصرف وفي تمشيط المنطقة والبحث عن الوسائل القتالية واعتقال المخربين خلال اشتباكات وجهًا لوجه".
بدورها، قالت حركة حماس، في بيان، "يواصل جيش الاحتلال، لليوم الرابع على التوالي، عدوانه على مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة، وتدمير العديد من مقدرات المستشفى وتفجير وحرق المباني السكنية المحيطة به، واحتجاز النازحين والأطقم الطبية والمرضى والتنكيل بهم، والطلب منهم مؤخرًا النزوح إلى الجنوب تحت تهديد السلاح".
وأضافت أن "الصمت المعيب تجاه ما يتعرض له مجمع الشفاء والمحاصرين فيه، لهو وصمة عار وإخفاق أخلاقي من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة العاجزين عن وقف آلة القتل الصهيونية، والضغط على واشنطن لوقف شراكتها ودعمها بالسلاح للاحتلال الصهيوني النازي".
ودعت "الدول العربية والشعوب الحية إلى ضرورة التحرك العاجل لوقف هذه الإبادة وعمليات التدمير الممنهج لمرافق الحياة في قطاع غزة، وإلى مزيد من التضامن والنصرة لشعبنا المحاصر والذي يتعرض لجرائم بشعة على أيدي النازيين الجدد منذ نحو ستة أشهر متواصلة".
وأكد شهود عيان أن الجيش قصف الأحياء المحيطة في مجمع الشفاء الطبي مثل الرمال والنصر وصولًا إلى أطراف مخيم الشاطئ على بعد نحو 500 متر، بالمدفعية والطائرات والدبابات.
وفجر الإثنين، توغلت عشرات الدبابات والمركبات العسكرية في تلك الأحياء وصولُا إلى المجمع الذي طوقته. ثم قام الاحتلال بإلقاء منشورات تدعو السكان المتواجدين في المجمع والأحياء المحيطة "بإخلائها بشكل فوري" والتوجه إلى الشاطئ والسير على طريق الرشيد الساحلي وصولا إلى منطقة حددها في المواصي على بعد نحو 30 كيلومترًا.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: مجمع الشفاء فی مجمع
إقرأ أيضاً:
مرضى الفشل الكلوي بغزة.. رحلة معاناة يضاعفها انعدام المقومات العلاجية
الثورة /وكالات
تكتظ غرفة كبيرة في قسم “غسل الكلى” بمجمع الشفاء بمُصابي “الفشل الكلوي”. يرقد كل منهم على سريره إلى جانب الجهاز الخاص بغسل الكلى الذي يخرج منه أنبوب يتصل بإحدى ذراعيه، في جلسة علاجية تستمر أربعة ساعات متواصلة.
ويقول وائل سكيك المُصاب بالفشل الكلوي منذ ثلاث سنوات، إن معاناته تضاعفت منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية بسبب الانقطاع المتكرر عن جلسات “غسل الكلى” الذي يُشكل شريان الحياة له.
ويضيف: “اعتدت على غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً، وكنت أمكث في كل جلسة أربع ساعات، لكن بعد اندلاع الحرب تقلّص عدد جلسات الغسل إلى مرتين أسبوعياً، الأمر الذي يضاعف معاناتي، عدا عن عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، وأبرزها المياه العذبة اللازمة للجهاز”.
ومع اجتياح الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، ونزوحه من بيته الواقع في جنوب غربي مدينة غزة إلى منطقة تل الهوا، انقطع سكيك عن غسل الكلى لمدة 29 يوماً متواصلة ما فاقم من معاناته الصحية. كما أن الذهاب إلى مجمع الشفاء بات يمثل رحلة شاقة نتيجة عدم توفر وسيلة مواصلات، ما يدفعه إلى السير مسافات طويلة، وبالتالي زيادة متاعبه.
ويضطر في كثير من الأوقات، مثل غيره من المرضى، لركوب عربة يجرها حيوان بسبب عدم توفر السولار اللازم لتشغيل مركبات النقل، إذ يعاني الرجل من هشاشة في العظام، وارتفاع ضغط الدم، ما ينعكس أيضاً على حالته الصحية المُتردية أصلاً، وهو يعاني بشدة جراء نقص الأكل الصحي، وانعدامه في كثير من الأوقات.
وكانت أعداد مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة قبل العدوان تبلغ 1100 مريض، من بينهم 600 في محافظتي غزة وشمال القطاع، و500 مريض في وسط وجنوب القطاع. وتضاعفت معاناة هؤلاء المرضى في أعقاب تدمير جيش الاحتلال قسم “غسل الكلى” في مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، خلال العملية العسكرية التي شنها جيش الاحتلال على المجمع في 18 مارس الماضي، والتي استمرت لمدة أسبوعين، وأخرجته عن الخدمة بالكامل.
وكانت هذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء منذ بداية حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023م، إذ اقتحمته لأول مرة في 16 نوفمبر 2023م، بعد حصاره لمدة أسبوع، وجرى خلال ذلك تدمير ساحاته وأجزاء كبيرة من مبانيه ومعداته الطبية ومولد الكهرباء.
إلى جانب سكيك، بدا واضحاً حجم الألم الذي تعانيه هنادي عبد الواحد وهي تجري عملية غسل الكلى. تقول عبد الواحد، وهي شابة عشرينية اقتحم المرض جسدها قبل ثماني سنوات، إنها اعتادت على الخضوع لجلسات غسل الكلى ثلاث مرّات أسبوعياً، لكن العدد تقلّص إلى مرتين خلال حب الإبادة بسبب نقص الأجهزة، وهو ما ينعكس سلباً على حالتها الصحية.
وتمضي بالقول: “لا يمكنني العيش من دون الخضوع لجلسات غسل الكلى أسبوعياً نتيجة ظهور عدة أعراض أبرزها عدم القدرة على التنفس والإرهاق وفُقدان الشهية”، مشيرة إلى انقطاعها عن غسل الكلى لمدة 21 يوماً متواصلة خلال فترة اجتياح الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، “كانت هذه الفترة أصعب أيام مرّت عليّ منذ بداية الحرب”.
وتصف هنادي الصعوبات التي فرضها العدوان الإسرائيلي عليها وعلى أقرانها من المرضى بأنها “معاناة فوق معاناة”، فإضافة إلى متاعب المرض، والتداعيات المُصاحبة له، هناك صعوبات في توفر وسائل النقل من المنزل إلى المستشفى لغسل الكلى. وتبين أنها كانت تنوي زراعة كلى في أحد مستشفيات القطاع للانتهاء من مشكلتها مع المرض، لكن الحرب أفسدت ذلك المخطط.
ويطالب مرضى الفشل الكلوي في غزة بالسفر إلى الخارج للعلاج لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان، أو المسارعة في وقف الحرب وإعادة إعمار القطاع الصحي كي يمكنهم تلقي العلاج.
بدوره، يؤكد رئيس قسم أمراض الكلى بمجمع الشفاء الطبي، غازي اليازجي، أن “واقع قسم غسل الكلى في مجمع الشفاء، وأوضاع المرضى الذين يتلقون الخدمة بداخله غاية في الصعوبة، فالقسم يواجه عدة عقبات أبزرها زيادة أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى غسل الكلى عن أعداد الأجهزة المتوفرة”.
ويوضح أن عدد المرضى يعانون قصوراً كلوياً، ويرتادون المشفى هذه الأيام 68 مريضاً، وهؤلاء يحتاجون إلى جلستي غسل كلى أسبوعياً ،”في حين نعاني نقصاً فادحاً في أعداد الأجهزة المتوفرة داخل القسم، بسبب إحراق الاحتلال عدد كبير منها خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في شهر مارس الماضي”.
ويبين اليازجي أن القسم يحتوي على 27 جهازاً من أصل 70 جهازاً قبل الحرب، ولا يتناسب العدد الحالي مع أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى الجلسات، كما أن تقليل عدد جلسات غسل الكلى يتسبب بمضاعفات صحية للمرضى، مشيراً إلى أن أبرز تلك المضاعفات والتي تتمثل في تراكم السموم، وارتفاع نسبة الاملاح، وزيادة نسبة السوائل على عضلة القلب والرئتين.
وينبه الطبيب الفلسطيني أنه وبالإضافة إلى قلة عدد الأجهزة يعاني قسم غسيل الكلى من عدم توفر السولار اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، وتعطل محطة تحلية المياه العذبة اللازمة لأجهزة غسل الكلى.
ويعاني قسم غسيل الكلى كذلك من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي، وأبرزها نقص القساطر المؤقتة أو المستديمة، فضلاً عن قلة عدد الكوادر الطبية المتخصصة، ما ينعكس سلباً على عمل القسم، وعلى المنظومة الصحية عموماً.
ويقول اليازجي، إن أعداداً من مرضى الكلى تكررت وفاتهم بسبب تردي أوضاعهم الصحية خلال العدوان، فهناك مرضى يعانون قصوراً مزمناً في الكلى، وهم بحاجة لأجهزة متقدمة، وجلسات متعددة، لكن ذلك غير متوفر.