تحالف الخصوم على رأس إندونيسيا وباسويدان يستعد للطعن في نتائج الانتخابات
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
جاكرتا- تعد الانتخابات في إندونيسيا، من أطول مواسم الانتخابات في العالم، إذ تمتد نحو 7 أشهر، كما تبدأ الاستعدادات لها سياسيا وقانونيا وماليا على مستوى الأحزاب قبل أكثر من عام. وبعد 35 يوما من العد والفرز اليدوي والإلكتروني الذي شابه الكثير من الجدل، عقب الانتخابات الأخيرة، أعلنت مفوضية الانتخابات الإندونيسية فوز وزير الدفاع الحالي الجنرال المتقاعد برابوو سوبيانتو في الانتخابات الرئاسية.
وبحسب المفوضية، فقد حصل سوبيانتو على 96 مليونا و214 ألفا و691 صوتا أو ما نسبته 58.58% من الأصوات، ولن يتسلم الرئاسة على الفور، بل سيكون وصوله إلى القصر الرئاسي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل حسب الجدول الانتخابي الطويل لإندونيسيا.
ويؤكد برابوو سوبيانتو في كلماته مرارا شكره للرئيس الحالي جوكو ويدودو وامتنانه لتأثير دعمه له رغم أن الرجلين تنافسا مرتين في انتخابات عام 2014 و2019، ولكنهما تحالفا بعد انتخابات 2019، وتوافقا وتسلم برابوو وزارة الدفاع في حكومة خصمه وتجاوزا بذلك في حينه خلافا حول نتائج الانتخابات وصل إلى قاعة المحكمة الدستورية وتحول إلى تظاهرات في شوارع جاكرتا.
دعم الرئيس الإندونيسي الحالي جوكو ويدودو ترشيح سوبيانتو جاء مشفوعا بترشيح نجله غيبرين ليكون نائبا للرئيس (الجزيرة) تراجع متدرجوجاء تحالف الرجلين في هذه الانتخابات مشفوعا بترشيح جوكو ويدودو نجله مع الجنرال المتقاعد برابوو، كمرشح لنائب الرئيس وهو والي مدينة صولو غيبران راكا بومينغ راكا (36 عاما) رغم كل ما شاب ذلك الترشيح من جدل قانوني بسبب تعديل قضائي لمادة في قانون الانتخابات سهّلت ترشح نجل الرئيس قبيل التقدم بأوراق الترشيح أواخر العام الماضي.
ولا يغيب دعم 10 أحزاب مهمة لبرابوو سهّلت فوزه في الرئاسيات بنسبه 58% رغم أن حزبه حركة إندونيسيا العظمى الذي أسسه ويتزعمه حصل فقط على 13.22% من الأصوات بصعود طفيف عن انتخابات عام 2019 التي حصل فيها على 12.57%، خلافا لبعض التقديرات والاستطلاعات التي كانت قد توقعت صعودا قويا لحزبه إلى المرتبة الأولى.
ويلاحظ أن النسبة التي حصل عليها برابوو هذه المرة وهي ثالث مرة يخوض فيها المعركة الرئاسية تجاوزت النسب التي حصل عليها في المرات الماضية خلال 15 عاما.
ففي عام 2009 عندما كان مرشحا لنائب الرئيس مع المرشحة الرئاسية في حينه ميغاواتي سوكارنو بوتري حصلا معا على 26% فقط مقابل فوز كاسح بنسبة 60.80% لسوسيلو بامبانغ يوديونو، المتحالف معه هذه المرة في مفارقة أخرى تجعل تحالف الخصوم السابقين سمة مميزة له.
وفي عام 2014 حصل برابوو سوبيانتو في الانتخابات الرئاسية على 46.85% من الأصوات في مواجهة أولى مع الرئيس الحالي جوكو ويدودو، وفي المواجهة الثانية بين جوكو ويدودو وبرابوو في عام 2019 حصل برابوو على 44.68%.
داعمو باسويدان يستفيدون
أما مرشح تحالف التغيير أنيس باسويدان الشخصية السياسية والأكاديمية الصاعدة في السنوات الماضية، والذي كان وزيرا للتعليم لفترة وجيزة ثم حاكما للعاصمة جاكرتا، فرغم أنه ليس رئيسا لحزب وليس عضوا في أي حزب فإنه حصل على 40 مليونا و971 ألفا و906 أصوات.
وقد تعهد باسويدان برفع طعون لدى المحكمة الدستورية بشأن مخالفات وانحرافات عن المسار الديمقراطي حسب قوله، وبناء على تحقيقات فريقه القانوني، وقعت قبل الانتخابات وفي يوم الاقتراع وبعده، وفي ذلك كما يرى وفاء لتفويض عشرات الملايين من الناخبين له وجزءا من التقدير لأصواتهم.
واللافت أن الأحزاب المرشحة لأنيس باسويدان -ذي الأصول الحضرمية- كسبت من ترشحه ارتفاعا طفيفا في أصواتها وفي مقاعدها، مستفيدة من شعبيته بشكل واضح، مقارنة بما حصلت عليه عام 2019.
فحزب العدالة والرفاه الإسلامي زادت أصواته بفارق تجاوز المليون إلى نسبة 8.42% مقارنة بالانتخابات الماضية، وكذلك حزب نهضة الوطن -المرتبط بجمعية نهضة العلماء- الذي رشح رئيسه عبد المهيمن إسكندر لمنصب نائب الرئيس مع باسويدان، حيث ارتفعت أصواته بفارق نحو 2.5 مليون صوت إلى نسبة 10.61%، فيما زاد عدد المصوتين للحزب القومي الديمقراطي العلماني التوجه بزعامة السياسي المخضرم سوريا بالوه بفارق مليوني صوت إلى نسبة 9.65%.
أنصار برابوو يحتلفون بفوزه في قاعة جنوب جاكرتا (الجزيرة) الحزب المتصدرومن مفارقات الانتخابات الإندونيسية هذا العام، أن حزب النضال من أجل الديمقراطية وهو الحزب الذي يقود التحالف الحاكم الحالي والذي رشح الرئيس الحالي جوكو ويدودو في انتخابات 2014 و2019 كان في مواجهة انتخابية معه، فالرئيس جوكو ويدودو اختار مناورة سياسية مختلفة ودعم وزير دفاعه الجنرال برابوو ورشح معه ابنه بل وسلم ابنه الثاني رئاسة حزب شبابي علماني آخر.
وكان حزب النضال بزعامة ميغاواتي سوكارنو بوتري قد استبق ذلك بترشيح حاكم إقليم جاوا الوسطى الأسبق غانجار برانوو للرئاسة فجاء في المرتبة الثالثة حيث حصل على 27 مليونا و40 ألفا و878 صوتا وهو ما نسبته 16.47%.
واللافت هنا أنها نسبة مقاربة لما حصل عليه الحزب في الانتخابات التشريعية وكأن الحزب لم يستطع كسب أكثر من مليوني صوت خارج دائرة مؤيديه التقليديين حيث حصل الحزب بالبرلمان على ما نسبته 16.72% من الأصوات، محافظا بذلك على مكانته كأكبر الأحزاب البرلمانية للمرة الثالثة على التوالي، رغم أنه يسجل تراجعا مطردا.
لكن وجود نجل الرئيس جوكو ويدودو كنائب للرئيس برابوو، وما شاب العلاقة خلال عام مضى بينه وبين حزبه الذي رفعه من منصب والي مدينة صولو إلى حكم العاصمة إلى الرئاسة، في مفارقة لافتة في الممارسة السياسية، قد يعيق في نظر محللين احتمال انضمام حزب النضال إلى التحالف العريض والقوي تشريعيا للرئيس المنتخب، حيث يرى قادة الحزب أن الرئيس الحالي جوكو ويدودو قد انقلب عليهم عندما اتخذ قرارات انتخابية مختلفة عنهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات من الأصوات رغم أن
إقرأ أيضاً:
أوريشنيك أم صاروخ عابر للقارات؟ روسيا تحيّر الخصوم والخبراء
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت متأخر من ليل الخميس، أن روسيا أطلقت صاروخا باليستيا فرط صوتي في طور التجربة على هدف في أوكرانيا ليل الأربعاء، لكن التقارير تضاربت بشأن نوع الصاروخ المُستخدم في الهجوم، وفقا لتقرير بمجلة نيوزويك الأميركية.
وخلال حديث تلفزيوني، خاض بوتين في تفاصيل الصاروخ الذي استُخدم في الغارة على دنيبرو بأوكرانيا، وفقا لما نقله الإعلام الروسي.
وقال إن "من بين العمليات التي أُنجزت تجربة أحد أحدث أنظمة الصواريخ الروسية متوسطة المدى، وهو صاروخ باليستي فرط صوتي مزود برأس حربي غير نووي".
وأضاف أن "المشغلين الروس أطلقوا على المنظومة اسم أوريشنيك (شجرة البندق). واعتُبرت التجارب ناجحة، حيث أُصيب الهدف وفق المخطط".
وحذر بوتين من أن بلاده قد تضرب أهدافا عسكرية لأي دولة تورد أسلحة تستخدم لمهاجمة روسيا.
وذكر الرئيس الروسي أن إجراء تجربة قتالية لمنظومة "أوريشنيك" جاء ردا على التصرفات "العدوانية" لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد موسكو، مشيرا إلى إطلاق أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية بعيدة المدى ضد روسيا.
وقد أُطلق الصاروخ على مدينة دنيبرو وسط أوكرانيا من مقاطعة أستراخان جنوب غربي روسيا، وفقا لما ذكرته القوات الجوية الأوكرانية، التي قالت أيضا إن موسكو أطلقت بشكل منفصل صاروخ كينجال الفرط صوتي، و7 صواريخ كروز من طراز "خا-101".
تضارب وتحقيق
من ناحية أخرى، لم تؤكد وزارة الدفاع الروسية الأنباء التي أفادت بأن الهجوم ربما نُفذ بصاروخ عابر للقارات، كما تجنب الكرملين ووزارة الخارجية الروسية -خلال مؤتمرات صحفية أمس الخميس- الإجابة على أسئلة بشأن الاستخدام المزعوم لهذا الصاروخ.
وكذلك، شكك خبراء في إطلاق صاروخ عابر للقارات، وألمحوا إلى أن روسيا ربما أطلقت صاروخا باليستيا متوسط المدى، وذلك فيما تجري أوكرانيا تحقيقات معمقة للتأكد من نوع الصاروخ المستخدم.
من جانبه، قال كورت فولكر، السفير الأميركي السابق لدى الناتو والذي شغل أيضا منصب الممثل الأميركي الخاص في المفاوضات المتعلقة بأوكرانيا، إن روسيا ربما حاولت بهذه الضربة الصاروخية أن تجعل خطابها النووي أكثر تخويفا.
من جهة أخرى، قال وليام ألبركي، الباحث في مركز "هنري إل. ستيمسون"، إنه من الناحية العسكرية لا معنى لاستخدام صاروخ عابر للقارات، قليل الدقة نسبيا، في مثل تلك الضربة التي نفذتها روسيا.
في السياق نفسه، قال مسؤول أميركي لشبكة "إن بي سي" إن روسيا لم تطلق صاروخا عابرا للقارات على أوكرانيا كما زعمت كييف.
ما الصواريخ العابرة للقارات؟الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تستطيع قطع مسافات أبعد من 5500 كيلومتر، وتعد من الأسلحة الإستراتيجية القادرة على حمل رؤوس نووية.
وطول مداها يجعلها قادرة على تهديد أراضي دول تبعد آلاف الكيلومترات، وتعمل الولايات المتحدة حاليا على تحديث صواريخها العابرة للقارات من طراز "مينيت مان 3" -التي تشكّل المكون الأرضي من ثلاثيتها النووية- إلى طراز "سنتينل".
أما الصواريخ العابرة للقارات التي زعمت أوكرانيا أن روسيا استخدمتها ضدها فهي من طراز "آر إس-26" المتنقلة على الطرق، والتي تُعرف أيضا باسم "روبيج"، وتستطيع هذه الصواريخ حمل رأس حربي نووي أو تقليدي.
بيد أن هناك شكوكا فيما إن كان الصاروخ المستخدم في الهجوم الروسي الأخير من طراز "آر إس-26″، أو صاروخا باليستيا متوسط المدى.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "خصائص" الصاروخ، بما في ذلك سرعته وارتفاعه، تشير إلى أنه صاروخ باليستي عابر للقارات، لكن التحقيقات جارية للوقوف على حقيقة الأمر.
هل سبق استخدامه؟
ما زالت أمور كثيرة غامضة بشأن ذلك الهجوم، لكن إذا تأكد استخدام صاروخ "آر إس-26″، فسيكون ذلك أول استخدام قتالي في التاريخ لصاروخ باليستي عابر للقارات برأس حربي تقليدي.
ويقول محللون إن روسيا إن كانت قد استخدمت صاروخ روبيج فإنه ليس الخيار العملي بالنسبة لها لضرب هدف مثل المنشأة المستهدفة في دنيبرو.
ويوضح وليام فرير، الباحث في "مجلس الجيوستراتيجيا" ببريطانيا، أن "صاروخ آر إس-26 مصمم لحمل رؤوس نووية، لكن من الواضح أنه لم يُستَخدم بهذا الشكل في ذلك الهجوم".
وأضاف أن "روسيا على الأرجح استخدمت صاروخ آر إس-26 على سبيل التخويف لداعمي أوكرانيا، لأجل تصعيد التوترات بشأن استخدام صواريخ باليستية ذات قدرة نووية، تستطيع ضرب عواصم أوروبية".